فَضْلُ اَلْصَّحَاْبَةِ
الْحَمْدُ
للهِ ، لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ ، أَحْمَدُهُ وَأَشْكُرُهُ عَلَى
نِعَمِهِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ
وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ،
هَدَى بِإِذْنِ رَبِّهِ الْقُلُوبَ الْحَائِرَةَ ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ
عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ نُجُومِ الدُّجَى وَالْبُدُورِ السَّافِرَةِ ،
وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .
أَمَّا بَعْدُ
، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ، ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾، فَاتَّقُوا اللهَ بِفِعْلِ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ
، وَاجْتِنَابِ مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ ، جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ
الْمُتَّقِينَ .
أَيُّهَا
الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ:
يَقُولُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ
أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا
يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ
أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي
الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى
عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا
عَظِيمًا ﴾ ، ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ
مَعَهُ﴾ ،مَنْ هُمُ الَّذِينَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ أَصْحَابُهُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ ، يَقُولُ عَبْدُاللهِ بْنُ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ -: إِنَّ اللهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ
- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ،
فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ
قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ.
فَأَصْحَابُ
النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُمْ مَكَانَةٌ عَظِيمَةٌ وَمَنْزِلَةٌ
سَامِيَةٌ رَفِيعَةٌ ، زَكَّاهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتِهِ
، وَأَثْنَى عَلَيْهِمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ ، وَاخْتَارَهُمْ عَزَّ
وَجَلَّ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَهِدَ سُبْحَانَهُ
عَلَى عِظَمِ مَكَانَتِهِمْ وَعُلُوِّ شَأْنِهِمْ ، وَلِذَلِكَ يَقُولُ ابْنُ كَثِيرٍ
فِي تَفْسِيرِهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ﴾ يَقُولُ : وَمِنْ هَذِهِ الْآيَةِ انْتَزَعَ الْإِمَامُ
مَالِكٌ - رَحِمَهُ اللهُ ، فِي رِوَايَةٍ عَنْهُ - بِتَكْفِيرِ الرَّوَافِضِ الَّذِينَ
يُبْغِضُونَ الصَّحَابَةَ ، قَالَ : لِأَنَّهُمْ يُغِيظُونَهُمْ ، وَمَنْ أَغَاظَ
الصَّحَابَةَ فَهُوَ كَافِرٌ لِهَذِهِ الْآيَةِ . وَوَافَقَهُ طَائِفَةٌ مِنَ الْعُلَمَاءِ
عَلَى ذَلِكَ.
فَمَحَبَّةُ
الصَّحَابَةِ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - دِينٌ وَعَقِيدَةٌ وَقُرْبَةٌ للهِ عَزَّ
وَجَلَّ ؛ لِأَنَّ مَحَبَّتَهُمْ مِنْ مَحَبَّةِ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَحَبَّةُ الرَّسُولِ مِنْ مَحَبَّةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
، قَالَ الطَّحَاوِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ -: وَنُحِبُّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَلَا نُفَرِّطُ فِي حُبِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَلَا نَتَبَرَّأُ
مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَنُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُهُمْ وَبِغَيْرِ الْخَيْرِ يَذْكُرُهُمْ،
وَلَا نَذْكُرُهُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، وَحُبُّهُمْ دِينٌ وَإِيمَانٌ وَإِحْسَانٌ، وَبُغْضُهُمْ
كُفْرٌ وَنِفَاقٌ وَطُغْيَانٌ .
وَيَقُولُ
الْإِمَامُ أَحْمَدُ -رَحِمَهُ اللهُ-: حُبُّهُمْ سُنَّةٌ، وَالدُّعَاءُ لَهُمْ
قُرْبَةٌ، وَالاقْتِدَاءُ بِهِمْ وَسِيلَةٌ، وَالأَخْذُ بِآرَائِهِمْ فَضِيلَةٌ،
وَخَيْرُ هَذِهِ الأُمَّةِ بَعْدَ نَبِيِّهَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلِّم-:
أَبُو بَكْرٍ، وَخَيْرُهُمْ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ عُمَرُ، وَخَيْرُهُمْ بَعْدَ
عُمَرَ عُثْمَانُ، وَخَيْرُهُمْ بَعْدَ عُثْمَانَ عَلِيٌّ -رِضْوَانُ اللَّهِ
عَلَيْهِمْ- خُلَفَاءُ رَاشِدُونَ مَهْدِيُّونَ.
فَلِلصَّحَابَةِ
- أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - مَكَانَةٌ عَظِيمَةٌ فِي نُفُوسِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَمَنْزِلَةٌ
سَامِيَةٌ عِنْدَ عِبَادِ اللهِ الْمُتَّقِينَ ، فَأَفْضَلُ الْأَجْيَالِ جِيلُهُمْ
، وَخَيْرُ الْقُرُونِ قَرْنُهُمْ ، فَفِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ ، عَنْ
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( خَيْرُ
أُمَّتِي قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ )) ، قَالَ النَّوَوِيُّ: اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى
أَنَّ خَيْرَ الْقُرُونِ قَرْنُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُرَادُ
أَصْحَابُهُ.
أَعُوذُ
بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
﴿وَالسَّابِقُونَ
الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ
بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ ﴾ .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ،
وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ،
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ،
فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ
للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا
لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ،
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا
كَثِيرًا.
أَمَّا
بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
وَلِلصَّحَابَةِ
مَكَانَةٌ عَظِيمَةٌ وَمَنْزِلَةٌ سَامِيَةٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ
- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ – قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
-: ((لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي؛ فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ
أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحِدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ)) .
وَرَوَى
الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي صَحِيحَيْهِمَا مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ - رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ فِي
الْأَنْصَارِ: ((لَا يُحِبُّهُمْ
إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ، مَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ
اللهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللهُ)) ، قَالَ أَبُو زُرْعَةَ الرَّازِيُّ: إِذَا رَأَيْتَ الرَّجُلَ يَنْتَقِصُ
أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَاعْلَمْ
أَنَّهُ زِنْدِيقٌ ؛ وَذَلِكَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
- عِنْدَنَا حَقٌّ، وَالْقُرْآنَ حَقٌّ، وَإِنَّمَا أَدَّى إِلَيْنَا هَذَا الْقُرْآنَ
وَالسُّنَنَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَإِنَّمَا
يُرِيدُونَ أَنْ يَجْرَحُوا شُهُودَنَا ؛ لِيُبْطِلُوا الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ، وَالْجَرْحُ
بِهِمْ أَوْلَى، وَهُمْ زَنَادِقَةٌ.
فَاتَّقُوا
اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاعْرِفُوا قَدْرَ وَفَضْلَ وَمَكَانَةَ صَحَابَةِ نَبِيِّكُمْ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَرِّفُوا أَبْنَاءَكُمْ بِهَذَا الْجِيلِ
الْعَظِيمِ، وَازْرَعُوا فِيهِمْ حُبَّهُمْ، وَالاِقْتِدَاءَ بِهِمْ، وَالدِّفَاعَ
عَنْهُمْ فِي كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ؛ فَقَدْ كَانَ السَّلَفُ الصَّالِحُ
يُعَلِّمُونَ أَبْنَاءَهُمْ حُبَّ الصَّحَابَةِ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ-
وَيَقُصُّونَ عَلَيْهِمْ مَنَاقِبَهمْ وَمَوَاقِفَهُمْ.
أَسْأَلُ
اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَرْزُقَنَا حُبَّهُمْ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّهُمْ ، وَأَنْ
يَحْشُرَنَا مَعَهُمْ ، وَيَرْضَى عَنَّا كَمَا رَضِيَ عَنْهُمْ ، وَأَنْ يَجْعَلَ
مَنَازِلَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنَازِلَهُمْ ، ﴿وَمَنْ
يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ
أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ .
أَلَا وَصَلُّوا
عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِالصَّلَاةِ
عَلَيْهِ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، فَقَدْ قَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمًا : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا ﴾ ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ
وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعِي التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ
بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَجُودِكَ
وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ
اغْفِرْ لَنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا أَجْمَعِينَ ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ
، وَارْزُقْنَا الْفِقْهَ فِي الدِّينِ ، وَالسَّيْرَ عَلَى صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ
، وَارْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ
إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى ، اللَّهُمَّ ادْفَعْ
عَنَّا الْغَلَا وَالْوَبَا وَالرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَّلَازِلَ وَالْمِحَنَ وَسُوءَ
الْفِتَنِ مَا ظَهَر مِنْهَا وَمَا بَطَنَ .
اللَّهُمَّ
آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا ، وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا خِيَارَنَا ، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا
فِي عَهْدِ مَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ
.
﴿
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا
عَذَابَ النَّارِ ﴾
عِبَادَ
اللهِ :
﴿ إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى
عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى
وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا
تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا: http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|