سُكَاْرَىْ بِلَاْ خُمُوْرٍ
الْحَمْدُ للهِ الْقَائِلِ : ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً ﴾ ، نَحْمَدُهُ حَمْدًا يَلِيقُ بِكَرِيمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ ، ﴿وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ﴾ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ ﴿شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا . أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ ،﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ يَا عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ ؛ بِأَنَّ تَعْطِيلَ الْعَقْلِ ، وَعَدَمَ اسْتِخْدَامِ الْفِكْرِ بِمَا يُحِبُّهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَيَرْضَاهُ ؛ نَوْعٌ مِنْ أَنْوَاعِ السُّكْرِ ، فَقَدْ يَسْكَرُ الْإِنْسَانُ بِلَا خَمْرٍ ، وَلَا أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى عَنْ قَوْمِ لُوطٍ : ﴿لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ ، قَالَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ : ﴿لَفِي سَكْرَتِهِمْ ﴾ ، لَفِي ضَلَالَتِهِمْ ، وَقَالُوا : لَفِي جَهْلِهِمْ وَغَفْلَتِهِمْ . وَقَالُوا : السَّكْرَةُ هِيَ ضَلَالَةُ الطُّغْيَانِ فَهِيَ تُسْكِرُ صَاحِبَهَا فَلَا يُدْرِكُ الْحَقَّ وَالصَّوَابَ، وَ﴿ يَعْمَهُونَ ﴾ قَالُوا : مَعْنَاهَا يَتَحَيَّرُونَ تَائِهِينَ لَا يُدْرِكُونَ حَقًّا، وَلَا يُطِيعُونَ رَشِيدًا . وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُما – ﴿ يَعْمَهُونَ ﴾ : يَتَمَادَوْنَ. فَالْغَافِلُونَ الضَّالُّونَ ، التَّارِكُونَ لِأَمْرِ رَبِّهِمْ ، الْمُعْرِضُونَ عَمَّا جَاءَ بِهِ نَبِيُّهُمُ ، فِي الْحَقِيقَةِ هُمْ سُكَارَى بِلَا خُمُورٍ، وَمَا أَكْثَرَهُمْ ! سُكَارَى شَهَوَاتٍ وَشُبُهَاتٍ وَمَلَذَّاتٍ ، تَحُولُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا خَلَقَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَجْلِهِ : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ ، يَعْبُدُونَ ؛ أَيْ : يُوَحِّدُونَ ، أَيْ : يَلْتَزِمُونَ تَوْحِيدَ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ ، لَا يَعْبُدُونَ سِوَاهُ وَلَا يُشْرِكُونَ مَعَهُ غَيْرَهُ ، يَقُولُ ابْنُ سِعْدِيٍّ فِي تَفْسِيرِهِ : هَذِهِ الْغَايَةُ الَّتِي خَلَقَ اللهُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ لَهَا، وَبَعَثَ جَمِيعَ الرُّسُلِ يَدْعُونَ إِلَيْهَا، وَهِيَ عِبَادَتُهُ، الْمُتَضَمِّنَةُ لِمَعْرِفَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ، وَالْإِنَابَةِ إِلَيْهِ وَالْإِقْبَالِ عَلَيْهِ، وَالْإِعْرَاضِ عَمَّا سِوَاهُ . فَالسُّكَارَى بِلَا خُمُورٍ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- فِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ، أَقْوَالُهُمْ وَأَفْعَالُهُمْ وَاهْتِمَامَاتُهُمْ وَغَايَاتُهُمْ ، لَا تَدُلُّ عَلَى تَحْقِيقِ عِبَادَةِ رَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ، يَعْبُدُ بَعْضُهُمْ هَوَاهُ ، كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا﴾ ، يَقُولُ ابْنُ سِعْدِيٍّ فِي تَفْسِيرِهِ : ﴿اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ﴾، مَا هَوِيَهُ سَلَكَهُ ، سَوَاءً كَانَ يُرْضِي اللهَ أَوْ يُسْخِطُهُ . فَعُبَّادُ الْأَهْوَاءِ ؛ يَتَصَرَّفُونَ حَسَبَ مَا تُمْلِيهِ عَلَيْهِ عُقُولُهُمُ الْمُنْحَرِفَةُ، وَيَعْمَلُونَ مَا تَسْتَسِيغُهُ أَفْكَارُهُمُ الضَّالَّةُ ، حَالُهُمْ كَحَالِ مَنْ وَصَفَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِقَوْلِهِ : ﴿إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ . يُنَادَى لِلصَّلَاةِ ، وَقَدْ تَكُونُ جُمْعَةً ، فَيَسْتَعِدُّ الْمُسْلِمُونَ رِجَالًا وَنِسَاءً ، لِتَأْدِيَةِ هَذِهِ الْفَرِيضَةِ الْعَظِيمَةِ ، الَّتِي لَا حَظَّ لِمَنْ تَرَكَهَا فِي الْإِسْلَامِ ، كَمَا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – عِنْدَمَا جَاءَهُ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ لِيُوقِظَهُ لِصَلَاةِ الصُّبْحِ، فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي طُعِنَ فِيهَا ، فَقَالَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – : نَعَمْ وَلَا حَظَّ فِي الْإِسْلَامِ لِمَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ ، فصلَّى عمرُ وجُرْحُهُ يَثْعَبُ دمًا . فَهَؤُلَاءِ، وَالصَّلَاةُ فِي هَذِهِ الْأَهَمِّيَّةِ وَالْمَكَانَةِ ، لَا يُلْقُونَ لَهَا بَالًا، وَلَا يُظْهِرُونَ فِيهَا اهْتِمَامًا ؛ لِأَنَّهُمْ سُكَارَى بِلَا خُمُورٍ . وَمِثْلُ هَؤُلَاءِ أُنَاسٌ ، يَلْهَثُونَ وَرَاءَ الدُّنْيَا ، لَا هَمَّ لَهُمْ إِلَّا زَخَارِفُهَا وَحُطَامُهَا ، وَلَا شُغْلَ لَهُمْ إِلَّا شَهَوَاتُهَا وَمَلَذَّاتُهَا، يُصْبِحُونَ وَيُمْسُونَ وَهِيَ هَمُّهُمْ ، وَيَتْعَبُونَ وَيَكْدَحُونَ وَهِيَ غَايَتُهُمْ، إِنْ أَحَبُّوا فَلِدُنْيَا ، وَإِنْ كَرِهُوا فَلِدُنْيَا، وَإِنْ تَاجَرُوا فَلِدُنْيَا ، وَإِنْ وَالَوْا فَلِدُنْيَا، يَصْدُقُ عَلَيْهِمْ قَوْلُهُ تَعَالَى : ﴿وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ﴾ ، فَالدُّنْيَا هِيَ مَقْصَدُهُمْ وَغَايَةُ مَطْلَبِهِمْ، فَلَمْ يُقَدِّمُوا شَيْئًا لِآخِرَتِهِمْ ، لِقِلَّةِ إِيمَانِهِمْ وَيَقِينِهِمْ بِثَوَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِقَابِهِ ؛ لِأَنَّهُمْ سُكَارَى بِلَا خُمُورٍ وَمِثْلُ هَؤُلَاءِ ، بَلْ أَحْقَرُ مِنْهُمْ ، أُنَاسٌ يُقَدِّمُونَ الْحُرِّيَّةَ عَلَى الشَّرِيعَةِ، وَمَعْلُولَ الْعَقْلِ عَلَى صَحِيحِ النَّقْلِ، كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ، يَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ ، يَفْعَلُونَ مَا يَشَاؤُونَ ، وَيَتْرُكُونَ مَا يَشَاؤُونَ ، وَيَبْذُلُونَ مَا بِوُسْعِهِمْ لِتَأْثِيرٍ عَلَى غَيْرِهِمْ ، وَلِغَرْسِ مَا يَعْتَقِدُونَهُ مِنْ بَاطِلٍ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَفِي مُجْتَمَعَاتِهِمْ ، بِاسْمِ الْحُرِّيَّةِ تاَرَةً ، وَالْإِصْلَاحِ تَارَةً ، وَحُقُوقِ الْإِنْسَانِ تَارَةً، أَدَوَاْتُ غَرْبٍ فَاْسِدٍ ، فِيْ مُجْتَمَعٍ مُسْلِمٍ مُحَاْفِظٍ، وَقَدْ تَأَثَّرَ بِهِمْ سُفَهَاْءُ اَلْعُقُوْلِ ، مِنْ اَلْنِّسَاْءِ نَاْقِصَاْتِ اَلْعَقْلِ وَاَلْحَيَاْءِ وَاَلْدِّيْنِ ، حَتَّىْ صَاْرَتْ اَلْفَتَاْةُ تَتَمَرَّدُ عَلَىْ أُسْرَتِهَاْ ، وَتَخُوْنُ وُلَاْةَ أَمْرِهَاْ، وَتَسْتَبْدِلُ مَبَاْدِئَهَاْ بِمَبَاْدِئَ خَاْطِئَةٍ ، وَقِيَمَهَاْ بِقِيَمٍ مُنْحَرِفَةٍ فَاْسِدَةٍ ، وَذَوِيْهَاْ بِذِئَاْبِ جِنْسٍ جَاْئِعَةٍ فَاْجِرَةٍ ،سُكَاْرَىْ بِلَاْ خُمُوْرٍ ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ ، فَاَتَّقُوْا اَللهَ عِبَاْدُ اَلله ، وَاَسْأَلُوْهُ سُبْحَاْنَهُ أُنْ يُوْقِظَكُمْ مِنْ رَقْدَةِ اَلْغَاْفِلِيْنَ ،وَأَنْ يَمُنَّ عَلَيْكُمْ بِكَمَاْلِ اَلْإِيْمَاْنِ وَصِدْقِ اَلْيَقِيْنِ ، وَأَنْ يَجْعَلَكُمْ مِنْ اَلْمُجَاْهِدِيْنَ لِأَعْدَاْءِ اَلْدِّيْنِ ، ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ . بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : لَا نَجَاةَ وَلَا سَلَامَةَ مِنْ سُكْرِ الشُّبُهَاتِ وَالشَّهَوَاتِ ، وَإِدْمَانِ الْمَلَذَّاتِ الْمُحَرَّمَاتِ ، إِلَّا بِتَحْقِيقِ عِبَادَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، الَّتِي مَا خُلِقَ الْإِنْسَانُ إِلَّا مِنْ أَجْلِهَا ، وَمَا أُوجِدَ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا إِلَّا لِلْعَمَلِ بِهَا ، وَفِي مُقَدِّمَةِ ذَلِكَ الْقِيَامُ بِأَرْكَانِ الْإِسْلَامِ ، وَأَهَمُّهَا -وَكُلُّهَا مُهِمَّةٌ-: تَحْقِيقُ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ ، وَإِقَامُ الصَّلَاةِ فِي وَقْتِهَا ، وَالِالْتِزَامُ بِهَا ، وَكَذَلِكَ بَقِيَّةُ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ كَالْحَجِّ وَالصَّوْمِ وَالزَّكَاةِ . وَبِاخْتِصَارٍ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- مَنْ أَرَادَ السَّلَامَةَ وَالنَّجَاةَ ، فَعَلَيْهِ بِطَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَالتَّمَسُّكِ بِسُنَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا﴾ . أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَرْزُقَنِي وَإِيَّاكُمُ الْعَمَلَ بِكِتَابِهِ ، وَالتَّمَسُّكَ بِسُنَّةِ رَسُولِهِ ، إِنَّهُ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبٌ .اللَّهُمَّ يَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ، وَالْعِزَّةِ الَّتِي لَا تُرَامُ ، نَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ الْعَظِيمَ رَبِيعَ قُلُوبِنَا ، وَنُورَ صُدُورِنَا ، وَجَلَاءَ أَحْزَانِنَا وَهُمُومِنَا ، وَمَغْفِرَةً لِذُنُوبِنَا ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ حُجَّةً لَنَا وَلَا تَجْعَلْهُ حُجَّةً عَلَيْنَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ أَرِنَا الْحَقَّ حَقًّا وَارْزُقْنَا اتِّبَاعَهُ، وَأَرِنَا الْبَاطِلَ بَاطِلاً وَارْزُقْنَا اجْتِنَابَهُ، وَلَا تَجْعَلْهُ مُلْتَبِسًا عَلَيْنَا فَنَضِلَّ، وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا. اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ . فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ، اهْدِنَا لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ . ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ . عِبَادَ اللهِ : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا: http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|