وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ
} الْحَمْدُ
لِلَّهِ، الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، وَلَهُ
الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ، وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ {، أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ، وَعَظِيْمِ
سُلْطَاْنِهِ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ
لَهُ، } لَا
إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ { ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً
عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، اَلْبَشِيْرُ اَلْنَّذِيْرُ، وَاَلْسِّرَاْجُ اَلْمُنِيْرُ
، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ
تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ ، } يَوْمَ
الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ { .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَاْدَ اَللهِ :
تَقْوَىْ اَللهِ U وَصِيَّتُهُ سُبْحَاْنَهُ لِعِبَاْدِهِ، فَهُوَ اَلْقَاْئِلُ فِيْ
كِتَاْبِهِ: }وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ
قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ{ ، فَاتَّقُوا اللَّهَ - عِبَادَ اللَّهِ -
جَعَلَنِيْ اَللهُ وَإِيَّاْكُمْ مِنْ عِبَاْدِهِ اَلْمُتَّقِيْنَ .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ :
يَقُوْلُ U مُخَاْطِبَاً لِنِسَاْءِ اَلْنَّبِيِّ e: } وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى { ، يَقُوْلُ اِبْنُ
كَثِيْرٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ : أَمَرَ اَللهُ تَعَاْلَىْ نِسَاْءَ اَلْنَّبِيِّ ،
وَغَيْرَهُنَّ مِنْ اَلْنِّسَاْءِ ، بِاَلْقَرَاْرِ فِيْ اَلْبُيُوْتِ ، وَعَدَمِ
اَلْخُرُوْجِ لِغَيْرِ حَاْجَةٍ .
وَيَقُوْلُ اَلْقُرْطُبِيُّ
فِيْ تَفْسِيْرِهِ: } وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ { مِنْ وَقَرَ أَيْ اَلْسَّكَنَ
وَمِنْ اَلْقَرَاْرِ، ثُمَّ قَاْلَ : مَعْنَىْ هَذِهِ اَلْآيَةِ: اَلْأَمْرُ
بِلُزُوْمِ اَلْبَيْتِ، وَإِنْ كَاْنَ اَلْخِطَاْبُ لِنِسَاْءِ اَلْنَّبِيِّ،
فَقَدْ دَخَلَ غَيْرُهُنَّ فِيْهِ بِاَلْمَعْنَىْ، هَذَاْ لَوْ لَمْ يَرِدْ
دَلِيْلٌ يَخُصُّ جَمْيِعَ اَلْنِّسَاْءِ، فَكَيْفَ وَاَلْشَّرِيْعَةُ طَاْفِحَةٌ
بِلُزُوْمِ اَلْنِّسَاْءِ بُيُوْتِهِنَّ، وَاَلْاِنْكِفَاْفِ عَنْ اَلْخُرُوْجِ
مِنْهَاْ إِلَّاْ لِضَّرُوْرَةِ .ا.هـ
فَقَرَاْرُ
اَلْنِّسَاْءِ فِيْ اَلْبُيُوْتِ وَعَدَمِ اَلْخُرُوْجِ لِغَيْرِ حَاْجَةٍ، أَمْرٌ
مَطْلُوْبٌ شَرْعَاً، وَلِذَلِكَ نَهَجَتْ نِسَاْءُ اَلْسَّلَفِ مَنْهَجَ
اَلْاِسْتِجَاْبَةِ اَلْتَّاْمَةِ لِهَذِهِ اَلْآيَةِ. يَقُوْلُ اَلْقُرْطُبِيُّ
فِيْ تَفْسِيْرِهِ: أَنَّ عَاْئِشَةَ رضي الله عنها كَاْنَتْ إِذَاْ قَرَأَتْ
هَذِهِ اَلْآيَةِ ، تَبْكِيْ حَتَّىْ تَبُلَّ خِمَاْرَهَاْ !
وَذَكَرَ أَنَّ أم
المؤمنين سَوْدَةَ - رَضِي الله عَنْهَا - قِيْلَ لَهَاْ : لِمَ لَاْ تَحُجِّيْنَ
وَلَاْ تَعْتَمِرِيْنَ كَمَاْ يَفْعَلُ أَخَوَاْتُكِ؟ فَقَاْلَتْ: قَدْ حَجَجْتُ
وَاَعْتَمَرْتُ، وَأَمَرَنِيْ اَللهُ أَنْ أَقِرَّ فِيْ بَيْتِيْ، فَوَاَللهِ لَاْ
أَخْرُجُ مِنْ بَيْتِيْ حَتَّىْ أَمُوْت . قَاْلَ اَلْرَّاْوُيْ: فَوَاَللهِ مَاْ
خَرَجَتْ مِنْ بَاْبِ حُجْرَتِهَاْ ، حَتَّىْ أُخْرِجَتْ جَنَاْزَتُهَاْ .
وَقَاْلَ اِبْنُ مَسْعُوْدٍ t : مَاْ تَقَرَبَتْ اِمْرَأَةٌ إِلَىْ اَللهِ بِأَعْظَمَ مِنْ
قُعُوْدِهَاْ فِيْ بَيْتِهَاْ .
وَأَخْرَجَ اِبْنُ
أَبِيْ حَاْتِمٍ ، عَنْ أُمِّ نَاْئِلَةَ - رَضِيَ اَللهُ عَنْهَاْ - قَاْلَتْ : جَاْءَ أَبُوْ بَرْزَةَ ، فَلَمْ يَجِدْ أُمَّ وَلَدِهِ فِيْ اَلْبَيْتِ -
أَيْ لَمْ يَجِدْ زَوْجَتَهُ - وَقَاْلُوْا ذَهَبَتْ إِلَىْ اَلْمَسْجِدِ .
تَأَمَّلْ أَخِيْ اَلْمُسْلِمِ ، ذَهَبَتْ إِلَىْ اَلْمَسْجِدِ . لَمْ تَذْهَبْ
لِحَفَلَاْتِ اَلْمُغَنِّيْنَ وَاَلْمُغَنِّيَاْتِ، وَلَاْ إِلَىْ زَمِيْلَاْتِهَاْ
فِيْ اَلْاِسْتِرَاْحَاْتِ، وَلَاْ إِلَىْ فَعَاْلِيَّاْتِ اَلْمُنْشِدِيْنَ لِتَرْقُصَ
عَلَىْ اَلْشَّيْلَاْتِ. ذَهَبَتْ إِلَىْ اَلْمَسْجِدِ ، لَمْ تَذْهَبْ لِدُوْرِ
اَلْسِّيْنَمَاْ وَلَاْ إِلَىْ مُدَرَّجَاْتِ اَلْمَلَاْعِبِ وَلَاْ إِلَىْ
مَقَاْهِيْ وَمَطَاْعِمِ اَلْمُوْلَاْتِ لِتَقْضِيْ نَهَاْرَهَاْ وَشَطْرَاً مِنْ
لَيْلِهَاْ ، فِيْ قِيْلَ وَقَاْلَ وَإِضَاْعَةِ اَلْمَاْلِ ، ذَهَبَتْ إِلَىْ
اَلْمَسْجِدِ. فَلَمَّاْ جَاْءَتْ ، صَاْحَ بِهَاْ فَقَالَ : اِنَّ اَللهَ نَهَىْ
اَلْنِّسَاْءَ أَنْ يَخْرُجْنَ وَأَمَرَهُنَّ يَقْرَنَ فِيْ بُيُوْتِهِنَّ ،
وَلَاْ يَتْبَعَنَ جَنَاْزَةً، وَلَاْ يَأْتِيْنَ مَسْجِدَاً ، وَلَاْ يَشْهَدْنَ
جُمُعَةً .
فَلُزُوْمُ
اَلْمَرْأَةِ لِبَيْتِهَاْ - أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - فِيْهِ اِمْتِثَاْلٌ
لِأَمْرِ رَبِّهَاْ U، بَلْ سَبَبٌ مِنْ أَسْبَاْبِ رَحْمَتِهِ سُبْحَاْنَهُ ، فَقَدْ
أَخْرَجَ اَلْتِّرْمِذِيّ وَاَلْبَزَّاْرُ، عَنْ اِبْنِ مَسْعُوْدٍ t، عَنْ اَلْنَّبِيِّ e قَاْلَ: (( إِنَّ اَلْمَرْأَةَ عَوْرَةٌ ، فَإِذَاْ خَرَجَتْ اِسْتَشْرَفَهَاْ
اَلْشَّيْطَاْنُ ، وَأَقْرَبُ مَاْ تَكُوْنُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهَاْ وَهِيَ فِيْ
قَعْرِ بَيْتِهَاْ ))، وَمَعْنَىْ اِسْتَشْرَفَهَاْ اَلْشَّيْطَاْنُ -
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - زَيَّنَهَاْ فِيْ نَظَرِ اَلْرِّجَاْلِ ، أَوْ أَمْعَنَ
اَلْنَّظَرَ إِلَيْهَاْ لِيُغْوُيَهَاْ بِغَيْرِهَاْ ، وَيُغْوُيْ غَيْرَهَاْ
بِهَاْ ، لِيُوْقِعْهُمَاْ أَوْ أَحَدَهُمَاْ فِيْ اَلْفِتْنَةِ، وَلِذَلِكَ
يَقُوْلُ اَلْمَنَاْوُيُّ فِيْ فَيْضِ اَلْقَدِيْرِ: اَلْنِّسَاْءُ أَعْظَمُ
حَبَاْئِلِ اَلْشَّيْطَاْنِ، وَأَوْثَقُ مَصَاْئِدِهِ ، فَإِذَاْ خَرَجْنَ
نَصَبَهُنَّ شَبَكَةً يَصِيْدُ بِهَاْ اَلْرِّجَاْلَ ، فَيُغْرِيْهُمْ
لِيُوْقِعْهُمْ فِيْ اَلْزِّنَاْ ، فَأُمِرْنَ بِعَدَمِ اَلْخُرُوْجِ حَسْمَاً
لِمَاْدَةِ إِغْوَاْئِهِ وَإِفْسَاْدِهِ
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
إِنَّ أَمْرَ اَللهِ U، لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَقَرَّ فِيْ بَيْتِهَاْ ، وَلَاْ تَخْرُجُ
إِلَّاْ لِحَاْجَةٍ لَاْ بُدَّ مِنْهَاْ، لَيْسَ تَعْذِيْبَاً لَهَاْ ، وَلَاْ
سَجْنَاً كَمَاْ يَزْعُمُ اَلَّذِيْنَ يَتَّبِعُوْنَ اَلْشَّهَوَاْتِ، بَلْ
تَكْرِيْمَاً وَإِجْلَاْلَاً، وَإِعْدَاْدَاً لِأَمْرٍ فِيْهِ صَلَاْحُ اَلْمُجْتَمَعِ،
فَإِذَاْ قَرَّتِ اَلْمُرْأَةُ فِيْ بَيْتِهَاْ، حَصَلَتْ عَلَىْ طَاْعَةِ
رَبِّهَاْ U، وَاَتَّبَعَتْ سُنَّةَ نَبِيْهَاْ e : } وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ،
فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا { . } وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ
حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ { .
بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكَمَ
بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنْ الْآيَاتِ
وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي
وَلَكَمَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ
.
اَلْخُطْبَةُ اَلْثَّاْنِيَةُ
اَلْحَمْدُ لِلهِ
عَلَىْ إِحْسَاْنَهُ ، وَاَلْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَاَمْتِنَاْنِهِ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ وَحْدَهُ لَاْشَرِيْكَ لَهُ
تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ
اَلْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ ، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ
وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَمَّاْ بَعْدُ ، أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
إِنَّ لِقَرَاْرِ
اَلْمَرْأَةِ فِيْ بَيْتِهَاْ، فَوَاْئِدُ عَظِيْمَةٌ، مِنْ أَهَمِّهَاْ بَعْدَ
طَاْعَةِ اَللهِ U ، وَطَاْعَةِ رَسُوْلِهِ e : قِيَاْمُهَاْ بِمَاْ يَجِبُ عَلَيْهَاْ ، كَحُقُوْقِ زَوْجِهَاْ
، وَرِعَاْيَةِ أَطْفَاْلِهَاْ ، وَاَهْتِمَاْمِهَاْ فِيْ بَيْتِهَاْ ، لِأَنَّ
وُجُوْدَهَاْ فِيْ بَيْتِهَاْ ، هُوَ وَظِيْفَتُهَاْ اَلْحَقِيْقِيَّة ، فَإِذَاْ
صَاْرِتْ اَلْمَرْأَةُ خَرَّاْجَةً دَوَّاْجَةً، فَلَاْ شَكَّ سَيَكُوْنُ ذَلِكَ
عَلَىْ حِسَاْبِ بَيْتِهَاْ، وَوَاللهِ مَاْ اِنْتَشَرَتِ اَلْمَطَاْعِمُ،
وَكَثُرَتِ اَلْمَغَاْسِلُ، وَكَثُرَ اَلْخَدَمُ، إِلَّاْ بِسَبَبِ مُخَاْلَفَةِ
قَوْلِ اَللهِ تَعَاْلَىْ : } وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ { .
وَمِنْ فَوَاْئِدِ
اِمْتِثَاْلِ اَلْمَرْأَةِ لِأَمْر رَبِّهَاْ ، وَقَرَاْرِهَاْ فِيْ بَيْتِهَاْ ،
حُصُوْلُهَاْ عَلَىْ اَلْأَجْرِ اَلْعَظِيْمِ، وَاَلْثَّوَاْبِ اَلْجَزِيْلِ، فَفِيْ
اَلْسُّنَّةِ لِلْمَرْوَزِي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t قَالَ : جِئْنَ النِّسَاءُ إِلَى رَسُولِ
اللَّهِ e،
فَقُلْنَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ذَهَبَ الرِّجَالُ بِالْفَضْلِ بِالْجِهَادِ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ، أَفَمَا لَنَا عَمَلٌ نُدْرِكُ بِهِ عَمَلَ الْمُجَاهِدِينَ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: (( مِهْنَةُ
إِحْدَاكُنَّ فِي الْبَيْتِ ، تُدْرِكُ بِهِ عَمَلَ الْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ
اللَّهِ )) .
وَمِنْ أَهَمِّ
فَوَاْئِدِ قَرَاْرِ اَلْمَرْأَةِ فِيْ بَيْتِهَاْ: قَطْعُ اَلْطَّرِيْقِ أَمَاْمَ
أَعْدَاْءِ اَلْدِّيْنِ وَاَلْقِيَمِ وَاَلْأَخْلَاْقِ ، دُعَاْةِ اَلْتَّحْرِيْرِ
وَاَلْاِخْتِلَاْطِ ،
فَاَتَّقُوْا اَللهَ -
عِبَاْدَ اَللهِ - وَاَعْمَلُوْا عَلَىْ مَاْ يُرْضِيْ رَبَّكُمْ ، وَكَمَاْ
قَاْلَ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ: (( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ
فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى
أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ
زَوْجِهَا وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ
وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ
رَعِيَّتِهِ )).
ألا وَصَلُّوْا عَلَىْ
اَلْبَشِيْرِ اَلْنَّذِيْرِ، وَاَلْسِّرَاْجِ اَلْمُنِيْرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ
اَلْلَّطِيْفُ اَلْخَبِيْرُ، فَقَاْلَ جَلَّ مِنْ قَاْئِلٍ عَلِيْمَاً: } إِنَّ اللَّهَ
وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا { وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، يَقُوْلُ e: (( مَنْ صَلَّى
عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )) ،
فَاَلْلَّهُمَّ صَلِ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَاْرَكْ عَلَىْ نَبِيِّنَاْ مُحَمَّدٍ ،
وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ أَجْمَعِيْنَ ، وَاَرْضِ اَلْلَّهُمَّ عَنِ
اَلْتَّاْبِعِيْنَ وَتَاْبِعِيْ اَلْتَّاْبِعِيْنَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَاْنٍ
إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ، وَعَنَّاْ مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَجُوْدِكَ
وَرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْن. اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ
نَصْرَ اَلْإِسْلَاْمِ وَعِزَّ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، اَلْلَّهُمَّ أَعِزَّ
اَلْإِسْلَاْمَ وَاَنْصُرَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، وَاَحْمِ حَوْزَةَ اَلْدِّيْنَ ،
وَاَجْعَلْ بَلَدَنَاْ آمِنَاً مُطْمَئِنَاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ.
اَلْلَّهُمَّ اَحْفَظْ لَنَاْ أَمْنَنَاْ، وَوُلَاْةَ أَمْرِنَاْ ،
وَعُلَمَاْءَنَاْ وَدُعَاْتَنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ جَنِّبْنَاْ اَلْفِتَنَ ، مَاْ
ظَهَرَ مِنْهَاْ وَمَاْ بَطَنَ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ
. } رَبَّنَا آتِنَا فِي
الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {
عِبَاْدَ اَللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ، وَيَنْهَى عَنِ
الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { . فَاذْكُرُوا اللهَ
العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ
وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |