السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته :
اللهم إنا
نبرأ إليك ممن نال عرض نبينا الكريم عليه صلوات الله وسلامه عليه واستهزأ به .
معشر الخطباء
الفضلاء: يسرنا أن نقدم لكم جزء من خطبتين مختلفتين لفضيلة الشيخ الدكتور
عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر حفظه الله ، حول موضوع :
خطورة الاستهزاء
بالدين أو بالله أو بالرسول صلى الله عليه وسلم والنصرة لمقامه الكريم عليه أفضل
الصلاة والتسليم .
وكانت أصل
خطبة النصرة للنبي صلى الله عليه وسلم ألقاها وقت الرسومات الدنمركية المسيئة له
قبل عدة سنوات ، وتستطيع أخذ الفائدة منها في قضية سب الرسول صلى الله عليه وسلم
الأخيرة.
والخطبة الثانية
كانت عن خطورة الاستهزاء بالدين وتتوافق مع نفس القضية لأن غالب كلامه كان استهزاءً
وسخرية بالنبي الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم .
ونأمل الإشارة
إلى بيان اللجنة الدائمة للإفتاء الصادر اليوم الإربعاء 16/ 3 /1433هـ ، وتوجد صورة
منه في روضة العلم والعلماء على الرابط:
http://www.islamekk.net/play-1006.html
نسأل الله
بأسمائه وصفاته أن يقيّض لدينه من ينصره ولنبيه من يوقره ويعزره ويذب عنه وأن يجعلنا
من أتباعه ظاهراً وباطناً وأن يحشرنا في زمرته وتحت لواءه يوم القيامة إنه ولي ذلك
والقادر عليه وهو الهادي إلى سواء السبيل وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله
وصحبه أجمعين.
نصرة النبي صلى الله عليه وسلم
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له إقراراً به وتوحيدا ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه وسلم تسليماً مزيدا.
أما بعدُ أيّها المؤمنون عباد الله : اتقوا الله
، فإن من اتقى الله وقاه وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه .
ثم اعلموا - رعاكم الله - أن حاجة البشرية إلى بعثة
الرسل ليس كحاجتهم إلى الأرض والسماء ، ولا كحاجتهم إلى الشمس والقمر ولا الضياء
والهواء ، وليست كحاجة الإنسان إلى روحه ، ولا كحاجة العين إلى ضوئها ، ولا كحاجة
الجسم إلى الطعام والشراب والنَفَس ؛ فإنها أشد حاجة من ذلك كلّه وأعظمُ ضرورة ، لأن
الرسل - عباد الله - هم الوسائط بين الله وبين خلقه في إبلاغ دينه وبيان شرعه ، وهم
سفراء الله تبارك وتعالى إلى عباده يبلّغون رسالة الله ويدعون الناس إلى دين الله
، يدعون الناس إلى الهدى ويبعدونهم عن الهلاك والردى ، يقول صلى الله عليه وسلم : (( إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا
عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ
شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ )) .
عباد الله : وقد كان خاتم النبيين وإمامهم وقدوتهم محمد
بن عبد الله - صلوات الله وسلامه عليه - رحمة مهداةً للعالمين كما قال عليه الصلاة
والسلام: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةٌ
مُهْدَاةٌ )) ، وفي هذا يقول الله تبارك وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء:107] ، فهو عليه
الصلاة والسلام رحمة للعالمين ومحجَّة للسالكين وحجة على الخلائق أجمعين ؛ فبلغ
الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين ، وما
ترك خيراً إلا دل الأمة عليه ، ولا شراً إلا حذرها منه ، ففتح الله عز وخل برسالته
أعيناً عميا وقلوباً غلفا وآذاناً صما ، فبصَّر الله به من الجهالة وهدى به من
العَمَاية وجمع به القلوب بعد شتاتها وهدى به الناس بعد ضلالها وظلماتها ، فهو
نعمة عظيمة ومنة كبيرة وعطية جسيمة امتن الله تبارك وتعالى بها على العباد ﴿ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى
الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [آل عمران:164] ، ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ
حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة:128]
.
عباد الله : إن الواجب علينا ؛ من منَّ الله علينا
باتباعه والاقتداء به ومعرفته صلى الله عليه وسلم والإيمان به أن نحمد الله جل
وعلا حمدا كثيراً طيبا على أن هدانا أن كنا من أتباعه ومن أنصاره وأتباع دينه ، فهي
منة عظمى وعطية كبيرة ، فالحمد لله الذي هدانا ، الحمد لله أولاً وآخرا وظاهراً
وباطنا ، وله الحمد كثيرا كما أعطى ومنّ كثيراً سبحانه وتعالى .
عباد الله : وإن الواجب على
كل مؤمن عرف قدر الرسول وعرف شأنه ومكانته أن يحبه محبة مقدَّمة على محبة نفسه
وعلى محبة والده وولده والناس أجمعين ، وفي هذا يقول الله تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ
مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ [الأحزاب:6] ويقول صلى
الله عليه وسلم : ((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ
أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ )) .
وقد افترض الله تبارك وتعالى على العباد محبته ونُصرته
وتعزيره وتوقيره واتباع شرعه والاهتداءَ بهديه صلوات الله وسلامه عليه ﴿ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح:9] وتعزيره صلى
الله عليه وسلم : هو نصرته عليه الصلاة والسلام . وتوقيره : هو محبته وتعظيمه .
عباد الله : ولقد مضت سنة الله تبارك وتعالى بالمناوئين
للرسول والمناوئين للرسل قبله المستهزئين بهم الساخرين منهم أن يُحلَّ بهم نكاله
العظيم وعذابه الشديد في الدنيا قبل الآخرة ، وتأمّلوا ذلكم - رعاكم الله - في
قوله الله تبارك وتعالى: ﴿ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ
أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ
لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31) وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَمْلَيْتُ
لِلَّذِينَ كَفَرُوا ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ ﴾ [الرعد:31–32]
.
نعم عباد
الله ؛ إن الله تبارك وتعالى يملي للظالم و لا يهمله ويملي للمستهزئ الساخر ولا
يتركه ، وإذا أخذه أخذه أخذ عزيز مقتدر ﴿ فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ أي أمهلتهم قليلا ثم كان أخذه تبارك وتعالى أخذ عزيز
مقتدر .
ومن يتأمل التاريخ على طول مداه يجد العقوبات الكثيرة
والقوارع العديدة التي أحلَّها الله تبارك وتعالى بالمعادين للرسل ولاسيما
الساخرين المستهزئين ، وقد قال الله تعالى مُطْمَئِنْا رسوله صلى الله عليه وسلم ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾ [الحجر:95] ، وقال جل وعلا: ﴿ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر:3] أي الأقطع ؛ يقطع الله
تبارك وتعالى دابره ويمحق عينه وأثره ، وقد أحل الله عز وخل عقوباته الأليمة
ونكالَه الشديد بكل ساخر مستهزئ بأنبيائه الله ورسله الكرام ، وكيف بمن يستهزئ
بإمام المرسلين وخاتم النبيين عليه صلوات الله وسلامه !! .
عباد الله : وإذا كان الله جل وعلا قال في حديثه القدسي ((مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ ))
فكيف بمن عادى نبيا !! وكيف - عباد الله - بمن عاد إمام المرسلين وقدوة الخلائق
أجمعين وسيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام !! .
ولئن كان - عبادَ الله - بعض إخوان القردة
والخنازير في زماننا هذا أخذوا يتهكمون بشخص النبي
الكريم عليه الصلاة والسلام ويهزؤون به عبر صورٍ ساخرة وكلماتٍ مستهزئة فإن هذا - عباد
الله - إِذْن بزوالهم ومحقهم بإذنه تبارك وتعالى ، وسنة الله جل وعلا ماضية بمن
كان شأنه كذلك ، ومن أراد مصداق ذلك فليقرأ التاريخ كلَّه فهو مليء بالشواهد
العديدة والأدلة الكثيرة التي تدل على كمال قدرة الله .
وإنا لنلتجئ إلى الله عز وخل معلنين ضعفنا وقلة
حيلتنا ملتجئين إليه وحده سبحانه أن ينتصر لرسوله الكريم.... إلى نهاية الخطبة .
** خطبة جمعة بتاريخ / 20-12-1426 هـ
خَطَرُ الاسْتِهْزَاءِ بالدِّينِ
الحمد لله حمد الشَّاكرين ، أحمده -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-
وأثني عليه الخير كلَّه ، أحمده - جلّ وعلا- بمحامده التي هو لها أهل ، وأُثني
عليه لا أحصي ثناءً عليه هو كما أثنى على نفسه ، وأشهد أن لا إلـٰه إلا الله وحده
لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله صلّى الله وسلّم عليه وعلى آله وصحبه
أجمعين .
أمّا بعد أيُّها المؤمنون عبَاد الله :
اتّقوا الله تعالى وراقبوه جلّ وعلا مراقبة من يعلم أنَّ ربَّه يسمعه ويراه ،
وتقوى الله جلّ وعلا : عملٌ بطاعة الله على نورٍ من الله رجاءَ ثواب الله ، وتركٌ
لمعصية الله على نورٍ من الله خيفة عذاب الله.
أيُّها
المؤمنون : إنّ من أعظم
ما يجب على الإنسان رعايته وصيانته لسانَه ؛ فإنّ اللسان أعظم ما يكون خطرًا وأشدّ
ما يكون ضررًا إذا لم يزمَّه العبد بزمام الشَّريعة ولم يرعَ له الصِّيانة ولم
يعتنِ به ، و (( إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ
كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ
بِكَ ، فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا ))
.
عبَادَ
الله : ومن أعظم
جرائم اللِّسان وأفظعها وأشدِّها وأشنعها الاستهزاءُ بالله ، أو بشيء من أسمائه
وصفاته ، أو بشيء من آياته جلّ وعلا ، أو الاستـهزاءُ بـالرَّسول عَلَيْهِ
الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، أو بِـشـيء مِـمَّـا جَـاء عَـنْـه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، أو الاستهزاءُ بالثَّواب الذي أعدّه الله للمطيعين ، أو بالعقاب الذي
أعدّه الله للكفرة والعاصين ، فالاستهزاء
بذلك أو بشيء منه ناقضٌ من نواقض الإسْلام ، وكفرٌ بالله العليِّ العظيم.
عبَادَ
الله : إنَّ الاستهزاء وهي كلمة أو كلماتٌ يسيرة قد تصدر من الإنسان ولو كان
لاهيًا لاعبًا مريدًا تمضية الوقت يكون بذلك هلاكه في دنياه وأُخراه ، وكم من كلمةٍ
قالها المرء لا يُلقي لها بالًا أوبقت له دنياه وأُخراه .
عبَادَ
الله : الإسلام دين الله ؛ قائمٌ على التَّعظيم لله جل وعلا وتعظيم شرعه ، قائم
على الموافقة والطواعية والامتثال، والاستهزاء مصادمٌ لذلك كلَّ المصادمة ،
فالمستهزئ بشيءٍ فيه ذكر الله أو آياته أو رسوله عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ
ليس بمعظِّمٍ لله ولا لشرعه ولا موافقٍ ولا ممتثل ؛ ولهـٰذا فإنَّ الاستهزاء
بالدِّين كفرٌ بالله ربِّ العالمين.
عبَادَ
الله : فمن استهزأ بشيء من أسماء الله الحُسنى أو صفات الله العليا
أو بشيء من أفعال الله جل وعلا العظيمة أو
استهزأ بشيء من آيات الله ؛ كمن يستهزئ بسورة من سور القرآن أو بآية واحدة من آيات
القرآن الكريم ، أو من يستهزئ بالرَّسول عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ، أو بشيء
من أوصافه وأخلاقه وشمائله وآدابه وسننه ، أو يستهزئ بشيء مما جاء به ؛ كمن يستهزئ بالصَّلاة ، أو يستهزئ بالحج أو
الصّيام ، أو يستهزئ بشيء من أوامر الشَّريعة، أو يستهزئ بشيء مما نهى الله عنه أو
نهى عنه رسوله عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ ؛ كمن يستهزئ بتحريم الرِّبا ، أو
يستهزئ بتحريم الزِّنا ، أو يستهزئ بتحريم شرب الخمر أو غير ذلك مما نهى الله عنه
، أو يستهزئ - عباد الله - بشيء من الثّواب ؛ كأن يستهزئ بالجنة أو بشيء من نعيمها
، أو يستهزئ بالنّار أو بشيء من عقابها ، أو يستهزئ بشيء من ثواب الأعمال
الصّالِحَـةِ وعقوبات الأعمال السّيِّـئَـة ؛ فكلّ ذلِـكم الاستهْـزاء - عباد الله
- كفر بالله وناقضٌ للإسلام ، ودليل ذلك قول الله تعالى : ﴿ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ
وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم
بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾
[التوبة:65-66] ، وقول الله جل وعلا في هـٰذه الآية : ﴿قَدْ
كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾
أي : أن قائلي هـٰذه المقالة وأهلَ هـٰذا الاستهزاء كفروا بمقالتهم هـٰذه بعد أن
كانوا من أهل الإيمان ؛ قال: ﴿قَدْ
كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ﴾
أي : بهـٰذا الاستهزاء .
يبيِّن ذلك
ما رواه ابن جرير الطبري في تفسيره عن عبد الله بن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُما قال:
قال رجلٌ في غزوة تبوكَ في مجلس: ما رأينا مثل قرّائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب
أَلْسُنًا ولا أجبنَ عند اللقاء ؛ فقال رجلٌ في ذلك المجلس: كذبتَ ولكنك منافق ،
لأُخبرنَّ رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فذهب ليخبر الرسول عليه
الصلاة والسلام فوجد أن القرآن نزل بذلك على النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ . فجاء ذلك الرجل إلى النبي عليه الصلاة والسلام معتذرا ، قال عبد الله
بن عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : فأنا رأيته متعلِّقًا بحقَب ناقة رسول الله صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وحقبُ الناقة هو : السيْر الذي يُشد به رحلها - قال ابن
عمر: فأنا رأيته متعلِّقًا بحقَب ناقة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ، ورسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يقول: ﴿ أَبِاللّهِ
وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ
كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ﴾ [التوبة:65-66]
؛ فدلّ ذلكم -عبادَ الله- على أنّ الاستهزاء بالله أو
بالرّسول أو بدين الله أو بشيء من آيات الله جلّ وعلا أو شرع الله أو عقابه وثوابه
؛ كل ذلكم كفرٌ ناقلٌ من ملّة الإسلام. ألا
فليحذر كلّ مسلم من كلمة قد يقولها لا يلقي لها بالًا تُوبِقُ دنياه وأُخراه .
اللَّهمَّ احفظنا بالإسلام قائمين ،
واحفظنا بالإسلام قاعدين ، واحفظنا بالإسلام راقدين. اللَّهمَّ وثبتنا على دينك
القويم يا ذا الجلال والإكرام، وأعذنا من سبيل الضّالِّين، وطرائق المجرمين
المعتدين.
أقول هـٰذا القول وأستغفر الله لي ولكم
ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب فاستغفروه يغفرْ لكم إنّه هو الغفور الرَّحيم.
**
خطبة جمعة
بتاريخ / 8-1-1430 هـ
.
إدارة الموقع |