الْبَيَانُ
وَجَمَاعَةُ الْإِخْوَان
الْحَمْدُ
للهِ الْمَحْمُودِ عَلَى كُلِّ حَالٍ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ حَالِ أَهْلِ
الضَّلَالِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ
الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
جَبَلَهُ رَبُّهُ عَلَى جَمِيلِ الْفِعَالِ وَكَرِيمِ الْخِصَالِ ، صَلَّى اللهُ
وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ خَيْرِ صَحْبٍ وَآلٍ ،
وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الْمَآلِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ ، } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا
فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ
غَنِيًّا حَمِيدًا { ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ،
وَاعْلَمُوا - رَحِمَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ - بِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ
بِالِاجْتِمَاعِ عَلَى الْحَقِّ ، وَنَهَى عَنِ التَّفَرُّقِ وَالِاخْتِلَافِ ،
كَمَا قَالَ تَعَالَى : } إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا
شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ
يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ { ، يَقُولُ ابْنُ سِعْدِيٍّ - رَحِمَهُ
اللهُ - فِي تَفْسِيرِهِ : وَدَلَّتِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ أَنَّ الدِّينَ
يَأْمُرُ بِالِاجْتِمَاعِ وَالْائْتِلَافِ، وَيَنْهَى عَنِ التَّفَرُقِ
وَالِاخْتِلَافِ فِي أَهْلِ الدِّينِ، وَفِي سَائِرِ مَسَائِلِهِ الْأُصُولِيَّةِ
وَالْفُرُوعِيَّةِ .
فَالِاجْتِمَاعُ
وَالِائْتِلَافُ ، وَعَدَمُ التَّفَرُّقِ وَالْاخْتِلَافِ ، مَطْلَبٌ شَرْعِيٌّ
وَأَمْرٌ إِلَهِيٌّ ، وَلَا يَكُونُ ذَلِكَ إِلَّا بِاتِّبَاعِ الصِّرَاطِ
الْمُسْتَقِيمِ الَّذِي أَمَرَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ عِبَادَهُ : } وَأَنَّ
هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ {
، يَقُولُ ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
فِي قَوْلِهِ: } وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ
عَن سَبِيلِهِ {
أَمَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ بِالْجَمَاعَةِ وَنَهَاهُمْ عَنِ الِاخْتِلَافِ
وَالتَّفْرِقَةِ ، وَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ
بِالْمِرَاءِ وَالْخُصُومَاتِ فِي دِينِ اللهِ ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ
مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: خَطَّ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَطًّا بِيَدِهِ ، ثُمَّ قَالَ: (( هَذَا سَبِيلُ اللهِ مُسْتَقِيمًا
))،
وَخَطَّ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ثُمَّ قَالَ: (( هَذِهِ السُّبُلُ لَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إِلَّا
عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ ))، ثُمَّ
قَرَأَ: } وَأَنَّ
هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ{.
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
اتِّبَاعُ
صِرَاطِ اللهِ الْمُسْتَقِيمِ ، لَا يَكُونُ إِلَّا بِالِاعْتِصَامِ بِكِتَابِ اللهِ
- عَزَّ وَجَلَّ -، وَسُنَّةِ رَسُولِه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وَالْحَذَرِ مِنِ اتِّبَاعِ السُّبُلِ الَّتِي نَهَى اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ -
عَنْهَا ، وَحَذَّرَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْهَا
، وَذَلِكَ سَبِيلُ إِرْضَاءِ اللهِ -
عَزَّ وَجَلَّ -، وَأَسَاسُ اجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ وَوَحْدَةِ الصَّفِّ،
وَالْوِقَايَةِ مِنَ الشُّرُورِ وَالْفِتَنِ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : } وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ
بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ
فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ {
.
فَالِاعْتِصَامُ
بِكِتَابِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ -، وَسُنَّةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ -، وَالْحَذَرُ مِنِ اتِّبَاعِ السُّبُلِ الْمُخَالِفَةِ ،
الْمُنَافِيَةِ لِمَا جَاءَ فِي الدِّينِ أَمْرٌ مَطْلُوبٌ ، وَكُلُّ مَا
يُؤَثِّرُ عَلَى وَحْدَةِ الصَّفِّ حَوْلَ وُلَاةِ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ، مِنْ
بَثِّ شُبَهٍ وَأَفْكَارٍ، أَوْ تَأْسِيسِ جَمَاعَاتٍ ذَاتِ بَيْعَةٍ وَتَنْظِيمٍ،
أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، فَهُوَ مُحَرَّمٌ بِدَلَالَةِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وِفِي
طَلِيعَةِ هَذِهِ الْجَمَاعَاتِ الَّتِي يَجَبُ التَّحْذِيرُ مِنْهَا: جَمَاعَةُ
الْإِخْوَانِ الْمُسْلِمِينَ ، فَهِيَ جَمَاعَةٌ مُنْحَرِفَةٌ ، قَائِمَةٌ عَلَى
مُنَازَعَةِ وُلَاةِ الْأَمْرِ وَالْخُرُوجِ عَلَى الْحُكَّامِ، وَإِثَارَةِ
الْفِتَنِ فِي الدُّوَلِ، وَزَعْزَعَةِ التَّعَايُشِ فِي الْوَطَنِ الْوَاحِدِ ،
وَوَصْفِ الْمُجْتَمَعَاتِ الْإِسْلَامِيَّةِ بِالْجَاهِلِيَّةِ ، وَمُنْذُ
تَأْسِيسِ هَذِهِ الْجَمَاعَةِ لَمْ يَظْهَرْ مِنْهَا عِنَايَةٌ بِالْعَقِيدَةِ
الْإِسْلَامِيَّةِ، وَلَا بِعُلُومِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَإِنَّمَا
غَايَتُهَا الْوُصُولُ إِلَى الْحُكْمِ، وَمِنْ ثَمَّ كَانَ تَارِيخُ هَذِهِ
الْجَمَاعَةِ مَلِيئًا بِالشُّرُورِ وَالْفِتَنِ، وَمِنْ رَحِمَهَا خَرَجَتْ
جَمَاعَاتٌ إِرْهَابِيَّةٌ مُتَطَرِّفَةٌ عَاثَتْ فِي الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ
فَسَادًا مِمَّا هُوَ مَعْلُومٌ وَمُشَاهَدٌ مِنْ جَرَائِمِ الْعُنْفِ وَالْإِرْهَابِ
حَوْلَ الْعَالَمِ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
مِنَ
الْوَاضِحِ أَنَّ جَمَاعَةَ الْإِخْوَانِ الْمُسْلِمِينَ، جَمَاعَةٌ
إِرْهَابِيَّةٌ لَا تُمَثِّلُ مَنْهَجَ الْإِسْلَامِ ، وَإِنَّمَا تَتَّبِعُ
أَهْدَافَهَا الْحِزْبِيَّةَ الْمُخَالِفَةَ لِهَدْيِ دِينِنَا الْحَنِيفِ،
وَتَتَسَتَّرُ بِالدِّينِ، وَتُمَارِسُ مَا يُخَالِفُهُ مِنَ الْفُرْقَةِ
وَإِثَارَةِ الْفِتْنَةِ وَالْعُنْفِ وَالْإِرْهَابِ، فَيَجِبُ الْحَذَرُ مِنْهَا
وَعَدَمُ الِانْتِمَاءِ إِلَيْهَا أَوِ التَّعَاطُفِ مَعَهَا ، وَكَمَا قَالَ
تَعَالَى : } وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى
وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ
اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ{
.
بَارَكَ
اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا
فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ـ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ،
وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ
الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
إِنَّ تَارِيخَ
جَمَاعَةِ الْإِخْوَانِ الْمُسْلِمِينَ، تَارِيخٌ سَيِّئٌ أَسْوَدُ ، فَعَلَى
مَدَى عَشَرَاتِ السِّنِينَ، وَمُنْذُ نُشُوئِهِمْ، فَقَدْ أَضْعَفُوا شَوْكَةَ الْمُسْلِمِينَ،
وَتَسَبَّبُوا فِي هَزَائِمِهِمْ، وَأَشْغَلُوهُمْ فِيمَا بَيْنَهُمْ،
وَأَشْعَلُوا نِيرَانَ الْفِتَنِ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ وُلَاةِ أَمْرِهِمْ ،
وَصَارُوا ذِرَاعًا وَعَصًا لِأَعْدَاءِ الْإِسْلَامِ لِضَرْبِ الْمُسْلِمِينَ
وَخَلْخَلَةِ أَمْنِهِمْ، وَلَمْ يَخْفَ ذَلِكَ عَلَى عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ
النَّاصِحِينَ، فَقَدْ حَذَّرُوا مِنْهُمْ ، وَبَيَّنُوا ضَلَالَهُمْ وَانْحِرَافَهُمْ
قَبْلَ خَمْسِينَ سَنَّةً، يَقُولُ الشَّيْخُ أَحْمَد شَاكِر وَهُوَ مِنْ
عُلَمَاءِ مِصْرَ - وَأَهْلُ مَكَّةَ أَعْلَمُ بِشِعَابِهَا! - يَقُولُ رَحِمَهُ
اللهُ: إِنَّهُ ثَبَتَ أَنَّهَا مَدْعُومَةٌ مِنْ قِبَلِ الشِّيُوعِيَّةِ
وَالْيَهُودِيَّةِ. وَكَانَ الشَّيْخُ مُحَمَّدُ حَامِدْ الْفِقِي قَبْلَ مَا
يُقَارِبُ سِتِّينَ عَامًا أَوْ أَقْلَّ أَوْ أَكْثَرَ يُسَمِّي الْإِخْوَانَ
الْمُسْلِمِينَ : الْخُوَّانَ الْمُسْلِمِينَ .
وَالْإِخْوَانُ
الْمُسْلِمِينَ حَرَكَةٌ سِيَاسِيَّةٌ تَسَتَّرَتْ بِالدِّينِ، هِيَ فِرْقَةٌ هَالِكَةٌ
كَمَا قَالَ ابْنُ بَازٍ، وَيَقُولُ الْجَامِيُّ : غَايَتُهَا السُّلْطَةُ ،
وَقَالَ ابْنُ عُثَيْمِينَ : هُمْ مُبْتِدَعَةٌ ، وَيَقُولُ الْأَلْبَانِيُّ : لَا
يَعْرِفُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا الْهُتَافَاتِ .
فَاتَّقُوا
اللهَ - عِبَادَ اللهِ -، وَاحْذَرُوا جَمَاعَةَ الْإِخْوَانِ وَغَيْرَهَا مِنَ
الْجَمَاعَاتِ ؛ فَفِي الْحَدِيثِ
الَّذِي رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ –رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ- قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
: (( افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى
إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِي
النَّارِ، وَافْتَرَقَتْ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً ،
فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَالَّذِي
نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ
فِرْقَةً ، وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ . قِيلَ
: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : الْجَمَاعَةُ )) ، وَالْمَقْصُودُ بِالْجَمَاعَةِ ؛ هِيَ
مَا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ -
وَأَصْحَابُهُ ، فِي الْعَقِيدَةِ وَالْعَمَلِ .
أَسْأَلُ اللهَ لِي وَلَكُمْ عِلْمًا
نَافِعًا ، وَعَمَلًا لِوَجْهِهِ خَالِصًا ، وَرِزْقًا وَاسِعًا إِنَّهُ سَمِيعٌ
مُجِيبٌ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى
وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى ، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا سُعَدَاءَ ،
وَتَوَفَّنَا شُهَدَاءَ ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ الْأَتْقِيَاءِ ، بِرَحْمَتِكَ
يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا ،
وَاسْتَعْمِلَ عَلَيْنَا خِيَارَنَا ، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِي عَهْدِ مَنْ
خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِينَ
مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِينَ ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ
الْمَدِينِينَ ، وَاشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ أَجْمَعِينَ .
اللَّهُمَّ اشْفِ مَرْضَانَا ،
وَارْحَمِ اللَّهُمَّ مَوْتَانَا ، وَعَافِ مُبْتَلَانَا ، اللَّهُمَّ انْصُرْ
جُنُودَنَا عَلَى حُدُودِنَا ، اللَّهُمَّ انْصُرْهُمْ نَصْرًا مُؤَزَّرًا ،
اللَّهُمَّ كُنْ لَهُمْ عَوْنًا وَنَصِيرًا ، وَمُعِينًا وَظَهِيرًا ، اللَّهُمَّ
عَلَيْكَ بِأَعْدَائِهِمْ ، اللَّهُمَّ مَنْ كَادَ لِبِلَادِنَا ، وَأَضْمَرَ
شَرًّا لِوَحْدَتِنَا ، وَطَمِعَ فِي تَمْزِيقِ صَفِّنَا ، اللَّهُمَّ عَلَيْكِ
بِهِ ، اللَّهُمَّ شَتِّتْ شَمْلَهُ ، وَأَوْهِنْ عَزْمَهُ ، وَاجْعَلْ كَيْدَهُ
فِي نَحْرِهِ ، وَتَدْبِيرَهُ سَبَبًا لِتَدْمِيرِهِ ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ. } رَبَّنَا
آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ
النَّارِ {.
عِبَادَ اللهِ :
}إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{ فَاذْكُرُوا
اللهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ
وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون.
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|