لِلْمُجَاْهِدِيْنَ
لِكَيْ لَاْيَكُوْنُوْا مِنْ اَلْخَاْسِرِيْنَ
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ، وَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إِلَهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، وَقَيُّومُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمُصْطَفَى الْأَمِينُ ، وَالْمَبْعُوثُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَصِيَّتُهُ لِعِبَادِهِ ، يَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ : ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ – جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ :
يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾، يَقُولُ ابْنُ كَثِيرٍ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ فِي تَفْسِيرِهِ : " هِيَ عَامَّةٌ فِي كُلِّ مَنْ عَبَدَ اللهَ عَلَى غَيْرِ طَرِيقَةٍ مَرْضِيَّةٍ يَحَسَبُ أَنَّهُ مُصِيبٌ فِيهَا ، وَأَنَّ عَمَلَهُ مَقْبُولٌ ، وَهُوَ مُخْطِئٌ ، وَعَمَلُهُ مَرْدُودٌ " .
وَمِنَ الْعِبَادَاتِ الْعَظِيمَةِ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ ؛ الَّتِي يُتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ، وَيَجِبُ أَنْ تَكُونَ عَلَى طَرِيقَةٍ مَرْضِيَّةٍ مَقْبُولَةٍ ؛ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ يَقُولُ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ـ : « رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ » ، فَالْجِهَادُ مِنْ أَعْظَمِ الْعِبَادَاتِ ، وَلَا يَكُونُ مَقْبُولًا عِنْدَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَّا بِضَوَابِطِهِ وَشُرُوطِهِ الشَّرْعِيَّةِ ، الَّتِي إِذَا خَالَفَهَا أَوِ افْتَقَدَ شَيْئًا مِنْهَا ، فَإِنَّ صَاحِبَهُ مِنَ الْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ، بَلْ لَا يُعْتَبَرُ شَرْعًا مُجَاهِدًا ، إِنَّمَا هُوَ مُقَاتِلٌ خَاسِرٌ غَيْرُ رَابِحٍ ، حَظُّهُ مِنْ قِتَالِهِ الْخَرَابُ وَالدَّمَارُ وَالدِّمَاءُ وَالْأَشْلَاءُ فِي الدُّنْيَا ، وَالْعَذَابُ وَالنَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَمِنْ شُرُوطِهِ لِقَبُولِهِ : الْإِخْلَاصُ للهِ ، فَجِهَادٌ مِنْ غَيْرِ إِخْلَاصٍ للهِ ، فَصَاحِبُهُ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ ، فَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ ، جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ الرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً ، وَيُقَاتِلُ شَجَاعَةً ، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً ، فَأَنَّى ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ ؟ قَالَ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ » ، وَمَفْهُومُ الْحَدِيثِ : أَنَّ الَّذِي يُقَاتِلُ حَمِيَّةً ؛ أَيْ : دِفَاعًا عَنْ قَوْمِهِ ، وَالَّذِي يُقَاتِلُ شَجَاعَةً ، وَالَّذِي يُقَاتِلُ لِيَمْدَحَهُ النَّاسُ ، لَيْسَ فِي سَبِيلِ اللهِ ، أَيْ : لَا أَجْرَ لَهُ ؛ أَيْ : خَاسِرٌ لَا قِيمَةَ عِنْدَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِقِتَالِهِ ، أَمَّا مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا، وَكَانَتْ غَايَتُهُ وَنِيَّتُهُ مِنْ قِتَالِهِ ؛ أَنْ تُصْبِحَ كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ هِيَ الْكَلِمَةَ النَّافِذَةَ فِي هَذِهِ الْأَرْضِ، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَهُوَ الْمُجَاهِدُ الْحَقِيقِيُّ، الَّذِي إِنْ قُتِلَ نَالَ الشَّهَادَةَ، وَإِنْ رَجَعَ رَجَعَ بِأَجْرٍ وَغَنِيمَةٍ.
فَالْإِخْلَاصُ مُهِمٌّ فِي جَمِيعِ الْعِبَادَاتِ ، لَا سِيَّمَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، وَمَعَهُ الِاتِّبَاعُ لِرَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَهَذَا مُقْتَضَى شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ؛ التَّوْحِيدُ وَالِاتِّبَاعُ ، فَمَنْ حَقَّقَ ذَلِكَ فَجِهَادُهُ فِي سَبِيل اللهِ ، وَمَنْ أَخَلَّ بِهِمَا وَزَعَمَ الْجِهَادَ ؛ أَيْ : شَابَ تَوْحِيدَهُ الشِّرْكُ ، وَاتِّبَاعَهُ الْبِدَعُ ، وَيَقِينَهُ الشَّكُّ ، وَإِيمَانَهُ الضَّعْفُ ، فَهُوَ أَيْضًا عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ ، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ : شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ مِمَّنْ مَعَهُ يَدَّعِي الْإِسْلَامَ : هَذَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ. فَلَمَّا حَضَرَ الْقِتَالُ قَاتَلَ الرَّجُلُ مِنْ أَشَدِّ الْقِتَالِ، وَكَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحُ فَأَثْبَتَتْهُ، فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ الرَّجُلَ الَّذِي تَحَدَّثْتَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ؟ قَدْ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مِنْ أَشَدِّ الْقِتَالِ، فَكَثُرَتْ بِهِ الْجِرَاحُ، فَقَالَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « أَمَا إِنَّهُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ » . فَكَادَ بَعْضُ الْمُسْلِمِينَ يَرْتَابُ، فَبَيْنَمَا هُوَ عَلَى ذَلِكَ إِذْ وَجَدَ الرَّجُلُ أَلَمَ الْجِرَاحِ، فَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلَى كِنَانَتِهِ، فَانْتَزَعَ مِنْهَا سَهْمًا، فَانْتَحَرَ بِهَا، فَاشْتَدَّ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، صَدَّقَ اللَّهُ حَدِيثَكَ؛ قَدِ انْتَحَرَ فُلَانٌ، فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا بِلَالُ، قُمْ فَأَذِّنْ: « لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَإِنَّ اللَّهَ لَيُؤَيِّدُ هَذَا الدِّينَ بِالرَّجُلِ الْفَاجِرِ ».أَسْأَلُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يَهْدِيَ ضَالَّ الْمُسْلِمِينَ ، إِنَّهُ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبٌ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
فَالْإِخْلَاصُ وَالْمُتَابَعَةُ ، شَرْطَانِ مُهِمَّانِ فِي الْجِهَادِ ؛ إِذَا فُقِدَا أَوْ فُقِدَ أَحَدُهُمَا ، فَهُوَ جِهَادٌ مَزْعُومٌ لَا حَقِيقَةَ لَهُ ، وَهُنَاكَ شُرُوطٌ أَيْضًا لَا بُدَّ أَنْ تَتَوَفَّرَ فِي الْجِهَادِ ، وَهِيَ مِنْ مُقْتَضَيَاتِ الْإِخْلَاصِ وَالْمُتَابَعَةِ ، دَلَّتْ عَلَيْهَا الْأَدِلَّةُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، مِنْ أَهَمِّهَا ؛ أَنْ يَدْعُوَ إِلَيْهِ وَلِيُّ الْأَمْرِ إِمَامُ الْمُسْلِمِينَ ، يَقُولُ الشَّيْخُ صَالِحُ الْفَوْزَانُ - حَفِظَهُ اللهُ -: إِمَامُ الْمُسْلِمِينَ فِي كُلِّ بَلَدٍ هُوَ وَلِيُّ أَمْرِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ . وَمِنْهَا : إِذْنُ الْوَالِدَيْنِ ، وَأَنْ يَغْلُبَ عَلَى الظَّنِّ انْتِصَارُ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَنْ يَكُونَ تَحْتَ رَايَةٍ وَاضِحَةٍ لَيْسَتْ حِزْبِيَّةً وَلَا عَصَبِيَّةً ، وَأَخِيرًا أَنْ يَكُونَ لِلْمُسْلِمِينَ قُوَّةٌ وَمَنَعَةٌ يُجَاهِدُونَ مِنْ وَرَائِهَا .
هَذِهِ أَهَمُّ شُرُوطِ الْجِهَادِ ، الَّتِي يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ الْمُجَاهِدِ الْحِرْصُ عَلَيْهَا ، وَتَحْقِيقُهَا وَعَدَمُ الْإِخْلَالِ بِشَيْءٍ مِنْهَا ، لِيَحْظَى بِإِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ، وَيَسْلَمَ مِنَ الْخَسَارَةِ ، وَلَا يَكُونَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَنْ أَمْثَالِهِمْ : ﴿ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴾ . أَسْأَلُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - لِي وَلَكُمْ عِلْمًا نَافِعًا ، وَعَمَلًا لِوَجْهِهِ خَالِصًا ، وَرِزْقًا طَيِّبًا وَاسِعًا ، وَسَلَامَةً دَائِمَةً إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ .
أَلَا وَصَلُّوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمًا : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ وَجَاءَ عَنْهُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ أَنَّهُ قَالَ : « إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ » ، وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا » فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ، صَاحِبِ الْوَجْهِ الْأَنْوَرِ وَالْجَبِينِ الْأَزْهَرِ ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ صَحَابَتِهِ الْغُرَرِ ، أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ الْبَاقِينَ ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعِي التَّابِعِينَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِينَ ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِينَ ، اللَّهُمَّ كُنْ لِإِخْوَانِنَا فِي فِلَسْطِينَ ، اللَّهُمَّ كُنْ لَهُمْ مُعِينًا وَنَصِيرًا ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ ضَعْفَهُمْ ، وَاجْبُرْ كَسْرَهُمْ ، وَارْبِطْ عَلَى قُلُوبِهِمْ ، وَاحْقِنْ دِمَاءَهُمْ ، وَسَلِّمْ أَرْوَاحَهُمْ ، وَآمِنْ رَوْعَاتِهِمْ ، وَاسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ ، وَاجْعَلْ دائِرَةَ السُّوءِ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ . اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ بِسُوءٍ ، اللَّهُمَّ اشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ ، وَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ ، وَتَدْبِيرَهُ سَبَبًا لِتَدْمِيرِهِ وَالْقَضَاءِ عَلَيْهِ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ .
﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾.
عِبَادَ اللهِ :
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .