الشيعة واتهام البريئة
اَلْحَمْدُ للهِ الْعَزِيْزِ الْوَهَّاْبِ ، } غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ { ، أَنْزَلَ الْكِتَاْبَ } هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ { أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ سُلْطَانِهِ ، } لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ { . وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ ، } هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ { .
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيْلُهُ ، صَلَى اللهُ وَسَلَّمَ عَلِيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ، } الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ{ .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَىْ اللهِ U ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَاْدِهِ ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي كِتَابِهِ : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { ، فَلْنَتَقِ اللهَ - أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ - جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَقِيْن .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
قِصَّةُ الْإِفْكِ، قِصَّةٌ لَا تَخْفَى عَلَى مُسْلِمٍ ، قَرَأَ كِتَابَ اللهِ U وَتَدّبَرَ آيَاتِهِ، وَمُلَخْصُهَا أَنَّ أُمَ المُؤْمِنِيْنَ عَاْئِشَةُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَاْ - كَاْنَتْ مَعَ الْنَّبِيِ r ، فِىْ غَزْوَةٍ غَزَاهَا ، فَبَاتُوْا ذَاْتَ لَيْلَةٍ ، وَذَهَبَتْ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَاْ - لِقَضَاءِ حَاْجَتِهَاْ ، فَلَمَّاْ عَاْدَتْ إِلَى مَنَاْزِلِ الْقَوْمِ ، اِفْتَقَدَتْ عِقْدَاً لَهَاْ ، فَعَاْدَتْ تَبْحَثُ عَنْهُ ، وَفِي هَذَا الْوَقْت ، رَحَلَ الْجَيْشُ ، وَكَانَ لَهَاْ هَوْدَجٌ ، حَمَلُوْهُ عَلَى بَعِيْرِهَا ، ضَانِّينَ أَنَّهَا فِيْهِ ، وَسَاْرُوا وَلَمْ يَفْتَقِدْهَا أَحَدٌ مِنْهُم ، فَلَمَّا عَادَتْ ، وَجَدَتْهُمْ قَدْ رَحَلُوا ، فَمَاْ كَانَ مِنْهَا إِلَّا أَنْ بَقَتْ فِي مَكَانِهَا ، فَغَلَبَهَا الْنُّومُ فَنَامَتْ ، فَجَاءَ صَحَابِيٌّ جَلِيْلٌ ، هُوَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ، فَلَمَّاْ رَأَهَا عَرَفَهَا ، فَأَنَاخَ رَاحِلَتَهُ ، وَحَمَلَهَا عَلَيْهَا وَقَادَ الْرَّاحِلَةَ وَسَارَ بِهَا ، تَقُولُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - : وَاللَّهِ مَا تَكَلَّمْنَا بِكَلِمَةٍ ، وَلاَ سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ ، حَتَى أَتَيَا الْجَيْشَ عَنْدَ الْظُّهْرِ ، فَلَمَّاْ رَأَى المُنَافِقُوْنَ عَائِشَةَ وَصَفْوَان ، اِتَّهَمُوهُمَا بِالْسُّوءِ ، فَأَنْزَلَ اللهُ U بَرَاءَتَهَا مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتِهِ ، وَأَثْبَتَ ذَلِكَ U فِي آيَاتٍ تُتْلَى فِي كِتَابِهِ ، إِلَى أَنْ يَرُثَ اللهُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا .
وَقَدْ سَأَلَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ عَاْئِشَةَ ، فَقَاْلَتْ : كَيْفَ قُلْتِ حِيْنَ رَكِبْتِ رَاْحِلَةَ صَفْوَانَ بْنِ الْمُعَطَّلِ ؟ فَقَالَتْ : قُلْتُ : حَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيْل ، فَقَالَتْ زَيْنَبُ : قُلْتِ كَلِمَةَ المُؤْمِنِيْن .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
فَحَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيْل . قَالَتْهُ عَاْئِشَةُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - فَكَانَ اللهُ U حَسْبُهَا - أَيْ كَافِيْهَا - وَنِعْمَ الْوَكِيْلِ فِي الْدِّفَاعِ عَنْهَا ، وَتَكْذِيْبِ مِنْ شَكَّكَ فِي طَهَارَتِهَا وَعِفَّتِهَا ، وَعِقَابِ كُلِ مَنْ تَوَرَطَ فِي قَضِيَّةٍ ، نَزَلَ جِبْرِيْلُ - عَلِيهِ الْسَّلَامُ - بِآيَاتٍ تُثْبِتُ عَدَمَ صِحَّتِهَا ، يَقُوْلُ U : } لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ { وَ يَقُوْلُ U : } لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ { .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ :
إِنَّ كِفَاْيَةَ اللهِ U لِعَاْئِشَةَ ، الَّتِي فَوَّضَتْ أَمْرَهَاْ ، إِلَى مَنْ بِيَدِهِ سُبْحَانَهُ ، تَدْبِيْرُ شُؤُونِ عِبَادِهِ ، نَرَاْهَاْ الْيَوْمَ فِي الْشِّيْعَةِ الْظَّالِمِيْنَ المُجْرِمِيْن ، الَّذِيْنَ مَاْ زَاْلُوْا ، يُكَذِّبُوْنَ اللهَ U ، وَيَتَّهِمُوْنَ الْبَرِيْئَةَ فِي عِرْضِهَاْ ، يَقُوْلُ U : } فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ، أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ، إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ { . وَيَقُوْلُ U : } إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ { ، يَقُوْلُ اِبْنُ سِعْدِي فِي تَفْسِيْرِهِ : ذَكَرَ الْوَعِيْدَ الْشَّدِيْدَ عَلَى رَمْيٍ المُحْصَنَاتِ فَقَالَ : } إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ { أَيْ : الْعَفَائِف عَنْ الْفُجُوْرِ } الْغَافِلاتِ { الَّتِي لَمْ يَخْطُرْ ذَلِكَ بِقُلُوْبِهِنَّ } الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ { وَالْلَّعْنَةُ لَاْ تَكُوْنَ إِلَّاْ عَلَى ذَنْبٍ كَبِيْرٍ . وَأَكَّدَ الْلَّعْنَةَ بِأَنَّهَاْ مُتَوَاْصِلَةٌ عَلَيْهِمْ فِيْ الْدَّاْرَيْنِ } وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ { وَهَذَا زِيَادَةٌ عَلَى الْلَّعْنَةِ ، أَبْعَدَهُمْ عَنْ رَحْمَتِهِ ، وَأَحَلَّ بِهِمْ شِدَّةَ نِقْمَتِهِ .
وَيَقُوْلُ اِبْنُ كَثِيْرٍ فِي تَفْسِيْرِهِ: وَقَدْ أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ - رَحِمَهُمُ اللَّهُ- قَاطِبَةً، عَلَى أَنَّ مَنْ سَبَّهَا -يعني عائشة- بَعْدَ هَذَا، وَرَمَاهَا بِمَا رَمَاهَا بِهِ ، بَعْدَ هَذَا الَّذِي ذُكِرَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ؛ فَإِنَّهُ : كَافِرٌ ؛ لِأَنَّهُ مُعَانِدٌ لِلْقُرْآنِ.
فَالْجَزَاءُ -أَيُّهَاْ الإِخْوَةُ- مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ ، رَمَوْا الْطَّاهِرَةَ بِمَاْ بَرَّأَهَا اللهُ U مِنْهُ ، فَعَاْقَبَهُمْ U بِهِ ، فَصَاْرَ عِبَاْدَةً يَتَقَرَّبُوْنَ بِهَاْ - وَالْعَيَاذُ بِاللهِ - ، فَاْلْمُتْعَةُ عَنْدَ الْشِّيْعَةِ ، وَهِيَ الْزَّوَاجُ المُؤْقَتُ ، جُزْءٌ مِنْ عَقِيْدَتْهِمْ ، بَلْ يُرَتِّبُوْنَ عَلَى ذَلِكَ أَجُوْرَاً عَظِيْمَةً ، فَفِيْ كُتُبِهِمْ يَرْوُوْنَ : إِذَاْ تَمَتَّعَ الْرَّجُلُ مُرِيْدَاً ثَوَاْبَ اللهِ وَخِلَافَاً لِمَنْ جَهِلَهَاْ ، لَمْ يُكَلِمْهَاْ كَلِمَةً - يَقْصِدُوْنَ المُتَمَتَّعَ بِهَا - إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَاْ حَسَنَةً ، وَلَمْ يَمُدَّ يَدَهُ إِلَيْهَا إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِهَاْ حَسَنَةً ، فَإِذَاْ دَنَى مِنْهَا غَفَرَ اللهُ لَهُ بِذَلِكَ ذَنْبَاً ، فَإِذَاْ اَغْتَسَلَ غَفَرَ اللهُ لَهُ بِقَدْرِ مَاْ مَرَّ مِنْ المَاءِ عَلَى شَعْرِهِ . بَلْ - أَيُّهَاْ الإِخْوَةُ - يَتَوَعَّدُوْنَ الَّذِيْنَ يَبْتَعِدُوْنَ عَنْ المُتْعَةِ - الَّتِي هِيَ الْزِّنَاْ بِعَيْنِهِ - قَاْئِلِيْنَ : مَنْ خَرَجَ مِنْ الْدُّنْيَا وَلَمْ يَتَمَتَّعْ ، جَاْءَ يَوْمَ الْقِيَاْمَةِ وَهُوَ أَجْذَعٌ ، أَيْ مَقْطُوْعَ الْعُضُو .
بَلْ - أَيُّهَاْ الإِخْوَةُ - وَصَلَتْ بِهِمُ الْجُرَّأَةُ ، إِلَى أَنْ يَكْذِبُوْنَ عَلَىْ اللهِ U وَرَسُوْلِهِ r ، وَيَعِدُوْنَ مَنْ يَزْنِي تَحْتَ غِطَاءِ المُتْعَةِ ، المَغْفِرَةَ مِنَ اللهِ U ، فَعِنْدَهُمْ حَدِيْثٌ مَشْهُوْرٌ فِيْ المُتْعَةِ يَنْسُبُوْنَهُ للهِ U ، أَنَّهُ قَاْلَ لِرَسُوْلِهِ r : إِنَّ اللهَ قَدْ غَفَرَ لِلْمُتَمَتِّعِيْنَ مِنْ أُمَّتِكَ مِنَ الْنِّسَاْءِ .
وَالأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ - أَيُّهَاْ الإِخْوَةُ - أَنَّ الْضَّلَالَ وَصَلَ بِهِمْ ، إِلَى جَوَاْزِ الْتَّمَتِعِ حَتَى بِالْرَّضِيْعَةِ ، يَقُوْلُ إِمَاْمُهُمْ : لَاْ يَجُوْزُ وُطْءُ الْزَّوْجَةِ قَبْلَ إِكْمَاْلِ تِسْعِ سِنِيْنَ ، دَوَاْمَاً كَاْنَ الْنِّكَاحُ أَوْ مُنْقَطِعَاً ، أَمَّاْ سَاْئِرُ الإِسْتِمْتَاْعَاتِ كَالْلَّمْسِ بِشَهْوَةٍ وَالْضُّمِ والْتَّفْخِيْذِ فَلَا بَأْسَ بِهِ حَتَى فِي الْرَّضِيْعَةِ .
بَلْ - أَيُّهَاْ الإِخْوَةُ - يُبِيْحُوْنَ لِلْمَرَّأَةِ المُتَزَوِّجَةِ أَنْ تَتَمَتَّعَ مُقَاْبِلَ أَجْر!!! وَلِذَلِكَ اَخْتَلَطَتْ أَنْسَاْبُهُمْ ، فَأَبْنَاْءُ المُتْعَةِ بَيْنَهُمْ كُثُر ، وَقَدْ يَكُوْنُ ذَلِكَ عِقَاْبَاً مِنَ اللهِ U لَهُمْ ، فِيْ هَذِهِ الْدُّنْيَا ، بِالإِضَاْفَةِ إِلَى مَاْ يَقُوْمُوْنَ بِهِ ، فِي كُلِ عَاْمٍ ، مِنْ جَلْدِ ظُهُوْرِهِمْ ، حَتَّى تَسِيْلُ دِمَاْؤُهُمْ ، وَالْجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ ، فَوَ اللهِ الَّذِيْ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ ، لَا يُفْلِحْ وَلَنْ يُفْلِحْ مَنْ كَذَّبَ اللهَ وَرَسُوْلَهُ ، وَمَنْ اتَّهَمَ بَرِيْئَةً بَرَّأَهَا اللهُ U فِيْ كِتَاْبِهِ .
أَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ الْشَّيْطَانِ الْرَّجِيْمِ :
} إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ { .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرَّآنِ الْعَظِيْمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاْكُمْ بِمَا فِيْهِ مِنْ الآيَاتِ وَالْذِّكْرِ الْحَكِيْمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيْمُ .
الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ عَلى إحسَانِهِ ، والشُّكرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وامتِنَانِهِ ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تعظِيماً لِشَأنِهِ ، وأشهدُ أنَّ مُحمَداً عبدُهُ ورسولُهُ الدَّاعِي إلى رضوانِهِ صَلى اللهُ عَليهِ وَعَلى آلهِ وأصحابِهِ وسلّمَ تَسليماً كثيرا .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
إِنَّ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - لَهَاْ فَضْلٌ عَظِيْمٌ ، فَفِيْ الْحَدِيْثِ الْصَّحِيْحِ يَقُوْلُ r : (( كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ )) ، بَلْ يَكْفِيْهَاْ شَرَفَاً وَرِفْعَةً وَمَكَانَةً ، أَنَّهَا إِحْدَىْ نِسَاءِ الْنَّبِي r ، الَّلَاتِيْ يُعْتَبَرْنَ أُمَّهَاتٍ لِلْمُؤْمِنِيْن ، يَقُوْلُ U : } يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ { وَيَقُوْلُ أَيْضَاً : } النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ { ، وَلِذَلِكَ - أَيُّهَاْ الإِخْوَةُ - سُئِلَ أَحَدُ الْسَّلَفِ عَنْ الَّذِيْنَ يَشْتِمُوْنَ أُمَّهَاْتِ المُؤْمِنِيْنَ وَالْصَّحَابَةَ ؟ فَقَالَ : زَنَادِقَةٌ ، إِنَّمَاْ أَرَادُوا رَسُوْلَ اللهِ r فَلَمْ يَجِدُوا أَحَدَاً مِنْ الأُمَّةِ يُتَاْبِعَهُمْ عَلَى ذَلِكَ فَشَتَمُوا أَزْوَاجَهُ وَأَصْحَابَهُ.
وَيَقُوْلُ اِبْنُ الْجَوْزِيِ : ثُمَّ إِنَّ هَؤُلَاء ، مِنْ أَخَفِ الْنَّاسِ عُقُوْلَاً ، وَأَقَلَّهُمْ دِيْنَاً وَيَقِيْنَاً ، أَهْوَاؤُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ ، وَمَذَاهِبُهُمْ مُتَبَاْيِنَةٌ ، وَلَهُمْ أَشْيَاءٌ سَخِيْفَةٌ ، مِثْلَ عَمَلِهِمْ يَوْمَ عَاْشُوْرَاء .
أَسْألُ اللهَ سُبْحَانَهُ أَنْ يَجْعَلَنِي وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْصَّالِحِين ، وَأَنْ يَرْزُقَنِي وَإِيَّاكُمْ الْفِقْهَ فِي الْدِّينِ ، وَاَنْ يَجْعَلَنَا مِنْ الْهُدَاةِ المُهْتَدِين ، لَا مِنْ الضَّالِينَ المُضِلِين ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ . اللَّهُمَّ آتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاَهَا . اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ أَعْمَالِنَا خَوَاتِمَهَا ، وَخَيْرَ أَعْمَارِنَا آخِرَهَا ، وَخَيْرَ أَيَّامِنَا يَوْمَ أَنْ نَلْقَاكَ ، وَاجْعَلْ آخِرَ كَلاَمِنَا مِنَ الدُّنْيَا لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عِيِشَةً هَنِيَّةً ، وَحَيَاةً رَضِيَّةً ، وَمِيِتَةً سَوِيَّةً . اللَّهُمَّ ارْحَمْ فِي الدُّنْيَا غُرْبَتَنَا ، وَفِي القُبُورِ وَحْشَتَنَا ، وَيَوْمَ العَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ وُقُوفِنَا برحمتك يا أرحم الراحمين .
} رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَادَ اللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |