اَلْأَرْبَعُ اَلَّتِيْ لَاْ تُفِيْدُ وَلَاْ تَنْفَعُ إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا . أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : اتَّقُوا اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ سُبْحَانَهُ فَقَالَ : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ فَاتَّقُوا اللهَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ وَاسْتَعِيذُوا بِاللهِ مِمَّا اسْتَعَاذَ مِنْهُ نَبِيُّكُمْ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ ؛ فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يَقُولُ : «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الأَرْبَعِ : مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ ، وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ » ، وَمَعْنَى : «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ » ؛ أَيْ : أَلْجَأُ إِلَيْكَ وَأَسْتَجِيرُ بِكَ وَأَسْأَلُكَ يَا اللهُ أَنْ تُعِيذَنِي ، وَتَعْصِمَنِي ، وَتُحْصِنَنِي مِنْ شَرِّ هَذِهِ الْأَرْبَعِ ، وَأَوَّلُهَا : قَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ » : وَالْمَقْصُودُ بِالْعِلْمِ هُنَا ؛ الْعِلْمُ الشَّرْعِيُّ الَّذِي لَا يَهْدِي صَاحِبَهُ إِلَى الْحَقِّ وَالرَّشَادِ ، وَلَا يَمْنَعُهُ مِنَ الضَّلَالِ وَالِانْحِرَافِ وَالْفَسَادِ ، لَا يَزِيدُ فِي إِيمَانِهِ ، وَلَا يُهَذِّبُ فِي أَخْلَاقِهِ ، يَعْرِفُ الْوَاجِبَ وَيَتْرُكُهُ ، وَيَعْلَمُ الْحَرَامَ وَيَرْتَكِبُهُ ، بِاخْتِصَارٍ ؛ يَعْلَمُ وَلَكِنَّهُ لَا يَعْمَلُ بِعِلْمِهِ : لَوْ كَانَ فِي الْعِلْمِ مِنْ دُونِ التُّقَى شَرَفٌ لَكَانَ أَشْــــــرَفَ خَــــــــلْقِ اللهِ إِبْلِـــــــــيسُ عِلْمُكَ الَّذِي لَا يَجْعَلُكَ مُطِيعًا لِرَبِّكَ - عَزَّ وَجَلَّ - ، وَلَا مُتَّبِعًا لِمَا جَاءَ عَنْ نَبِيِّكَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لَا فَائِدَةَ فِيهِ وَلَا ثَمَرَةَ لَهُ ، وَهُوَ الْعِلْمُ الَّذِي لَا يَنْفَعُ ، وَشَبَّهَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ – صَاحِبَهُ بِالْحِمَارِ الَّذِي يَحْمِلُ اَلْأَسْفَاْرَ ، يَحْمِلُ الْكُتُبَ وَلَا يَدْرِي مَا بِهَا ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾. وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِه؛ فِيمَ أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ عِلْمِهِ؛ فِيمَ فَعَلَ فِيهِ؟ وَعَنْ مَالِهِ؛ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ؟ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ؟ وَعَنْ جِسْمِهِ؛ فِيمَ أَبْلَاهُ؟» ، فَيَجِبُ عَلَيْكَ أَخِي الْمُسْلِمُ أَنْ تَتَعَلَّمَ وَتَعْمَلَ ، تَعْمَلُ بِمَا عَلَّمَكَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - تَعَلَّمْتَ أَهَمِّيَّةَ التَّوْحِيدِ ، فَابْتَعِدْ عَنِ الشِّرْكِ ، تَعَلَّمْتَ أَهَمِّيَّةَ السُّنَّةِ ، فَإِيَّاكَ وَالْبِدَعَ وَأَهْلَهَا ، تَعَلَّمْتَ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ وَصِلَةَ الرَّحِمِ ، فَاحْذَرِ الْعُقُوقَ وَالْقَطِيعَةَ ، فَعِلْمُكَ بِلَا عَمَلٍ وَبَالٌ وَشَرٌّ عَلَيْكَ ، يَقُولُ ابْنُ الْقَيِّمِ - رَحِمَهُ اللهُ - : لَوْ نَفَعَ الْعِلْمُ بِلَا عَمَلٍ؛ لَمَا ذَمَّ اللهُ سُبْحَانَهُ أَحْبَارَ أَهْلِ الْكِتَابِ، وَلَوْ نَفَعَ الْعَمَلُ بِلَا إِخْلَاصٍ؛ لَمَا ذَمَّ الْمُنَافِقِينَ. قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ » : أَيْ : قَلْبٍ لَا يَتَأَثَّرُ وَلَا يُذَلُّ للهِ ، وَلَا يَنْقَادُ لِأُمُورِ شَرْعِهِ وَلَا يَعْمَلُ بِطَاعَتِهِ ، أَيْ : قَلْبٍ قَاسٍ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ ، وَاللهُ - عَزَّ وَجَلَّ – يَقُولُ عَنْ مِثْلِهِ : ﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ ، وَيَقُولُ ابْنُ الْقَيِّمِ - رَحِمَهُ اللهُ- : وَأَبْعَدُ الْقُلُوبِ مِنَ اللهِ الْقَلْبُ الْقَاسِي ، وَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ : ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ . إِذَا قَسَى الْقَلْبُ صَارَ نِقْمَةً عَلَى صَاحِبِهِ ، وَلَا خَيْرَ فِيهِ وَهُوَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ، وَحَرِيٌّ بِأَنْ يُسْتَعَاذَ بِاللهِ مِنْهُ وَيَعْمَلَ عَلَى إِصْلَاحِهِ ، وَلَا سَبِيلَ إِلَى ذَلِكَ إِلَّا بِالتَّوْبَةِ إِلَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - ، وَالْإِكْثَارِ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ، وَكَثْرَةِ ذِكْرِ اللهِ سُبْحَانَهُ ، وَجِهَادِ النَّفْسِ فِي طَاعَةِ اللهِ وَتَرْكِ مَعْصِيَتِهِ ، وَحَذَرِ الذُّنُوبِ فَهِيَ مِنْ أَخْطَرِ أَسْبَابِ قَسْوَةِ الْقُلُوبِ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾. بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ . أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : وَقَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فِي الْحَدِيثِ : « وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ » : أَيْ : لَا تَشْبَعُ مِنَ الدُّنْيَا ، وَلَا مِنْ مَلَذَّاتِهَا ، وَلَا مِنْ شَهَوَاتِهَا ، مُصَابَةٌ بِالطَّمَعِ وَالْحِرْصِ وَالْجَشَعِ ، كُلَّمَا حَصَلَتْ عَلَى أَمْرٍ مِنْ زَخَارِفِ الدُّنْيَا سَعَتْ إِلَى مَا هُوَ أَكْثَرُ وَأَكْبَرُ مِنْهُ ، لَوْ مَلَكَتْ وَادِيَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ لَابْتَغَتْ لَهُمْ ثَالِثًا ، نَفْسٌ هَمُّهَا الدُّنْيَا لَا تَشْبَعُ مِنْهَا ، تَرْكُضُ وَتَلْهَثُ وَتَجْمَعُ وَتَكْنِزُ حَتَّى يُفَاجِئَهَا الْمَوْتُ وَهِيَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ ذَلِكَ : ﴿أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ ، فَحَرِيٌّ بِنَفْسٍ كَهَذِهِ أَنْ يُسْتَعَاذَ بِاللهِ مِنْهَا ؛ لأَنَّ فِي وُجُودِهَا دَلِيلًا عَلَى الْخَسَارَةِ وَعَدَمِ الْفَلَاحِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ ». الْقَنَاعَةُ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ كَنْزٌ لَا يَفْنَى ، وَلِذَلِكَ أَوْصَى بِهَا النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَبَا هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ فَقَالَ ـ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ـ : « يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ! كُنْ وَرِعًا تَكُنْ مِنْ أَعْبَدِ النَّاسِ ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ مِنْ أَغْنَى النَّاسِ ، وَأَحِبَّ لِلْمُسْلِمينَ وَالْمُؤْمِنِينَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ وَأَهْلِ بَيْتِكَ » . وَأَخِيرًا ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ : يَقُولُ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ » . أَيْ : لَا يُسْتَجَابُ لَهُ ، وَاللهُ - عَزَّ وَجَلَّ – يَقُولُ : ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ ، وَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَائِلٍ : ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾ ، فَالْأَمْرُ مُخِيفٌ ؛ أَنْ تَدْعُو اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ – وَلَا يَسْتَجِيبُ لَكَ بِسَبَبِ سَخَطِهِ وَغَضَبِهِ عَلَيْكَ ، بِسَبَبِ ذُنُوبِكَ وَمَعَاصِيكَ وَمِنْهَا أَكْلُكَ الْحَرَامُ وَالتَّغَذِّي بِهِ ، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ المُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به المُرْسَلِينَ، فقالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ﴾، وقالَ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إلى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فَأَنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟!» فَاتَّقُوا اللهَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ وَاسْتَعِيذُوا مِمَّا اسْتَعَاذَ مِنْهُ نَبِيُّكُمْ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ ، اعْمَلُوا بِعِلْمِكُمْ ، وَأَذِيبُوا قَسْوَةَ قُلُوبِكُمْ ؛ ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ ، وَاقْنَعُوا بِمَا آتَاكُمْ رَبُّكُمْ ؛ « مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا » ، وَإِيَّاكُمْ وَالْحَرَامَ ؛ أَكْلَهُ ، وَلُبْسَهُ ، وَالتَّغْذِيَةَ بِهِ . أَلَا وَصَلُّوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمًا ؛ ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ : «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ » ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكَ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ ، صَاحِبِ الْوَجْهِ الْأَنْوَرِ وَالْجَبِينِ الْأَزْهَرِ ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ صَحَابَتِهِ أَجْمَعِينَ ، وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَجُودِكَ وَإِحْسَانِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . اللَّهُمَّ انْصُرِ الْإِسْلَامَ وَاعِزَّ الْمُسْلِمِينَ ، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ ، وَاجْعَلْ بَلَدَنَا هَذَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ ، وَلَا تَجْعَلْنَا ضَالِّينَ مُضِلِّينَ ، وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا أَجْمَعِينَ . ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ . عِبَادَ اللهِ : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا : http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|