خطبة
مقترحة لمن أحب الاستعانة بها
إن
الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا،، من
يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ،، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك
له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا،، أما بعدُ:
عباد
الله اتقوا الله حق تقاته ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون، واعلموا أن من الأمور العظام
التي دعت إليها الشريعة الحنيفية السمحة وأكّدت عليها وأعادت وأبدت ماجاء في قوله
تعالى: (وأنّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولاتتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله)، فقد
بيّن الله عزو جل الصراط المستقيم وأوضح معالمه وأمر باتباعه وشدّد ونهى وحذّر عن مفارقته،
وقال تعالى في سورة الفاتحة التي يرددها المسلم في كل ركعة مفروضة ونافلة: ( اهدنا
الصراط المستقيم) وقال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة
الله عليكم إذ كنتم أعداءا فألّف بين قلوبكم)، فأمر جل جلاله وعز شأنه بالاعتصام
بحبل الله وهم جماعة المسلمين ونهى عن التفرق وذكّرهم بنعمته عليهم إذ كانوا
متفرقين ومتعادين فأنعم عليهم بأعظم نعمة وهي التوحيد التي ألّفت بين قلوبهم. وقال
تعالى: (إنما المؤمنون إخوة)، فكل أمر وكل طريق وكل فعل يؤدي إلى تفرق المؤمنين
فهو محرم وكبيرة من كبائر الذنوب. وقال تعالى: (ولاتكونوا من المشركين من الذين
فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون)، فالتفرق والتحزب دين
المشركين لا دين الموحدين
عباد
الله:
وإن
مما يتنافى ويتناقض مع صراط الله المستقيم كافة البدع والمحدثات؛ سواءً كانت في
العقيدة أو في العبادة أو في الدعوة إلى الله أو السلوكيات والأخلاق قال صلى الله
عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أي: من ابتدع في
دين الإسلام بدعة فهي مردودة عليه وغير مقبولة منه.
ألا
وإن من تلك البدع والمحدثات التي انتشرت بين المسلمين وتسببت في تفرقهم وتصنيفهم
وفي ضعف شوكتهم ونشر الجهل بينهم وتسلط الأعداء عليهم؛ بدعم التحزب والأحزاب
وإنشائها والانتماء إليها ودعوة الناس إليها فقد فرح بها الأعداء وأيّدوها ودعموها
لما لها من أثر في إضعاف شوكة المسلمين وتفرقهم، ونهى عنها العلماء الربانيون الراسخون
في العلم وحذّروا الناس منها ومن مخالفاتها وبدعها ومن الانتماء إليها، نصيحة لله
ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وطلبا لرضوان الله واتباعاً لصراطه المستقيم.
عباد
الله:
وهذه
الجماعات والأحزاب يجب الحذر منها وتحذير الناس من مخالفاتها ومن الانتماء إليها
أيّاً كان اسمها ورسمها وشكلها وهدفها، وأعظم مخالفات هذه الأحزاب والجماعات: مفارقة
جماعة المسلمين.
والرسول
صلى الله عليه وسلم يقول: من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه، وقال
صلى الله عليه وسلم: "ثلاث لايغل عليهن قاب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة
من ولّاه الله أمركم، ولزوم جماعتهم"، فمن انتمى لجماعة ودافع عنها ودعا
إليها فقد فارق الجماعة وفرّق المسلمين شعر بذلك أم لم يشعر، وعلى المسلم
الذي يريد نجاته يوم القيامة عندما يقف بين يدي الله أن يحذر أشد الحذر من هذه
البدعة الشنيعة، وأن يخشى الله ويراجع نفسه ويتمسك بحبل الله ويعتصم به ويبتعد عن
هذه الجماعات والأحزاب التي كرّست الفرقة ونشرت البدعة وأظهرت العداوات بين
المسلمين
اللهم
ياولّي الإسلام وأهله مسّكنا بدينك وسنة نبيك حتى نلقاك بهما، اللهم إنا نعوذ بك
من أن نكون سببا لفرقة الناس وتفريقهم، اللهم اجعلنا سببا لجمع كلمة المسلمين، بارك
الله لي ولكم في القرآن العظيم، أقول ماسمعتم وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
*الخطبة
الثانية*
الحمدلله
حق الحمد وأكمله وأبلغه وأوفاه، وأصلي وأسلم على نبيه ورسوله ومصطفاه، وعلى من
اتبع سنته واقتفى نهجه واهتدى بهداه، واعلموا أن خير الكلام: كلام الله، وخير
الهدي: هدي نبينا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل
محدثة في الدين بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين
فلاتفارقوها ولا تفرّقوها، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذّ: شذّ في النار.
عباد
الله: ومن هذه الجماعات والأحزاب التي انتشرت في بلادنا وساهمت بالفرقة
ومفارقة الجماعة: جماعة التبليغ الهندية الصوفية التي يسميها أتباعها: الأحباب.
فهذه
الجماعة المتحزبة والتي لها في كل بلد أمير ولها تنظيم وترتيب حزبي معروف، خالفت
منهاج أهل السنة والجماعة في أمور عظيمة فمن أصول أهل الإسلام الدعوة إلى التوحيد
الخالص والنهي عن الشرك، وهذه الجماعة لاتفعله.
ومن
أصول أهل الإسلام لزوم الجماعة وهذه الجماعة فارقتهم وفرّقتهم، ومن أصول أهل
الإسلام طلب العلم والدعوة إلى على بصيرة، وهذه الجماعة تعتمد على العوام والجهلة
في دعوتها ولايوجد فيهم ولا معهم علماء، ومن أصول أهل الإسلام الولاء لله
والبراء لله والمحبة لله والبغض لله، وهذه الجماعة قصرت هذه الأمور على من ينتمي
لهم ويدعمهم ، ومن أصول أهل الإسلام السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين
بالمعروف، وهذه الجماعة تسمع وتطيع لأمرائها في الهند.
ومخالفات
الجماعة لاتسعها هذه الخطبة
ولكن
السعيد كل السعادة من لزم الجماعة واتبع السنة وحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس في
المساجد، ودعا لله على علم وبصيرة متبعا لا مبتدعا، وابتعد عن التحزب والتفرق، ((قل
هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من
المشركين))
... انتهت الخطبة ...