الْمُنَاسَبَاتُ وَاغْتِنَامُهَا بِالطَّاعَاتِ
الْحَمْدُ للهِ بِرَحْمَتِهِ اهْتَدَى الْمُهْتَدُونَ ، وَبِعَدْلِهِ وَحِكْمَتِهِ ضَلَّ الضَّالُّونَ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَا يُسْأَلُ
عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ
، تَرَكَنَا عَلَى مَحَجَّةٍ بَيْضَاءَ لَا يَزِيغُ عَنْهَا إِلاَّ أَهْلُ الْأَهْوَاءِ
وَالظُّنُونِ ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمٍ لَا يَنْفَعُ فِيهِ مَالٌ وَلَا بَنُونَ ،
إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { فَاتَّقُوا اللهَ يَا عِبَادَ اللهِ ، اتَّقُوا اللهَ بِفِعْلِ أَوَامِرِهِ
، وَبِالْبُعْدِ عَمَّا نَهَاكُمْ عَنْهُ ، فَإِنَّ بِتَقْوَى اللهِ خَيْرُ الدُّنْيَا
وَخَيْرُ الْآخِرَةِ ، يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: }وَمَنْ
يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ { ، وَيَقُولُ: }وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ
أَمْرِهِ يُسْرًا { ، وَيَقُولُ: } وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ
سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا { ، جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ :
لَقَدْ مَرَّتْ بِنَا فِي الْأَيَّامِ الْمَاضِيَةِ مُنَاسَبَاتٌ عَظِيمَةٌ وَمَوَاسِمُ
طَاعَاتٍ كَرِيمَةٌ، مِنْ ذَلِكَ عَشْرُ ذِي الْحِجَّةِ الَّتِي عَظَّمَهَا وَفَضَّلَهَا
اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّهُ
يُحِبُّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ فِيهَا، وَمِنْ ذَلِكَ: الْحَجُّ وَالْأُضْحِيَةُ وَالْعِيدُ،
وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْعِبَادَاتِ وَالطَّاعَاتِ وَالْقُرُبَاتِ الَّتِي حَرَصَ
عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُونَ ابْتَغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ. وَاسْتِغْلَالُ الْمُنَاسَبَاتِ
بِالطَّاعَاتِ، وَانْتِهَازُ الْفُرَصِ بِالْعِبَادَاتِ؛ دَيْدَنُ الصَّالِحِينَ وَمَنْهَجُ
الْأَكْيَاسِ الْفَطِنِينَ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ
الصَّحِيحِ: (( اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ
هِرَمِكَ ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَفَرَاغَكَ
قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ )) ، وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ: أَيِ : اغْتَنِمْ وَضْعَكَ هَذَا الَّذِي أَنْتَ
فِيهِ، وَاحْذَرْ مِنَ التَّسْوِيفِ وَالتَّأْجِيلِ ، فَقَدْ يَحُلُّ بِكَ وَضْعٌ
لَا تَقْدِرُ مَعَهُ أَنْ تَعْمَلَ .
فَمِنْ أَبْرَزِ صِفَاتِ الْمُؤْمِنِينَ وَسِمَاتِ الْمُتَّقِينَ؛ اسْتِغْلَالُ
الْمُنَاسَبَاتِ بِالطَّاعَاتِ، وَانْتِهَازُ الْفُرَصِ بِالْقُرُبَاتِ ، وَعَدَمُ
تَضْيِيعِ الْأَوْقَاتِ ، أَمَّا - وَالْعِيَاذُ بِاللهِ - ضِعَافُ الْإِيمَانِ،
الَّذِينَ خَفَّ مِيزَانُ التَّقْوَى فِي قُلُوبِهِمْ، وَعَنْ ثَوَابِ اللهِ ضَعُفَتْ
نُفُوسُهُمْ تَمُرُّ الْمُنَاسَبَاتُ، وَتَمْضِي الْأَوْقَاتُ، وَتَفُوتُ الطَّاعَاتُ
وَهُمْ يَصْدُقُ عَلَيْهِمْ قَوْلُهُ تَعَالَى : } يَأْكُلُوا
وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ{ .
أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، يَقُولُ عَنْهُ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : لَوْ وُزِنَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ بِإِيمَانِ
النَّاسِ لَرَجَحَ إِيمَانُ أَبِي بَكْرٍ، تَأَمَّلُوا حِرْصَهُ عَلَى فِعْلِ الطَّاعَاتِ
وَاسْتِغْلَالَهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِلْمُنَاسَبَاتِ؛ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟ ))
قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا ، قَالَ : (( فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟ )) قَالَ أَبُو
بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا ، قَالَ : (( فَمَنْ
أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟ )) قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ
اللهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: (( فَمَنْ عَادَ
مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟ )) قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:
أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ، إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ
)). فَالْإِيمَانُ بِاللهِ ، وَالتَّصْدِيقُ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ - أَيُّهَا
الْإِخْوَةُ - لَهُ دَوْرٌ فَعَّالٌ فِي عَمَلِ الْإِنْسَانِ ، وَحِرْصِهِ عَلَى طَاعَةِ
رَبِّهِ ، فَتَعَاهَدُوا إِيمَانَكُمْ ، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إنَّ الإيمانَ
لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أَحَدِكُمْ كَمَا يَخلَقُ الثَّوْبُ ، فَاسْأَلُوا اللهَ تَعَالَى: أَنْ يُجَدِّدَ الْإِيمَانَ فِي قُلُوبِكُمْ )) وَاحْرِصُوا عَلَى شَغْلِ
أَوْقَاتِكُمْ بِطَاعَةِ رَبِّكُمْ ، وَاحْذَرُوا التَّفْرِيطَ وَالْكَسَلَ وَالتَّسْوِيفَ
وَالْمَلَلَ ، فَالْأَيَّامُ مَعْدُودَةٌ ، وَالْآجَالُ مَحْدُودَةٌ ، وَمَا مَضَى
لَنْ يَعُودَ .
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ :
} حَتَّى إِذَا جَاءَ
أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ
كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى
يَوْمِ يُبْعَثُونَ{ .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي
وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ
قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ
هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
إِنَّ بِاسْتِغْلَالِ الْأَوْقَاتِ بِالطَّاعَاتِ، وَالْقِيَامِ بِالْفَرَائِضِ
وَالْوَاجِبَاتِ، وَالْحِرْصِ عَلَى نَوَافِلِ الْعِبَادَاتِ ؛ تَنَالُ مَحَبَّةَ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، الَّتِي فِيهَا خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَفِي صَحِيحِ
الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( إِنَّ
اللَّه تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ .
وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ
، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِليَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ،
فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي
يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا ، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي
بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِي أَعْطَيْتُهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ )). وَأَيْضًا فِي الْبُخَارِيِّ عَنْ أَنَسٍ ، عَنِ النَّبيّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : (( إِذَا تَقَرَّبَ الْعَبْدُ إِليَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ
إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِذَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا
، وَإِذَا أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً )) . يَقُولُ ابْنُ بَازٍ
رَحِمَهُ اللهُ : وَالْمَعْنَى ؛ أَنَّهُ أَسْبَقُ بِالْخَيْرِ لِأَوْلِيَائِهِ وَعِبَادِهِ،
مَتَى سَابَقُوا إِلَى الْخَيْرَاتِ وَسَارَعُوا ، فَاللهُ خَيْرٌ مِنْهُمْ وَأَفْضَلُ
وَأَسْرَعُ ، وَهُوَ شَيْءٌ يَلِيقُ بِاللهِ لَا يُشَابِهُ خَلْقَهُ ، فَنُثْبِتُ
هَذَا للهِ عَلَى الْوَجْهِ اللَّائِقِ بِاللهِ سُبْحَانَهُ ، مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ
وَلَا تَعْطِيلٍ وَلَا تَكْيِيفٍ .
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاسْتَغِلُّوا نِعَمَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ
، بِمَا يُرْضِي رَبَّكُمْ، وَيُعْلِي مَنَازِلَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: (( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ :
الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ )) .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ
عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ ، اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ
الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ ، اللَّهُمَّ حَبِّبِ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ
وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ
، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ . اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ، وَأَحْيِنَا
مُسْلِمِينَ ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلَا مَفْتُونِينَ. }
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا
عَذَابَ النَّارِ {.
عِبَادَ اللهِ : } إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ
عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ
مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |