عيد الفطر 1443هـ إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا . . . اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ ، وَللهِ الْحَمْدُ . أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ ، يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ : ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ . فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ بِأَنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ ، يَوْمٌ جَعَلَهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عِيدًا تَفْرَحُونَ بِهِ ، بَعْدَ إِتْمَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَاسْتِمَاعِ الْقُرْآنِ ، وَالصِّيَامِ وَالْقِيَامِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي تُقَرِّبُكُمْ مِنَ الرَّحْمَنِ ؛ يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾، فَافْرَحُوا بِعِيدِكُمْ ، وَاعْلَمُوا أَنَّ السَّعِيدَ فِي الْعِيدِ هُوَ مَنْ تَمَسَّكَ بِدِينِهِ ، وَعَضَّ بِالنَّوَاجِذِ عَلَى سُنَّةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمِنْ أَجْلِ هَذَا خُلِقْتُمْ ، وَمِنْ أَجْلِهِ أُوجِدْتُمْ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون ﴾ ، فَتَمَسَّكُوا بِدِينِكُمْ - يَا عِبَادَ اللهِ - فَإِنَّ فِي ذَلِكَ سَعَادَةَ الدُّنْيَا وَالْحَيَاةَ الطَّيِّبَةَ ، وَالْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ فِي الْآخِرَةِ ، يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَائِلٍ : ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ ، وَيَقُولُ سُبْحَانَهُ : ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيمًا ﴾ . وَاحْذَرُوا - يَا عِبَادَ اللهِ - كُلَّ مَا يَصُدُّكُمْ عَنْ هَذَا الدِّينِ ، وَكُلَّ مَا يُثَبِّطُكُمْ عَنِ اتِّبَاعِ مَنَاهِجِهِ ، وَعَلَى رَأْسِ ذَلِكَ : التَّعَلُّقُ بِهَذِهِ الدُّنْيَا الْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ الَّتِي أَشْغَلَتْ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ ، حَتَّى أَضَاعُوا دِينَهُمْ وَنَسُوا رَبَّهُمْ ـ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ . فَهَذِهِ الدُّنْيَا كَمَا وَصَفَهَا الْخَبِيرُ بِهَا : ﴿ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ هَذِهِ هِيَ الدُّنْيَا ، وَهَذِهِ حَقِيقَتُهَا ، لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ وَتَكَاثُرٌ ، وَلَكِنَّهَا فِي النِّهَايَةِ كَالْغَيْثِ الَّذِي يَهِيجُ وَيَصْفَرُّ ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ؛ عَرَفَ حَقِيقَتَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : (( مَا لِي وَلِلدُّنْيَا ! مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا )) فَاحْذَرُوا الدُّنْيَا - يَا عِبَادَ اللهِ - فَإِنَّهَا دَارُ نَفَادٍ لَا مَحَلُّ إِخْلَادٍ ، جَدِيدُهَا يَبْلَى ، وَمُلْكُهَا يَفْنَى ، وَعَزِيزُهَا يُذَلُّ ، وَكَثِيرُهَا يَقِلُّ ، وَحَيُّهَا يَمُوتُ ، وَخَيْرُهَا يَفُوتُ : أَحْلَامُ نَوْمٍ أَوْ كَظِلٍّ زَائِلٍ إِنَّ اللَّبِيبَ بِمِثْلِهَا لَا يُخْدَعُ اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ ، وَللهِ الْحَمْدُ . أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ : عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ بَصُرَ بِجَمَاعَةٍ فَقَالَ : (( عَلَامَ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ هَؤُلَاءِ ؟ )) قِيلَ : عَلَى قَبْرٍ يَحْفِرُونَهُ . قَالَ : فَفَزِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَدَرَ بَيْنَ يَدَيْ أَصْحَابِهِ مُسْرِعًا حَتَّى انْتَهَى إِلَى الْقَبْرِ ، فَجَثَا عَلَيْهِ . قَالَ : فَاسْتَقْبَلْتُهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ لِأَنْظُرَ مَا يَصْنَعُ ، فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى مِنْ دُمُوعِهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا قَالَ : (( أَيْ إِخْوَانِي ، لِمِثْلِ الْيَوْمِ فَأَعِدُّوا؟ )) حَدِيثٌ حَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ . فَاسْتَعِدُّوا يَا عِبَادَ اللهِ لِلْمَوْتِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ ، وَتَذَكَّرُوا مَا يَنْفَعُكُمْ ، وَمَا يَكُونُ لَكُمْ ، حِينَمَا تَقُومُونَ مِنْ قُبُورِكُمْ ، حُفَاةً عُرَاةً شَاخِصَةً أَبْصَارُكُمْ لَيْسَ مَعَكُمْ مِمَّا أَشْغَلَكُمْ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ مِنْ شَيْءٍ . يَقُولُ الْبَارِي جَلَّ جَلَالُهُ : ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ وَيَقُولُ سُبْحَانَهُ : ﴿ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ، وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ، لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ كُلُّ وَاحِدٍ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ ، يَوْمَ تُفَرَّقُ الصُّحُفُ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ : ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً ، وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُوراً ، وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ ، فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُوراً وَيَصْلَى سَعِيراً ﴾يَوْمَ تُوضَعُ الْمَوَازِينُ – يَا عِبَادَ اللهِ -: ﴿ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ، وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ ﴾ ، يَوْمَ يُنْصَبُ الصِّرَاطُ عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ فَتَمُرُّونَ عَلَيْهِ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِكُمْ وَمُسَابَقَتِكُمْ فِي الْخَيْرَاتِ ، فَمَنْ كَانَ سَرِيعًا فِي مَرْضَاةِ اللهِ ، كَانَ سَرِيعًا فِي مُرُورِهِ عَلَى الصِّرَاطِ ، وَمَنْ كَانَ بَطِيئًا فِي الدُّنْيَا فِي مَرْضَاةِ اللهِ وَمُتَثَاقِلًا فِيهَا كَانَ مُرُورُهُ عَلَى الصِّرَاطِ كَذَلِكَ ، جَزَاءً وِفَاقًا . فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ، وَأَعِدُّوا لِذَلِكَ الْيَوْمِ عُدَّتَهُ ، فَوَاللهِ لَيْسَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ إِلَّا خُرُوجُ أَرْوَاحِكُمْ . أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ للهِ مُعِيدِ الْجُمَعِ وَالْأَعْيَادِ ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ مِنْ إِلَهٍ يَحْكُمُ بَيْنَ الْعِبَادِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، ﴿جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ : أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ؛ اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى ، وَاعْلَمُوا بِأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ بَشَّرَ الْمُسْتَقِيمِينَ عَلَى عِبَادَتِهِ ، وَالْمُسْتَمِرِّينَ فِي طَاعَتِهِ بِالسَّعَادَةِ الْكَامِلَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ : ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ قَالَ الْعُلَمَاءُ : الِاسْتِقَامَةُ : هِيَ الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الطَّاعَةِ . وَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : مَعْنَى الِاسْتِقَامَةِ : أَنْ تَسْتَقِيمَ عَلَى الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَلَا تَرُوغُ رَوَغَانَ الثَّعَالِبِ . فَحَافِظُوا عَلَى الطَّاعَاتِ -يَا عِبَادَ اللهِ- وَبَادِرُوا بِصِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ ، فَإِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ )) .اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ ، وَللهِ الْحَمْدُ . أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ : اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ بِأَنَّ مِنَ السُّنَّةِ لِمَنْ خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يَوْمَ الْعِيدِ مِنْ طَرِيقٍ أَنْ يَرْجِعَ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ اقْتِدَاءً بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِظْهَارًا لِشَعَائِرِ اللهِ . اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا ، وَالْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا ، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا . مَعْشَرَ النِّسَاءِ ؛ أَيَّتُهَا الْفَاضِلَاتُ ، الْتَزِمْنَ بِآدَابِ الْإِسْلَامِ : ﴿ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ، وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ . أَيَّتُهَا الْفَاضِلَاتُ ؛ احْذَرْنَ مَا تَفْعَلُهُ بَعْضُ النِّسَاءِ مِنْ كَشْفٍ لِلْعَوْرَاتِ ، وَإِظْهَارٍ لِلْمَفَاتِنِ ، فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا بَعْدُ )) وَذَكَرَ : (( نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مَائِلَاتٌ مُمِيلَاتٌ رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا )) . احْذَرْنَ أَيَّتُهَا الْمُسْلِمَاتُ كَثْرَةَ اللَّعْنِ وَجُحُودَ مَا يَتَفَضَّلُ بِهِ الْأَزْوَاجُ ، فَقَدَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ )) . اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ ، وَللهِ الْحَمْدُ . مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ : هَنِيئًا لَكُمْ عِيدُكُمْ ، جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الَّذِينَ يُنَادَى بِهِمْ : انْصَرِفُوا مَغْفُورًا لَكُمْ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ وَأَنْتَ فِي عَلْيَائِكَ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا فِي مَقَامِنَا هَذَا أَجْمَعِينَ . اللَّهُمَّ إِنَّا عِبَادُكَ ، خَرَجْنَا إِلَى هَذَا الْمَكَانِ نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَأْمَلُ ثَوَابَكَ ، وَبِحَاجَةِ لِفَضْلِكَ ، وَنَخَافُ عَذَابَكَ وَعِقَابَكَ ، فَاللَّهُمَّ حَقِّقْ لَنَا مَا نَرْجُو ، وَآمِنَّا مِمَّا نَخَافُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، وَبَارِكِ اللَّهُمَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ . وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَإِحْسَانِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ ، اللَّهُمَّ أَيِّدْ بِنَصْرِكَ الْمُبِينِ عِبَادَكَ الْمُجَاهِدِينَ ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ ، وَهَيِّئْ لَهُمُ الْبِطَانَةَ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ النَّاصِحِينَ . اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِينَ ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِينَ ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِينَ وَارْحَمِ اللَّهُمَّ مَوْتَى الْمُسْلِمِينَ . اللَّهُمَّ أَنْزِلْ مِنْ بَرَكَاتِ هَذَا الْيَوْمِ عَلَى أَهْلِ الْقُبُورِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي قُبُورِهِمْ ، وَعَلَى أَهْلِ الدُّورِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي دُورِهِمْ ، اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ . رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيم ، وَآتِنَا ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاجْعَلْنَا مِنَ الْمُحْسِنِينَ . سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وللمزيد من خطب صلاة عيد الفطر تجدها هنا: http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=127
|