لِلْفُقَرَاْءِ وَاَلْأَغْنِيَاْءِ عَلَىْ حَدٍ سَوَاْء
اَلْحَمْدُ للهِ ، )الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ
فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا). أَحْمَدُهُ حَمْدًا يَلِيقُ بِكَرِيمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيمِ
سُلْطَانِهِ ، (إِنَّهُ
كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا ) . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ
لَهُ ، (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا ). وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ
، بَعَثَهُ رَبُّهُ هَادِيًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ، وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ
بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا
بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ :
تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ ، فَهُوَ
الْقَائِلُ فِي كِتَابِهِ : (وَلَقَدْ
وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ
اتَّقُوا اللَّهَ )، فَاتَّقُوا
اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا رَحِمَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ بِأَنَّ الْفَقْرَ
وَوُجُودَ الْفُقَرَاءِ فِي الْمُجْتَمَعِ سُنَّةٌ مِنْ سُنَنِ الْحَيَاةِ ، وَمِمَّا
يَبْتَلِي اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ عِبَادَهُ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ)، وَوُجُودُ الْفَقْرِ وَأَهْلِهِ فِي الْمُجْتَمَعِ ؛ ابْتِلَاءٌ
مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لِعِبَادِهِ فُقَرَائِهِمْ وَأَغْنِيَائِهِمْ، فَلَوْلَا
الْفَقْرُ وَالْفُقَرَاءُ ، لَمَا تَمَيَّزَ الْأَغْنِيَاءُ بِالْإِنْفَاقِ وَالصَّدَقَةِ
وَالْعَطَاءِ ، وَلَا أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ
وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ *
يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ
وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا
كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ )، وَقَوْلِ
الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : (( مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا
مَلَكَانِ يَنْزِلانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا
خَلَفًا، وَيَقُولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا )) . فَوُجُودُ الْفَقْرِ وَالْفُقَرَاءِ فُرْصَةٌ لِلْأَغْنِيَاءِ
، وَخَاصَّةً أَهْلَ الْإِيمَانِ مِنْهُمْ ، الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْخَلَفَ فِي الدُّنْيَا
وَالْجَنَّةَ فِي الآخِرَةِ ، (وَمَا
أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)، (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ
عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ
فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ
النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، وَكَذَلِكَ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- وُجُودُ الَفْقَرِ فُرْصَةٌ
لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ يَصْبِرُونَ عَلَى فَقْرِهِمْ ، وَكَمَا سَمِعْتُمْ فِي
الْآيَةِ السَّابِقَةِ : (وَبَشِّرِ
الصَّابِرِينَ)، فَبِصَبْرِهِمْ
عَلَى ابْتِلَاءِ اللهِ لَهُمْ ؛ تَقْوَى صِلَتُهُمْ بِرَبِّهِمْ عَزَّ وَجَلَّ ،
يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : (( عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ
كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ
سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكَانَ
خَيْرًا لَهُ )) .
وَكَذَلِكَ - أَيُّهَا
الْإِخْوَةُ - إِذَا صَبَرَ الْفَقِيرُ وَاحْتَسَبَ ، فَإِنَّ مَا أَصَابَهُ مِنْ
بَلَاءٍ ، يَكُونُ نِعْمَةً وَتَكْفِيرًا لِذُنُوبِهِ وَحَطًّا لِخَطَايَاهُ ، وَالدَّلِيلُ
قَوْلُ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : (( مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِن نَصَبٍ ولَا وصَبٍ،
ولَا هَمٍّ ولَا حُزْنٍ ولَا أذًى ولَا غَمٍّ، حتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا،
إلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بهَا مِن خَطَايَاهُ )) .
يَقُولُ بَعْضُ أَهْلِ
الْعِلْمِ : وَفِي كُلِّ فَقْرٍ وَمَرَضٍ وَخَوْفٍ وَبَلَاءٍ فِي الدُّنْيَا :
خَمْسَةُ أُمُورٍ يَنْبَغِي أَنْ يَفْرَحَ الْعَاقِلُ بِهَا، وَيَشْكُرَ
عَلَيْهَا:
أَحَدُهَا: أَنَّ كُلَّ مُصِيبَةٍ وَمَرَضٍ : يُتَصَوَّرُ
أَنْ يَكُونَ أَكْبَرَ مِنْهَا، إِذْ مَقْدُورَاتُ اللَّهِ - تَعَالَى - لَا
تَتَنَاهَى ، فَلَوْ ضَعَّفَهَا اللَّهُ وَزَادَهَا ، مَاذَا كَانَ يَرُدُّهُ وَيَحْجِزُهُ
؟ فَلْيَشْكُرْ إِذْ لَمْ تَكُنْ أَعْظَمَ مِنْهَا فِي الدُّنْيَا.
الثَّانِي : أَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ مُصِيبَتُهُ
فِي دِينِهِ ، وَفِي الْخَبَرِ: اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي
دِينِنَا . قَالَ رَجُلٌ لِسَهْلٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ: دَخَلَ اللِّصُّ
فِي بَيْتِي وَسَرَقَ مَتَاعِي، فَقَالَ سَهْلٌ: اشْكُرِ اللهَ تَعَالَى، كَيْفَ لَوْ
دَخَلَ الشَّيْطَانُ إِلَى قَلْبِكَ، وَسَرَقَ التَّوْحِيدَ وَأَفْسَدَهُ، مَاذَا
كُنْتَ تَصْنَعُ؟
الثَّالِثُ : أَنَّهُ مَا مِنْ عُقُوبَةٍ إِلَّا وَيُتَصَوَّرُ
أَنْ تُؤَخَّرَ إِلَى الْآخِرَةِ ، وَمَصَائِبُ الدُّنْيَا يُتَسَلَّى عَنْهَا
بِأَسْبَابٍ أُخَرَ، تُهَوِّنُ الْمُصِيبَةَ فَيَخِفُّ وَقْعُهَا، وَمُصِيبَةُ
الْآخِرَةِ تَدُومُ ، فَلَعَلَّهُ لَمْ تُؤَخَّرْ عُقُوبَتُهُ إِلَى الْآخِرَةِ ،
وَعُجِّلَتْ عُقُوبَتُهُ فِي الدُّنْيَا، فَلِمَ لَا يَشْكُرُ اللَّهَ عَلَى
ذَلِكَ ؟
الرَّابِعُ : أَنَّ هَذِهِ الْمُصِيبَةَ وَالْبَلِيَّةَ : كَانَتْ
مَكْتُوبَةً عَلَيْهِ فِي أُمِّ الْكِتَابِ، وَكَانَ لَا بُدَّ مِنْ وُصُولِهَا
إِلَيْهِ ، وَقَدْ وَصَلَتْ ، وَوَقَعَ الْفَرَاغُ ، وَاسْتَرَاحَ مِنْ بَعْضِهَا
، أَوْ مِنْ جَمِيعِهَا، فَهَذِهِ نِعْمَةٌ.
الْخَامِسُ: أَنَّ ثَوَابَهَا أَكْثَرُ مِنْهَا، فَإِنَّ
مَصَائِبَ الدُّنْيَا طُرُقٌ إِلَى الْآخِرَةِ ، وَكُلُّ بَلَاءٍ فِي الْأُمُورِ
الدُّنْيَوِيَّةِ : مِثَالُهُ الدَّوَاءُ الَّذِي يُؤْلِمُ فِي الْحَالِ ،
وَيَنْفَعُ فِي الْمَآلِ .
أَسْأَلُ اللهَ لِي وَلَكُمْ عِلْمًا نَافِعًا ، وَعَمَلًا لِوَجْهِهِ
خَالِصًا ، وَسَلَامَةً دَائِمَةً إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ،
وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ،
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ،
فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ
الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا
بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ
، أَنَّ الْفَقْرَ وَوُجُودَهُ فِي الْمُجْتَمَعِ يَحْتَاجُ إِلَى مَزِيدٍ مِنَ الْعِنَايَةِ
وَالِاهْتِمَامِ ، وَوُجُودُ الْفُقَرَاءِ الْمُؤْمِنِينَ الصَّابِرِينَ الْمُحْتَسِبِينَ
فِي الْمُجْتَمَعِ ، لَيْسَ بِمُشْكِلَةٍ ، الْمُشْكِلَةُ عِنْدَمَا يُوجَدُ الْفَقْرُ
وَمَعَهُ ضَعْفُ الْإِيمَانِ وَعَدَمُ الِاحْتِسَابِ ، فَأَكْثَرُ الْمُجْتَمَعَاتِ
فَسَادًا ، هِيَ أَقَلُّ الْمُجْتَمَعَاتِ تَقْوًى وَدِينًا ، وَلِذَلِكَ كَانَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَعِيذُ بِاللهِ مِنَ الْفَقْرِ ،
فَفِي الْحَدِيثِ صَحِيحِ الْإِسْنَادِ ؛ عَنِ ابْنِ أَبِي بَكْرَةَ : أَنَّهُ كَانَ
سَمِعَ وَالِدَهُ يَقُولُ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ
مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ . يَقُولُ : فَجَعَلْتُ أَدْعُو
بِهِنَّ فَقَالَ أَبِي : يَا بُنَيَّ أَنَّى عَلِمْتَ هَؤُلَاءِ الْكَلِمَاتِ ؟ يَقُولُ
: قُلْتُ : يَا أَبَتِ سَمِعْتُكَ تَدْعُو بِهِنَّ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ ، فَأَخَذْتُهُنَّ
عَنْكَ ، قَالَ : فَالْزَمْهُنَّ يَا بُنَيَّ ، فَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ كَانَ يَدْعُو
بِهِنَّ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ .فَإِذَا وُجِدَ الْفَقْرُ مَعَ ضَعْفِ الْإِيمَانِ
- أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - ، وُجِدَتِ الْفَوَاحِشُ وَالْمُنْكَرَاتُ ، وَكَثُرَتِ
الْمَعَاصِي وَالْمُخَالَفَاتُ ، وَهُتِكَتِ الْأَعْرَاضُ وَسُرِقَتِ الْأَمْوَالُ
، وَضَاعَتِ الْمَبَادِئُ وَحَضَرَتِ الْفِتَنُ الَّتِي حَذَّرَ مِنْهَا النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : (( يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي
كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ
مِنَ الدُّنْيَا )) .
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ
اللهِ ، وَاعْتَنُوا بِشَرْعِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَخَاصَّةً فِي مَجَالِ الْفَقْرِ
وَالْفُقَرَاءِ ، وَقَدْ سَعَتِ الدَّوْلَةُ مَشْكُورَةً بِالْقِيَامِ بِدَوْرِهَا
فِي هَذَا الْمَجَالِ تَيْسِيرًا وَإِسْهَامًا ، وَمِنْ ذَلِكَ إِيجَادُ بَعْضِ الْمَنَصَّاتِ
، كَـ((تَيْسِير)) وَ((إِحْسَان)) ، لِلْفُقَرَاءِ وَالْأَغْنِيَاءِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ
، فَالْأَغْنِيَاءُ يَجِدُونَ مِنْ خِلَالِهَا الْفُقَرَاءَ ، وَالْفُقَرَاءُ يَسْتَفِيدُونَ
مِنْ خِلَالِهَا مِنْ إِنْفَاقِ الْأَغْنِيَاءِ ، وَفِيهَا قَطْعُ الطَّرِيقِ دُونَ
الْمُحْتَالِينَ وَالْمُفْسِدِينَ .
أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ
وَجَلَّ أَنْ يُفَرِّجَ هَمَّ الْمَهْمُومِينَ وَيُنَفِّسَ كَرْبَ الْمَكْرُوبِينَ
، وَيَقْضِي الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِينَ ، وَيَشْفِي مَرْضَانَا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ
إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ .
اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا
مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ بَلَاءٍ عَافِيَةً،
وَمِنْ كُلِّ مَرَضٍ شِفَاءً، وَمِنْ كُلِّ دَيْنٍ وَفَاءً، وَمِنْ كُلِّ حَاجَةٍ
قَضَاءً ، وَمِنْ كُلِّ ذَنْبٍ مَغْفِرَةً وَرَحْمَةً، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ
الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي
أَوْطَانِنَا ، وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا خِيَارَنَا ، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِي
عَهْدِ مَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ
حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ).
عِبَادَ
اللهِ :
( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ
ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ
يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ
اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة
للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|