F
لِلْنَّجَاْةِ مَعْرِفَةُ حَقِيْقَةِ اَلْحَيَاْةِ
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْبَشِيرُ النَّذِيرُ، وَالسِّرَاجُ الْمُنِيرُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الَّذِينَ وَعَدَهُمُ اللهُ بِالْمَغْفِرَةِ وَالْأَجْرِ الْكَبِيرِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّتُهُ لَكُمْ وَلِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ بِأَنَّ لَحَظَاتِ الْأَعْمَارِ تَجْرِي ، وَأَيَّامَ الْأَعْمَارِ تَمْضِي ، وَالْآجَالُ تَقْتَرِبُ :
وَنَزُولُ كَـــــــــــــمَا زَالَ آبَاؤُنَا * وَيَبْقَى الزَّمَانُ عَلَى مَا تَرَى
نَهَــــــارٌ يَمُـــرُّ وَلَــــــــــيْلٌ يَـكُــــــرُّ * وَنَجْـــــمٌ يَغُـــــــــورُ وَنَـجْــــــــــمٌ يُرَى
وَمِمَّا لَا شَكَّ وَلَا رَيْبَ فِيهِ أَنَّنَا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ ، فِي اخْتِبَارٍ وَابْتِلَاءٍ وَامْتِحَانٍ ، كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ .
مِنَ النَّاسِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- مَنْ يَظُنُّ أَنَّ وُجُودَهُ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ مِنْ أَجْلِ جَمْعِ الْمَالِ ، فَصَارَ هَمُّهُ بَرِيقَ الدِّرْهَمِ وَالرِّيَالِ وَالدِّينَارِ . وَمِنَ النَّاسِ مَنْ ظَنَّ أَنَّهُ أُوجِدَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ مِنْ أَجْلِ الْمَنَاصِبِ وَالْمَرَاتِبِ ، فَصَارَ هَمُّهُ أَنْ يُشَارَ إِلَيْهِ بِالْبَنَانِ ، وَيُتَحَدَّثَ عَنْهُ عَلَى كُلِّ لِسَانٍ . وَمِنْهُمْ مَنْ ظَنَّ أَنَّ وُجُودَهُ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ مِنْ أَجْلِ الْمَسَاكِنِ وَالْمَرَاكِبِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ مَلَذَّاتِ الْحَيَاةِ. فَعَاشَ هَؤُلَاءِ لَحَظَاتِ حَيَاتِهِمْ بَيْنَ شَهَوَاتِهِمْ وَمَلَذَّاتِهِمْ ، فَشَغَلَتْهُمْ تِلْكَ الشَّهَوَاتُ وَتِلْكَ الْمَلَذَّاتُ عَنِ الْعَمَلِ الصَّالِحِ ، حَتَّى فَاجَأَهُمُ الْمَوْتُ ، فَتَمَنَّى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الرُّجُوعَ لِيَعْمَلَ وَلَكِنْ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ . ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾.
إِنْ كَانَتِ الْحَيَاةُ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - كَمَا يَحْيَا بَعْضُ النَّاسِ ، أَكْلًا وَشُرْبًا وَلَعِبًا ؛ إِذْ لَا هَمَّ لِأَحَدِهِمْ إِلَّا أَكَلْنَا وَشَرِبْنَا وَرَكِبْنَا وَجَمَعْنَا ؛ فَهَذِهِ وَاللهِ لَيْسَتْ بِحَيَاةٍ ، إِنَّمَا هِيَ حَيَاةُ الْبَهَائِمِ ، بِدَايَتُهَا عَنَاءٌ ، وَنِهَايَتُهَا شَقَاءٌ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ﴾.
فَافْهَمُوا يَا عِبَادَ اللهِ حَقِيقَةَ حَيَاتِكُمْ ، فَقَدْ قَالَ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ ، فَوُجُودُكَ -أَخِي الْمُسْلِمُ- فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ مِنْ أَجْلِ عِبَادَةِ اللهِ ، مِنْ أَجْلِ﴿لِيَعْبُدُونِ﴾، فَاغْتَنِمْ فُرْصَةَ وُجُودِكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ ، اعْمَلْ لِلْآخِرَةِ ، مُسْتَقْبَلُكَ الْحَقِيقِيُّ بِمَلْءِ أَوْقَاتِكَ بِالطَّاعَاتِ ؛ فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَحَياتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ » .
الْعَاقِلُ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ لَا تَخْدَعُهُ الْحَيَاةُ الْفَانِيَةُ بِزَخَارِفِهَا ، وَعَنِ الْآخِرَةِ لَا تَشْغَلُهُ بِمَلَذَّاتِهَا وَزِينَتِهَا ، النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، تَقُولُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُا -: إِنْ كَانَ لَيَقُومُ لِيُصَلِّيَ حَتَّى تَرِمَ قَدَمَاهُ - أَوْ سَاقَاهُ - فيُقَالُ لَهُ ، فَيَقُولُ : « أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا » .
وَلَمَّا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ قَوْلَهُ : ﴿وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ ، كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، اشْتَرُوا أنْفُسَكُمْ؛ لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شيئًا، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ، لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ، لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ، سَلِينِي مَا شِئْتِ مِن مَالِي، لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا » .
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا ، فَالْيَوْمَ عَمَلٌ وَلَا حِسَابَ وَغَدًا حِسَابٌ وَلَا عَمَلَ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ ، الْحَيَوَانُ ؛ أَيْ : الْحَيَاةُ الْحَقِيقِيَّةُ الدَّائِمَةُ الثَّابِتَةُ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا لِمَنْ دَخَلَ الْجَنَّةَ تَنْغِيصٌ وَلَا تَنْكِيدٌ وَلَا خَوْفٌ وَلَا حُزْنٌ ، جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ وَوَالِدِينَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، إِنَّهُ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبٌ . بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
إِنَّ التَّعَلُّقَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ ، وَعَدَمَ الْعَمَلِ وَالِاسْتِعْدَادِ لِلْآخِرَةِ الدَّائِمَةِ الْبَاقِيَةِ ؛ لَهُ عَوَاقِبُ وَخِيمَةٌ ، وَنَتَائِجُ مُرَّةٌ أَلِيمَةٌ ، وَلَا أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ .
وَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :﴿ وَلَوْلا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ، وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ، وَزُخْرُفاً وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ ، أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَجْعَلَنِي وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ ، الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ، وَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ آمِنِينَ ، الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُمْ :﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ﴾.
﴿ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِين﴾، اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ ، اللَّهُمَّ حَبِّبِ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ . اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ، وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ .
اَلْلَّهُمَّ اَجْعَلْنَاْ لَكَ شَاْكِرِيْنَ ذَاْكِرِيْنَ ، حَاْمِدِيْنَ عَاْبِدِيْنَ ، مُخْلِصِيْنَ مُنِيْبِيْنَ تَاْئِبِيْنَ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ .
﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
عِبَادَ اللهِ :
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾. فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120