اَلْإِرْجَاْفُ وَاَلْمُرْجِفُوْنَ
اَلْحَمْدُ للهِ اَلَّذِيْ:
} خَلَقَ
الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى {
، } يَعْلَمُ
السِّرَّ وَأَخْفَى {.
أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ ، } أَعْطَى
كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى { . وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ وَحْدَهُ لَاْ
شَرِيْكَ لَهُ، } لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى {.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيْلُهُ ،
وَخِيْرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، آتَاْهُ مِنْ لَدُنِهِ ذِكْرَاً ، } مَنْ
أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا { ، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ،
وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ. يَوْمَ تُجْزَىْ
كُلُّ نَفْسٍ بِمَاْ تَسْعَىْ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ :
تَقْوَىْ اللهِ U، وَصِيَّتُهُ سُبْحَاْنَهُ لِعِبَاْدِهِ ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي
كِتَاْبِهِ: } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ {،
فَلْنَتَقِ اللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ ـ جَعَلَنِيْ اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ
عِبَادِهِ الْمُتَقِيْن .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ :
تَنَاْقُلُ
اَلْأَخْبَاْرِ اَلْسَّيِّئَةِ وَبَثُّهَاْ فِيْ اَلْمُجْتَمَعِ، بِغَرَضِ
إِحْدَاْثِ اَلْاِضْطِرَاْبِ، وَزَعْزَعَةِ اَلْثَّقِةِ وَاَلْأَمْنِ فِيْ
نُفُوْسِ اَلْنَّاْسِ، قَضِيَةٌ خَطِيْرَةٌ ، وَلَهَاْ آثَاْرٌ سَيِّئَةٌ ، وَهِيَ
آفَةٌ مِنْ أَخْطَرِ آفَاْتِ اَلْوُحْدَةِ، وَسَلَاْمَةِ اَلْمُجْتَمَعِ. وَلِذَلِكَ
تَوَعَّدَ اَللهُ U ، اَلْمُتَّصِفِيْنَ بِهَاْ ، وَاَلْمُتَبَنِيْنَ لَهَاْ،
بِاَلْإِبْعَاْدِ عَنْ رَحْمَتِهِ فَقَاْلَ تَعَاْلَىْ : } لَئِنْ
لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ
وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا
يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ، مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا
أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ، سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ
قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا {، فَاَلْمُرْجِفُوْنَ هُمُ اَلَّذِيْنَ يَبُثُّوْنَ اَلْأَخْبَاْرَ،
وَيَنْشِرُوْنَ اَلْحَوَاْدِثَ وَاَلْأَحْدَاْثَ ، اَلَّتِيْ تَكُوْنُ سَبَبَاً فِيْ
تَثْبِيْطِ اَلْهِمَمِ، وَاِنْعِدَاْمِ اَلْثِّقَةِ فِيْ اَلْنُّفُوْسِ،
وَاَلْتَّشْكِيْكِ فِيْ اَلْمَقَاْصِدِ وَاَلْنِّيَاْتِ، يَتَصَيَّدُوْنَ اَلْمُخَاْلَفَاْتِ،
وَيَبْحَثُوْنَ عَنْ اَلْزَّلَّاْتِ، ثُمَّ يُضَخِّمُوْنَهَاْ وَيُعْطُوْنَهَاْ أَكْبَرَ
مِنْ حَجْمِهَاْ ، لَيَسْتَقِرَّ فِيْ نُفُوْسِ اَلْنَّاْسِ، أَنَّ اَلْمُجْتَمَعَ
مُجْتَمَعٌ فَاْسِدٌ ، لَاْ سَبِيْلَ إِلَىْ إِصْلَاْحِهِ، وَاَلْقَضَاْءِ عَلَىْ
مُنْكَرَاْتِهِ ، إِلَّاْ بِمَاْ يُخَطِّطُوْنَ لَهُ، وَيَعْمَلُوْنَ مِنْ أَجْلِهِ،
وَهُوَ اَلْخُرُوْجُ عَلَىْ وُلَاْةِ اَلْأَمْرِ ، وَاَلْتَّهْوُيْنُ مِنْ شَأْنِ
اَلْعُلَمَاْءِ، وَاَلْفَوْضَىْ اَلَّتِيْ تَحْدُثُ نَتِيْجَةَ مُخَاْلَفَةِ
مَاْجَاْءِ فِيْ كِتَاْبِ اَللهِ U وَسُنَّةِ رَسُوْلِهِ e . وَلِذَلِكَ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ اَلْمُرْجِفُوْنَ عَاْدَةً
يَكُوْنُوْنَ أَشْخَاْصَاً لَهُمْ أَهْدَاْفٌ ، عَجِزُوْا عَنْ تَحْقِيْقِهَاْ ، وَفَشِلُوْا
فِيْ اَلْوُصُوْلِ إِلَيْهَاْ ، فَلَمْ يَجِدُوْا حَلَّاً وَلَاْ حِيْلَةً ، إِلَّاْ
اَلْإِرْجَاْفَ لَيُنَفِّسُوْا بِهِ عَنْ غَيْظِهِمْ وَحِقْدِهِمْ، وَمِنْ
صِفَاْتِهِمْ اَلْفَرَحُ بِمَصَاْئِبِ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، كَمَاْ قَاْلَ
تَعَاْلَىْ: } إِنْ تَمْسَسْكُمْ
حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ، وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا {، يَفَرْحُوْنَ بِأَيِّ مُصِيْبَةٍ تَنْزُلُ فِيْ اَلْمُسْلِمِيْنَ
، يَتَنَاْقَلُوْنَهَاْ عَبْرَ رَسَاْئِلِهِمْ وَاَسْنَاْبَاْتِهِمْ، وَقَدْ يَجْعَلُوْنَهَاْ
مَوَاْضِيْعَ لِكَلِمَاْتِهِمْ وَمَقَاْلَاْتِهِمْ ، وَمَاْهِيَ إِلَّاْ مِنْ
بَاْبِ اَلْإِرْجَاْفِ ، وَاَلْدَّلِيْلُ وُقُوْعُهُمْ فِيْمَاْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ،
وَعَدَمُ تَوَرُّعِهِمْ عَنْ مَاْ يُحَذِّرُوْنَ مِنْهُ .
فَاَلْفَرَحُ بِمَصَاْئِبِ
اَلْمُسْلِمِيْنَ ، صِفَةٌ مِنْ صِفَاْتِ اَلْمُرْجِفِيْنَ ، وَمِثْلُهَاْ تَرَصُّدُ
اَلْعَثَرَاْتِ وَتَتَبُّعُ اَلْعَوْرَاْتِ، لِإِثَاْرَةِ اَلْفُرْقَةِ وَاَلْتَّرْوُيْجِ
لِلْفِتْنَةِ ، يَقُوْلُ U: } لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ
مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا ، وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ
الْفِتْنَةَ ، وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ { ، وَهَذِهِ اَلْكَاْرِثَةُ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ
ـ } وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ
لَهُمْ {،
يَقُوْلُ اِبْنُ سِعْدِيٍ ـ رَحِمَهُ اَللهُ ـ فِيْ تَفْسِيْرِهِ: } وَفِيكُمْ
{ أُنَاْسٌ ضُعَفَاْءُ اَلْعُقُوْلِ } سَمَّاعُونَ
لَهُمْ{
، أَيْ : مُسْتَجِيْبُوْنَ لِدَعْوَتِهِمْ يَغْتَرُّوْنَ
بِهِمْ .
فَاَلْمُرْجِفُوْنَ
لَهُمْ سَمَّاْعُوْنَ - أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - يُتَاْبِعُوْنَهُمْ
وَيَحْرِصُوْنَ عَلَىْ اَلْاِطِّلَاْعِ عَلَىْ كِتَاْبَاْتِهِمْ ، وَيَنْشِرُوْنَ
مَقَاْلَاْتِهِمْ، وَيَتَدَاْوَلُوْنَ تَسْجِيْلَاْتِهِمْ، وَيُعِيْدُوْنَ
تَغْرِيْدَاْتِهِمْ، وَيُؤَيِّدُوْنَهُمْ بِإِعْجَاْبِهِمْ ، وَهَؤُلَاْءِ هُمُ
اَلَّذِيْنَ سَمَّاْهُمُ اَللهُ U بِاَلْظَّاْلِمِيْنَ فَقَاْلَ : } وَاللَّهُ
عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ {، وَاللهِ اَلْعَظِيْمِ ، يُخْشَىْ عَلَيْهِمْ أَنْ يَقَعَ
بِحَقِّهِمْ قَوْلُ اَللهِ تَعَاْلَىْ: } وَيَوْمَ
يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ
الرَّسُولِ سَبِيلًا ، يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا { .
فَلْنَتَّقِ اَللهَ ـ
عِبَاْدَ اَللهِ ـ وَلْنَحْذَرْ اَلْإِرْجَاْفَ وَاَلْمُرْجِفِيْنَ ، وَلْيَكُنْ
مَوْقِفُنَاْ مِمَّاْ يَحْدُثُ فِيْ مُجْتَمَعِنَاْ ، مَوْقِفُ اَلْشَّرْعِ
وَاَلْدِّيْنِ .
أَعُوْذُ
بِاَللهِ مِنْ اَلْشَّيْطَاْنِ اَلْرَّجِيْمِ :
} وَإِذَا
جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ
إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ
يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا { .
بَاْرَكَ اَللهُ لِيْ وَلَكُمْ
بِاَلْقُرَّآنِ اَلْعَظِيْمِ ، وَنَفَعَنِيْ وَإِيَّاْكُمْ بِمَاْ فِيْهِ مِنْ اَلآيَاْتِ
وَاَلْذِّكْرِ اَلْحَكِيْمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي
وَلَكَمَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ
تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ،
وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً
عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ
وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ :
قَضِيَّةُ اَلْإِرْجَاْفِ وَاَلْمُرْجَفِيْنَ، قَضِيَّةٌ
خَطِيْرَةٌ، يَجِبُ عَلَىْ اَلْمُسْلِمِ أَنْ يُدْرِكَ خَطَرَهَاْ، وَأَنْ
يَسْتَشْعِرَ ضَرَرَهَاْ ، وَأَنْ يَتَعَاْمَلَ مَعَ اَلْمُرْجِفِيْنَ بِمَاْ أَمَرَ
اَللهُ U فِيْ كِتَاْبِهِ ، حَيْثُ قَاْلَ تَعَاْلَىْ : } أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي
قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ
قَوْلًا بَلِيغًا {
، يُعْرِضُ عَنْهُمْ ، وَلَاْ يُتَاْبِعُ كِتَاْبَاْتِهِمْ ، وَلَاْ يَنْشِرُ رَسَاْئِلَهُمْ،
وَلَاْ يُعِيْدُ تَغْرِيْدَاْتِهِمْ ، بَلْ يَعْمَلْ مَاْ بِاِسْتِطَاْعَتِهِ لِزَجْرِهِمْ
وَرَدْعِهِمْ وَتَأْنِيْبِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُوْنَ عَنْ إِرْجَاْفِهِمْ.
وَكَذَلِكَ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ عَلَىْ اَلْمُؤْمِنِ، أَنْ
لَاْيَكُوْنَ بُوْقَاً يَنْفُخُ فِيْهِ اَلْمُرْجِفُوْنَ، وَلَاْ مَطِيَّةً يَمْتَطِيْهَاْ
اَلْمُفْسِدُوْنَ ، فَلَاْ يَنْقِلُ إِلَّاْ مَاْ فِيْهِ مَصْلَحَةٌ
رَاْجِحَةٌ لَهُ وَلِدِيْنِهِ
وَمُجْتَمَعِهِ، } يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا ، إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا، أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا
بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ { .
أَلَاْ وَصَلُّوْا عَلَىْ
اَلْبَشِيْرِ اَلْنَّذِيْرِ، وَاَلْسِّرَاْجِ اَلْمُنِيْرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ
بِذَلِكَ اَلْلَّطِيْفُ اَلْخَبِيْرُ ، فَقَاْلَ جَلَّ مِنْ قَاْئِلٍ عَلِيْمَاً :
} إِنَّ اللَّهَ
وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا { وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، يَقُوْلُ e
: (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً
وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )) ، فَاَلْلَّهُمَّ
صَلِيْ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَاْرَكْ عَلَىْ نَبِيِّنَاْ مُحَمَّدٍ ، وَعَلَىْ
آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ أَجْمَعِيْنَ ، وَاَرْضِ اَلْلَّهُمَّ عَنِ
اَلْتَّاْبِعِيْنَ وَتَاْبِعِيْ اَلْتَّاْبِعِيْنَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ
بِإِحْسَاْنٍ إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ ، وَعَنَّاْ مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ
وَكَرَمِكَ وَجُوْدِكَ وَرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْن .
اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ نَصْرَ اَلْإِسْلَاْمِ وَعِزَّ اَلْمُسْلِمِيْنَ
، اَلْلَّهُمَّ أَعِزَّ اَلْإِسْلَاْمَ وَاَنْصُرَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، وَاَحْمِيْ
حَوْزَةَ اَلْدِّيْنَ ، وَاَجْعَلْ بَلَدَنَاْ آمِنَاً مُطْمَئِنَاً وَسَاْئِرَ
بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ . اَلْلَّهُمَّ اَحْفَظْ لَنَاْ أَمْنَنَاْ ،
وَوُلَاْةَ أَمْرِنَاْ ، وَعُلَمَاْءَنَاْ وَدُعَاْتَنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ
جَنِّبْنَاْ اَلْفِتَنَ ، مَاْ ظَهَرَ مِنْهَاْ وَمَاْ بَطَنَ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ
أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ .
اَلْلَّهُمَّ مَنْ أَرَاْدَنَاْ أَوْ أَرَاْدَ بِلَاْدَنَاْ
أَوْ شَبَاْبَنَاْ أَوْ نِسَاْءَنَاْ بِسُوْءٍ ، اَلْلَّهُمَّ فَأَشْغِلْهُ
بِنَفْسِهِ ، وَاَجْعَلْ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ ، وَاَجْعَلْ تَدْبِيْرَهُ
سَبَبَاً لِتَدْمِيْرِهِ يَاْقَوُيَّ يَاْ عَزِيْز .
اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ وَأَنْتَ فِيْ عَلْيَاْئِكَ ،
وَأَنْتَ اَلْغَنِيُّ وَنَحْنُ اَلْفُقَرَاْءُ إِلَيْكَ ، أَنْ تُغِيْثَ قُلُوْبَنَاْ
بِاَلْإِيْمَاْنِ ، وَبِلَاْدَنَاْ بِاَلْأَمْطَاْرِ ، اَلْلَّهُمَّ أَغِثْنَاْ ،
اَلْلَّهُمَّ أَغِثْنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ أَغِثْنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ أَسْقِنَاْ اَلْغَيْثَ
وَلَاْ تَجْعَلْنَاْ مِنْ اَلْقَاْنِطِيْنَ ، اَلْلَّهُمَّ اَسْقِنَاْ غَيْثَاً مُغِيْثَاً
هَنِيْئَاً مَرِيْعَاً سَحَّاً غَدَقَاً مُجَلِّلَاً نَاْفِعَاً غَيْرَ ضَاْرٍ ، عَاْجِلَاً
غَيْرَ آجِلٍ ، غَيْثَاً تُغِيْثُ بِهِ اَلْبِلَاْدَ وَاَلْعِبَاْدَ ، اَلْلَّهُمَّ
اَسْقِ بِلَاْدَكَ وَعِبَاْدَكَ وَبَهَاْئِمَكَ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ
.
} رَبَّنَا آتِنَا فِي
الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {
عِبَاْدَ اَللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ، وَيَنْهَى عَنِ
الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { .
فَاذْكُرُوا
اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ
وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |