وقفة مع آية ( 10 )
بسم الله الرحمن الرحيم ؛السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد :
بداية نعزي أنفسنا والأمة الإسلامية في وفاة سماحة الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين رحمه الله وغفر له واورثه الفردوس الأعلى من الجنة ولعل وقفتنا في هذا المرة مع قوله تعالى في سورة التغابن { ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم }
يقول تعالى: { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ } هذا عام لجميع المصائب، في النفس، والمال، والولد، والأحباب، ونحوهم، فجميع ما أصاب العباد، فبقضاء الله وقدره، قد سبق بذلك علم الله [تعالى]، وجرى به قلمه، ونفذت به مشيئته، واقتضته حكمته، والشأن كل الشأن، هل يقوم العبد بالوظيفة التي عليه في هذا المقام، أم لا يقوم بها؟ فإن قام بها، فله الثواب الجزيل، والأجر الجميل، في الدنيا والآخرة، فإذا آمن أنها من عند الله، فرضي بذلك، وسلم لأمره، هدى الله قلبه، فاطمأن ولم ينزعج عند المصائب، كما يجري لمن لم يهد الله قلبه، بل يرزقه الثبات عند ورودها والقيام بموجب الصبر، فيحصل له بذلك ثواب عاجل، مع ما يدخر الله له يوم الجزاء من الثواب . قال الإمام علقمة رحمه الله هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم. وفي الحديث المتفق عليه: "عجبًا للمؤمن، لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيرًا له، إن أصابته ضَرَّاء صبر فكان خيرًا له، وإن أصابته سَرَّاء شكر فكان خيرًا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن"وتعظم المصيبة بموت العلماء كما قال تعالى { أولم يروا أنانأتي الأرض ننقص من أطرافها )قال ابن عباس في رواية: خرابها بموت فقهائها وعلمائها وأهل الخير منها. وكذا قال مجاهد أيضا: هو موت العلماء.وقال الحسن: قال عبد الله بن مسعود: موتُ العالم ثلمةٌ في الإسلام لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: عليكم بالعلم قبل أن يُقبض وقَبضُه ذهابُ أهله .
وقال علي رضي الله عنه: إنما مثل الفقهاء كمثل الأكف إذا قطعت كفّ لم تَعُدْ.وقال سليمان: لا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم الآخِرُ، فإذا هلك الأولُ قبل أن يتعلّم الآخر هَلكَ الناس.
وقيل لسعيد بن جبير: ما علامة هلاك الناس؟ قال: هلاك عُلمائهم . ولا يزال الخير باقي في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فنسأل الله أن يبارك في الأحياء وأن يرحم اموات المسلمين آ مين
وكتبه وليد الشعبان
رئيس مركز هيئة قفار
22-7-1430هـ
|