اَلْوَقَاْرُ فِيْ عِبَاْدَةِ اَلْقَرَاْرِ
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا،
وَدَبَّرَ عِبَادَهُ عَلَى مَا تَقْتَضِيهِ حِكْمَتُهُ ، وَكَانَ بِهِمْ لَطِيفًا
خَبِيرًا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ
الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَكَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، وَدَاعِيًا إِلَيْهِ
بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
وَمَنْ تَبِعَهُمُ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا
عِبَادَ اللهِ :
أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، الَّتِي لَا يَقْبَلُ
غَيْرَهَا، وَلَا يَرْحَمُ إِلَّا أَهْلَهَا، وَلَا يُثِيبُ إِلَّا عَلَيْهَا، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ
اللهِ ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ بِأَنَّ قَرَارَ الْمَرْأَةِ
فِي بَيْتِهَا ، وَسُكُونَهَا فِيهِ ، وَلُزُومَهَا لَهُ ، وَوُجُودَ أُنْسِهَا وَسَعَادَتِهَا
وَرَاحَتِهَا بِهِ ، وَعَدَمَ الْخُرُوجِ مِنْهُ إِلَّا لِحَاجَةٍ ضَرُورِيَّةٍ ،
هُوَ الْأَصْلُ وَالْمَطْلُوبُ وَمَا يَنْبَغِي فِي حَيَاةِ الْمَرْأَةِ ، يَقُولُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿وَقَرْنَ
فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ﴾ ، وَفِي قِرَاءَةٍ صَحِيحَةٍ : وَقِرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ
، قَرْنَ مِنَ الْقَرَارِ ، وَقِرْنَ مِنَ الْوَقَارِ ، يَقُولُ فَضِيلَةُ الشَّيْخِ
عَبْدُالرَّزَّاقِ الْبَدْرُ ـ حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى ـ: يَنْتُجُ مِنَ الْقِرَاءَتَيْنِ
: قَرْنَ وَقِرْنَ مَعْنًى عَظِيمٌ جِدًّا ، وَهُوَ أَنَّ وَقَارَ الْمَرْأَةِ فِي
قَرَارِهَا فِي بَيْتِهَا . وَيَقُولُ ابْنُ سِعْدِيٍّ فِي تَفْسِيرِهِ : ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ﴾ أَيِ: اقْرُرْنَ فِيهَا، لِأَنَّهُ أَسْلَمُ وَأَحْفَظُ
لَكُنَّ، ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ
تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ أَيْ : لَا تُكْثِرْنَ الْخُرُوجَ مُتَجَمِّلَاتٍ أَوْ مُتَطَيِّبَاتٍ،
كَعَادَةِ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى، الَّذِينَ لَا عِلْمَ عِنْدَهُمْ وَلَا
دِينَ، فَكُلُّ هَذَا دَفْعٌ لِلشَّرِّ وَأَسْبَابِهِ.
وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى
أَنَّ الْأَصْلَ فِي حَيَاةِ الْمَرْأَةِ قَرَارُهَا فِي بَيْتِهَا ، وَعَدَمُ خُرُوجِهَا
مِنْهُ إِلَّا لِحَاجَةٍ ضَرُورِيَّةٍ ، إِضَافَةُ الْبُيُوتِ لِلنِّسَاءِ فِي الْقُرْآنِ
، مَعَ الْعِلْمِ أَنَّ الْبُيُوتَ لِلْأَزْوَاجِ أَوْ لِأَوْلِيَاءِ النِّسَاءِ ،
وَإِنَّمَا حَصَلَتْ هَذِهِ الْإِضَافَةُ -وَاللهُ أَعْلَمُ- مُرَاعَاةً لِاسْتِمْرَارِ
لُزُومِ النِّسَاءِ لِلْبُيُوتِ، فَهِيَ إِضَافَةُ إِسْكَانٍ وَلُزُومٍ لِلْمَسْكَنِ
وَالْتِصَاقٌ بِهِ، لَا إِضَافَةُ تَمْلِيكٍ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى -كَمَا
سَمِعْتُمْ فِي الْآيَةِ السَّابِقَةِ-: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ﴾ ، وَيَقُولُ سُبْحَانَهُ : ﴿وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ
وَالْحِكْمَةِ﴾ ، وَيَقُولُ
عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَائِلٍ : ﴿لَا
تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ ﴾ ، فَالْأَصْلُ بَقَاءُ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا ، وَخُرُوجُهَا
أَمْرٌ يُسْتَغْرَبُ ، وَلِذَلِكَ مُوسَى عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ
وَالسَّلَامُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ
النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا
خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ
كَبِيرٌ ﴾ ، اسْتَنْكَرَ وُجُودَهُمَا
فَسَأَلَهُمَا : مَا خَطْبُكُمَا ؟ مَا الَّذِي أَخْرَجَكُمَا ؟ فَبَيَّنَتَا السَّبَبَ
مِنْ خُرُوجِهِمَا وَهِيَ الْحَاجَةُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : ﴿وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ﴾ ، فَلَمْ تَخْرُجِ الْمَرْأَتَانِ مِنْ بَيْتِهِمَا
إِلَّا مِنْ حَاجَةٍ ، وَلَمَّا خَرَجَتَا لَزِمَتَا الْخُلُقَ وَالْأَدَبَ، فَلَمْ
تَخْتَلِطَا بِالرِّجَالِ.
وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى
أَنَّ بَقَاءَ الْمَرْأَةِ فِي بَيْتِهَا وَعَدَمَ خُرُوجِهَا مِنْهُ إِلَّا لِحَاجَةٍ
لَا بُدَّ مِنْهَا ؛ أَمْرٌ مَطْلُوبٌ وَمَحْبُوبٌ وَمَحْمُودٌ : ثَنَاءُ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الْحُورِ الْعِينِ فِي الْجَنَّةِ ؛ لِاتِّصَافِهِنَّ بِهَذِهِ
الصِّفَةِ النَّبِيلَةِ الْعَظِيمَةِ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾، يَقُولُ ابْنُ سِعْدِيٍّ فِي تَفْسِيرِهِ : أَيْ:
مَحْبُوسَاتٌ فِي خِيَامِ اللُّؤْلُؤِ، قَدْ تَهَيَّأْنَ وَأَعْدَدْنَ أَنْفُسَهُنَّ
لِأَزْوَاجِهِنَّ.
فَبَقَاءُ الْمَرْأَةِ
فِي بَيْتِهَا ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ صِفَةُ مَدْحٍ وَثَنَاءٍ لَا صِفَةَ ذَمٍّ
كَمَا يَقُولُ الْأَدْعِيَاءُ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ
:
عَدَمُ قَرَارِ بَعْضِ
النِّسَاءِ فِي بُيُوتِهِنَّ ظَاهِرَةٌ سَيِّئَةٌ خَطِيرَةٌ ، وَقَضَاؤُهُنَّ أَعْظَمَ
وَأَكْثَرَ وَأَغْلَى أَوْقَاتِهِنَّ خَارِجَ الْبُيُوتِ ، فِي الْكَافِيهَاتِ وَالْحَدَائِقِ
وَالْأَسْوَاقِ وَالْمُولَاتِ ، مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ إِلَّا لِلْقَضَاءِ عَلَى الْوَقْتِ
، وَالْمُتْعَةِ الْمُنَافِيَةِ لِطَبِيعَةِ الْمَرْأَةِ ، عَادَةٌ لَهَا عَوَاقِبُ
وَخِيمَةٌ ، وَيَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا أَضْرَارٌ جَسِيمَةٌ ، أَقَلُّ مَا فِي ذَلِكَ
؛ إِهْمَالُ الْبُيُوتِ ، وَعَدَمُ الْقِيَامِ بِمَا يَجِبُ لِلْأَوْلَادِ وَالْأَزْوَاجِ
وَكَذَلِكَ الْآبَاءُ وَالْأُمَّهَاتُ ، بَلْ قَدْ يَصِلُ ذَلِكَ إِلَى الْقُصُورِ
فِي طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَارْتِكَابِ بَعْضِ مَنَاهِيهِ ، كَالِاخْتِلَاطِ
وَعَدَمِ غَضِّ الْبَصَرِ وَالْخُضُوعِ بِالْقَوْلِ ، وَتَهْيِئَةِ الْفُرْصَةِ لِمَنْ
فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ، يَقُوْلُ صَلَّى اَللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيْ اَلْحَدِيْثِ
اَلْصَّحِيْحِ : " اَلْمَرْأَةُ
عَوْرَةٌ ، فِإِذَاْ خَرَجَتْ اِسْتَشْرَفَهَاْ اَلْشَّيْطَاْنُ ، وَأَقْرَبُ مَاْ
تَكُوْنُ مِنْ وَجْهِ ربِّهَاْ وَهِيَ فِيْ قَعْرِ بَيْتِهَاْ " ـ
الْمَرْأَةُ الَّتِي
تَشْعُرُ بِالْمَلَلِ فِي بَيْتِهَا ، وَلَا تَجِدُ رَاحَتَهَا وَسَعَادَتَهَا إِلَّا
خَارِجَهُ ، يَكُونُ ذَلِكَ عَلَى حِسَابِ مَا يَجِبُ عَلَيْهَا وَمَا يَنْبَغِي لَهَا
وَمَا يُطْلَبُ مِنْهَا ، وَقَدْ يَتَسَبَّبُ ذَلِكَ فِي تَعَاسَتِهَا وَشَقَائِهَا
، وَصَدَقَ اللهُ : ﴿ وَمَا
أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ
كَثِيرٍ ﴾ .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ
بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ
وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ
مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى
إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ
لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ،
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا
كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ،
فَيَا عِبَادَ اللهِ :
رَوَى ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ
فِي كِتَابِهِ « التَّفْسِيرُ » ، بِإِسْنَادٍ قَالَ عَنْهُ الْحَافِظُ ابْنُ كَثِيرٍ:
إِسْنَادٌ صَحِيحٌ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، قَالَ وَهُوَ
يَتَحَدَّثُ عَنِ الْمَرْأَةِ الَّتِي جَاءَتْ تَمْشِي إِلَى مُوسَى عَلَى اسْتِحْيَاءٍ
، قَالَ عُمَرُ : قَائِلَةٌ بِثَوْبِهَا عَلَى وَجْهِهَا ؛ أَيْ : غَطَّتْ وَجْهَهَا
بِمَفْهُومِ أَهْلِ التُّقَى وَالْحَيَاءِ ، قَائِلَةٌ بِثَوْبِهَا عَلَى وَجْهِهَا
لَيْسَتْ بِسَلْفَعٍ خَرَّاجَةٍ وَلَّاجَةٍ . السَّلْفَعُ : هِيَ الْمَرْأَةُ الَّتِي
تُقَابِلُ الرِّجَالَ بِجُرْأَةٍ ، وَتُخَاطِبُهُمْ وَكَأَنَّهَا رَجُلٌ مِثْلُهُمْ
. وَالْخَرَّاجَةُ الْوَلَّاجَةُ ، هِيَ الَّتِي لَا تَقِرُّ فِي بَيْتِهَا ، تَخْرُجُ
لِأَدْنَى حَاجَةٍ وَأَتْفَهِ أَمْرٍ .
فَالْمَرْأَةُ السَّلْفَعُ
الْخَرَّاجَةُ الْوَلَّاجَةُ، لَا خَيْرَ فِيهَا فِي نَظَرِ الْعُقَلَاءِ وَفِي مُقَدِّمَتِهِمْ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ .
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ
اللهِ ، وَتَذَكَّرُوا قَوْلَ اللهِ تَعَالَى : ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾ ، وَمِنْ حَقِّ الْمَرْأَةِ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ بَيْتِهَا
لِحَاجَتِهَا الَّتِي لَا بُدَّ مِنْهَا ، وَلَا مَنَاصَ عَنْهَا ، وَلَكِنْ بِآدَابٍ
مِنْهَا النِّيَّةُ الْحَسَنَةُ وَالْغَرَضُ النَّبِيلُ ، وَأَنْ تَتَحَرَّى الْمَرْأَةُ
الْبُعْدَ عَنِ الزِّحَامِ وَالْأَمَاكِنِ الْمُخْتَلِطَةِ بِالرِّجَالِ كَالْمَقَاهِي
وَالْأَسْوَاقِ ، غَيْرَ مُتَبَرِّجَةٍ بِزِينَةٍ وَلَا مُتَطَيِّبَةٍ بِرَوَائِحَ
فَاضِحَةٍ وَلَا مَعَ صُحْبَةٍ سَيِّئَةٍ ، وَأَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ أَنْ تَكُونَ مُتَحَجِّبَةً
لَابِسَةً لِبَاسَ الْمُؤْمِنَاتِ الطَّاهِرَاتِ الْعَفِيفَاتِ، بَعِيدَةً كُلَّ
الْبُعْدِ عَنْ لِبَاسِ الْفَاسِقَاتِ الْعَاهِرَاتِ الْكَاسِيَاتِ الْعَارِيَاتِ
، ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ
لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ
ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾.
أَسْأَلُ اللهَ لِي وَلَكُمْ عِلْمًا نَافِعًا، وَعَمَلًا لِوَجْهِهِ
خَالِصًا وَسَلَامَةً دَائِمَةً إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وْالَعَفَافَ
وَالْغِنَى، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا سُعَدَاءَ، وَبَلِّغْنَا مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ،
وَجَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ يَا رب الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَالْجَنَّةَ، وَنَعُوذُ
بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَالنَّارِ، اللَّهُمَ أَصْلحْ شَبَابَنَا وَنِسَاءَنَا، اللَّهُمَّ
وَفِّقْهُمْ لِهُدَاكَ ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ فِي رِضَاكَ ، وَاجْعَلْهُمْ مِنْ عِبَادِكَ
الصَّالِحِينَ الْمُتَّقِينَ ، الَّذِينَ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَهُمْ بِسُوءٍ اللَّهُمَّ اشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ ، وَاجْعَلْ
كَيْدَهُمْ فِي نَحْرِهِ ، وَتَدْبِيرَهُ سَبَبًا لِتَدْمِيرِهِ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ
.
اللَّهُمَّ اهْدِنَا رِجَالًا وَنِسَاءً وَشَبَابًا لِأَحْسَنِ
الْأَخْلَاقِ، لَا يَهْدِي لِأَحْسَنِهَا إِلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنَّا سَيِّئَهَا
لَا يَصْرِفُ عَنَّا سَيِّئَهَا إِلَّا أَنْتَ. اللَّهُمَّ اهْدِنَا لِلْإِيمَانِ
وَثَبِّتْنَا عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ الْمُلْتَزِمِينَ
بِطَاعَتِكَ وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
اللَّهُمَّ اعْصِمْنَا مِنْ فِتَنِ الدُّنْيَا، وَوَفِّقْنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى
، وَثَبِّتْنَا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ
، وَلَا تُضِلَّنَا بَعْدَ أَنْ هَدَيْتَنَا ، وَكُنْ لَنَا عَوْنًا وَمُعِينًا، وَحَافِظًا
وَنَصِيرًا.
﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي
الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾
عِبَادَ اللهِ :
﴿ إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ
الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ
العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ
اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها
هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |