اَلْوَلِيْمَةُ وَاَلْعَاْئِلَةُ اَلْكَرِيْمَةُ
اَلْحَمْدُ للهِ ، } الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ { ، يُعِزُّ مَنْ أَطَاْعَهُ وَيُذِلُّ مَنْ عَصَاْهُ. أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ، وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، وَخَلِيْلُهُ وَمُصْطَفَاْهُ ، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَىْ يَوْمِ أَنْ نَلْقَاْهُ .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَاْدَ اَللهِ :
تَقْوَىْ اَللهِ U ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَاْنَهُ لَكُمْ وِلِمَنْ كَاْنَ قَبْلَكُمْ ، فَهُوَ اَلْقَاْئِلُ U مِنْ قَاْئِلٍ : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { فَاَتَّقُوْا اَللهَ - أَحِبَتِيْ فِيْ اَللهِ - جَعَلَنِيْ اَللهُ وَإِيَّاْكُمْ مِنْ عِبَاْدِهِ اَلْمُتَّقِيْنَ .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ :
مِنَ اَلْحُقُوْقِ اَلْوَاْجِبَةِ لِلْمُسْلِمِ عَلَىْ أَخِيْهِ اَلْمُسْلِمِ : اِسْتِجَاْبَةُ دَعْوَتِهِ ، فَفِيْ حَدِيْثٍ صَحِيْحٍ رَوَاْهُ اَلْبُخَاْرِيُّ وَمُسْلِمٌ - رَحِمَهُمَاْ اَللهُ تَعَاْلَىْ - عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ t قَالَ : سَمِعْتُ رَسُوْلَ اَللَّهِ e يَقُوْلُ : (( حَقُّ اَلْمُسْلِمِ عَلَىْ اَلْمُسْلِمِ خَمْسٌ : رَدُّ اَلْسَّلَاْمِ ، وَعِيَاْدَةُ اَلْمَرِيْضِ ، وَاِتِّبَاْعُ اَلْجَنَاْئِزِ ، وَإِجَاْبَةُ اَلْدَّعْوَةِ ، وَتَشْمِيْتُ اَلْعَاْطِسِ )) ، وَفِيْ حَدِيْثٍ صَحِيْحٍ ، رَوَاْهُ اَلْإِمَاْمُ مُسْلِمٌ ، أَيْضَاً عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t ، أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ e قَاْلَ : (( حَقُّ اَلْمُسْلِمِ عَلَى اَلْمُسْلِمِ سِتٌّ )) ، قِيْلَ : مَاْ هِيَ يَاْ رَسُوْلَ اَللهِ ؟ ، قَالَ e : (( إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ، وَإِذَا دَعَاْكَ فَأَجِبْهُ ، وَإِذَاْ اسْتَنْصَحَكَ فَاَنْصَحْ لَهُ ، وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اَللهَ فَشَمِّتْهُ ، وَإِذَاْ مَرِضَ فَعُدْهُ ، وَإِذَاْ مَاْتَ فَاَتْبَعْهُ )) .
فَإِجَاْبَةُ دَعْوَةِ اَلْمُسْلِمِ ؛ حَقٌ وَاْجِبٌ لَهُ عَلَىْ أَخِيْهِ اَلْمُسْلِمِ، لَاْ سِيَّمَاْ إِنْ كَاْنَتِ اَلْدَّعْوَةُ لِوَلِيْمَةِ زَوَاْجِهِ ، أَوْ زَوَاْجِ أَحَدِ أَبْنَاْئِهِ ، يَقُوْلُ اَلْشَّيْخُ اِبْنُ عُثِيْمِيْن -رَحِمَهُ اَللهُ- دَعْوَةُ اَلْعُرْسِ ؛ اَلِإْجَاْبَةُ إِلَيْهَاْ وَاْجِبَةٌ، بِشَرْطِ أَنْ يُعَيِّنَهُ، يَقُوْلُ: يَاْفُلَاْنَ أُحْضُرْ. وَشَرْطِ أَنْ لَاْيَكُوْنَ فِيْ اَلْإِجَاْبَةِ ضَرَرٌ عَلَيْهِ. اَلْشَّرْطِ اَلْثَّاْلِثِ: أَنْ لَاْيَكُوْنَ فِيْ اَلْمَكَاْنِ مُنْكَرٌ ، فَإِنْ كَاْنَ فِيْهِ مُنْكَرٌ، فَإِنْ قَدِرَ عَلَىْ تَغْيِيْرِهِ ، وَجَبَ عَلَيْهِ اَلْحُضُوْرُ؛ إِجَاْبَةً لِلْدَّعْوَةِ، وَنَهْيَاً عَنِ اَلْمُنْكَرِ ، وَإِنْ كَاْنَ لَاْ يَقْدِرَ ، فَلَاْ يُجِيْب .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
هَذَاْ حُكْمُ تَلْبِيَةِ دَعْوَةِ اَلْزَّوَاْجِ، وَبَعْضُ أَدِلَّتِهِ، وَقَوْلُ اِبْنِ عُثَيْمِيْنَ فِيْهِ، وَلَوْ تَأَمَّلْنَاْ وَاْقِعَ اَلْنِّسَاْءِ فِيْ هَذَاْ اَلْزَّمَاْنِ، وَحُضُوْرَ وَلَاْئِمِ كَثِيْرٍ مِنَ اَلْزَّوَاْجَاْتِ ، لَتَبَيَّنَ لَنَاْ : وُجُوْبُ عَدَمِ حُضُوْرِهِنْ، وَاَلْأَجْرُ اَلْعَظِيْمِ ، لِمَنْ لَاْ يَقُوْمُ بِدَعْوَتِهِنْ، لِمَاْ يَتَرَتَّبُ عَلَىْ ذَلِكَ مِنْ مَفَاْسِدَ عَظِيْمَةٍ، وَمُنْكَرَاْتٍ كَثِيْرَةٍ، وَدَرْءُ اَلْمَفَاْسِدِ أَوْلَىْ مِنْ جَلْبِ اَلْمَصَاْلِحِ، كَمَاْ فِيْ اَلْقَاْعِدَةِ اَلْشَّرْعِيَّةِ اَلْمَعْرُوْفَةِ، اَلْمُسْتَنْبَطَةِ مِنْ أَدِلَّةِ اَلْكِتَاْبِ وَاَلْسُّنَّةِ.
تَأَمَّلُوْا - أَيُّهَاْ اَلْإِخْوْةُ - مَاْذَاْ يَحْدُثُ مِنْ مَصَاْلِحَ عَظِيْمَةٍ، لَوْ خَلَتْ وَلَاْئِمُ اَلْزَّوَاْجِ مِنْ حُضُوْرِ اَلْنَّسَاْءِ ! لَاْ شَكَّ، سَتَخْتَفِيْ كَثِيْرٌ مِنَ اَلْمَظَاْهِرِ اَلْسَّيِّئَةٍ وَاَلْعَاْدَاْتِ اَلْرَّذِيْلَةِ، وَلَنْ تُوْجَدَ كَثِيْرٌ مِنَ اَلْمُخَاْلَفَاْتِ اَلْشَّرْعِيَّةِ، اَلَّتِيْ لَاْ تُرْضِيْ اَللهَ U، وَتَسَبَبَتْ فِيْ مُعَاْنَاْةِ شَبَاْبِ اَلْمُسْلِمِيْنَ، مِنْ عَرْقَلَةِ اَلْزَّوَاْجِ وَتَعْطِيْلِهِ وَتَأْجِيْلِهِ .
أَكْثَرُ اَلْمَظَاْهِرِ اَلْمُخَاْلِفَةِ وَاَلْزَّاْئِفَةِ - أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - اَلَّتِيْ تُفْعَلُ اَلْيَوْمَ ، فِيْ مُنَاْسَبَاْتِ اَلْزَّوَاْجِ ، سَبَبُهَاْ حُضُوْرُ اَلْنِّسَاْءِ. وَمِنْهَاْ عَشَرَاْتُ اَلْآلَاْفِ اَلَّتِيْ يُفْنِيْ اَلْشَّاْبُ شَبَاْبَهُ مِنْ أَجْلِ جَمْعِهَاْ، وَقَدْ يَكُوْنُ بِسَبَبِهَاْ أَسِيْرَاً لِبَنْكٍ مِنَ اَلْبُنُوْكِ، أَوْ مَعْرِضَاً مِنْ مَعَاْرِضِ اَلْسَّيَّاْرَاْتِ ، تُصْرَفُ مِنْ أَجْلِ حُضُوْرِ اَلْنِّسَاْءِ لِوَلِيْمَةِ اَلْزَّوَاْجِ .
يَقُوْلُU: } كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ {، وَيَقُوْلُ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ: (( كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا فِيْ غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ ))، فَاَلْأَلْبِسَةُ اَلَّتِيْ يَلْبَسُهَاْ اَلْنِّسَاْءُ، فَقَطْ لَيْلَةَ اَلْزَّوَاْجِ، وَصَاْرَتْ مِنَ اَلْضَّرُوْرِيَاْتِ عَنْدَ نَاْقِصَاْتِ اَلْعَقْلِ وَاَلْدِّيْنِ ، تُكَلِّفُ آلَاْفَ اَلْرِّيَاْلَاْتِ، إِلَىْ دَرَجَةِ أَنَّ بَعْضَهُمْ يُسَاْفِرُ خَاْرِجَ اَلْمَمْلَكَةِ، مِنْ أَجْلِ تَصْمِيْمِهَاْ وَشِرَاْئِهَاْ ، وَلَاْ تُسْتَعْمَلْ إِلَّاْ لَيْلَةً وَاْحِدَةً فَقَطْ ، هَلْ هَذَاْ يُرْضِي اَللهَ U ؟
مَاْ يُسَمَّىْ عِنْدَهُنَّ بَاَلْكُوْشَةِ، اَلْكُرْسِيُّ اَلَّذِيْ يَجْلِسُ عَلَيْهِ اَلْزَّوْجَاْنِ، وَسَطَ اَلْنِسَاْءِ وَبَعْضِ سُفَهَاْءِ اَلْرِّجَاْلِ، لِدَقَاْئِقَ مَعْدُوْدَةٍ، يَكَلِّفُ آلَاْفَ اَلْرِّيَاْلَاْتِ . هَلْ هَذَاْ يُقَرِّبُ مِنَ اَللهِ U ؟
اَلْحَلَوُيَّاْتُ وَاَلْفَطَاْئِرُ، وَاَلْقِشْطَةُ وَاَلْبِسْكُوْتُ ، اَلَّتِيْ تَبْلُغُ قِيْمَةُ اَلْكِيْلُوْ اَلْوَاْحِدِ مِنْهَاْ مِئَاْتَ اَلْرِّيَاْلَاْتِ، وَاَلْبُوْفِيْهَاْتُ اَلْمَفْتُوْحَةُ اَلَّتِيْ تَتَبَاْهَىْ بِهَاْ اَلْنِّسَاْءُ، وَتَكُوْنُ عَلَىْ حِسَاْبِ نِعَمٍ تُرْمَىْ فِيْ اَلْزَّبَاْئِلِ ، لَاْ تَجِدُ مَنْ يَأْكُلُهَاْ . هَلْ هَذَاْ يُرْضِي اَللهَ U ؟
اَلْطَّقَّاْقَاْتُ لَاْ كَثَرَهُنَّ اَللهُ، بِآلَاْفِ اَلْرِّيَاْلَاْتِ، بَلْ بَعْضُهُمْ لَاْ يَرْضَىْ بِقَيْنَاْتِ مَدِيْنَتِهِ، فَيَأْتِيْ بِقَيْنَاْتٍ مِنْ غَيْرِهَاْ بِعَشَرَاْتِ اَلْآلَاْفِ ، هَلْ هَذَاْ يُرْضِي اَللهَ U ؟
زِيَاْرَةُ اَلْمَشَاْغِلِ ، اَلَّتِيْ يَسْتَحِيْلُ أَنْ تَحْضُرَ اَلْمَرْأَةُ لِلْمُنَاْسَبَاْتِ ، وَمِنْ أَهَمِّهَاْ مُنَاْسَبَةُ اَلْزَّوَاْجِ ، إِلَّاْ بَعْدَ قَضَاْءِ بَعْضِ وَقْتِهَاْ ، وَكَثِيْرٍ مِنْ مَاْلِهَاْ مِنْ أَجْلِهَاْ ، هَلْ هَذَاْ يُرْضِي اَللهَ U ؟
كُلُّ ذَلِكَ يُفْعَلُ وَيَتِمُّ مِنْ أَجْلِ حُضُوْرِ اَلْنِّسَاْءِ، لَوْ جَلَسَتِ اَلْنِّسَاْءُ فِيْ بُيُوْتِهِنَّ، لَأُلْغِيَتْ كُلُّ هَذِهِ اَلْمَظَاْهِرِ اَلْزَّاْئِفَةِ مِنَ اَلْحُسْبَاْنِ، وَلَسَلِمَتْ لَنَاْ أَخْلَاْقُنَاْ وَأَمْوَاْلُنَاْ ، بَلْ لَسِلَمَ لَنَاْ حَتَّىْ دِيْنُنَاْ، نَعْمَ - أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - إِذَاْ قَرَّتِ اَلْنِّسَاْءُ فِيْ بُيُوْتِهِنَّ ، وَاُقْتُصِرَ عَلَىْ حُضُوْرِ اَلْرِّجَاْلِ فَقَطْ لِوَلِيْمَةِ اَلْزَّوَاْجِ ، فَإِنَّنَاْ لَنْ نَرَىْ كَثِيْرَاً مِنَ اَلْمَظَاْهِرِ اَلْزَّاْئِفَةِ اَلْسَّيِّئَةِ، وَلَنْ نَرَىْ كَثِيْرَاً مِنَ اَلْمُخَاْلَفَاْتِ اَلَّتِيْ تُغْضِبُ اَللهَ U ، كَاَلْإِسْرَاْفِ وَاَلْتَّبْذِيْرِ، وَاَلْعُرِيِّ وَاَلْتَّصْوُيْرِ، وَاَلْاِخْتِلَاْطِ وَاَلْغِنَاْ، وَبِذَلِكَ يَسْلَمُ لَنَاْ دِيْنُنُاْ بِإِذْنِ اَللهِ تَعَاْلَىْ } وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ، وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ { .
بَاْرَكَ اَللهُ لِيْ وَلَكُمْ بِاَلْقُرَّآنِ اَلْعَظِيْمِ ، وَنَفَعَنِيْ وَإِيَّاْكُمْ بِمَاْ فِيْهِ مِنَ اَلآيَاْتِ وَاَلْذِّكْرِ اَلْحَكِيْمِ ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَأَنَّهُ هُوَ اَلْغَفُورُ اَلْرَّحِيمِ .
اَلْخُطْبَةُ اَلْثَّاْنِيَةُ
اَلْحَمْدُ لِلهِ عَلَىْ إِحْسَاْنَهُ، وَاَلْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَاَمْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ وَحْدَهُ لَاْشَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ اَلْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ :
إِنَّ فِيْ حُضُوْرِ اَلْنِّسَاْءِ لِوَلَاْئِمِ اَلْزَّوَاْجِ، عَلَىْ اَلْوَجْهِ اَلَّذِيْ يَفْرِضُهُ اَلْوَاْقِعُ اَلْيَوْمَ، لَشَرَّاً كَثِيْرَاً، وَمَفَاْسِدَ لَاْ تُحْصَىْ، حَتَّىْ عَلَىْ نِسَاْءِ اَلْمَدْعُوِّيْنَ وَأَوْلِيَاْهِنَّ، فَإِنْفَاْقُ اَلْأَمْوَاْلِ اَلْطَّاْئِلَةِ، مِنْ أَجْلِ أَنْ تَتَمَيَّزَ اَلْمَرْأَةُ بِفُسْتَاْنِهَاْ وَقَصَّتِهَاْ وَجَوَّاْلِهَاْ وَرَاْئِحَتِهَاْ وَشَنْطَتِهَاْ بَيْنَ اَلْمَدْعُوَّاْتِ أَمْثَاْلِهَاْ ، لَاْ يُنْكِرُهُ إِلَّاْ مُكَاْبِرٌ جَاْهِلٌ .
إِذَاْ كَاْنَتِ اَلْمَرْأَةُ -قَبْلَ خُرُوْجِهَاْ لِلْزَّوَاْجِ- تَفْعَلُ مَاْ بِاِسْتِطَاْعَتِهَاْ لِتَتَمَيَّزْ عَنْ أُخْتِهَاْ شَقِيْقَتِهَاْ، وَعَنْ أُمِّهَاْ اَلَّتِيْ أَنْجَبَتْهَاْ ، فَكَيْفَ بِهَاْ مَعَ غَيْرِهَنَّ؟
وَلِذَلِكَ لَاْ تَسْأَلْ عَنِ اَلْأَمْوَاْلِ اَلْطَّاْئِلَةِ، وَاَلْجُهُوْدِ اَلْمُضْنِيَةِ ، وَاَلْأَفْكَاْرِ اَلْشَّيْطَاْنَيَّةِ اَلَّتِيْ تُبْذَلُ مِنْ أَجْلِ تَحْقِيْقِ ذَلِكَ، وَاَللهِ - أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - يُحَدِّثَنِيْ مَنْ أَثِقُ بِهِ ، أَنَّ أَحَدَهُمْ تَسَلَّفَ أَكْثَرَ مِنْ عَشَرَةِ آلَاْفِ رَيَاْلٍ، مِنْ أَجْلِ أَنْ يُحَقِّقَ لِنِسَاْئِهِ هَذِهِ اَلْرَّغْبَةِ اَلْدَّخِيْلَةِ ، اَلَّتِيْ لَاْ تُرْضِيْ إِلَّاْ شَيَاْطِيْنَ اَلْجِنِّ وَاَلْإِنْسِ.
فَدَعْوَةُ اَلْعَاْئِلَةِ اَلْكَرِيْمَةِ لِلْوَلِيْمَةِ فِيْ هَذَاْ اَلْزَّمَاْنِ، يَحْتَاْجُ إِلَىْ إِعَاْدَةِ نَظَرٍ -أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ- وَاَقْتِصَاْرُ حُضُوْرِ اَلْرِّجَاْلِ لِوَلَاْئِمِ اَلْزَّوَاْجِ ، فِيْهِ دَرْءٌ لِمَفَاْسِدَ خَطِيْرَةٍ، وَجَلْبٌ لِمَصَاْلِحَ كَثِيْرَةٍ، وَ )) عِنْدَ اَللهِ خَزَاْئِنُ اَلْخَيْرِ وَاَلْشَّرِّ ، مَفَاْتِيْحُهَاْ اَلْرِّجَاْلُ ، فَطُوْبَىْ لِمَنْ جَعَلَهُ اَللهُ مِفْتَاْحَاً لِلْخَيْرِ مِغْلَاْقَاً لِلْشَّرِّ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَهُ اَللهُ مِفْتَاْحَاً لِلْشَّرِّ مِغْلَاْقَاً لِلْخَيْرِ )) كَمَاْ قَاْلَ اَلْنَّبِيُّ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْحَسَنِ . فَلْنَتَّقِ اَللهَ - أَحِبَتِيْ فِيْ اَللهِ - وَلْنَتَعَاْوُنْ عَلَىْ اَلْبِرِ وَاَلْتَّقْوَىْ ، يَقُوْلُ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ: } وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ، وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ، وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ { .
أَلَاْ وَصَلُّوْا عَلَىْ اَلْبَشِيْرِ اَلْنَّذِيْرِ ، وَاَلْسِّرَاْجِ اَلْمُنِيْرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اَلْلَّطِيْفُ اَلْخَبِيْرُ ، فَقَاْلَ جَلَّ مِنْ قَاْئِلٍ عَلِيْمَاً : } إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا { وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، يَقُوْلُ e : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )) ، فَاَلْلَّهُمَّ صَلِ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَاْرَكْ عَلَىْ نَبِيِّنَاْ مُحَمَّدٍ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، وَاَرْضِ اَلْلَّهُمَّ عَنِ اَلْتَّاْبِعِيْنَ وَتَاْبِعِيْ اَلْتَّاْبِعِيْنَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَاْنٍ إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ ، وَعَنَّاْ مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَجُوْدِكَ وَرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْن . اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ نَصْرَ اَلْإِسْلَاْمِ وَعِزَّ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، اَلْلَّهُمَّ أَعِزَّ اَلْإِسْلَاْمَ وَاَنْصُرَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، وَاَحْمِيْ حَوْزَةَ اَلْدِّيْنَ ، وَاَجْعَلْ بَلَدَنَاْ آمِنَاً مُطْمَئِنَاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ . اَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى ، وَالْتُّقَىْ ، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى ، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا سُعَدَاءَ ، وَتُوَفَّنَا شُهَدَاء ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ الْأَتْقِيَاءِ يَاْرَبَّ الْعَالَمَيْن . } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَاْدَ اَللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|