شَمَّاْعَةُ
اَلْفَاْشِلِيْن (2)
(الإسراف
والتبذير ـ إعانة الظالمين ــ احتقار المسلمين ـ العضل)
الْحَمْدُ
للهِ، وَفَّقَ مَنْ شَاءَ لِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ ، وَهَدَاهُمْ لِمَا فِيهِ
فَلَاحُهُمْ يَوْمَ التَّلَاقِ، أَحْمَدُهُ حَمْدًا يَلِيقُ بِكَرِيمِ وَجْهِهِ،
وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا
شَرِيكَ لَهُ، الْمَلِكُ الخَلاَّق، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ، أَفْضَلُ الْبَشَرِ عَلَى الْإِطْلَاقِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ،
وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ
.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
يَقُولُ
عَزَّ وَجَلَّ : } يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ{
، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، جَعَلَنِي اللهُ
وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ :
كَانَ
الْحَدِيثُ فِي الْجُمُعَةِ الْمَاضِيَةِ ، بِعُنْوَانِ : شَمَّاعَةُ
الْفَاشِلِينَ، وَقَدْ ذَكَرْنَا - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - التَّمَسُّكَ
بِالْعَادَاتِ وَالتَّقَالِيدِ السَّيِّئَةِ، الْمُخَالِفَةِ لِكِتَابِ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ، وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛
كَالتَّفَاخُرِ بِالْأَحْسَابِ، وَالطَّعْنِ فِي الْأَنْسَابِ، وَالِاسْتِسْقَاءِ
بِالنُّجُومِ ، وَالنِّيَاحَةِ عَلَى الْمَيِّتِ، وَلِأَهَمِّيَّةِ الْمَوْضُوعِ
وَخُطُورَتِهِ، وَتَعَلُّقِهِ بِمُسْتَقْبَلِ الْمُسْلِمِ فِي دُنْيَاهُ
وَآخِرَتِهِ، نَسْتَكْمِلُ مَوْضُوعَنَا بِالتَّحْذِيرِ مِنْ عَادَاتٍ سَيِّئَةٍ
فِي الْمُجْتَمَعِ، تَوَارَثْنَاهَا وَأَلِفْنَاهَا وَهِيَ مُخَالِفَةٌ لِلشَّرْعِ
وَالدِّينِ .
مِنْ هَذِهِ
الْعَادَاتِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - الْإِسْرَافُ وَالتَّبْذِيرُ، يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ:}
وَكُلُوا
وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ { ، وَيَقُولُ تَعَالَى: } وَلَا
تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ
وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا{ ،
فَالْإِسْرَافُ وَالتَّبْذِيرُ مِمَّا نَهَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ وَحَذَّرَ
مِنْهُ، وَلَكِنْ يُوجَدُ فِي الْمُجْتَمَعِ مَنْ لَا يُبَالِي وَلَا يَكْتَرِثُ
لِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَتَحْذِيرِهِ، يُسْرِفُونَ وَيُبَذِّرُونَ
بِدَعْوَى الْجُودِ وَشَمَّاعَةِ الْكَرَمِ، وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى إِرْثِ
الْآبَاءِ وَالْأَجْدَادِ؛ رَغْبَةً فِي مَدْحِ النَّاسِ وَثَنَائِهِمْ ، لِيُنْعَتُوا
بِالْكَرَمِ كَمَا نُعِتَ أَسْلَافُهُمْ، وَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّ أَوَّلَ مَنْ تُسَعَّرُ بِهِمُ النَّارُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ ثَلَاثَةٌ، مِنْهُمْ مَنْ يُنْفِقُ أَمْوَالَهُ مِنْ أَجْلِ مَدْحِ
النَّاسِ وَثَنَائِهِمْ ؛ فَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : (( وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللهُ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ مِنْ
أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا،
قَالَ : فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا ؟ قَالَ : مَا تَرَكْتُ مِنْ سَبِيلٍ تُحِبُّ أَنْ
يُنْفَقَ فِيهَا إِلَّا أَنْفَقْتُ فِيهَا لَكَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ
فَعَلْتَ لِيُقَالَ: هُوَ جَوَادٌ ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى
وَجْهِهِ ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ
)) .
وَالْكَرَمُ وَالْجُودُ
-أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- مِنْ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَمِمَّا يَحُثُّ عَلَيْهِ
رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَلَكِنْ دُونَ الْإِسْرَافِ وَالتَّبْذِيرِ ، يَقُولُ عَزَّ
وَجَلَّ: } وَالَّذِينَ
إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ
قَوَامًا {
، وَيَقُولُ تَعَالَى : } وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى
عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا{
.
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
وَمِنَ
الْعَادَاتِ السَّيِّئَةِ الَّتِي يَعْتَنِي بِهَا بَعْضُ النَّاسِ وَهِيَ مُخَالِفَةٌ
لِلشَّرْعِ وَالدِّينِ، وَلَا يَرْضَاهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ: إِعَانَةُ
الظَّالِمِينَ، الظَّالِمُ الْبَاغِي يَجِدُ مَنْ يُعِينُهُ وَيُشَجِّعُهُ عَلَى
ظَلْمِهِ، بِدَافِعِ النُّصْرَةِ وَالنَّخْوَةِ، يَقِفُونَ مَعَهُ لَيْسَ مِنْ
أَجْلِ اللهِ وَدِينِهِ، إِنَّمَا مِنْ أَجْلِ الْعَائِلَةِ أَوِ الْقَبِيلَةِ ،
وَهَذَا أَمْرٌ حَذَّرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُ، وَتَوَعَّدَ مَنْ فَعَلَهُ
بِالنَّارِ وَبِئْسَ الْقَرَارُ، يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: } وَلَا
تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ{
،
يَقُولُ ابْنُ سِعْدِيٍّ فِي تَفْسِيرِهِ : فَفِي هَذِهِ الْآيَةِ : التَّحْذِيرُ
مِنَ الرُّكُونِ إِلَى كُلِّ ظَالِمٍ، وَالْمُرَادُ بِالرُّكُونِ: الْمَيْلُ
وَالِانْضِمَامُ إِلَيْهِ بِظُلْمِهِ وَمُوَافَقَتِهِ عَلَى ذَلِكَ، وَالرِّضَا
بِمَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ الظُّلْمِ . وَإِذَا كَانَ هَذَا الْوَعِيدُ فِي
الرُّكُونِ إِلَى الظَّلَمَةِ، فَكَيْفَ حَالُ الظَّلَمَةِ بِأَنْفُسِهِمْ ؟!!
نَسْأَلُ اللهَ الْعَافِيَةَ مِنَ الظُّلْمِ .
فَالْمَيْلُ
مَعَ الظَّالِمِ، وَالدِّفَاعُ عَنْهُ، وَالْوُقُوفُ مَعَهُ، مُحَرَّمٌ شَرْعًا ،
وَيَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مَفَاسِدُ عَظِيمَةٌ، مِنْ أَخْطَرِهَا تَجَرُّؤُ الظَّالِمِ
وَغَيْرِهِ عَلَى الظُّلْمِ، وَانْتِشَارُ الظُّلْمِ وَكَثْرَتُهُ فِي مُجْتَمَعَاتِ
الْمُسْلِمِينَ، وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ يَقُولُ : (( يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي
، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا ؛ فَلَا تَظَالَمُوا )) .
وَفِي صَحِيحِ
التِّرْمِذِيِّ يَقُولُ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الظَّالِمَ وَلَمْ
يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ ؛ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْ
عِنْدِهِ )) .
فَالظَّالِمُ
بِحَاجَةٍ لِمَنْعِهِ وَكَفِّهِ عَنْ ظُلْمِهِ وَالْأَخْذِ عَلَى يَدَيْهِ، فَفِي
الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ يَقُولُ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا ))،
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا نَنْصُرُهُ مَظْلُومًا فَكَيْفَ نَنْصُرُهُ
ظَالِمًا ؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((
تَأْخُذُ عَلَى يَدَيْهِ - فِي رِوَايَةٍ : تَمْنَعُهُ مِنَ الظُّلْمِ - فَإِنَّ
ذَلِكَ نَصْرُهُ )) .
فَاتَّقُوا
اللهَ - أَحِبَّتِي فِي اللهِ - وَاحْذَرُوا مَا يُغْضِبُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، }يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا
يَسْمَعُونَ {
.
بَارَكَ
اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا
فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا
وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ
الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ
الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ
للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا
لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى
رِضْوَانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ
تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
وَمِنَ
الْعَادَاتِ السَّيِّئَةِ الَّتِي تَوَارَثَهَا بَعْضُ النَّاسِ عَنْ آبَائِهِمْ
وَأَجْدَادِهِمْ، وَهِيَ مُخَالِفَةٌ لِلشَّرْعِ وَالدِّينِ، وَجَالِبَةٌ لِسَخَطِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ: احْتِقَارُ الْآخَرِينَ ، يَحْتَقِرُ بَعْضُ النَّاسِ النَّاسَ
مِنْ أَجْلِ بُلْدَانِهِمْ، أَوْ مِنْ أَجْلِ أَشْكَالِهِمْ وَأَلْوَانِهِمْ، أَوْ
مِنْ أَجْلِ قَبَائِلِهِمْ وَأَوْطَانِهِمْ، أَوْ مِنْ أَجْلِ غَيْرِ ذَلِكَ .
وَهَذَا مُحَرَّمٌ شَرْعًا ، يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: } يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ
ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ
أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ { ، وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ
عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ وَابْنِ مَرْدَوَيْهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي خُطْبَةِ الْوَدَاعِ فِي وَسَطِ أَيَّامِ
التَّشْرِيقِ: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ
رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ
عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى
أَسْوَدَ إِلَّا بِالتَّقْوَى، إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ،
أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟ - قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ - فَلْيُبَلِّغِ
الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ))
فَاحْتِقَارُ
الْمُسْلِمِ مِنْ أَجْلِ لَوْنِهِ أَوْ لُغَتِهِ أَوْ قَبِيلَتِهِ أَوْ غَيْرِ
ذَلِكَ كَبِيرَةٌ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ، عَوَاقِبُهَا وَخِيمَةٌ
وَنَتَائِجُهَا أَلِيمَةٌ. وَمِنْ ذَلِكَ عَادَةٌ سَيِّئَةٌ مُخَالِفَةٌ لِلدِّينِ،
مُغْضِبَةٌ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَهِيَ: عَضْلُ الْمَرْأَةِ ، وَعَضْلُهَا هُوَ
حَبْسُهَا عَنِ الزَّوَاجِ مِنْ كُفْئِهَا لِأَيِّ سَبَبٍ كَانَ، رَوَى
التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ
وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ ،
وَفَسَادٌ عَرِيضٌ )) وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ فِي "صَحِيحِ
التِّرْمِذِيِّ" .
فَشَرْطُ الْمُوَافَقَةِ
عَلَى الزَّوَاجِ: الدِّينُ وَالْأَمَانَةُ وَالْخُلُقُ، أَمَّا غَيْرُ ذَلِكَ فَهُوَ
مِنَ الْعَضْلِ الْمُحَرَّمِ، وَمِنْ مُسَبِّبَاتِ الْفِتْنَةِ وَالْفَسَادِ
الْعَرِيضِ، نَسْأَلُ اللهَ السَّلَامَةَ وَالْعَافِيَةَ .
فَاتَّقُوا
اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاحْذَرُوا مَا يُغْضِبُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، إِيَّاكُمْ
وَالْإِسْرَافَ وَالتَّبْذِيرَ، وَإِعَانَةَ الظَّالِمِينَ، وَاحْتِقَارَ
الْمُسْلِمِينَ، وَإِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَأَمَانَتَهُ وَخُلُقَهُ
زَوِّجُوهُ، وَلَا تَكُونُوا سَبَبًا فِي الْفِتْنَةِ فِي الْأَرْضِ وَالْفَسَادِ
الْكَبِيرِ .
أَسْأَلُ
اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَهْدِيَ ضَالَّ الْمُسْلِمِينَ ، إِنَّهُ سَمِيعٌ
مُجِيبٌ ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى
، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا سُعَدَاءَ وَأَمِتْنَا شُهَدَاءَ ، وَاحْشُرْنَا فِي
زُمْرَةِ الْأَتْقِيَاءِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ
إِنَّا نَسْأَلُكَ عِزَّ الْإِسْلَامِ وَنَصْرَ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ
أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ ،
وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ ، وَاجْعَلْ بَلَدَنَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ
بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا ، وَاسْتَعْمِلْ
عَلَيْنَا خِيَارَنَا ، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِي عَهْدِ مَنْ خَافَكَ
وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ
إِنَّا نَسْأَلُكَ وَأَنْتَ فِي عَلْيَائِكَ، وَأَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ
الْفُقَرَاءُ إِلَيْكَ ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ
الْقَانِطِينَ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ
الْآيِسِينَ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا،
اللَّهُمَّ أَغِثْنَا اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا
مُغِيثًا هَنِيئًا مَرِيعًا ، سَحًّا غَدَقًا، مُجَلَّلًا عَامًّا نَافِعًا
غَيْرَ ضَارٍّ، اللَّهُمَّ غَيْثًا تُحِيي بِهِ الْبِلَادَ وَتَرْحَمُ بِهِ
الْعِبَادَ وَتَجْعَلُهُ بَلَاغًا لِلْحَاضِرِ وَالْبَادِ .
}رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ
حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَادَ اللهِ :
}إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي
الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {. فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى
وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا
تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|