اَلْإِخْبَاْرُ بِمَاْ يَجِبُ لِلْجَاْرِ
الْحَمْدُ للهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ، يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ، وَمَا كَانَ لِلْإِنْسَانِ فِي الْخَلْقِ تَخْيِيرٌ ، نَحْمَدُهُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، ﴿لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، الْبَشِيرُ النَّذِيرُ ، وَالسِّرَاجُ الْمُنِيرُ ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ . أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : تَقْوَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَصِيَّتُهُ لِعِبَادِهِ ، يَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ : ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ ؛ بِأَنَّ لِلْجَارِ مَكَانَةً عَظِيمَةً فِي الدِّينِ ، وَمَنْزِلَةً سَامِيَةً رَفِيعَةً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ﴾ . وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهَا : أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ :« مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ » . أَيْ : سَيُشْرِكُهُ فِي مِيرَاثِ جَارِهِ ، لِكَثْرَةِ مَا أَوْصَاهُ بِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ . وَالْجَارُ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- هُوَ الْقَرِيبُ مِنَ الدَّارِ ، مَهْمَا كَانَ وَضْعُهُ ، سَوَاءً كَانَ قَرِيبًا مِنَ الْأَقَارِبِ أَوْ مِنْ غَيْرِهِمْ ، سَوَاءً كَانَ مُسْلِمًا أَوْ كَافِرًا ، مَهْمَا كَانَ يَجِبُ أَنْ تُرَاعَى حُقُوقُهُ ، وَيُقَامُ بِوَاجِبَاتِهِ وَهِيَ ثَلَاثَةُ أُمُورٍ : أَوَّلُهَا : كَفُّ الْأَذَى عَنْهُ . ثَانِيهَا : الْإِحْسَانُ إِلَيْهِ . وَآخِرُهَا : الصَّبْرُ عَلَى أَذَاهُ . هَذِهِ الْأُمُورُ الثَّلَاثَةُ ـ أَخِي الْمُسْلِمُ ـ إِذَا كَانَتْ فِيكَ مَعَ جِيرَانِكَ ، فَهَنِيئًا لَكَ ، فَإِنَّكَ مِنَ الَّذِينَ يَرْعَوْنَ حُقُوقَ جِيرَانِهِمْ ، وَيَعْمَلُونَ بِشَرْعِ رَبِّهِمْ ، وَيَعَضُّونَ بِالنَّوَاجِذِ عَلَى مَا يُوصِي بِهِ نَبِيُّهُمْ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ . الْأَمْرُ الْأَوَّلُ : كَفُّ الْأَذَى عَنِ الْجِيرَانِ : وَالْإِيذَاءُ فِي الدِّينِ حَرَامٌ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ ، وَلَكِنَّهُ أَشَدُّ حُرْمَةً ، وَأَعْظَمُ جُرْمًا عِنْدَمَا يَكُونُ فِي حَقِّ الْجَارِ ، وَيَكْفِي فِي ذَلِكَ أَنَّهُ دَلِيلٌ عَلَى ضَعْفِ الْإِيمَانِ ، يَقُولُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ » ، بَلْ يَكْفِي فِي ذَلِكَ أَنَّ فِي إِيذَاءِ الْجِيرَانِ خَطَرًا عَلَى عَمَلِ الْإِنْسَانِ ، وَقَدْ يَكُونُ سَبَبًا لِدُخُولِ النَّارِ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ ، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ، فُلَانَةُ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا؟ قَالَ: « هِيَ فِي النَّارِ » ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، فُلَانَةُ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَاتِ، وَتَصَّدَّقُ بِالْأَثوَارِ مِنَ الْأَقِطِ، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا؟ قَالَ : « هِيَ فِي الْجَنَّةِ » . فَإِيذَاءُ الْجَارِ لَيْسَ كَإِيذَاءِ غَيْرِهِ ، وَارْتِكَابُ الذَّنْبِ بِحَقِّ الْجَارِ ، يُضَاعَفُ عِقَابُ فَاعِلِهِ ، أَوَّلًا ؛ لِأَنَّهُ ذَنْبٌ ، وَثَانِيًا ؛ لِأَنَّهُ بِحَقٍّ جَارِهِ ، وَفِي الْحَدِيثِ جَيِّدِ الْإِسْنَادِ ، وَذَكَرَهُ الْأَلْبَانِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - فِي صَحِيحِ سِلْسِلَتِهِ ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ : « مَا تَقُولُونَ فِي الزِّنَا ؟ » ، قَالُوا : حَرَّمَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ ، فَهُوَ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ . قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرِ نِسْوَةٍ ؛ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ » ، ثُمَّ سَأَلَهُمْ عَنِ السَّرِقَةِ ؛ فَأَجَابُوا بِنَحْوِ مَا أَجَابُوا عَنِ الزِّنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « وَلَأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرِ أَبْيَاتٍ ؛ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ بَيْتِ جَارِهِ » . فَإِيذَاءُ الْجَارِ لَيْسَ كَإِيذَاءِ غَيْرِهِ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ، وَعَلَى مَنْ أَرَادَ رِضَا اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَالنَّجَاةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، عَلَيْهِ أَنْ لَا يُؤْذِيَ جِيرَانَهُ بِإِذَاعَةِ أَخْبَارِهِمْ ، وَلَا نَشْرِ أَسْرَارِهِمْ ، وَلَا بِالنَّظَرِ إِلَى عَوْرَاتِهِمْ ، وَلَا بِتَتَبُّعِ عَثَرَاتِهِمْ ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ اللهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ » ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : وَثَانِي حُقُوقِ الْجَارِ : الْإِحْسَانُ إِلَيْهِ ، فَكَفُّ الْأَذَى عَنْهُ لَا يَكْفِي ، لَا يَكْفِي أَنْ تَكُفَّ أَذَاكَ عَنْ جِيرَانِكَ فَقَطْ ، إِنَّمَا تَكُفُّ أَذَاكَ عَنْهُمْ ، وَتُحْسِنُ إِلَيْهِمْ ؛ لِأَنَّ الْإِحْسَانَ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِ الْجَارِ ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ يَقُولُ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ » ، فَإِكْرَامُكَ لِجِيرَانِكَ دَلِيلٌ عَلَى إِيمَانِكَ . وَفِي رِوَايَةٍ يَقُولُ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ » . فَالْإِحْسَانُ إِلَى الْجَارِ أَمْرٌ مَطْلُوبٌ ، حَتَّى وَلَوْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا بَلْ حَتَّى وَلَوْ كَانَ كِرَاعَ شَاةٍ أَوْ مَرَقَ لَحْمٍ ، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « يَا نِسَاءَ الْمُسْلِماتِ، لَا تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا، وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ » ، الْفِرْسِنُ : عَظْمٌ قَلِيلُ اللَّحْمِ . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِأَبِي ذَرٍّ : « يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ ». وَفِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى أَهَمِّيَّةِ تَعَاهُدِ الْجَارِ ، وَالْإِهْدَاءِ إِلَيْهِ ، وَتَفَقُّدِ أَحْوَالِهِ ، وَعَدَمِ الْغَفْلَةِ عَنْ حَاجَتِهِ ، وَ « لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ »كَمَا قَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ . وَآخِرُ حُقُوقِ الْجَارِ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ : الصَّبْرُ عَلَى إِيذَائِهِ . فَمِنَ الْمَصَائِبِ الْكُبْرَى ، الَّتِي يُصَابُ بِهَا الْمُسْلِمُ : جَارُ السُّوءِ ، نَسْأَلُ اللهَ السَّلَامَةَ وَالْعَافِيَةَ ، فَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَأْمُرُ بِالِاسْتِعَاذَةِ مِنْهُ ، كَمَا فِي الْحَدِيثِ الْحَسَنِ الصَّحِيحِ : « تَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ جَارِ السُّوءِ فِي دَارِ الْمُقَامِ ؛ فَإِنَّ جَارَ الْبَادِيَةِ يَتَحَوَّلُ عَنْكَ » . مُصِيبَةٌ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ عِنْدَمَا تُبْتَلَى بِجَارٍ سَيِّئٍ ، وَلَكِنْ حَتَّى وَإِنْ بُلِيتَ فَعَلَيْكَ أَنْ تَصْبِرَ ، فَالصَّبْرُ عَلَى إِيذَاءِ الْجَارِ حَقٌّ مِنْ حُقُوقِهِ ، وَوَاجِبٌ مِنْ آكَدِ وَاجِبَاتِهِ ، وَسَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ مَحَبَّةِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِعَبْدِهِ ، فَقَدْ ذَكَرَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مِنَ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ يُحِبُّهُمُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « وَرَجُلٌ كَانَ لَهُ جَارُ سُوءٍ، فَصَبَرَ عَلَى أَذَاهُ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا مَوْتٌ أَوْ ظَعْنٌ » . أَسْأَلُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يَجْعَلَنِي وَإِيَّاكُمْ مِنَ الَّذِينَ يَقُومُونَ بِحُقُوقِ جِيرَانِهِمْ ، وَيُؤَدُّونَ مَا يَجِبُ لِإِخْوَانِهِمْ ، إِنَّهُ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبٌ . اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِلْقِيَامِ بِحُقُوقِ جِيرَانِنَا ، وَأَلِّفْ عَلَى مَا يُرْضِيكَ قُلُوبَنَا ، وَاجْعَلْنَا إِخْوَةً مُتَحَابِّينَ مُتَآلِفِينَ مُتَوَادِّينَ ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِهُدَاكَ ، وَاجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ ، وَجَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾. عِبَادَ اللهِ : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ . |