لِلْآمِنِيْنَ مِنْ مَكْرِ رَبِّ اَلْعَاْلَمِيْنَ الْحَمْدُ للهِ ؛ أَنْشَأَ الْكَوْنَ مِنْ عَدَمٍ وَعَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ، أَرْسَلَ الرُّسُلَ وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ تِبْيَانًا لِطَرِيقِ النَّجَاةِ وَالْهُدَى ، أَحْمَدُهُ -جَلَّ شَأْنُهُ- وَأَشْكُرُهُ عَلَى نِعَمٍ لَا حَصْرَ لَهَا وَلَا مُنْتَهى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ يُرْتَجَى، وَلَا نِدَّ لَهُ يُبْتَغَى، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ الْحَبِيبُ الْمُصْطَفَى وَالنَّبِيُّ الْمُجْتَبَى ،صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى النَّهْجِ وَاقْتَفَى . أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : تَقْوَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَصِيَّتُهُ لِعِبَادِهِ ، يَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ : ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا ـ رَحِمَكُمُ اللهُ ـ بِأَنَّهُ لَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ، وَهُوَ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ الْجَالِبَةِ لِسَخَطِ وَغَضَبِ عَلَّامِ الْغُيُوبِ ؛ يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ . ﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ ﴾ أَيِ : اطْمَأَنَّتْ قُلُوبُهُمْ وَزَالَ خَوْفُهُمْ مِنَ اللهِ ، وَأَخْلَدُوا إِلَى مَعَاصِيهِمْ وَسَيِّئَاتِهِمْ وَذُنُوبِهِمْ ، وَاعْتَقَدُوا أَنَّ ذَلِكَ لَا يَضُرُّهُمْ ، وَلَا يَكُونُ سَبَبًا فِي عِقَابِهِمْ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَلَا يَفْعَلُ ذَلِكَ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ، أَيِ : الْهَالِكُونَ الْمُكَذِّبُونَ للهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الْجَاحِدُونَ لِآيَاتِهِ. فَالْأَمْنُ مِنْ مَكْرِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مِنْ أَعْظَمِ الذُّنُوبِ ، وَمِمَّا يُنَافِي كَمَالَ التَّوْحِيدِ ، وَمِنْ أَبْرَزِ صِفَاتِ الْمُنَافِقِينَ وَاَلْغَاْفِلِيْنَ وَاَلْمُكَذِّبِيْنَ بِوُجُوْدِ اَللهِ وَقُدْرَتِهِ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ . اَلْمُؤْمِنُ اَلْمُوَحِّدُ ، لَاْيَأْمَنُ مَكْرَ اَللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَاَلْخُوْفُ لَاْ يُفَاْرِقُهُ مَهْمَاْ بَلَغَ إِيْمَاْنُهُ وَتَوْحِيْدُهُ ، اَلْنَّبِيُّ ـ صَلَّىْ اَللهُ عَلِيْهِ وَسَلَّمَ ـ اَلْمَغْفُوْرُ لَهُ مَاْ تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَاْ تَأَخَّرَ ، فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلَّذِيْ رَوَاْهُ اَلْتِّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ ، يَقُوْلُ أَنَسٌ ـ رَضِيَ اَللهُ عَنْهُ ـ كَاْنَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُوْلَ:«يَاْ مُقلِّبَ اَلْقُلُوْبِ ثَبِّتْ قَلْبِيْ عَلَىْ دِيْنِكَ»، يَقُوْلُ : فَقُلْتُ: يَاْ رَسُوْلَ اَللهِ، آمَنَّاْ بِكَ وَبِمَاْ جِئْتَ بِهِ فَهَلْ تَخَاْفُ عَلَيْنَاْ؟ قَاْلَ: «نَعَمْ، إِنَّ اَلْقُلُوْبَ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَاْبِعِ اَللهِ يُقلِّبُهَاْ كَيْفَ يَشَاْءُ» وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، عَنْ أُمِّ اَلْمُؤْمِنِيْنَ عَاْئِشَةَ ـ رَضِيَ اَللهُ عَنْهَاْ ـ تَقُوْلُ : مَاْ رَأَيْتُ رَسُوْلَ اَللَّهِ ـ صَلَّىْ اَللهُ عَلِيْهِ وَسَلَّمَ ـ ضَاْحِكًا حَتَّى أَرَىْ مِنْهُ لَهَوَاْتِهِ، إِنَّمَاْ كَاْنَ يَتَبَسَّمُ . قَاْلَتْ: وَكَاْنَ إِذَاْ رَأَىْ غَيْمًا أَوْ رِيْحًا عُرِفَ فِيْ وَجْهِهِ، قَاْلَتْ: يَاْ رَسُوْلَ اَللَّهِ، إِنَّ اَلْنَّاْسَ إِذَاْ رَأَوْا اَلْغَيْمَ فَرِحُوْا رَجَاْءَ أَنْ يَكُوْنَ فِيْهِ اَلمَطَرُ، وَأَرَاْكَ إِذَاْ رَأَيْتَهُ عُرِفَ فِيْ وَجْهِكَ اَلْكَرَاْهِيَةُ؟! فَقَاْلَ: « يَاْ عَاْئِشَةُ، مَاْ يُؤْمِنِّيْ أَنْ يَكُوْنَ فِيْهِ عَذَاْبٌ؟ ، عُذِّبَ قَوْمٌ بِاْلْرِّيحِ، وَقَدْ رَأَىْ قَوْمٌ اَلْعَذَاْبَ، فَقَاْلُوْا: هَذَاْ عَاْرِضٌ مُمْطِرُنَاْ » . إِذَاْ كَاْنَ اَلْنَّبِيُّ ـ صَلَّىْ اَللهُ عَلِيْهِ وَسَلَّمَ ـ هَكَذَاْ يَخَاْفُ ، أَلَاْ يَخَاْفُ مَنْ ظَهَرَ اَلْفَسَاْدُ فِيْ اَلْبَرِ وَاَلْبَحْرِ بِسَبَبِ ذُنُوْبِهِ ؟ ، حَقَّاً ﴿فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ ، تَأَمَّلْ أَخِيْ اَلْمُسْلِمِ ؛ دَقَائِقُ مَعْدُودَةٌ مَحْدُودَةٌ ،كَافِيَةٌ لِتَدْمِيرِ قُرًى كَامِلَةٍ ، تَجْعَلُ الْمَبَانِيَ الشَّاهِقَةَ ؛ أَحْطِمَةً مُتَرَاكِمَةً ، وَالشَّوَارِعَ الْبَاهِيَةَ ؛ أَنْهَارًا جَارِيَةً ، وَتُحَوِّلُ الْبَشَرَ إِلَى جُثَثٍ هَامِدَةٍ وَأَجْسَادٍ مُمَزَّقَةٍ وَأُسَرٍ مَفْقُودَةٍ أَوْ مُفَرَّقَةٍ ، وَ "مَا بَيْنَ غَمْضَةِ عَيْنٍ وَانْتِبَاهَتِهَا .. يُغَيِّرُ اللهُ مِنْ حَالٍ إِلَى حَالِ" . قَبْلَ أَشْهُرٍ مَاذَا حَدَثَ فِي سُورِيَا وَتُرْكِيَا ، وَفِي هَذِهِ الْأَيَّامِ مَاذَا يَحْدُثُ فِي الْمَغْرِبِ وَلِيبْيَا ، آلَافُ الْقَتْلَى ، آلَافُ الْجَرْحَى ، آلَافُ الْمَفْقُودِينَ ، ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ ، أَهْلُ اَلْإِيْمَاْنِ ، لَاْ يَأْمَنُوْنَ مَكْرَ اَللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَلَاْ يُفَاْرِقُ اَلْوَجَلُ قُلُوْبَهُمْ ،يَعْمَلُوْنَ وَيَخَاْفُوْنَ رَبَّهُمْ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ ، وَيَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ : ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ . أَهْلُ اَلْإِيْمَاْنِ ـ أَيَّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ كَمَاْ قَاْلَ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ : ﴿يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ . بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : إِنَّ مَا حَدَثَ فِي سُورِيَا وَتُرْكِيَا، وَالْمَغْرِبِ وَلِيبْيَا، وَغَيْرِهَا مِنْ زَلَازِلَ وَسُيُولٍ جَارِفَةٍ لَشَيْءٌ عَظِيمٌ ، يَدُلُّ عَلَى قُدْرَةِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ ، وَيَجْعَلُ الْمُسْلِمَ الْمُؤْمِنَ بِاللهِ يُرَاجِعُ نَفْسَهُ وَيَتَذَكَّرُ قُدْرَةَ الْقَادِرِ عَلَيْهِ ، وَيَزْدَادُ إِيمَانًا وَيَقِينًا وَتَصْدِيقًا بِمَا جَاءَ فِي كِتَابِ رَبِّهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَمِنْ ذَلِكَ الْإِيمَانُ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ، يَوْمَ تُزَلْزَلُ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ، وَتُخْرِجُ أَثْقَالَهَا ، وَتُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ،﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ ، ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ . فَاَتَّقُوْا اَللهَ ـ عِبَاْدَ اَللهِ ـ وَاَحْذَرُوْا مَاْ يُغْضِبُ اَللهَ ، وَمَاْ يَكُوْنُ سَبَبَاً فِيْ عَذَاْبِهِ وَعِقَاْبِهِ . أَسْأَلُ اللهَ لِي وَلَكُمْ عِلْمًا نَافِعًا ، وَعَمَلًا لِوَجْهِهِ خَالِصًا ، وَسَلَامَةً دَائِمَةً إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ . اللَّهُمَّ إنَّا نَسْألُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزائِمَ مَغْفِرَتِكَ، والسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إثمٍ، والغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، والفَوْزَ بالجَنَّةِ، والنَّجاةَ مِنَ النَّارِ . اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا خِيَارَنَا، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِي عَهْدِ مَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ ذُنُوبَنَا، وَتَسْتُرَ عُيُوبَنَا، وَتُنَفِّسَ كُرُوبَنَا، وَتُحْيِيَ قُلُوبَنَا، وَتُزَكِّيَ نُفُوسَنَا، وَتَشْفِيَ مَرْضَانَا، وَتَرْحَمَ مَوْتَانَا، وَتُعَافِيَ مَنِ ابْتَلَيْتَهُ مِنَّا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾. عِبَادَ اللهِ : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ . |