لِلْمُشْتَاقِ لِبَرَكَةِ الأَرْزَاقِ
الْحَمْدُ
للهِ، لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَاهُ، وَلَا رَادَّ لِمَا قَضَاهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ
لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ سِوَاهُ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَمُصْطَفَاهُ، صَلَّى اللهُ
وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ ، وَخَيْرُ زَادٍ يَتَزَوَّدُ
بِهِ الْمَرْءُ فِي حَيَاتِهِ لِمَعَادِهِ ، يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ
: }وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ
وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ{ ، وَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَائِلٍ
: } وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى
{ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا - رَحِمَنِي اللهُ
وَإِيَّاكُمْ - بِأَنَّ ظَاهِرَةَ قِلَّةِ الْبَرَكَةِ فِي الرِّزْقِ ظَاهِرَةٌ يُعَانِي
مِنْهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، وَلَا أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ تَشَكِّي بَعْضِهِمْ
مِنْ عَدَمِ كِفَايَةِ الْمُرَتَّبَاتِ ، وَارْتِفَاعِ فَوَاتِيرِ بَعْضِ الْخِدْمَاتِ
، وَقِلَّةِ مَا فِي الْيَدِ وَكَثْرَةِ الِالْتِزَامَاتِ ، بَلْ حَتَّى بَعْضُ الْمُوَظَّفِينَ
، رَاتِبُهُ الشَّهْرِيُّ يَتَجَاوَزُ عَشَرَاتِ الْآلَافِ ، وَلَكِنَّهُ فِي آخِرِ
الشَّهْرِ يُعَانِي مِنَ الْأَزَمَاتِ الْمَالِيَّةِ أَوْ يَبْحَثُ عَنِ الْأَسْلَافِ
، وَهَذَا كُلُّهُ وَغَيْرُهُ بِسَبَبِ قِلَّةِ الْبَرَكَةِ فِي الرِّزْقِ ، وَكَمَا
قَالَ تَعَالَى : }وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ
وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ { .
وَقَضِيَّةُ
قِلَّةِ الْبَرَكَةِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - قَضِيَّةٌ مُهِمَّةٌ ، يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ
أَنْ يَتَعَرَّفَ عَلَى أَسْبَابِهَا ، وَأَنْ يَبْحَثَ عَنْ عِلَاجٍ لَهَا ، وَنَحْنُ
عِنْدَنَا هَذَا الدِّينُ الْعَظِيمُ ، عِنْدَنَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي نَدِينُ
اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ فِي كُلِّ أُمُورِنَا
، يَجِبُ أَنْ نَرْتَبِطَ بِهِ فِي جَمِيعِ مَنَاحِي حَيَاتِنَا ، وَنَحُلُّ بِهِ
مُشْكِلَاتِنَا، وَأَنْ نَعْلَمَ يَقِينًا أَنَّنَا مَهْمَا تَمَسَّكْنَا بِهِ وَعَضَضْنَا
عَلَيْهِ بِالنَّوَاجِذِ ، فَلَنْ نَضِلَّ وَلَنْ نَشْقَى ، وَأَنَّنَا بِقَدْرِ مَا
نَبْتَعِدُ عَنْهُ ، أَوْ نَنَحْرِفُ عَنْ صِرَاطِهِ الْمُسْتَقِيمِ ، أَوْ نَتَخَلَّى
عَنْ تَعَالِيمِهِ السَّمْحَةِ الْمُبَارَكَةِ ، أَوْ نَتَهَاوَنُ بِهَا ، فَإِنَّنَا
نَهْوِي إِلَى مَكَانٍ مُوحِشٍ سَحِيقٍ ، وَكَمَا قَالَ تَعَالَى : } وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ
ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا { .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
إِنَّ
قِلَّةَ الْبَرَكَةِ لَهَا أَسْبَابٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا : ضَعْفُ الْإِيمَانِ وَانْعِدَامُ
التَّقْوَى ، وَهَذَا أَمْرٌ مُلَاحَظٌ فِي كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ ، صَارَ أَكْثَرُ
النَّاسِ - بِسَبَبِ ضَعْفِ الْإِيمَانِ وَانْعِدَامِ التَّقْوَى - لَا يُقِيمُ لِأَوَامِرِ
الدِّينِ وَنَوَاهِيهِ وَزْنًا ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : } وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا
وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ
وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ { ، فَضَعْفُ الْإِيمَانِ وَانْعِدَامُ التَّقْوَى
سَبَبٌ مِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ قِلَّةِ الْبَرَكَةِ .
وَمِنْ
أَسْبَابِهَا أَيْضًا : الْغَفْلَةُ عَنِ الْآخِرَةِ وَالتَّعَلُّقُ بِالدُّنْيَا
، وَهَذَا أَيْضًا أَمْرٌ مُلَاحَظٌ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ ، هَانَتِ الْحَسَنَةُ
وَعَظُمَ قَدْرُ الْمَالِ ، بَلْ صَارَ الْمَالُ إِلَهًا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ
عِنْدَ بَعْضِ النَّاسِ ، وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي
الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : (( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ
وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ ، وَإِنْ لَمْ
يُعْطَ سَخِطَ ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ )) .
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَيْضًا ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ - رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ - قَالَ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَعْطَانِي
، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي ، ثُمَّ قَالَ : (( يَا حَكِيمُ ، هَذَا الْمَالُ خَضِرٌ حُلْوٌ ، فَمَنْ أَخَذَهُ
بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ بُورِكَ لَهُ فِيهِ ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ - يَعْنِي
: بِتَطَلُّعٍ وَطَمَعٍ وَشَرَهٍ - لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ ، وَكَانَ كَالَّذِي
يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ )).
هَذِهِ
حَالُ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ -، أَكْثَرُهُمْ يَجْمَعُ الْمَالَ
بِإِشْرَافِ نَفْسٍ وَطَمَعٍ ، وَيَأْخُذُهُ بِشَرَهٍ وَتَطَلُّعٍ ، أَفْنَوْا مِنْ
أَجْلِهِ أَعْمَارَهُمْ ، وَأَذْهَبُوا فِي طَلَبِهِ أَوْقَاتَهُمْ ، بَلْ نَسُوا
فِي سَبِيلِهِ الطَّاعَاتِ، وَأَعْرَضُوا عَنِ الْعِبَادَاتِ، وَوَقَعُوا فِي الْمُوبِقَاتِ
وَالْمُهْلِكَاتِ ، يَكْذِبُونَ فِي بَيْعِهِمْ وَيَغِشُّونَ ، وَيَحْلِفُونَ الْأَيْمَانَ
الْكَاذِبَةَ وَيُخَادِعُونَ ، وَيُرَابُونَ وَيَرْتَشُونَ وَيَشْهَدُونَ الزُّورَ،
كُلُّ ذَلِكَ طَمَعًا فِي الِاسْتِزَادَةِ مِنَ الْمَالِ، فَمِنْ أَيْنَ تَأْتِي لِمِثْلِ
هَؤُلَاءِ الْبَرَكَةُ؟! يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَى صِحَّتِهِ: (( الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا ، فَإِنْ
صَدَقَ الْبَيِّعَانِ وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَتَمَا
وَكَذَبَا فَعَسَى أَنْ يَرْبَحَا رِبْحًا وَيَمْحَقَا بَرَكَةَ بَيْعِهِمَا ))
، وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ
أَيْضًا: (( الْيَمِينُ الْفَاجِرَةُ مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ
مَمْحَقَةٌ لِلْكَسْبِ ))، وَيَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: (( الْحَلِفُ مَنْفَقَةٌ لِلسِّلْعَةِ مَمْحَقَةٌ لِلْكَسْبِ
))، وَفِي لَفْظٍ : (( مَمْحَقَةٌ لِلْبَرَكَةِ
)).
وَمِنْ
أَسْبَابِ قِلَّةِ الْبَرَكَةِ وَعَدَمِهَا :
الْبُخْلُ وَالشُّحُّ وَعَدَمُ الْإِنْفَاقِ فِي سُبُلِ الْخَيْرِ وَأَوْجُهِ
الْبِرِّ ، يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ : } وَمَا أَنفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ
يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ { وَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ يَقُولَ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ
فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا : اللَّهُمَّ أَعْطِ
مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ))
.
تَأَمَّلْ
أَخِي ، اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا ، دَعْوَةُ مَلَائِكَةٍ ، نَسْأَلُ
اللهَ السَّلَامَةَ وَالْعَافِيَةَ .
أَقُولُ
قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ
وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ
لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي
إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ
تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
وَمِنْ
أَسْبَابِ قِلَّةِ الْبَرَكَةِ فِي الرِّزْقِ: أَكْلُ الْمَالِ الْحَرَامِ ، وَهَذَا
لَهُ مَجَالَاتٌ مُتَعَدِّدَةٌ مُتَنَوِّعَةٌ ، مِنْهَا أَخْذُ الْأُجُورِ دُونَ
الْعَمَلِ، وَالْبَدَلَاتِ الْمُزَيَّفَةِ ، وَالْمُسْتَحَقَّاتِ غَيْرِ الْمُسْتَحَقَّةِ
، وَالتَّلَاعُبُ فِي أَمْوَالِ الْمُسْلِمِينَ ، وَمِنْ أَخْطَرِ الْحَرَامِ : الْمُعَامَلَاتُ
الرُّبَوِيَّةِ ، سَوَاءً عَنْ طَرِيقِ الْبُنُوكِ أَوِ التُّجَّارِ. فَمِثْلُ هَذِهِ
الْأُمُورِ تَكُونُ سَبَبًا فِي نَزْعِ الْبَرَكَاتِ وَقِلَّةِ الْخَيْرَاتِ ، يَقُولُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى: } يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي
الصَّدَقَاتِ { وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ((
مَا أَحَدٌ أَكْثَرَ مِنَ الرِّبَا إِلَّا كَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهِ إِلَى قِلَّةٍ
))، وَفِي لَفْظٍ : (( الرِّبَا وَإِنْ كَثُرَ
فَإِنَّ عَاقِبَتَهُ إِلَى قِلٍّ )).
وَمِنْ
أَسْبَابِ عَدَمِ الْبَرَكَةِ : مُخَالَفَةُ سُنَّةِ اللهِ الْكَوْنِيَّةِ ؛ حَيْثُ
جَعَلَ سُبْحَانَهُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّهَارَ مَعَاشًا ، فَقَلَبَ كَثِيرٌ
مِنَ النَّاسِ هَذِهِ الْآيَةَ رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ ، فَسَهِرُوا اللَّيْلَ عَلَى
مَا لَا يُرْضِي اللهَ ، وَنَامُوا النَّهَارَ عَنْ طَاعَتِهِ ، وَتَكَاسَلُوا عَنِ
السَّعْيِ فِي الْأَرْضِ لِطَلَبِ رِزْقِهِ وَالْأَكْلِ مِمَّا أَحَلَّهُ ، عَنْ صَخْرِ
بْنِ وَدَاعَةَ الْغَامِدِيِّ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (( اللَّهُمَّ بَارِكْ
لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا )) ، وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا
بَعَثَهُمْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، وَكَانَ صَخْرٌ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - تَاجِرًا
، فَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ.
فَأَيْنَ
الْبَرَكَةُ مِمَّنْ نَامَ فِي وَقْتِ الْبَرَكَةِ ؟! أَيْنَ الْبَرَكَةُ مِمَّنْ
نَامَ عَنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ مَعَ الْجَمَاعَةِ ؟! أَيْنَ الْبَرَكَةُ مِمَّنْ بَالَ
الشَّيْطَانُ فِي أُذُنَيْهِ ؟!
فَاتَّقُوا
اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاحْرِصُوا عَلَى مَا يَكُونُ سَبَبًا لِسَعَادَتِكُمْ فِي
دُنْيَاكُمْ وَآخِرَتِكُمْ ، تَمَسَّكُوا بِهَذَا الدِّينِ ، وَاعْمَلُوا بِكِتَابِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَعَضُّوا بِالنَّوَاجِذِ عَلَى سُنَّةِ خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ
وَإِمَامِ الْمُرْسَلِينَ ، وَتَذَكَّرُوا قَوْلَهُ تَعَالَى: } وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ
بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ
وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {
.
جَعَلَنِي
اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الذَّاكِرِينَ الشَّاكِرِينَ ، إِنَّهُ سَمِيعٌ
مُجِيبٌ . أَلَا وَصَلُّوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ
؛ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ
عَلِيمًا : } إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ
عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيما { . وَصَحَّ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ
: (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )) فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى
نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ
التَّابِعِينَ وَتَابِعِي التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ
الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَجُودِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ
الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ
انْصُرِ الْإِسْلَامَ وَأَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ
، وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّينِ ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ
إِلَى تَحْكِيمِ كِتَابِكَ ، وَالْعَمَلِ بِسُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . اللَّهُمَّ آمِنَّا
فِي أَوْطَانِنَا وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا خِيَارَنَا ، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِي
عَهْدِ مَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ
احْفَظْ لَنَا وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ ، اللَّهُمَّ
وَفِّقْهُ لِهُدَاكَ وَاجْعَلْ عَمَلَهُ فِي رِضَاكَ ، اللَّهُمَّ ارْزُقْهُ الْبِطَانَةَ
الصَّالِحَةَ الَّتِي تَدُلُّهُ عَلَى الْخَيْرِ وَتُعِينُهُ عَلَيْهِ ، وَاصْرِفْ
عَنْهُ وَأَبْعِدْ عَنْهُ بِطَانَةَ السُّوءِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ
أَرِنَا الْحَقَّ حَقًّا وَارْزُقْنَا اتِّبَاعَهُ ، وَأَرِنَا الْبَاطِلَ بَاطِلًا
وَارْزُقْنَا اجْتِنَابَهُ ، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ .
اللَّهُمَّ }رَبَّنَا
آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ
النَّارِ {.
عِبَادَ اللهِ:
}إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى
عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{.
فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى
وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا
تَصْنَعُونَ.
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا: http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|