اَلْفَضَاْئِلُ اَلْمُجْتَمِعَةُ فِيْ يَوْمِ اَلْجُمُعَة
}الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ { ، } لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ { ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ الله وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ : } لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ { ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً } إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ { .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ :
تَقْوَىْ اللهِ U، وَصِيَّتُهُ سُبْحَاْنَهُ لِعِبَاْدِهِ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي كِتَاْبِهِ: } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ {، فَلْنَتَقِ اللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ ـ جَعَلَنِيْ اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَقِيْن .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ :
رَوَىْ اَلْإِمَاْمُ مُسْلِمٌ فِيْ صَحِيْحِهِ، عَنْ أَبِيْ هُرِيْرَةَ t أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَاْلَ: (( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ، يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وفيه أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا ، ولَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ )). وَفِيْ سُنَنِ أَبِيْ دَاْوُدَ وَاَلْتِّرْمِذِيِّ وَاَلْنَّسَاْئِيِّ مِنْ حَدِيْثِ أَبِيْ سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e: (( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ ، يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُهْبِطَ ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ ، وَفِيهِ مَاتَ ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ ، إِلَّا وَهِيَ مُسِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، مِنْ حِينَ تُصْبِحُ ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، شَفَقًا مِنْ السَّاعَةِ إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي ، يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَةً إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهَا )) .
فَيَوُمُ اَلْجُمُعَةِ - أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - يَوْمٌ لَهُ شَأْنٌ عَظِيْمٌ، وَلَهُ مَكَاْنَةٌ سَاْمِيَةٌ رَفِيْعَةٌ، يَكْفِيْ فِيْ ذَلِكَ أَنَّهُ (( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ))، بِشَهَاْدَةِ اَلَّذِيْ قَاْلَ اَللهُ U عَنْهُ: } وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى { اَلْنَّبِيُّ e .
وَمِمَّاْ يَزِيْدُ فِيْ شَرَفِهِ ، وَيُعْلِيْ مَكَاْنَتَهُ ، وَيُوْجِبُ اَلْاِهْتِمَاْمَ بِهِ، أَنَّهُ مِنْحَةٌ رَبَّاْنِيَّةٌ، وَهِبَةٌ إِلاْهِيَّةٌ لِهَذِهِ اَلْأُمَّةِ، فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، يَقُوْلُ e: (( أَضَلَّ اللَّهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا ، فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ ، وَالسَّبْتَ ، والأَحَدَ ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلاَئِقِ )) .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
يَهْتَمُّ كَثِيْرٌ مِنْ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، بِأَيَّاْمِ اَلْأُسْبُوْعِ وَخَاْصَةً أَيَّاْمَ اَلْعَمْلِ مِنْهَاْ، فَتَجِدُ اَلْوَاْحِدَ مِنْهُمْ يُعِدُّ مَلَاْبِسَهُ، وَيُلْغِيْ اِرْتِبَاْطَاْتَهُ، وَيُرَتِّبُ وَقْتَهُ فَيَنَاْمُ مُبَكِّرَاً وَلَاْ يَسْهَرُ ، وَيَذْهَبُ إِلَىْ عَمَلِهِ فِيْ سَاْعَاْتِ يَوْمِهِ اَلْأُوْلَىْ ، وَيُهِيُّئُ جَسَدَهُ وَفِكْرَهُ وَوَقْتَهُ ، لِكَيْ يُؤَدِيْ عَمَلَهُ، وَهَذَاْ أَمْرٌ يُشْكَرُ عَلَيْهِ ، وَلَكِنْ يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ ، لَاْ يُوْلِيْهِ ذَاْكَ اَلْاِهْتِمَاْمَ ، وَلَاْ يَعْتَنِيْ بِفَضَاْئِلِهِ اَلْمُجْتَمِعَةِ فِيْهِ، بَلْ بَعْضُهُمْ يَرْتَكِبُ بَعْضَ اَلْمُخَاْلَفَاْتِ اَلْشَّرْعِيَّةِ، كَاَلْسَّهَرِ وَاَلْنَّوْمِ عَنْ اَلْصَّلَاْةِ ، وَإِهْمَاْلِ كَثِيْرٍ مِنْ اَلْوَاْجِبَاْتِ، بِدَعْوَىْ أَنَّ يَوْمَهُ يَوْمُ جُمُعَةٍ، فَتِجِدُهُ نَتِيْجَةَ مُخَاْلَفَاْتِهِ وَإِهْمَاْلِهِ، يَتْرُكُ صَلَاْةَ اَلْجُمُعَةِ مِنْ غَيْرٍ عُذْرِيٍ شَرْعِيٍ، يُسَوِّغُ لَهُ عَدَمَ حُضُوْرِهَاْ مَعَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلَّذِيْ قَاْلَ عَنْهُ اَلْحَاْكِمُ : صَحِيْحٌ عَلَىْ شَرْطِ مُسْلِم يَقُوْلُ e: (( مَنْ تَرَكَ ثَلاثَ جُمَع تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ )) ، يَقُوْلُ اَلْمَنَاْوُيُّ فِيْ فَيْضِ اَلْقَدِيْرِ ، ((طَبَعَ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ )) أَيْ : خَتَمَ عَلَيْهِ وَغَشَّاْهُ وَجَعَلَ فِيْهِ اَلْجَهْلَ وَاَلْجَفَاْءَ وَاَلْقَسْوَةَ ، أَوْ صَيَّرَ قَلْبَهُ قَلْبَ مُنَاْفِقٍ .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
هُنَاْكَ بَعْضُ اَلْآدَاْبِ اَلَّتِيْ يَنْبَغِيْ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَيْهَاْ ، لِيَسْتَفِيْدَ مِنْ خَيْرِيَّةِ يَوْمِ اَلْجُمُعَةِ ، مِنْهَاْ : كَثْرَةُ اَلْصَّلَاْةِ عَلَىْ اَلْنَّبِيِّ e يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ وَلَيْلَتَهَاْ ،فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلَّذِيْ رَوَاْهُ اَلْبَيْهَقِيُّ فِيْ اَلْسُّنَنِ ، يَقُوْلُ e: (( أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ؛ فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً ، صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرًا )) أَيْ : أَعْطَاْهُ اَللهُ بِتِلْكَ اَلْصَّلَاْةِ اَلْوَاْحِدَةِ عَشْرَاً مِنْ اَلْرَّحْمَةِ.
وَمِنْ اَلْآدَاْبِ: اَلْاِسْتِعْدَاْدُ لِلْجُمُعَةِ بِاَلْاِغْتِسَاْلِ، لِأَنَّ اَلْاِغْتِسَاْلُ لِلْجُمُعَةِ مِنْ اَلْأُمُوْرِ اَلْوَاْجِبَةِ، لِقَوْلِ اَلْنَّبِيِّ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ: (( غُسْلُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ )) أَيْ بَاْلِغٍ ، وَإِنْ تَعْجَبْ فَاَعْجَبْ مِنْ مُسْلِمٍ يَغْتَسِلُ وَيَتَنَظَّفُ وَيَتَطَيَّبُ لِعَمَلِهِ وَمُنَاْسَبَاْتِهِ، وَلَكِنَّهُ لَاْ يَعْتَنِيْ بِغُسُلِ اَلْجُمُعَةِ ، وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ يَقُوْلُ e: (( مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَغَسَّلَ ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا ))، وَاَللهِ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ لَوْ رَتَّبْتَ عَلَىْ هَذِهِ اَلْأَشْيَاْءِ اَلْبَسِيْطَةِ اَلْسَّهْلَةِ ، مَبْلَغَاً مِنْ اَلْمَاْلِ ، لَمَاْ تَرَكَهَاْ أَحَدٌ أَبَدَاْ. أَرَأَيْتُمْ تَزَاْحُمَ اَلْنَّاْسِ عَلَىْ اَلْتَّخْفِيْضَاْتِ اَلْمَزْعُوْمَةِ، كَيْفَ بَعْضُهُمْ يُسْقِطُ مُرُؤَتَهُ، وَيَتَنَاْزَلُ عَنْ عِزَّتِهِ وَكَرَاْمَتِهِ، وَيَشْتَرِيْ مَاْلَاْ يَحْتَاْجُهُ أَحْيَاْنَاً، مِنْ أَجْلِ دَرَاْهِمَ مَعْدُوْدَة، وَلَكِنَّهُ نَفْسُهُ ، لَاْ يُبَاْلِيْ بِهَذَاْ اَلْفَضْلِ اَلْعَظِيْمِ ، اَلَّذِيْ وَعَدَهُ اَللهُ U، عَلَىْ لِسَاْنِ رَسُوْلِهِ e، وَأَيُّ جَزَاْء ؟ كُلُّ خَطْوَةٍ أَجْرُ صِيَاْمِ سَنَةٍ وَقِيَاْمِهَاْ . نَعُوْذُ بِاَللهِ مِنْ ضَعْفِ اَلْإِيْمَاْنِ ، فَلْنَتَّقِ اَللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اَللهِ ـ وَلْنَهْتَمْ بِيَوْمِ اَلْجُمُعَةِ ، وَنَتَأَدَّبْ بِآدَاْبِهِ ، تَقَرُّبَاً لِرَبِنَاْ U، وَعَمَلَاً بِسُنَّةِ نَبِيِّنَاْ e ، لِنَحْصُلَ عَلَىْ مَغْفِرَةِ ذُنُوْبِنَاْ، فَفِيْ اَلْحِدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ يَقُوْلُ e: (( مَنْ اغْتَسَلَ، ثُمَّ أَتَى الجُمُعَةَ ، فَصَلَّى مَا قُدِّرَ لَهُ ، ثُمَّ أَنْصَتَ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ ، ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى ، وَفَضْلُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ )) .
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكَمَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
وَمِنْ اَلْآدَاْبِ اَلْهَاْمَّةِ اَلَّتِيْ يَنْبَغِيْ لِلْمُسْلِمِ أَنْ لَاْ يَغْفَلَ عَنْهَاْ يَوْمَ اَلْجُمُعَةِ ، اَلْحُضُوْرُ لِلْمَسْجِدِ فِيْ وَقْتٍ مُبَكِّرٍ ، وَاَلْدُّنُوُ مِنْ اَلْإِمَاْمِ، وَاَلْاِسْتِمَاْعُ لِلْخُطْبَةِ، وَعَدَمُ اَلْلَّغْوِ وَاَلْاِنْشِغَاْلِ بِمَاْ يُلْهِيْ عَنْ اَلْاِسْتِفَاْدَةِ مِنْ هَذَاْ اَلْيَوْم .
تَصَوَّرُوْا ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ أَنَّ رَجُلَاً يَذْبَحُ جَزُوْرَاً وَيَتَصَدَّقُ بِلَحْمِهَاْ، وَآخَرُ يَذْبَحُ بَقَرَةً وَيَتَصَدَّقُ بِلَحْمِهَاْ ، وَثَاْلِثَاً يَذْبَحُ خَرُوْفَاً، وَرَاْبِعَاً يَذْبَحُ دَجَاْجَةً، وَخَاْمِسَاً يَتَقَرَّبُ إِلَىْ اَللهِ U بِبَيْضَةٍ يَتَصَدَّقُ بِهَاْ، وَسَاْدِسَاً لَاْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئَاً! أَيْ هَؤُلَاْءِ تُحِبُّ أَخِيْ اَلْمُسْلِمِ أَنْ تَحْصُلَ عَلَىْ أَجْرٍ مِثْلَ أَجْرِهِ؟ صَاْحِبُ اَلْنَّاْقَةِ أَوْ اَلْبَقَرَةِ أَوْ اَلْخَرُوْفِ أَوْ اَلْدَّجَاْجَةِ أَوْ اَلْبَيْضَةِ؟ أَظُنُّكَ إِنْ كُنْتَ عَاْقِلَاً لَاْ تَرْضَىْ بِأَقَلِّ مِنْ صَاْحِبِ اَلْنَّاْقَةِ !!! وَهَذَاْ أَخِيْ مَاْ تَفْعَلُهُ كُلَّ يَوْمِ جُمُعَةٍ ، فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلَّذِيْ حَسَّنَهُ اَلْأَلْبَاْنِيُّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ t، قَاْلَ: قَاْلَ رَسُوْلُ اَللهِ e: (( إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَفَتْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ يَكْتُبُونَ مَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ ، الَأَوَّلَ فَالَأَوَّلَ ، فَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ، ثُمَّ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْأُولَى ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ , فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ , فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ , فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ ، طَوَتِ الْمَلَائِكَةُ الصُّحُفَ وَدَخَلَتْ تَسْمَعُ الذِّكْرَ ، الْخُطْبَةَ ))، قَاْلَ أَحَدُ رِوَاْةُ اَلْحَدِيْثِ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا أُمَامَةَ ، لَيْسَ لِمَنْ جَاءَ بَعْدَ خُرُوجِ الْإِمَامِ جُمُعَةٌ ؟ , قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنْ لَيْسَ مِمَّنْ يُكْتَبُ فِي الصُّحُفِ .
أَسْأَلُ اَللهَ U أَنْ يَغْفِرَ لَنَاْ خَطَاْيَاْنَاْ وَجَهْلَنَاْ ، وَإِسْرَاْفَنَاْ فِيْ أَمْرِنَاْ ، وَمَاْ هُوَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّاْ ، اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لَنَاْ جَدَّنَاْ وَهَزْلَنَاْ ، وَخَطَئَنَاْ وَعَمْدَنَاْ ، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدَنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لَنَاْ مَاْ قَدَّمْنَاْ وَمَاْ أَخَّرْنَاْ ، وَمَاْ أَسْرَرْنَاْ وَمَاْ أَعْلَنَّاْ وَمَاْ أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّاْ ، أَنْتَ اَلْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ اَلْمُؤَخِّرُ وَأَنْتَ عَلَىْ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٍ . اَلْلَّهُمَّ يَاْ مُقَلِّبَ اَلْقُلُوْبَ ثَبِّتْ قُلُوْبَنَاْ عَلَىْ دِيْنِكَ ، اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَعُوْذُ بِكَ مِنْ زَوَاْلِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَاْفِيَتِكَ، وَفُجَاْءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيْعِ سَخَطِكَ. اَلْلَّهُمَّ مَنْ أَرَاْدَ بِلَاْدَنَاْ بِسُوْءٍ ، اَلْلَّهُمَّ اَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ، وَاَجْعَلْ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ ، وَاَجْعَلْ تَخْطِيْطَهُ وَتَدْبِيْرَهُ تَدْمِيْرَاً عَلَيْه . اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ نَصْرَ جُنُوْدِنَاْ عَلَىْ حُدُوْدِنَاْ، اَلْلَّهُمَّ اُنْصُرْهُمْ نَصْرَاً مُؤَزَّرَاْ . اَلْلَّهُمَّ كُنْ لَهُمْ عُوْنَاً وَظَهِيْرَاً ، وَوَلِيَّاً وَنَصِيْرَاً . اَلْلَّهُمَّ سَدِّدْ رَمْيَهُمْ ، وَاَرْبِطْ عَلَىْ قُلُوْبِهِمْ ، وَقَوِّيْ عَزَاْئِمَهُمْ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْن . اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ وَأَنْتَ فِيْ عَلْيَاْئِكَ، وَأَنْتَ اَلْغَنِيُّ وَنَحْنُ اَلْفُقَرَاْءُ إِلَيْكَ ، أَنْ تُغِيْثَ قُلُوْبَنَاْ بِاَلْإِيْمَاْنِ، وَبِلَاْدَنَاْ بِاَلْأَمْطَاْرِ، اَلْلَّهُمَّ اِجْعَلْ مَاْ أَنْزَلَتَ عَلَيْنَاْ صَيِّبَاً نَاْفِعَاً، وَأَغِثْنَاْ غَيْثَاً مُغِيْثَاً هَنِيْئَاً مَرِيْعَاً سَحَّاً غَدَقَاً مُجَلِّلَاً نَاْفِعَاً غَيْرَ ضَاْرٍ، عَاْجِلَاً غَيْرَ آجِلٍ، غَيْثَاً تُغِيْثُ بِهِ اَلْبِلَاْدَ وَاَلْعِبَاْدَ، اَلْلَّهُمَّ اَسْقِ بِلَاْدَكَ وَعِبَاْدَكَ وَبَهَاْئِمَكَ وَاَنْشُرْ رَحْمَتَكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ. } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {
عِبَاْدَ اَللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |