وقفة مع آية 29
قال الله تعالى : ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (31) وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ (32) ﴾ سورة الأنبياء .
يقول تعالى منبهًا على قدرته التامة، وسلطانه العظيم في خلقه الأشياء، وقهره لجميع المخلوقات، فقال: { أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا } أي: الجاحدون لإلهيته العابدون معه غيره، ألم يعلموا أن الله هو المستقل بالخلق، المستبد بالتدبير، فكيف يليق أن يعبد غيره أو يشرك به ما سواه ؟!
و عن ابن عمر؛ أن رجلا أتاه يسأله عن السموات والأرض { كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا }؟. قال: اذهب إلى ذلك الشيخ فاسأله، ثم تعال فأخبرني بما قال لك. قال: فذهب إلى ابن عباس فسأله. فقال ابن عباس: نعم، كانت السموات رتقًا لا تمطر، وكانت الأرض رتقًا لا تنبت؛ فلما خلق للأرض أهلا فتق هذه بالمطر، وفتق هذه بالنبات. فرجع الرجل إلى ابن عمر فأخبره، فقال ابن عمر: الآن قد علمت أن ابن عباس قد أوتي في القرآن علمًا، صدق - هكذا كانت.
وقوله: { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ } أي: أصل كل الأحياء منه.
{ وَجَعَلْنَا فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ } جبالا ثوابت، { أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ } ؛ [ يعني كي لا تميد بهم ] { وَجَعَلْنَا فِيهَا } في الرواسي: { فِجَاجًا } طرقا ومسالك يهتدي بها الناس لمصالحهم { وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا } من أن تسقط { وَهُمْ } يعني الكفار، { عَنْ آيَاتِهَا } ما خلق الله فيها من الشمس والقمر والنجوم وغيرها، { مُعْرِضُونَ } لا يتفكرون فيها ولا يعتبرون بها.
فهذه بعض مخلوقات الله العجيبة
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
فيا عجبا كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد
وصلى الله على سيـــــــدنا محمد
وليد بن سالم الشعبان
عضو الدعوة والإرشاد بفرع الوزارة في حائل
|