اَلْدَّهْمَاْءُ وَتَغْيِيْرُ اَلْأَسْمَاْءِ ( 2
)
اَلْحَمْدُ
للهِ الْعَظِيمِ الْحَلِيمِ ، رَبِّ السَّمَوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ وَرَبِّ
الْعَرْشِ الْكَرِيمِ . أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ،
وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ ، } مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ
آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ، إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ { .
وَأَشْهَدُ
أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا
اللَّهُ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ
، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ
تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ :
تَقْوَىْ اللهِ U،
وَصِيَّتُهُ سُبْحَاْنَهُ لِعِبَاْدِهِ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي كِتَاْبِهِ: }
وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ
أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ {، فَلْنَتَقِ اللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ
ـ جَعَلَنِيْ اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَقِيْن .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ :
كَاْنَ حَدِيْثُنَاْ فِيْ اَلْجُمُعَةِ اَلْمَاْضِيَّةِ، عَنْ
تَغْيِيْرِ اَلْأَسْمَاْءِ وَاَلْمُصْطَلَحَاْتِ اَلْشَّرْعِيَّةِ، وَإِنَّهُ مِنْ
اَلْشَّرِّ اَلَّذِيْ حَذَّرَ مِنْهُ اَلْنَّبِيُّ e
بِقَوْلِهِ فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ: (( لَاْ يَأْتِيْ زَمَاْنٌ ، إِلَّاْ وَاَلَّذِيْ بَعْدَهُ
شَرٌّ مِنْهُ، حَتَّىْ تَلْقَوْا رَبَّكَمْ ))، وَذَكَرْنَاْ قَوْلَهُ e
فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ: (( لَيَشْرَبَنَّ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي الْخَمْرَ، يُسَمُّوْنَهَاْ
بِغَيْرِ اِسْمِهَاْ، وَتُضْرَبُ عَلَىْ رُءُوْسِهِمْ اَلْمَعَاْزِفُ، يَخْسِفُ اَللَّهُ
بِهِمْ اَلْأَرْضَ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ قِرَدَةً وَخَنَاْزِيرَ ))، وَذَكَرْنَاْ
أَيْضَاً ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ بَعْضَ اَلْأَشْيَاْءِ اَلَّتِيْ بُلِيَتْ بِهَاْ
اَلْأُمَّةُ ، عِنْدَمَاْ غُيِّرَتْ أَسْمَاْؤُهَاْ: كَاَلْخَمْرِ وَاَلْمَيْسِرِ
وَاَلْأَنْصَاْبِ وَاَلْأَزْلَاْمِ، وَاَلْرِّبَاْ وَاَلْرِّشْوَةِ، وَلِأَهَمِّيَّةِ
اَلْمُوْضُوْعِ، وَخُطُوْرَةِ تَغْيِيْرِ اَلْمُسَمَّيَاْتِ اَلْشَّرْعِيَّةِ، نَذْكُرُ
بَعْضَ اَلْأَشْيَاْءِ اَلَّتِيْ طَاْلَهَاْ شَرُّ هَذَاْ اَلْدَّاْءِ اَلْخَطِيْرِ،
اَلَّذِيْ أَوْدَىْ بِأَحْكَاْمِ كَثِيْرٍ مِنْهَاْ .
وَمِنْ ذَلِكَ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ: اَلْإِفْسَاْدُ فِيْ
اَلْمُجْتَمَعِ ، اَلَّذِيْ يُسَمِّيْهِ مَنْ تَوَرَّطَ بِهِ بِاَلْإِصْلَاْحِ، وَهَؤُلَاْءِ
هُمُ اَلَّذِيْنَ حَذَّرَ اَللهُ U مِنْهُمْ بِقَوْلِهِ: } وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ، قَالُوا إِنَّمَا
نَحْنُ مُصْلِحُونَ ، أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا
يَشْعُرُونَ {، ذَكَرَ اِبْنُ كَثِيْرٍ ـ رَحِمَهُ اَللهُ ـ فِيْ تَفْسِيْرِهِ ، قَاْلَ :
يَعْنِي : لَا تَعْصُوْا فِيْ اَلْأَرْضِ ، وَكَاْنَ فَسَاْدُهُمْ ذَلِكَ
مَعْصِيَةَ اَللَّهِ ؛ لِأَنَّهُ مَنْ عَصَىْ اَللَّهَ فِيْ اَلْأَرْضِ، أَوْ
أَمَرَ بِمَعْصِيَةِ اَللَّهِ، فَقَدْ أَفْسَدَ فِي الْأَرْضِ ؛ لِأَنَّ صَلَاْحَ
اَلْأَرْضِ وَاَلْسَّمَاْءِ بِاَلْطَّاْعَةِ. فَكُلُّ مَنْ ظَهَرَتْ مَعْصِيَتُهُ وَخَاْلَفَ
شَرْعَ اَللهِ U، أَوْ أَمَرَ بِذَلِكَ ، أَوْ حَرِصَ عَلَىْ
أَنْ يَقَعَ بِذَلِكَ غَيْرُهُ مِنْ اَلْمُسْلِمِيْنَ، فَهُوَ مِنْ اَلْمُفْسِدِيْنَ
، اَلَّذِيْنَ ذَكَرَ اَللهُ U فِيْ كِتَاْبِهِ ، وَمَاْ أَكْثَرُهُمْ ! أَسْأَلُ
اَللهَ أَنْ لَاْ يُحَقِّقْ لَهُمْ غَاْيَةً، وَأَنْ يَجْعَلَهُمْ لِغَيْرِهِمْ عِبْرَةً
وَآيَةً إِنَّهُ قَوُيٌ عَزِيْزٌ .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
وَمِنْ اَلْمُسَمَّيَاْتِ اَلْشَّرْعِيَّةِ اَلَّتِيْ لَمْ تَسْلَمْ
مِنْ اَلْتَّغْيِيْرِ، وَتَجِدُ قَبُوْلَاً عِنْدَ بَعْضِ اَلْنَّاْسِ، لَهُوُ اَلْحَدِيْثِ
وَاَلْمَعَاْزِفِ، فَلَهُوُ اَلْحَدِيْثِ صَاْرَ يُسَمَّىْ بِاَلْغِنَاْ وَاَلْفَنِ،
وَاَلْمَعَاْزِفُ بِآلَاْتِ اَلْطَّرَبِ واَلْمُوْسِيْقَىْ، صَاْرَ اَلَّذِيْ يُرَوِّجُ
لِلَهْوِ اَلْحَدِيْثِ فَنَّاْنَاً، وَاَلَّذِيْ تُنْصَبُ لَهُ اَلْمَعَاْزِفُ
مُطْرِبَاً، لَهُ مِنْ اَلْأَتْبَاْعِ وَاَلْمُعْجَبِيْنَ وَاَلْمُعْجَبَاْتِ مَاْ
يَفُوْقُ اَلْعَدَّ وَاَلْحُسْبَاْن، وَاَللهُ U
يَقُوْلُ: } وَمِنَ النَّاسِ مَنْ
يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ، لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، وَيَتَّخِذَهَا
هُزُوًا ، أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ {،
وَقَدْ سُئِلَ اِبْنُ مَسْعُوْدٍ t، عَنْ لَهْوِ اَلْحَدِيْثِ ، فَقَاْلَ: وَاَللهِ
اَلَّذِيْ لَاْ إِلَهَ غَيْرُهُ، هُوَ اَلْغِنَاْء ، وَاَللهِ اَلَّذِيْ لَاْ
إِلَهَ غَيْرُهُ ، هُوَ اَلْغِنَاْء ، وَاَللهِ اَلَّذِيْ
لَاْ إِلَهَ غَيْرُهُ ، هُوَ اَلْغِنَاْء .
وَيَقُوْلُ اِبْنُ سِعْدِيٍ ـ شَيْخُ اِبْنِ عُثَيْمِيْنَ ـ رَحِمَهُمَاْ
اَللهُ ، يَقُوْلُ فِيْ تَفْسِيْرِهِ: } لَهْوَ الْحَدِيثِ { أَيْ : اَلْأَحَاْدِيْثُ اَلْمُلْهِيَةُ لِلْقُلُوْبِ،
اَلْصَّاْدَّةُ لَهَاْ عَنْ أَجَلِّ مَطْلُوْبٍ . فَدَخَلَ فِيْ هَذَاْ كُلُّ كَلَاْمٍ
مُحَرَّمٍ ، وَكُلُّ لَغْوٍ ، وَبَاْطِلٍ ، وَهَذَيَاْنٍ مِنْ اَلْأَقْوَاْلِ اَلْمُرَغِّبَةِ
فِيْ اَلْكُفْرِ، وَاَلْفُسُوْقِ وَاَلْعِصْيَاْنِ . إِلَىْ أَنْ قَاْلَ : وَمِنْ
غِنَاْءٍ وَمَزَاْمُيْرِ شَيْطَاْنٍ .
فَلَهْوُ اَلْحَدِيْثِ اَلَّذِيْ حَرَّمَ اَللهُ U
، صَاْرَ فَنَّاً ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ وَهَذَاْ بِسَبَبِ اَلْتَّلَاْعُبِ بِاَلْمُصْطَلَحَاْتِ
اَلْشَّرْعِيَّةِ ، بَلْ بَعْضُهُمْ ـ وَاَلْعَيَاْذُ بِاَللهِ ـ يَتَلَاْعَبُ بِذَلِكَ
بِاَسْمِ اَلْدِّيْنِ، فَيُسَمِّىْ لَهْوَ اَلْحَدِيْثِ بِاَلْأَنَاْشِيْدِ اَلْإِسْلَاْمِيَّةِ
أَوْ اَلْشَّيْلَاْتِ ، وَهِيَ مَاْهِيَ إِلَّاْ أَغَاْنٍ مُحَجَبَةٍ كَمَاْ قَاْلَ
بَعْضُهُمْ، وَقَدْ حَذَّرَ مِنْهَاْ اَلْعُلَمَاْءُ، يَقُوْلُ فَضِيْلَةُ اَلْشَّيْخِ
صَاْلِحِ اَلْفَوْزَاْن ـ عَضْوُ هَيْئَةِ كِبَاْرِ اَلْعُلَمَاْءِ، وَاَلْلِّجْنَةِ
اَلْدَّاْئِمَةِ لِلْإِفْتَاْءِ: أَنَّ اَلْأَنَاْشِيْدَ اَلْإِسْلَاْمِيَّةَ اَلْجَمَاْعِيَّةَ،
بِدْعَةٌ وَفِتْنَةٌ، حَتَّىْ لَوْ كَاْنَتْ بِلَاْ دُفٍّ أَوْ مُؤَثِرٍ صَوْتِيٍ،
لَاْ نَعْلَمُ لَهَاْ أَصْلَاً، فَهَذِهِ مُحْدَثَةٌ ، وَإِذَاْ نُسِبَتْ إِلَىْ اَلْإِسْلَاْمِ،
وَقِيْلَ اَلْأَنَاْشِيْدُ اَلْإِسْلَاْمِيَّةُ، فَهَذَاْ مَعْنَاْهُ أَنَّ اَلْإِسْلَاْمَ
شَرَعَهَاْ، وَهَذَاْ لَاْ أَصْلَ لَهُ . إِلَىْ أَنْ قَاْلَ ـ حَفِظَهُ اَللهُ ـ
: إِذَاْ لَمْ تُنْسَبْ اَلْأَنَاْشِيْدُ إِلَىْ اَلْإِسْلَاْمِ ، فَهِيَ مِنْ اَلْلَّهْوِ
، وَإِذَاْ نُسِبَتْ إِلَىْ اَلْإِسْلَاْمِ ، فَهِيَ مِنْ اَلْبِدْعَةِ . وَقَدْ سُأَلَ
عَنْ اَلْشِّيْلَاْتِ ، فَقَاْلَ: اَلْشِّيْلَاْتُ أَشَدُّ أَنْوَاْعِ اَلْأَغَاْنِي
.
وَذَكَرَ ـ حَفِظَهُ اَللهُ ـ أَنْ إِنْشَاْدَ اَلْشِّعْرِ
اَلْنَّاْفِعِ وَاَلْمُفِيْدِ، اَلْخَاْلِيْ مِنْ اَلْتَّرْنِيْمَاْتِ
وَاَلْنَّغَمَاْتِ لَاْ بَأْسَ بِهِ، كَمَاْ كَاْنَ عَلَىْ عَهْدِ اَلْنَّبِيِّ e، يَتَنَشَّطُوْنَ بِهِ عَلَىْ اَلْعَمَلِ،
وَيُذْهِبُوْنَ بِهِ عَنْهُمُ اَلْمَلَلِ .
فَاَلْأَنَاْشِيْدُ وَاَلْشِّيْلَاْتُ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ
ـ اَلَّتِيْ بُلِيَ بِهَاْ اَلْمُسْلِمُوْنَ ، وَلَاْ يَجِدُ بَعْضُهُمْ حَرَجَاً
مِنْ سَمَاْعِهَاْ ، نَتِيْجَةٌ مِنْ نَتَاْئِجِ اَلْتَّلَاْعُبِ بِاَلْمُصْطَلَحْاَتِ
اَلْشَّرْعِيَّةِ، وَإِلَّاْ مَتَىْ أَجَاْزَ اَلْإِسْلَاْمُ ضَرْبَ اَلْرِّجَاْلِ
لِلْدُّفُوْفِ، وَوَصْفَ اَلْخُدُوْدِ وَاَلْقُدُوْدِ ، وَاَلْرَّقْصَ كَاْلْمَجَاْنِيْنِ،
وَجُمَلَ اَلْغَرَاْمِ وَاَلْهِيَاْمِ، وَاَلْفَخْرَ بِاَلْأَحْسَاْبِ وَاَلْأَنْسَاْبِ
، وَاَلْمَدْحَ اَلْكَاْذِبَ ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ اَلْمُحَرَّمَاْتِ اَلَّتِيْ
لَاْ تَخْلُوْ مِنْهَاْ أُنْشُوْدَةٌ وَلَاْ شِيْلَةٌ .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
وَمِنْ اَلْمُسَمَّيَاْتِ اَلْشَّرْعِيَّةِ اَلَّتِيْ لَمْ تَسْلَمْ
مِنْ اَلْتَّغْيِيْرِ، وَصَاْرَتْ مِنْ اَلْمَحْبُوْبَاْتِ عِنْدَ بَعْضِ اَلْنَّاْسِ،
اَلْكَذِبُ ، وَهُوَ اَلْإِخْبَاْرُ بِاَلْشَّيْءِ عَلَىْ خِلَاْفِ مَاْ هُوَ عَلَيْهِ
، سَوَاْءً كَاْنَ عَمْدًا أَمْ خَطَئًا ، يَقُوْلُ اَلْنَّوَوُيُّ ، اَلْكَذَبُ :
اَلْإِخْبَاْرُ عَنْ اَلْشَّيْءِ عَلَىْ خِلَاْفِ مَاْ هُوَ، عَمْدًا كَاْنَ أَوْ
سَهْوًا، سَوَاْءً كَاْنَ اَلْإِخْبَاْرُ عَنْ مَاْضٍ أَوْ مُسْتَقَبَلٍ. هَذَاْ اَلْكَذَبُ
ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ مِنْ كَبَاْئِرِ اَلْذُّنُوْبِ ، أَخْبَرَ اَلْنَّبِيُّ
e
، أَنَّ مَآلَ صَاْحِبِهِ إِلَىْ مَقْتِ اَللهِ U
، وَإِلَىْ اَلْنَّاْرِ وَبِئْسَ اَلْدَّاْرِ ، فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ
اَلْصَّحِيْحِ ، قَاْلَ e : (( إِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي
إِلَى النَّارِ ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ
كَذَّابًا ))، هَذَاْ اَلْكَذِبُ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ صَاْرَ أَصْحَاْبُهُ
مِنْ اَلْأَذْكِيَاْءِ ، وَمِنْ اَلْدُّهَاْةِ ، وَمِنْ اَلْنُّجُوْمِ اَلْبَاْرِزِيْنَ
فِيْ اَلْمُجْتَمَعِ، وَيَتَأَثَّرُ بِهِمْ اَلْسُّفَهَاْءُ وَهُمْ يَعْلُمُوْنَ يَقِيْنَاً
أَنَّهُمْ يَكْذِبُوْنَ، وَاَلْسَّبَبُ هُوَ ـ وَاَللهِ اَلْعَظِيْمِ ـ اَلْتَّلَاْعُبُ
بِاَلْمُصْطَلَحَاْتِ اَلْشَّرْعِيَّةِ، وَتَسْمِيَةُ اَلْأَشْيَاْءِ بِغَيْرِ مُسَمَّيَاْتِهَاْ
:
لَاْ يَكْذِبُ اَلْمَرْءُ إِلَّاْ مِنْ مَهَاْنَتِهِ
أَوْ عَاْدَةِ اَلْسُّوْءِ أَوْ مِنْ قَلْةِ اَلْأَدَبِ
لَجِيْفَةُ اَلْكَلْبِ عِنْدِيْ خَيْرُ رَاْئِحَةٍ
مِنْ كِذْبَةِ
اَلْمَرْءِ فِيْ جَدٍ وَفِيْ لَعِبِ
وَمِنْ اَلْكَذِبِ اَلْمُحَرَّمِ شَرْعَاً ، وَصَاْرَ فَنَّاً
مَحْبُوْبَاً بِسَبَبِ تَغْيِيْرِ اِسْمِهِ: اَلْتَّمْثِيْلُ عَبْرَ
اَلْمُسَلْسَلَاْتِ وَاَلْأَفْلَاْمِ وَاَلْمَسْرَحِيَاْتِ، يَقُوْلُ اَلْشَّيْخُ
صَاْلِحُ اَلْفَوْزَاْن : اَلْتَّمْثِيْلُ مِنْ وَسَاْئِلِ اَلْلَّهُوِ اَلْمُسْتَوْرَدَةِ
إِلَىْ بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، فَلَاْ يَجُوْزُ فِعْلُهُ وَاَلْاِشْتِغَاْلُ
بِهِ، وَفِيْهِ كَذِبٌ وَمُخَاْلَفَةٌ لِلْوَاْقِعِ، وَفِيْهِ تَنَقُّصٌ لِلْشَخْصِيَاْتِ
اَلْمُحْتَرَمَةِ اَلْمُمَثَّلَةِ، وَفِيْهِ تَشَبُّهٌ بِاَلْشَّخْصِيَاْتِ اَلْكَاْفِرَةِ
اَلْمُمَثَّلَةِ أَيْضًا، وَفِيْهِ مَحَاْذِيْرٌ كَثِيْرَةٌ. وَمَاْ يُقَاْلُ فِيْهِ
مِنْ اَلْمَنَاْفِعِ، فَإِنَّ اَلْمَضَاْرَّ اَلْحَاْصِلَةَ بِسَبَبِهِ أَضْعَاْفُهَاْ،
وَدَرُءُ اَلْمَفَاْسِدِ مُقَدَّمٌ عَلَىْ جَلْبِ اَلْمَصَاْلِحِ . فَلْنَتَّقِ اَللهَ
ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اَللهِ ـ وَلْنَحْرِصْ عَلَىْ تَسْمِيَةِ اَلْأَشْيَاْءِ بِمُسَمَّيَاْتِهَاْ
اَلْشَّرْعِيَّةِ ، فَمَنْ زَعَمَ اَلْإِصْلَاْحَ بِغَيْرِ شَرْعِ اَللهِ U
فَهُوَ مُفْسِدٌ ، وَمَاْ أَلْهَىْ قُلُوْبَنَاْ عَنْ طَاْعَةِ رَبِنَاْ فَهُوَ لَهْوٌ
، وَلَاْ أَنَاْشِيْدَ وَلَاْ شِيْلَاْت فِيْ دِيْنِنَاْ، وَ } إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ ، الَّذِينَ لَا
يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ، وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ { ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ
اللَّهُ لِي وَلَكَمَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ،
وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ
إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ
رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ
تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَمَّاْ بَعْدُ ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ :
وَمِنْ اَلْمُسَمَّيَاْتِ اَلْشَّرْعِيَّةِ اَلَّتِيْ طَاْلَهَاْ
اَلْتَّغْيِيْرُ، قَطِيْعَةُ اَلْرَّحِمِ ، صَاْرَ بَعْضُهُمْ يُسَمِّيْهَاْ مَشَاْغِلُ
حَيَاْةٍ وَضِيْقُ وَقْتٍ، فَلَوْ قُلْتَ لِأَحَدِهِمْ: أَنْتَ قَاْطِعُ رَحِمٍ لِأَنَّكَ
لَاْ تَصِلُ أَقَاْرِبَكَ ، لَقَاْلَ أَعُوْذُ بِاَللهِ، بَيْنَمَاْ لَوْ قُلْتَ لَهُ
أَنْتَ لَاْ تَصِلُ أَقَاْرِبَكَ لِكَثْرَةِ مَشَاْغِلِكَ ، لَقَاْلَ صَدَقَتَ، وَلِذَلِكَ
قُطِعَتِ اَلْرَّحِمُ اَلَّتِيْ مَنْ وَصَلَهَاْ وَصَلَهُ اَللهُ، وَمَنْ قَطَعَهَاْ
قَطَعَهُ اَللهُ .
وَمِنْ اَلْمُصْطَلَحَاْتِ اَلْشَّرْعِيَّةِ اِلَّتِيْ غُيِّرَتْ
أَسْمَاْؤُهَاْ، اَلْمُخَنَّثُوْنَ وَاَلْمُتَرَجِّلَاْتُ، فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (( لَعَنَ الْمُخَنَّثِينَ مِنَ
الرِّجَالِ، وَالْمُتَرَجِّلَاتِ مِنَ النِّسَاءِ ))، يَعْنِيْ: الْمُتَشَبِّهِينَ
مِنْ اَلْرِّجَاْلِ بِاَلْنِّسَاْءِ، وَاَلْمُتَشَبِّهَاْتِ مِنْ اَلْنِّسَاْءِ بِاَلْرِّجَاْلِ
.
فَاَلْتَّخَنُّثُ وَاَلْتَّرَجُّلُ ، صَاْرَاْ عِنْدَ أَكْثَرِ
اَلْمُسْلِمِيْنَ مِمَّاْ يُسَمُّوْنَهُ بِاَلْمُوْضَةِ، اَلْرِّجَاْلُ يَتَشَبَّهُوْنَ
بِاَلْنِّسَاْءِ، وَاَلْنِّسَاْءُ يَتَشَبَّهْنَ بِاَلْرِّجَاْلِ، وَقَدْ يَكُوْنُ
اَلْتَّشَبُّهُ بِمَنْ لَاْ خَلَاْقَ لَهُمْ مِنْ اَلْكُفَّاْرِ وَاَلْفُسَّاْقِ ،
يَفْعَلُوْنَ ذَلِكَ وَلَاْ يَجِدُوْنَ غَضَاْضَةً
وَلَاْ حَرَجَاً لِأَنَّهُ مَوْضَة ، وَحَقِيْقَتُهُمْ مُخَنَّثِيْنَ وَمُتَرَجِّلَاْت،
أَرَأَيْتُمْ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ مَنْ يُرَبِوُنَ شُعُوْرَ رُؤُوْسِهِمْ ،
ثُمَّ يَرْبُطُوْنَهَاْ كَرَبْطِ اَلْنَّسَاْءِ لِشُعُوْرِهِنَّ ، فَهَؤُلَاْءِ
مُخَنَّثُوْنَ شَرْعَاً، وَمِثْلُهُمْ اَللَّاتِيْ يَلْبَسْنَ كَلِبْسِ اَلْرِّجَاْلِ،
وَيَقُصَّنَّ شُعُوْرَهُنَّ كَقَصِ اَلْرِّجَاْلِ، فَهَؤُلَاْءِ هُنَّ اَلْمُتَرَجِلَاْت، وَجَمِيْعُهُمْ مَلْعُوْنُوْنَ عَلَىْ لِسَاْنِ رَسُوْلِ اَللهِ e
.
دَعِيْ
عَنْكِ قَوْمَاً زَاْحَمَتْهُمْ نِسَاْءُهُمْ
فَكَاْنُوْا كَمَاْ حَفَّ اَلْشَّرَاْبُ ذُبَاْبُ
تَسَاْوُوْا
فَهَذَاْ بَيْنَهُمْ مِثْلَ هَذِهِ
وَسَيَّاْنَ
مَعْنَىً يَاْفِعٌ وَكِعَاْبُ
وَمَاْ عَجَبِيْ أَنَّ اَلْنَّسَاْءَ تَرَجَّلَتْ
وَلَكِنَّ
تَأْنِيْثَ اَلْرِّجَاْلِ عُجَاْبُ
فَلْنَحْذَرْ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ هَذِهِ
اَلْمُنْكَرَاْتِ وَإِنْ غُيِّرَتْ أَسْمَاْؤُهَاْ، فَاَلْعِبْرَةُ
بِاَلْحَقَاْئِقِ لَاْ بِاَلْأَسْمَاْءِ ، وَلْنَعْلَمْ يَقِيْنَاً أَنَّ
اَلْتَّلَاْعُبَ بِمَصْطَلَحَاْتِ دِيْنِنَاْ ، هُوَ مِنْ مَكْرِ وَكَيْدِ
أَعْدَاْئِنَاْ ، وَمَاْ هُوَ إِلَّاْ مِنْ بَاْبِ قَوْلِ اَللهِ تَعَاْلَىْ : } وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً { .
اَسْأَلُ اَللهَ لِيْ وَلَكُمْ عِلْمَاً
نَاْفِعَاً ، وَعَمَلَاً صَاْلِحَاً ، وَرِزْقَاً وَاْسِعَاً ، } إِنَّ
رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ { . أَلَاْ وَصَلُّوْا عَلَىْ اَلْبَشِيْرِ اَلْنَّذِيْرِ ، وَاَلْسِّرَاْجِ
اَلْمُنِيْرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اَلْلَّطِيْفُ اَلْخَبِيْرُ ، فَقَاْلَ
جَلَّ مِنْ قَاْئِلٍ عَلِيْمَاً : } إِنَّ اللَّهَ
وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا { وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، يَقُوْلُ e
: (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً
وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )) ، فَاَلْلَّهُمَّ
صَلِيْ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَاْرَكْ عَلَىْ نَبِيِّنَاْ مُحَمَّدٍ ، وَعَلَىْ
آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ أَجْمَعِيْنَ ، وَاَرْضِ اَلْلَّهُمَّ عَنِ
اَلْتَّاْبِعِيْنَ وَتَاْبِعِيْ اَلْتَّاْبِعِيْنَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ
بِإِحْسَاْنٍ إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ ، وَعَنَّاْ مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ
وَكَرَمِكَ وَجُوْدِكَ وَرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْن .
اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ نَصْرَ اَلْإِسْلَاْمِ وَعِزَّ اَلْمُسْلِمِيْنَ
، اَلْلَّهُمَّ أَعِزَّ اَلْإِسْلَاْمَ وَاَنْصُرَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، وَاَحْمِيْ
حَوْزَةَ اَلْدِّيْنَ ، وَاَجْعَلْ بَلَدَنَاْ آمِنَاً مُطْمَئِنَاً وَسَاْئِرَ
بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ . اَلْلَّهُمَّ اَحْفَظْ لَنَاْ أَمْنَنَاْ ،
وَوُلَاْةَ أَمْرِنَاْ ، وَعُلَمَاْءَنَاْ وَدُعَاْتَنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ
جَنِّبْنَاْ اَلْفِتَنَ ، مَاْ ظَهَرَ مِنْهَاْ وَمَاْ بَطَنَ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ
أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ . رَبَّنَاْ أَعِنَّاْ وَلَاْ تُعِنْ عَلَيْنَاْ ، وَاَنْصُرْنِاْ
وَلَاْ تَنْصُرْ عَلَيْنَاْ ، وَاَمْكُرْ لَنَاْ وَلَاْ تَمْكُرْ عَلَيْنَاْ ، وَاَنْصُرْنَاْ
عَلَىْ مَنْ بَغَىْ عَلَيْنَاْ ، رَبَّنَاْ اِجْعَلْنَاْ لَكَ شُكَّاْرَاً، لَكَ ذُكَّاْرَاً،
لَكَ رُهَّاْبَاً، لَكَ مُخْبِتِيْنَ إِلَيْكَ أَوَّاْهِيْنَ مُنِيْبِيْنَ
بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ . اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ
وَأَنْتَ فِيْ عَلْيَاْئِكَ ، وَأَنْتَ اَلْغَنِيُّ وَنَحْنُ اَلْفُقَرَاْءُ إِلَيْكَ
، أَنْ تُغِيْثَ قُلُوْبَنَاْ بِاَلْإِيْمَاْنِ ، وَبِلَاْدَنَاْ بِاَلْأَمْطَاْرِ
، اَلْلَّهُمَّ أَغِثْنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ أَغِثْنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ أَغِثْنَاْ ،
اَلْلَّهُمَّ أَسْقِنَاْ اَلْغَيْثَ وَلَاْ تَجْعَلْنَاْ مِنْ اَلْقَاْنِطِيْنَ ،
اَلْلَّهُمَّ اَسْقِنَاْ غَيْثَاً مُغِيْثَاً هَنِيْئَاً مَرِيْعَاً سَحَّاً غَدَقَاً
مُجَلِّلَاً نَاْفِعَاً غَيْرَ ضَاْرٍ ، عَاْجِلَاً غَيْرَ آجِلٍ ، غَيْثَاً تُغِيْثُ
بِهِ اَلْبِلَاْدَ وَاَلْعِبَاْدَ ، اَلْلَّهُمَّ اَسْقِ بِلَاْدَكَ وَعِبَاْدَكَ
وَبَهَاْئِمَكَ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ . } رَبَّنَا آتِنَا
فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {
عِبَاْدَ
اَللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ، وَيَنْهَى
عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ { .
فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ
يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ
أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http:///www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|