وقفة مع آية(11)
قال الله تعالى (( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108) النساء
يستترون من الناس خوفًا من اطلاعهم على أعمالهم السيئة، ولا يستترون من الله تعالى ولا يستحيون منه، وهو عزَّ شأنه معهم بعلمه، مطلع عليهم حين يدبِّرون -ليلا- ما لا يرضى من القول، وكان الله -تعالى- محيطًا بجميع أقوالهم وأفعالهم، لا يخفى عليه منها شيء.ويشهد له قول الني صلى الله عليه وسلم (اتق الله حيثما كنت )
ولو أن الناس عموماً عملوا بهذه الآية حقيقة وجعلوها نصب أعينهم في مكاتبهم وفي أعمالهم وفي أسواقهم وفي خلواتهم وجلواتهم لرزقهم الله من حيث لا يحتسبون فمثلاً تأمل معي ذلك الرجل الذي أغلق الباب على نفسه وهدأت العيون وأصبح خالياً لايراه أحد ثم بدأ يقلب القنوات الفضائحية الهابطة أو صفحات المواقع على النت ليرى ما يسخط الله ويغضبه ثم لو قدر أنه هبت رياح فحركت الباب لانتفض ولصاحبه الخوف والهلع اعتقاداً أن أحد كشف ورآه ولكن للأسف أنه جعل خالقه أهون الناظرين الذي بيد الأمور كلها وهو القادر على أن يفضحه في قعر داره وهكذا الحال فيمن يكتب في النت بأسماء مستعاره فيبدأ يشكك الناس في اعتقاداتهم وفي عباداتهم ( ألم يعلم بأن الله يرى)
اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة .والله أعلـــــــــــــــــــــــــــــم
وليد الشعبان
رئيس مركز هيئة قفار
|