المعنى لحديث الأبرص والأقرع والأعمى
الحمد لله ، الذي له : } الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَلَهُ الْكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ { . أحمده حمدا يليق بكريم وجهه ، وعظيم سلطانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، } لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ { .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وصفيه وخليله ، وخيرته من خلقه ، أرسله } بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ { صلى الله عليه ، وعلى آله وأصحابه ، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم يبعثون .
أما بعد ، فيا عباد الله :
تقوى الله U ، وصية الله لعباده ، وخير زاد يتزود به المسلم ، في حياته لمعاده ، يقول U في كتابه : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { ويقول أيضا : } وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ { فلنتق الله ـ أحبتي في الله ـ جعلني الله وإياكم من عباده المتقين .
أيها الأخوة المسلمون :
في حديث صحيح ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ t ، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ : (( إِنَّ ثَلاَثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ : أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى ، بَدَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا )) .
الأبرص ـ أيها الأخوة ـ هو من أصيب بالبرص ، وكذلك الأعمى ، الذي أصيب بالعمى . أما الأقرع ، فهو من أصيب بمرض القرع ، مرض يصيب منابت شعر الرأس ، فيذهب الشعر ويتقرح بسببه الجلد ، وقد تنبعث ممن أصيب به رائحة كريهة يستقذرها الناس . فهؤلاء الثلاثة ـ الأبرص والأقرع والأعمى ـ كما جاء في الحديث : (( بَدَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ )) أي يختبرهم (( فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا ، فَأَتَى الأَبْرَصَ ، فَقَالَ : أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : لَوْنٌ حَسَنٌ ، وَجِلْدٌ حَسَنٌ ، قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ . قَالَ : فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ ، فَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا ، وَجِلْدًا حَسَنًا ، فَقَالَ : أَيُّ المَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : الإِبِلُ ، - أَوْ قَالَ : البَقَرُ ، هُوَ شَكَّ فِي ذَلِكَ)) أي راوي الحديث : إِنَّ الأَبْرَصَ ، وَالأَقْرَعَ ، قَالَ أَحَدُهُمَا الإِبِلُ ، وَقَالَ الآخَرُ : البَقَرُ - ، (( فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ ، فَقَالَ : يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا . وَأَتَى الأَقْرَعَ ، فَقَالَ : أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ شَعَرٌ حَسَنٌ ، وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا ، قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ ، قَالَ : فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا ، قَالَ : فَأَيُّ المَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : البَقَرُ ، قَالَ : فَأَعْطَاهُ بَقَرَةً حَامِلًا ، وَقَالَ : يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا . وَأَتَى الأَعْمَى فَقَالَ : أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : يَرُدُّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي ، فَأُبْصِرُ بِهِ النَّاسَ . قَالَ : فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ ، قَالَ : فَأَيُّ المَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ ؟ قَالَ الغَنَمُ : فَأَعْطَاهُ شَاةً وَالِدًا . فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا ، فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ إِبِلٍ ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ بَقَرٍ ، وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ غَنَمٍ )) شفوا من أمراضهم ، وذهب ما كانوا يشتكون منه ، وصاروا من أغنياء الناس ، هذا عنده واد من الأبل ، والآخر واد من البقر ، والثالث واد من الغنم ، وذلك ابتلاء واختبار من الله U .
يقول النبي r : (( ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ )) أي الملك المرسل من الله U لاختبار هؤلاء الثلاثة ، عاد إليهم بعد فترة ، بالصورة السابقة لكل واحد منهم .
وكان أولهم : الأبرص ، جاءه بصورة رجل أبرص ، يقول r : (( فَقَالَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ ، تَقَطَّعَتْ بِيَ الحِبَالُ فِي سَفَرِي ، فَلاَ بَلاَغَ اليَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الحَسَنَ ، وَالجِلْدَ الحَسَنَ ، وَالمَالَ ، بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ فِي سَفَرِي ، فَقَالَ لَهُ : إِنَّ الحُقُوقَ كَثِيرَةٌ )) أي ليس لي أن أوزع أموالي ، (( فَقَالَ لَهُ : كَأَنِّي أَعْرِفُكَ ، أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ ، فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ ؟ فَقَالَ : لَقَدْ وَرِثْتُ لِكَابِرٍ عَنْ كَابِرٍ )) كذب وأنكر من وهبه هذه النعم ، فدعا عليه الملك : (( فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ ، وَأَتَى الأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ ، فَقَالَ لَهُ : مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا ، فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ هَذَا ، فَقَالَ : إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ )) فشلا في الاختبار ، وأنكر كل واحد منهما ، فضل الله U وإنعامه عليه ، فدعا عليهما الملك ، وصارا إلى ماكانا عليه ، الأبرص أبرصا ، والأقرع أقرعا ، وذهبت الإبل والبقر ، وصيّرهما الله إلى ما كانا عليه .
وجاء دور الأعمى ، يقول النبي r : (( وَأَتَى الأَعْمَى فِي صُورَتِهِ ، فَقَالَ : رَجُلٌ مِسْكِينٌ ، وَابْنُ سَبِيلٍ ، وَتَقَطَّعَتْ بِيَ الحِبَالُ فِي سَفَرِي ، فَلاَ بَلاَغَ اليَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ ، أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ ، شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي . فَقَالَ : قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ بَصَرِي ، وَفَقِيرًا فَقَدْ أَغْنَانِي ، فَخُذْ مَا شِئْتَ ، فَوَاللَّهِ لاَ أَجْهَدُكَ اليَوْمَ بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لِلَّهِ ، فَقَالَ أَمْسِكْ مَالَكَ ، فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ ، فَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ ، وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ )) .
أيها الأخوة :
ففي هذا الحديث ، دليل على أن الإنسان إذا لم يشكر نعم الله U ، و لم يعترف له بالفضل ، ولم يؤدي ما يجب عليه ، فإنه على خطر عظيم ، وسوف يقع في شر عميم ، وأي خطر أعظم من سخط الله U وغضبه ، وأي شر أكبر من سلب الله U لنعمه ، وصدق الله : } وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ { .
أيها الأخوة :
كثير هم الذين يقعون بما وقع به الأبرص والأقرع في هذا الحديث ، كثير هم ـ أيها الأخوة ـ الذين لا يعترفون بأن ما بهم من نعمة من الله U ، وكأن غيرهم المعني بقوله تعالى : } وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ { فهم يعتقدون بأن ما بين أيديهم من مال ، إنما هو بسبب تعبهم وكدحهم ، أو بسبب إرث ورثه لهم آباؤهم ، ولا أدل على ذلك من تقصيرهم وإهمالهم لما يجب عليهم في أموالهم ، فهم يرون أن الحقوق كثيرة ، ولذلك يبخلون بما بين أيديهم ، فلا يعرفون تفريج كربة مكروب ، ولا مساعدة محتاج ، بل يصل بهم الأمر ، إلى هدم ركن من أركان إسلامهم ، فيمنعون الزكاة الواجبة ، أو لا يؤدونها كما يريد الله U .
فهذا الحديث ـ أيها الأخوة ـ وذكر النبي r له ، من باب الموعظة والعبرة ، فقد يحل بهم ما حل بالأبرص والأقرع ، والسعيد من وعظ بغيره .
يكفي ـ أيها الأخوة ـ أن عاقبة سوء عملهم ، سخط الله U ، ويا لشقاء وتعاسة من وقع بسخط الله ، يقول U : } فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ، ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ { .
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب ، فإنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ عَلى إحسَانِهِ ، والشُّكرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وامتِنَانِهِ ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تعظِيماً لِشَأنِهِ ، وأشهدُ أنَّ مُحمَداً عبدُهُ ورسولُهُ الدَّاعِي إلى رضوانِهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَعَلى آلهِ وأصحابِهِ وسلّمَ تَسليماً كثيرا .
عباد الله :
سخط الله U وغضبه ، وزوال نعمه ، عقاب إلاهي ، لمن ينسب النعم إلى غير منعمها ، والفضل لغير المتفضل به ، وهو الله سبحانه ، وما أكثرهم ـ أيها الأخوة ـ الذين يقعون في هذه الجريمة النكراء ، ولا يعرفون الله إلا في الضراء ، وينسونه في السراء ، وكما قال تبارك وتعالى : } فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ بَلْ هِيَ فِتْنَةٌ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {
أيها الأخوة :
وإن كان الله U ، ومن خلال حديث النبي r ، سخط على من جحد وأنكر ومنع ، ورضي عن من شكر وأعطى ، فإن عقابه وسخطه ، وعذابه ونقمته ، بانتظار من وقع بما وقعوا به ، سنة الله في خلقه : } يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ { .
فلنتق الله ـ أحبتي في الله ـ ولنحذر الغفلة عن أنفسنا ، ولنجعل الآخرة هي همنا ومقصدنا ، يقول U : } وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ، الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا { .
أسأل الله لي ولكم علما نافعا ، وعملا خالصا ، وسلامة دائمة ، إنه سميع مجيب .
اللهم آت نفوسنا تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم إنا نسألك الهدى ، والتقى ، والعفاف والغنى ، اللهم أحينا سعداء ، وتوفنا شهداء ، واحشرنا في زمرة الأتقياء يارب العالمين .
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين ، ونفس كرب المكروبين ، واقض الدين عن المدينين ، اللهم عجل بفرج اخواننا المسلمين ، في كل مكان ، اللهم عجل بفرجهم ، واحقن دماءهم ، واحفظ أعراضهم ، اللهم عليك بأعدائك وأعداء دينك وسنة نبيك محمد r ، اللهم من أراد المسلمين بسوء اللهم أشغله بنفسه ، واجعل كيده في نحره ، واجعل اللهم تدميره في تدبيره ، ياقوي يا عزيز .
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم اسقنا غيثا مغيثا ، هنيئا مريئا ، سحا غدقا ، عاجلا غير آجل ، نافعا غير ضار ، غيثا تغيث به البلاد والعباد ، وتعم بفضله وخيره الحاضر والباد ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
} رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عباد الله :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على وافر نعمه يزدكم ، ولذكر الله اكبر والله يعلم ما تصنعون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |