تجب حماية المصحف من تدخلات بعض الناشرين
كان السلف الصالح يجردون المصحف الشريف من أي كتابة غير القرآن الكريم اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث نهى عن كتابة أحاديثه الشريفه في وقته خشية أن تختلط بالقرآن الكريم، وقد درج على هذا السلف الصالح فكانوا يجردون المصاحف مما سوى القرآن حماية لها من الزيادة والنقصان ومن اختلاط كلام البشر بكلام الله عز وجل ولهذا كانت تقوم لجان علمية موثوقة على طباعة المصحف وإخراجه على أحسن وضع وأتقنه مصداقاً لقول الله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9] إلا أنه في الآونة الأخيرة حصلت بعض الاجتهادات والتدخلات في طباعة بعض المصاحف وقد تحمل تراخيص من جهات غير دقيقة وتنتشر هذه المصاحف التي تحمل عمل هؤلاء في بعض المكتبات التجارية ومن ذلك:
1- تغيير مداد بعض الحروف فبعضها أسود وبعضها أحمر إشارة إلى أحكام التجويد بزعمهم مع أن التجويد له كتب خاصة تطبع وحدها ولا تدخل في طباعة المصحف.
2- بعضهم يجعل ألواناً خاصة في بعض الصفحات فآيات الوعيد توضع في لون خاص وآيات الوعد توضع في لون خاص. والآيات التي فيها ذكر الجنة توضع في لون خاص والآيات التي فيها ذكر النار توضع في لون خاص من الصفحات وأسماء الله وصفاته توضع في لون وهكذا تلون صفحات المصحف بحسب مضمون الآيات خصوصاً في بعض الطبعات السورية للمصحف وهذا عمل مبتدع.
3- يوضع في آخر بعض المصاحف سرد لأسماء الله.
4- يوضع في آخر بعض المصاحف ما يسمى دعاء ختم القرآن حتى يتوهم الجاهل أن سورة من القرآن وأنه لا بد من قراءته وقد تكون في سياقات مبتدعة مثل اللهم ارزقنا بالألف كذا وكذا وبالباء كذا وكذا وارزقنا بكل حرف من القرآن كذا وكذا.
5- توضع في هوامش بعض المصاحف تفاسير مختصرة لبعض ألفاظ القرآن الكريم وقد يكون في بعضها تأويل غير صحيح باطل لأسماء الله وصفاته مع أن التفسير له كتب خاصة يرجح إليها.
6- كما يوجد في بعض المصاحف عند أول سورة الفاتحة: (يا الله) وفي أول سورة البقرة: (يا محمد) وهذا قد يكون دعاء لغير الله.
7- كما يوجد في بعض المصاحف تفسير للآيات بين السطور خصوصاً في بعض الطبعات الهندية وكل هذه التدخلات يجب منعها وعدم التساهل في إقرارها كما يجب منع تداول أي مصحف يشتمل على شيء منها حماية لكتاب الله من الدخيل ومن أطماع بعض الناشرين ولئلا يتطور الأمر إلى ما هو أشد من ذلك من تدخلات الجهال وذوي الأطماع التجارية، مع العلم أنه لا مانع أن يعمل الإنسان شيئا من ذلك في مصحفه الخاص الذي يحتفظ به لنفسه إذا كان من العلماء ليستفيد منه ولكن لا يجوز هذا في المصاحف التي تتداول بين الناس.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
8/8/1432هـ
|