وقفة مع آية ( 9 )
قال الله تعالى { لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) } آل عمران
وهذه الآية المقصود منها التسلية عما يحصل للذين كفروا من متاع الدنيا، وتنعمهم فيها، وتقلبهم في البلاد بأنواع التجارات والمكاسب واللذات، وأنواع العز، والغلبة في بعض الأوقات، فإن هذا كله { متاع قليل } ليس له ثبوت ولا بقاء، بل يتمتعون به قليلا ويعذبون عليه طويلا هذه أعلى حالة تكون للكافر، وقد رأيت ما تؤول إليه.
وأما المتقون لربهم، المؤمنون به- فمع ما يحصل لهم من عز الدنيا ونعيمها { لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } .
فلو قدر أنهم في دار الدنيا، قد حصل لهم كل بؤس وشدة، وعناء ومشقة، لكان هذا بالنسبة إلى النعيم المقيم، والعيش السليم، والسرور والحبور، والبهجة نزرا يسيرا، ومنحة في صورة محنة، ولهذا قال تعالى: { وما عند الله خير للأبرار } وهم الذين برت قلوبهم، فبرت أقوالهم وأفعالهم، فأثابهم البر الرحيم من بره أجرا عظيما، وعطاء جسيما، وفوزا دائما.أهـ
ولا شك أن واقع بعض المسلمين في هذا الزمن - وللأسف الشديد - ينخدعون بما عند الكفار من طبيعة وأمطار وخيرات ونسوا أو تناسوا هذه الأية وغيرها كثير في أن إنعام الله على الكفار : استدراج وزيادة للعقوبة في الآخرة ( وأملي لهم ) (سنستدرجهم من حيث لايعلمون ) وقول النبي عليه السلام ( إن الله لملي لظالم حتى إذا أخذه لم يفلته )
وباللــــــــــــــــــــــــه التوفـــــــــــــــــيق .
-------------------------------------------------
وكتبه وليد بن سالم الشعبان رئيس مركز هيئة قفار 18-7-1430هـ |