وقفة مع آية ( 6 )
قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً }.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله وغفر له :
تصدير الخطاب بـ {يا أيها الذين آمنوا } يدل على العناية به، ولهذا روي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه قال: إذا سمعت الله يقول {يا أيها الذين آمنوا } فارعها سمعك: فإما خير تؤمر به، وإما شر تُنهى عنه .وهنا عبر الله تعالى بقوله: {كثيراً من الظن } ولم يقل: اجتنبوا الظن كله، لأن الظن ينقسم إلى قسمين :
ظن خير، وظن سوء، ثم ظن السوء لا يجوز إلا إذا قامت القرينة على وجوده، ولهذا قال: {إن بعض الظن إثم } فما هو الظن الذي ليس بإثم؟ نقول: هو ظن الخير، وظن السوء الذي قامت عليه القرينة هذا ليس بإثم، لأن ظن الخير هو الأصل، وظن السوء الذي قامت عليه القرينة هذا أيضاً أيدته القرينة..
والتجسس غالبا يطلق في الشر، ومنه الجاسوس.
وأما التحسس فيكون غالبا في الخير، كما قال تعالى إخبارا عن يعقوب [عليه السلام] أنه قال: { يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ } [يوسف : 87] ، وقد يستعمل كل منهما في الشر، كما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجسسوا، ولا تحسسوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا"اهـ
وفي هذا تنبيه أن ما يقوم به الأخوان في جهاز الهيئة إنما هو من ظن السوء الذي قامت عليه القرينة فهذا ليس بإثم حيث أن القرآئن القوية قامت على المتهم ولا بد من إنكار المنكر ومتابعة القضية والتحري حتى يتم القضاء عليها .
---------------------------------------------------
وكتبه وليد بن سالم الشعبان رئيس مركز هيئة قفار 30-6-1430هـ
|