فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ
الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين أمرنا بإتباع كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه وتعالى: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسماءه وصفاته وسبحان الله عما يشركون، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الصادق المأمون صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين قضوا بالحق وبه يعدلون وسلم تسليما كثيرا، أما بعد
أيُّها الناس، اتقوا الله سبحانه وتعالى، تمسكوا بدينكم وسيروا على منهاج ربكم لأجل أن تصلوا إليه وإلى جنته جنات النعيم وذلك بإتباع كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإذا أشكل عليكم شيء من أمور عباداتكم أو معاملاتكم أو سائر أمور دينكم فردوه إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وستجدون فيهما البيان الشافي قال تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)، فمن كان يحسن الرد إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهم الراسخون في العلم فإن عليه أن يأخذ الحكم من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وإن كان عاميا ليس عنده علم فعليه أن يسأل أهل العلم من يثق بدينه وعلمه قال تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) هكذا أمرنا ربنا سبحانه وتعالى علماء وأعوام، أمرنا سبحانه بإتباع كتابه وسنة رسوله وأخذ الهدى منهما لا من الأهواء والرغبات ولا من أقول الناس والاختلافات فهذا ضمان للحق والصواب.
فالله جل وعلا أنعم علينا بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبجود العلماء الراسخين في العلم في كل زمان ومكان فعلينا أن نرجع إليهم في مشكلاتنا ومهماتنا، فما كان من الأمور يتعلق بالعامة فإنه يرجع فيه إلى جهات الفتوى المعتمدة من دور الإفتاء والمجامع الفقهية ولا يتدخلون فيه في مجالسهم قال الله جل وعلا: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)، وأما إن كانت المسألة تتعلق بالأفراد فإنها ترد إلى أهل العلم فيرجع العامي إلى من يثق بعمله ويثق بدينه فيسأله عما أشكل عليه ولا يذهب إلى غيره ويكثر من الأسئلة لئلا يتحير؛ بل عليه أن يسأل من يثق بعلمه ودينه ويمشي على ما وجهه إليه.
وليعلم كل من يفتي فإنه مسئول أمام الله عز وجل عما يقول، فإن الذي يفتي يخبر عن حكم الله سبحانه وتعالى فلابد أن يكون عنده علم ونية صالحة ولا يتخرص في ذلك أو يأتي بشيء من عنده واستحسانه فإن هذا من القول على الله بغير علم، والقول على الله يغير علم أشد من الشرك قال سبحانه وتعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) فجعل القول على الله بغير علم فوق الشرك، والشرك إنما هو قول على الله بغير علم.
فعلى المسلم أن يعرف هذا قال سبحانه وتعالى: (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ* مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
فالفتوى أمرها خطير ولهذا كان السلف يقولون: أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار، وكانوا يتدافعون الفتوى مع غزارة علمهم يتدافعون الفتوى كل يحولها إلى الأخر لعلمهم بخطرها.
والآن كثير من المتعالمين أو من المبتدئين في طلب العلم يتبادلون إلى الفتوى ويتسابقون إليها دون خوف من الله سبحانه وتعالى، وهذا من التدخل فيما لا يعنيهم: "فمِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ" كما في الحديث، فالخطر في هذا شديد والخطب في هذا جسيم، هذه أمور الدين أمور الحلال والحرام فليتحفظ فيها غاية التحفظ، والمستفتي إنما يكون في ذمة المفتي يتحمله المفتي، فعلى المفتي أن يتأهب لذلك ولا يظن أنها مسألة تذهب وتنتهي بل هو مسئول عنها أمام الله سبحانه وتعالى لأنك تقول هذا حلال وهذا حرام، والقول بالتحليل والتحريم حق لله سبحانه وتعالى، فإن كان عندك بيان من الله ودليل من كتابه وسنة رسوله واحتاج الأمر أو اضطر الأمر إلى الفتوى فإنك تقول ما يحضرك وما تعلمه ولا حرج عليك ولا غضاضة عليك أن تقول لا أعلم إذا سألك سائل وأنت لا تدري عن الجواب لا غضاضة عليك ولا نقص في حقك إذا قلت لا أعلم، فهذا من الفضائل إذا قلت لا أعلم هذا من الفضائل.
وأيضا إذا لم يحضرك الجواب فبالإمكان أن تؤجل الجواب وتراجع أهل العلم وتراجع مصادر العلم ثم بعد ذلك تفتي بما يظهر لك فهذا هو طريق النجاة للمفتي وللمستفتي.
وكان السلف رحمهم الله كما ذكرنا يتدافعون الفتوى مع غزارة علمهم لكن كل يريد أن لا يتحملها وأن يحيلها إلى غيره وأن يحيلها إلا من هو أفضل منه، ثم هذا من الآداب أنك لا تفتي وفي من هو أعلم منك هذا من الآداب أن لا تفتي وهناك من هو أعلم منك والله جل وعلا يقول: (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ).
فالواجب التنبه لهذه الأمور لأننا في زمان كما تعلمون كثرة الأقوال والفتاوى وكثر المفتون فأصبح الناس في حيرة واضطراب بهذا الأمر فلا يقول كذا وفلان يقول كذا فهذا نتيجة للتسرع إلى الفتوى نتيجة إلى الدخول فيما لا يعينه الأمر يحصل هذا ثم أيضا نسمع من يقول صلاة الجماعة فيها خلاف، حجاب المرأة فيها خلاف كل مسألة يقولون فيها خلاف نعم فيها خلاف ولكن خلاف نرجع إلى الدليل: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ)، فمن كان على الدليل أخذنا بقوله، ومن كان مخالفا للدليل تركنا قوله، لأن الحكم لله سبحانه وتعالى، هو الذي يحكم بين عباده في الدنيا والآخرة.
فعلينا أن تصور هذا وأن نعرف هذا وأن لا نخاطر بأمور ديننا وأمور معاملاتنا فنعرضها على من هب ودب.
فالفتوى كما ذكرنا على نوعين:
تكون عامة للناس يحتاجه المجتمع فهذه ترجع إلى الجهات التي أسندت إليها الفتوى وإلى المجامع الفقهية لتدارسها وإصدار الحكم فيها.
وأما المسائل الفردية فهذه يرجع إلى من يجده المستفتي علما وعملا وتقوى لله ويسأله عما أشكل عليه، وعلى هؤلاء الذين تساهلوا في الفتوى وخاضوا فيها بغير علم بناءا على مطالعاتهم أو على ما يرونه في وسائل التواصل الانترنت أو من المواقع فيقولون المسألة الفلانية حكمها كذا وكذا بناءا على ما رأوا وسمعوا من غير انضباط ومن غير مصدر غير موثوق والأمر أمر دين، كيف نفرط في ديننا؟
أنت حينما تريد أن تقدم على معاملة أو على زواج أو على أمر هام يختص بك، هل تستشير كل أحد أو تستشير أهل الرأي والإدراك؟
لابد أنك تستشير من عنده خبرة وعنده إدراك في الأمور لأجل أن ينضبط أمرك، تكن على بصيرة وعلى بينة ولا تسأل من هب ودب، فأمور الدين أولا أن يحتاط لها وأن يرجع إلى أهل العلم وأهل البصيرة.
الله جل وعلا ما ترك لنا حجة ولا تركنا هملا؛ بل أرسل لنا رسولا وأنزل علينا كتابا، وأمر العلماء أن يبينون للناس ولا يكتمونه: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ)، (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ* إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
فالأمر خطير يا عباد الله، والأوضاع كما ترون فوضى في أمور الدين والفتوى، فمن الذين يفتون من يتتبع الرخص التي قالها العلماء، رخص من أقوال العلماء ويأخذ من يوافق هواه أو هوى المستفتي فهذا حرام، هذا من اتباع الهوى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ اللَّهِ). فعليك أو يتلمس ما يرضي الناس ويرضي المستفتي لئلا يقول الناس أنه متشدد أنه متحجر أنه ... أنه، فعليه أن يذكر ما بينه وبين الله ولا ينظر إلى ما يقوله الناس، عليه أن يبرأ ذمته وأن يتقي الله في نفسه وفي من يستفتيه وفي مجتمعه هكذا كان السلف الصالح رحمهم الله، فلنسر على طريقتهم حتى نحوذ حذوهم ونلحق بهم إن شاء الله تعالى، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمْ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ* مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)، بارك الله ولكم في القرآن العظيم ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا، أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أننا في زمان قل فيه العلماء وكثر فيه الدخلاء على العمل، وكثر فيه المتعالمون، كثر فيه من يتسابقون إلى الفتوى من غير خوف من الله سبحانه وتعالى، كثر المتساهلون في دينهم فعلينا أن نمسك بديننا ولا نضعه في مواضع الخطر؛ بل نتمسك به ولا نضعه في مواضع الخطر، لا نقول هذا في ذمة فلان وهذا في ذمة هو في ذمتك أنت ما هو في ذمة فلان، نعم فلان يأثم إذا أفتى بغير علم يأثم؛ ولكن أنت المسئول الأول عن نفسك.
فاتقوا الله عباد الله، في هذا الأمر الخطير لدينكم ودنياكم يقولون صلاة الجماعة فيها خلاف صلوا في بيوتكم هل هذا يبرأ ذمتك، صلاة الجماعة وإن كان فيها خلاف العبرة بالدليل، والدليل مع من يرى وجوب صلاة الجماعة في المساجد قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هذه الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بها فإنِهِنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّى هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ" يا أخي كيف تترك سنة نبيك وتأخذ بقول فلان، تترك قول الرسول وتأخذ بقول فلان تقول المسألة فيها خلاف "وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلاَّ مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ" رواه مسلم وغيره.
فعلينا أن ننظر في ما يُبرأ ذمتنا عند الله سبحانه وتعالى لأننا موقوفون بين يديه ومجزيون بأعمالنا، والدنيا زائلة ولا يبقى منها إلى العمل سيئا كان أو صلاحا.
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإنَّ يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.
ثم اعلموا أن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه وملائكته قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين، اللَّهُمَّ أحفظ علينا أمننا وإيماننا واستقرارنا في أوطاننا وأصلح سلطاننا وأصلح ولاة أمورنا، اللَّهُمَّ أمنا في دورنا وأصلح ولاة أمورنا وأصلح ولاة أمور المسلمين في كل مكان وأخرجهم من هذا الضيق والشدة بفرج عاجل قريب، ثم نحمدك اللَّهُمَّ على ما أنزلته علينا من الغيث المبارك، ونسألك أن تجعله مباركا وان تنزل معه البركة والخير يا رب العالمين، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فذكروا الله يذكركم، واشكُروه على نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون.
خطبة الجمعة 19-01-1435هـ
المصدر
http://alfawzan.af.org.sa/node/15047 |