موعظة في ذم الدنيا
مستفاد من كلام الشيخ السعدي رحمه الله
إن الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ، صلى اللهُ عليه وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَمَ تسلِيماً كَثِيراً أما بعد:
عباد الله:
اتقوا الله تعالى، قال تعالى (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).
يخبر تعالى عن حقيقة الدنيا وما هي عليه، ويبين غايتها وغاية أهلها، بأنها لعب ولهو، تلعب بها الأبدان، وتلهو بها القلوب، وهذا مصداقه ما هو موجود وواقع من أبناء الدنيا، فإنك تجدهم قد قطعوا أوقات أعمارهم بلهو قلوبهم، وغفلتهم عن ذكر الله وعمّا أمامهم من الوعد والوعيد، وتراهم قد اتخذوا دينهم لعبا ولهوا، بخلاف أهل اليقظة وعمّال الآخرة، فإن قلوبهم معمورة بذكر الله، ومعرفته ومحبته، وقد شغلوا أوقاتهم بالأعمال التي تقربهم إلى الله، من النفع القاصر والمتعدي.
وقوله: (وَزِينَةٌ) أي: تزين في اللباس والطعام والشراب، والمراكب والدور والقصور والجاه. وغير ذلك (وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ) أي: كل واحد من أهلها يريد مفاخرة الآخر، وأن يكون هو الغالب في أمورها، والذي له الشهرة في أحوالها، (وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ) أي: كلٌ يريد أن يكون هو الكاثر لغيره في المال والولد، وهذا مصداقه: وقوعه من محبي الدنيا والمطمئنين إليها بخلاف من عرف الدنيا وحقيقتها، فجعلها معبرا ولم يجعلها مستقرا، فنافس فيما يقربه إلى الله، واتخذ الوسائل التي توصله إلى دار كرامته وإذا رأى من يكاثره وينافسه في الأموال والأولاد، نافسه بالأعمال الصالحة
ثم ضرب للدنيا مثلا بغيث نزل على الأرض، فاختلط به نبات الأرض مما يأكل الناس والأنعام، حتى إذا أخذت الأرض زخرفها، وأعجب نباته الكفار، الذين قصروا نظرهم وهممهم على الدنيا جاءها من أمر الله ما أتلفها فهاجت ويبست، فعادت إلى حالها الأولى، كأنه لم ينبت فيها خضراء، ولا رؤي لها مرأى أنيق، كذلك الدنيا، بينما هي زاهية لصاحبها زاهرة، مهما أراد من مطالبها حصل، ومهما توجه لأمر من أمورها وجد أبوابه مفتحة، إذ أصابها قدر الله فأذهبها من يده، وأزال تسلطه عليها، أو ذهب به عنها، فرحل منها صفر اليدين، لم يتزود منها سوى الكفن، فتبا لمن أضحت هي غاية أمنيته ولها عمله وسعيه .
وأما العمل للآخرة فهو الذي ينفع، ويدخر لصاحبه، ويصحب العبد على الأبد، ولهذا قال تعالى: (وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ) أي: حال الآخرة، ما يخلو من هذين الأمرين: إما العذاب الشديد في نار جهنم، وأغلالها وسلاسلها وأهوالها لمن كانت الدنيا هي غايته ومنتهى مطلبه، فتجرأ على معاصي الله، وكذب بآيات الله، وكفر بأنعم الله وإما مغفرة من الله للسيئات، وإزالة للعقوبات، ورضوان من الله، يحل من أحله عليه دار الرضوان لمن عرف الدنيا، وسعى للآخرة سعيها. فهذا كله مما يدعو إلى الزهد في الدنيا، والرغبة في الآخرة، ولهذا قال: (وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) أي: إلا متاع يتمتع به وينتفع به، ويستدفع به الحاجات، لا يغتر به ويطمئن إليه إلا أهل العقول الضعيفة الذين يغرهم بالله الغرور .
ثم أمر سبحانه وتعالى بالمسابقة إلى مغفرته ورضوانه وجنته، (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ) وذلك يكون بالسعي بأسباب المغفرة، من التوبة النصوح، والاستغفار النافع، والبعد عن الذنوب ومظانها، والمسابقة إلى رضوان الله بالعمل الصالح، والحرص على ما يرضي الله على الدوام، من الإحسان في عبادة الخالق، والإحسان إلى الخلق بجميع وجوه النفع، ولهذا ذكر الله الأعمال الموجبة لذلك، فقال: (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ) والإيمان بالله ورسله يدخل فيه أصول الدين وفروعها، (ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء) أي: هذا الذي بيناه لكم، وذكرنا لكم فيه الطرق الموصلة إلى الجنة، والطرق الموصلة إلى النار، وأن ثواب الله بالأجر الجزيل والثواب الجميل من أعظم منته على عباده وفضله. (وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) الذي لا يحصى ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يثني عليه من خلقه.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ؛ ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ؛ أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ , الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ , مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ، وأَشْهدُ أَنْ لا إِلهَ إِلا اللهَ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشهدُ أَنَّ مُحمَّداً عَبدُ اللهِ ورَسولُهُ ، صَلَى اللهُ عَليْهِ وسلَّمَ تَسلِيمًا كَثِيرًا. أما بعد :
عباد الله: عن ﺃﺑﻲ ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻟﺨﺪﺭﻱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ: "ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺣﻠﻮﺓ ﺧﻀﺮﺓ, ﻭﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺴﺘﺨﻠﻔﻜﻢ ﻓﻴﻬﺎ, ﻓﻴﻨﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻤﻠﻮﻥ, ﻓﺎﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ, ﻭﺍﺗﻘﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ; ﻓﺈﻥ ﺃﻭﻝ ﻓﺘﻨﺔ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎء". ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ.
ﺃﺧﺒﺮ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺤﺎﻝ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻭﻕ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﺬﺍﺋﻘﻴﻦ. ﺛﻢ ﺃﺧﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﺤﻨﺔ ﻭﺍﺑﺘﻠﺎﺀ ﻟﻠﻌﺒﺎﺩ, ﺛﻢ ﺃﻣﺮ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺄﺳﺒﺎﺏ, ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻲ ﻓﺘﻨﺘﻬﺎ,ﻓﺈﺧﺒﺎﺭﻩ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺣﻠﻮﺓ ﺧﻀﺮﺓ ﻳﻌﻢ ﺃﻭﺻﺎﻓﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ, ﻓﻬﻲ ﺣﻠﻮﺓ ﻓﻲ ﻣﺬﺍﻗﻬﺎ ﻭﻃﻌﻤﻬﺎ, ﻭﻟﺬﺍﺗﻬﺎ ﻭﺷﻬﻮﺍﺗﻬﺎ, ﺧﻀﺮﺓ ﻓﻲ ﺭﻭﻧﻘﻬﺎ ﻭﺣﺴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮ, ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ)، ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)، ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ﺍﻟﻤﻨﻮﻋﺔ ﻓﻴﻬﺎ, ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﺒﻬﻴﺠﺔ, ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﺘﻠﺎﺀ ﻣﻨﻪ ﻭﺍﻣﺘﺤﺎﻧﺎ, ﻭﺍﺳﺘﺨﻠﻒ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﻟﻴﻨﻈﺮ ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ .
ﻓﻤﻦ ﺗﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻠﻬﺎ, ﻭﻭﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﻬﺎ, ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﺒﻮﺩﻳﺔ ﺍﻟﻠﻪ, ﻛﺎﻧﺖ ﺯﺍﺩﺍ ﻟﻪ ﻭﺭﺍﺣﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺭ ﺃﺷﺮﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺃﺑﻘﻰ, ﻭﺗﻤﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺄﺧﺮﻭﻳﺔ.
ﻭﻣﻦ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺃﻛﺒﺮ ﻫﻤﻪ, ﻭﻏﺎﻳﺔ ﻋﻠﻤﻪ ﻭﻣﺮﺍﺩﻩ, ﻟﻢ ﻳﺆﺕ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﺎ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ ﻟﻪ, ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺂﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻘﺎﺀ, ﻭﻟﻢ يهنأ بﻠﺬﺍﺗﻬﺎ ﻭﻟﺎ ﺷﻬﻮﺍﺗﻬﺎ ﺇﻟﺎ ﻣﺪﺓ ﻗﻠﻴﻠﺔ, ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻟﺬﺍﺗﻪ ﻗﻠﻴﻠﺔ, ﻭﺃﺣﺰﺍﻧﻪ ﻃﻮﻳﻠﺔ.
ﻭﻛﻞ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﻟﺬﺍﺗﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ ﻭﺍﻟﺎﺧﺘﺒﺎﺭ, ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺑﻠﻎ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻭﺃﺷﺪ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ, ﻓﺈﻥ ﻓﺘﻨﺘﻬﻦ ﻋﻈﻴﻤﺔ, ﻭﺍﻟﻮﻗﻮﻉ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﻄﻴﺮ ﻭﺿﺮﺭﻫﺎ ﻛﺒﻴﺮ, ﻓﺈﻧﻬﻦ ﻣﺼﺎﺋﺪ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻭﺣﺒﺎﺋﻠﻪ, ﻛﻢ ﺻﺎﺩ ﺑﻬﻦ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻓﻰ ﻓﺄﺻﺒﺢ ﺃﺳﻴﺮ ﺷﻬﻮﺗﻪ, ﺭﻫﻴﻦ ﺫﻧﺒﻪ, ﻗﺪ ﻋﺰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺨﻠﺎﺹ, ﻭﺍﻟﺬﻧﺐ ﺫﻧﺒﻪ, ﻓﺈﻧﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻟﻢ ﻳﺤﺘﺮﺯ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻠﻴﺔ, ﻭﺇﻟﺎ ﻓﻠﻮ ﺗﺤﺮﺯ ﻣﻨﻬﺎ, ﻭﻟﻢ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﺪﺍﺧﻞ ﺍﻟﺘﻬﻢ, ﻭﻟﺎ ﺗﻌﺮﺽ ﻟﻠﺒﻠﺎﺀ, ﻭﺍﺳﺘﻌﺎﻥ ﺑﺎﻋﺘﺼﺎﻣﻪ ﺑﺎﻟﻤﻮﻟﻰ, ﻟﻨﺠﺎ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﻨﺔ, ﻭﺧﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ.
ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺣﺬﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ. ﻭﺃﺧﺒﺮ ﺑﻤﺎ ﺟﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺄﻣﻢ; ﻓﺈﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮﺓ ﻟﻠﻤﻌﺘﺒﺮﻳﻦ, ﻭﻣﻮﻋﻈﺔ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ.
= اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم أعنا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا، اللهم اجعلنا لك شاكرين.. لك ذاكرين.. لك راغبين.. لك راهبين. اللهم تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وثبت حجتنا، واهد قلوبنا، ويسر أمورنا، وطهر قلوبنا، واسلل سخيمة قلوبنا، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، يا ذا الجلال والإكرام.
= اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا ، و إذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين واحفظنا بالإسلام قاعدين واحفظنا بالإسلام راقدين ولا تشمت بنا أعداء و لا حاسدين ، اللهم إنا نسألك من كل خير خزائنه بيدك ، ونعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك .
= اللهم اجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى وألّف بين قلوبهم ووحد صفوفهم وارزقهم العمل بكتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وسلم.
= اللهم انتصر لعبادك المستضعفين في كل مكان، اللهم احقن دمائهم وصن أعراضهم وتولّ أمرهم وسدد رميهم وعجّل بنصرهم وفرّج كربهم وانصرهم على القوم الظالمين، اللهم عليك بأعداء الدين من الكفرة المجرمين والطغاة الملحدين الذين قتلوا العباد وسعوا في الأرض بالتخريب والتقتيل وأنواع الفساد اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك يا رب العالمين، اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم واجعل تدبيرهم تدميراً عليهم وأنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين يا قوي يا عزيز، اللهم أصلح أحوالنا ونياتنا وذرياتنا واختم بالصالحات أعمالنا وبلغنا فيما يرضيك آمالنا. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ الوليد الشعبان تجدها هنا :
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=129