الجواب وبالله التوفيق :
أما مضاعفة العمل بالحسنة إلى عشر أمثالها , فهذا لابد منه في كل عمل صالح , كما قال تعالى : { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } ،
وأما المضاعفة بزيادة عن ذلك , وهي مراد السائل , فلها أسباب :
إما متعلقة بالعامل أو بالعمل نفسه أو بزمانه , أو بمكانه , وآثاره ,
فمن أهم أسباب المضاعفة :
إذا حقق العبد في عمله الإخلاص للمعبود والمتابعة للرسول ,
فالعمل إذا كان من الأعمال المشروعة , وقصد العبد به رضى ربه وثوابه , وحقق هذا القصد بأن يجعله هو الداعي له إلى العمل , وهو الغاية لعمله , بأن يكون عمله صادرا عن إيمان بالله ورسوله , وأن يكون الداعي له لأجل أمر الشارع , وأن يكون القصد منه وجه الله ورضاه , كما ورد في عدة آيات وأحاديث هذا المعنى , كقوله تعالى : { إنما يتقبل الله من المتقين } . أي : المتقين الله في عملهم بتحقيق الإخلاص والمتابعة ,
وكما في قوله صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) . وغيرها من النصوص ,
والقليل من العمل مع الإخلاص الكامل يرجح بالكثير الذي لم يصل إلى مرتبته في قوة الإخلاص , ولهذا كانت الأعمال الظاهرة تتفاضل عند الله بتفاضل ما يقوم بالقلوب من الإيمان والإخلاص ,
ويدخل في الأعمال الصالحة التي تتفاضل بتفاضل الإخلاص ترك ما تشتهيه النفوس من الشهوات المحرمة إذا تركها خالصا من قلبه , ولم يكن لتركها من الدواعي غير الإخلاص وقصة أصحاب الغار شاهدة بذلك ,,,,
للاستزادة كتاب الفتاوى السعدية
المصدر:
موقع الشيخ رحمه الله
|