اَلْظَّنُّ بِاَللهِ U إِنَّ الْحَمْدَ
لِلَّهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ
شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ ،
فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا
عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ . } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ
مُسْلِمُونَ {
، } يَا
أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ
وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً
وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ
عَلَيْكُمْ رَقِيبًا {
، } يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ،
يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا {. أَمَّاْ بَعْدُ ؛ فَإِنَّ خَيْرَ اَلْكَلَاْمِ كَلَاْمُ اَللهِ،
وَخَيْرَ اَلْهَدِيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ e، وَشَرَّ اَلْأُمُوْرِ مُحْدَثَاْتُهَاْ، وَكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٍ
، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَاْلَةٍ ، وَكُلُّ ضَلَاْلَةٍ فِيْ اَلْنَّاْرِ . أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ : مِنْ اَلْقَصَصِ اَلْعَجِيْبَةِ
اَلْمُفِيْدَةِ ، اَلَّتِيْ ذَكَرَ اَللهُ U فِيْ كِتَاْبِهِ لِلْمَوْعِظَةِ وَاَلْعِبْرَةِ ، قِصَّةُ اَلْرَّجُلِ
اَلَّذِيْ مَرَّ عَلَىْ اَلْقَرْيَةِ ، يَقُوْلُ U فِيْ سُوْرَةِ اَلْبَقَرَةِ : } أَوْ
كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا { ، رَجُلٌ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ
ـ يَمْشِيْ فِيْ طَرِيْقٍ لَهُ ، فَمَرَّ عَلَىْ هَذِهِ اَلْقَرْيَةِ ، اَلَّتِيْ
وَصَفَهَاْ اَللهُ U بِأَنَّهَاْ : } خَاوِيَةٌ
عَلَى عُرُوشِهَا {
، أَيْ : قَدْ بَاْدَ أَهْلُهَاْ ، وَفَنِيَ سُكَّاْنُهَاْ ، وَسَقَطَتْ جُدْرَاْنُهَاْ
، وَصَاْرَتْ خَرَاْبَاً مُوْحِشَةً لَاْ حَيَاْةَ فِيْهَاْ . فَاَلْرَّجُلُ وَقَفَ مُتَعَجِّبَاً
وَ } قَالَ أَنَّى يُحْيِي
هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا { أَيْ كَيْفَ تَعُوْدُ كَمَاْ كَاْنَتْ
، } فَأَمَاتَهُ اللَّهُ
مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ
بَعْضَ يَوْمٍ { ، قَبَضَ اَللهُ U
رُوْحَهُ فَمَاْتَ، وَبَقِيَ مَيِّتَاً مِائَةَ سَنَةٍ كَاْمِلَةٍ ثُمَّ بَعَثَهُ،
أَيْ أَعَاْدَهُ كَمَاْ كَاْنَ ، وَسَأَلَهُ U } كَمْ لَبِثْتَ {، كَمْ مَضَىْ عَلَيْكَ بَعْدَ سُؤَاْلِكَ ؟ فَاَسْتَقَلَّ
اَلْرَّجُلُ اَلْمُدَّةَ ، لِكَوْنِهِ عَلَىْ عَهْدِهِ بِنَفْسِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ،
} قَالَ
لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ { ، تَوَقَّعَ أَنَّهُ لَمْ يَتَجَاْوَزْ اَلْيَوْمَ
: } قَالَ بَلْ لَبِثْتَ
مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ {، لَيْسَتْ يَوْمَاً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ، إِنَّمَاْ هِيَ مَاْئِةُ
سَنَةٍ ، وَأَمَرَهُ U أَنْ يَنْظُرَ إِلَىْ اَلْطَّعَاْمِ وَاَلْشَّرَاْبِ
اَلْلَّذَيْنِ كَاْنَاْ مَعَهُ ، لَمْ يَتَغَيَّرَاْ، إِنَّمَاْ بَقِيَاْ عَلَىْ
حَاْلِهِمَاْ ، لَمْ تُؤَثِّرْ فِيْهِمَاْ عَشَرَاْتُ اَلْسِّنِيْن، عِلْمَاً
بِأَنَّ اَلْطَّعَاْمَ وَاَلْشَّرَاْبَ مِنْ أَسْرَعِ اَلْأَشْيَاْءِ فَسَاْدَاً ،
يَقُوْلُ اِبْنُ كَثِيْرٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ : كَانَ مَعَهُ فِيمَا ذُكِرَ عِنَبٌ
وَتِينٌ وَعَصِيرٌ، فَوَجَدَهُ كَمَا فَقَدَهُ ، لَمْ يَتَغَيَّرْ مِنْهُ شَيْءٌ ،
لَا الْعَصِيرُ اسْتَحَالَ، وَلَا التِّينُ حَمِضَ وَلَا أَنْتَنَ، وَلَا
الْعِنَبُ تَعَفَّنَ. } فَانْظُرْ إِلَى
طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ { لَمْ يَتَغَيَّرْ، } وَانْظُرْ
إِلَى حِمَارِكَ { كَيْفَ يُحْيِيهِ اللَّهُ U وَقَدْ تَمَزَّقَ لَحْمُهُ وَجِلْدُهُ وَاَنْتَثَرَتْ
عِظَاْمُهُ، وَتَفَرَّقَتْ أَوْصَاْلُهُ، } وَانْظُرْ
إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ
كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا {، يَقُوْلُ اِبْنُ كَثِيْرٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ: قَالَ السُّدِّيُّ
وَغَيْرُهُ : تَفَرَّقَتْ عِظَامُ حِمَارِهِ حَوْلَهُ يَمِينًا وَيَسَارًا ،
فَنَظَرَ إِلَيْهَا وَهِيَ تَلُوحُ مِنْ بَيَاضِهَا، فَبَعَثَ اللَّهُ رِيحًا
فَجَمَعَتْهَا مِنْ كُلِّ مَوْضِعٍ مِنْ تِلْكَ الْمَحِلَّةِ ، ثُمَّ رَكِبَ كُلُّ
عَظْمٍ فِي مَوْضِعِهِ، حَتَّى صَارَ حِمَارًا قَائِمًا مِنْ عِظَامٍ لَا لَحْمَ
عَلَيْهَا ، ثُمَّ كَسَاهَا اللَّهُ لَحْمًا وَعَصَبًا وَعُرُوقًا وَجِلْدًا ،
وَبَعَثَ اللَّهُ مَلَكًا فَنَفَخَ فِي مَنْخَرَيِ الْحِمَارِ فَنَهَقَ . قَاْمَ اَلْحِمَاْرُ
كَمَاْ كَاْنَ قَبْلَ مَاْئَةَ سَنَّةٍ ، وذلك كُلُّهُ بِإِذْنِ اللَّهِ U
، وَكُلُّهُ بِمَرْأَى مِنَ اَلْرَّجُلِ، } قَالَ
أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ { . أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ : نَسْتَفِيْدُ مِنْ
هَذِهِ اَلْقِصَّةِ أَهَمِّيَةُ مُرَاْجَعَةِ اَلْمُسْلِمِ لِظَنَّهِ بِاَللهِ U
، فَقَدْ يَكُوْنُ ـ وَاَلْعَيَاْذُ بِاَللهِ ـ ظَنَّاً لَاْ يَلِيْقُ بِهِ
سُبْحَاْنَهُ ، كَظَنِّ اَلَّذِيْنَ ذَكَرَ اَللهُ U بِقَوْلِهِ: } يَظُنُّونَ بِاللَّهِ
غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ {، وَظَنُّ اَلْجَاْهِلِيَّةِ، هُوَ اَلْظَّنُّ اَلَّذِيْ يَقَعُ فِيْهِ
اَلْمُنَاْفِقُوْنَ ، وَيَجِبُ عَلَىْ مَنْ أَرَاْدَ اَلْفَوْزَ بِاَلْجَنَّةِ ،
وَاَلْسَّلَاْمَةَ مِنْ اَلْنَّاْرِ أَنْ يَحْذَرَهُ ، يقول U:
} وَيُعَذِّبَ
الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ ، وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ ، الظَّانِّينَ
بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ، عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ ، وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا { ، يَقُوْلُ اِبْنُ سِعْدِيٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ: وَظَنُّوْا
بِاَللهِ اَلْظَّنَّ اَلْسَّوْء ، أَنَّهُ لَاْ يَنْصِرُ دِيْنَهُ ، وَلَاْ يُعْلِيْ
كَلِمَتَهُ ، وَأَنَّ أَهْلَ اَلْبَاْطِلِ ، سَتَكُوْنُ لَهُمْ اَلْدَّاْئِرَةُ عَلَىْ
أَهْلِ اَلْحَقِّ . كَثِيْرٌ هُمْ -
أَيَّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - اَلَّذِيْنَ يَظُنُّوْنَ غَيْرَ اَلْحَقِّ ظَنَّ
اَلْسَّوْءِ ، فَكَمْ مِنْ مَرِيْضٍ يَظِنُّ أَنْ لَاْ يُشْفَىْ، وَكَمْ مِنْ
فَقِيْرٍ يَظِنُّ أَنْ لَاْ يَغْتَنِيْ، وَمَكْرُوْبٍ أَنْ لَاْ يُنَفَّسَ
كَرْبَهُ ، وَمَهْمُوْمٍ لَاْ يُزَاْلَ هَمَّهُ، وَمَغْمُوْمٍ لَاْ يُكْشَفَ
غَمَّهُ . كَمْ مِنْ صَحِيْحٍ يَعْتَقِدُ أَنْ لَاْ يَفْقِدَ صِحَّتَهُ، وَذِيْ
ثَرْوَةٍ يَجْزِمُ بِبَقَاْءِ وَدَوَاْمِ ثَرْوَتِهِ ، وَحَيٍّ يَسْتَبْعِدُ
قُدْرَةَ اَللهِ عَلَىْ قَبْضِ رُوْحِهِ ، وَاَنْتِهَاْءِ حَيَاْتِهِ . كَمْ ـ
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ مَنْ يَرَىْ بِأَنَّهُ فِيْ وَضْعٍ لَاْ يَسْتَحِقُّهُ ،
وَفِيْ حَاْلٍ يَرَىْ أَنَّهَاْ لَاْ تَلِيْقُ بِهِ . يَقُوْلُ اِبْنُ اَلْقَيِّمِ
ـ رَحِمَهُ اَللهُ ـ : وَأَكْثَرُ اَلْنَّاْسِ ، يَظُنُّوْنَ بِاَللهِ ظَنَّ اَلْسَّوْءِ
فِيْمَاْ يَخْتَصُّ بِهِمْ ، وَفِيْ مَاْ يَفْعَلُهُ بِغَيْرِهِمْ ، وَلَاْ يَسْلَمُ
مِنْ ذَلِكَ إِلَّاْ مَنْ عَرَفَ اَللهَ وَأَسْمَاْءَهُ وَصِفَاْتَهُ، وَعَرَفَ مُوْجِبَ
حِكْمَتِهِ وَحَمْدِهِ . فَمَنْ قَنَطَ مِنْ رَحْمَتِهِ , وَأَيِّسَ مِنْ رَوْحِهِ
, فَقَدْ ظَنَّ بِهِ ظَنَّ اَلْسَّوْءِ . أَسْأَلُ اَللهَ U
حُسْنَ اَلْظَّنَّ بِهِ ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ،
وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكَمَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمِ . الخطبة الثانية الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ
تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ،
وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ
عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً . أَيُّهَا الإِخْوَةُ : وَلِأَهَمِّيَّةِ اَلْظَّنِّ بِاَللهِ أَمَرَ اَللهُ U، أَنْ لَاْ يَكُوْنُ ظَنَّ عِبَاْدِهُ بِهِ إِلَّاْ حَسَنَاً ، فَفِيْ
اَلْحَدِيْثِ اَلْقُدْسِيِّ، قَاْلَ تَعَاْلَىْ: (( أَنَاْ عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّ عَبْدِيْ بِيْ ، فَلَاْ يَظُنُّ
بِيْ إِلاَّ خَيْرًا ))، فَيَجِبُ عَلَىْ اَلْمُسْلِمِ ، دَاْئِمَاً وَأَبَدَاً
أَنْ يُحْسِنَ ظَنَّهُ بِاَللهِ U ، فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، يَقُوْلُ e:
(( لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إلَّا
وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاَللَّهِ تَعَالَى )) ، وَيَقُوْلُ عَبْدُ
اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : وَالَّذِي لاَ إِلهَ غَيْرُهُ لاَ
يُحْسِنُ عَبْدٌ باللهِ الظَّنَّ إِلاَّ أَعْطَاهُ ظَنّهُ ، وَذَلِكَ بِأَنَّ
الْخَيْرَ في يَدِهِ. فَاَللهَ اَللهَ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ أَحْسِنُوْا
ظَنَّكُمْ بِرَبِّكُمْ ، تَفُوْزُوْا بِسَعَاْدَةِ اَلْدُّنْيَاْ وَاَلْآخِرَةِ ،
يَقُوْلُ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلَّذِيْ رَوَاْهُ اَلْبَيْهَقِيُّ : (( أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ
إِلَى النَّارِ ، فَلَمَّا وَقَفَ عَلَى شَفَتِهَا الْتَفَتَ فَقَالَ : أَمَا
وَاللَّهِ يَا رَبِّ إِنْ كَانَ ظَنِّي بِكَ لَحَسَنٌ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : رُدُّوهُ ، فَأَنَا عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، فَأُدْخِلَ
الْجَنَّةَ )) . أَلَاْ وَصَلُّوْا عَلَىْ اَلْبَشِيْرِ اَلْنَّذِيْرِ،
وَاَلْسِّرَاْجِ اَلْمُنِيْرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اَلْلَّطِيْفُ
اَلْخَبِيْرُ ، فَقَاْلَ جَلَّ مِنْ قَاْئِلٍ عَلِيْمَاً: } إِنَّ اللَّهَ
وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا { وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، يَقُوْلُ e:
(( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً
وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ))، فَاَلْلَّهُمَّ
صَلِيْ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَاْرَكْ عَلَىْ نَبِيِّنَاْ مُحَمَّدٍ، وَعَلَىْ آلِهِ
وَأَصْحَاْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، وَاَرْضِ اَلْلَّهُمَّ عَنِ اَلْتَّاْبِعِيْنَ
وَتَاْبِعِيْ اَلْتَّاْبِعِيْنَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَاْنٍ إِلَىْ يَوْمِ
اَلْدِّيْنِ ، وَعَنَّاْ مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَجُوْدِكَ وَرَحْمَتِكَ
يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْن . اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ نَصْرَ
اَلْإِسْلَاْمِ وَعِزَّ اَلْمُسْلِمِيْنَ، اَلْلَّهُمَّ أَعِزَّ اَلْإِسْلَاْمَ
وَاَنْصُرَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، وَاَحْمِيْ حَوْزَةَ اَلْدِّيْنَ ، وَاَجْعَلْ
بَلَدَنَاْ آمِنَاً مُطْمَئِنَاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ. اَلْلَّهُمَّ
اَحْفَظْ لَنَاْ أَمْنَنَاْ ، وَوُلَاْةَ أَمْرِنَاْ ، وَعُلَمَاْءَنَاْ
وَدُعَاْتَنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ جَنِّبْنَاْ اَلْفِتَنَ، مَاْ ظَهَرَ مِنْهَاْ
وَمَاْ بَطَنَ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ . اَلْلَّهُمَّ مَنْ أَرَاْدَنَاْ أَوْ أَرَاْدَ بِلَاْدَنَاْ
أَوْ شَبَاْبَنَاْ أَوْ نِسَاْءَنَاْ بِسُوْءٍ ، اَلْلَّهُمَّ فَأَشْغِلْهُ
بِنَفْسِهِ ، وَاَجْعَلْ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ ، وَاَجْعَلْ تَدْبِيْرَهُ
سَبَبَاً لِتَدْمِيْرِهِ يَاْقَوُيَّ يَاْ عَزِيْز . اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ وَأَنْتَ فِيْ عَلْيَاْئِكَ، وَأَنْتَ
اَلْغَنِيُّ وَنَحْنُ اَلْفُقَرَاْءُ إِلَيْكَ، أَنْ تُغِيْثَ قُلُوْبَنَاْ بِاَلْإِيْمَاْنِ،
وَبِلَاْدَنَاْ بِاَلْأَمْطَاْرِ ، اَلْلَّهُمَّ أَغِثْنَاْ، اَلْلَّهُمَّ أَغِثْنَاْ
، اَلْلَّهُمَّ أَغِثْنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ أَسْقِنَاْ اَلْغَيْثَ وَلَاْ تَجْعَلْنَاْ
مِنْ اَلْقَاْنِطِيْنَ، اَلْلَّهُمَّ اَسْقِنَاْ غَيْثَاً مُغِيْثَاً هَنِيْئَاً مَرِيْعَاً
سَحَّاً غَدَقَاً مُجَلِّلَاً نَاْفِعَاً غَيْرَ ضَاْرٍ ، عَاْجِلَاً غَيْرَ آجِلٍ،
غَيْثَاً تُغِيْثُ بِهِ اَلْبِلَاْدَ وَاَلْعِبَاْدَ ، اَلْلَّهُمَّ اَسْقِ بِلَاْدَكَ
وَعِبَاْدَكَ وَبَهَاْئِمَكَ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ . } رَبَّنَا آتِنَا فِي
الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { عِبَاْدَ اَللهِ : } إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ، وَيَنْهَى عَنِ
الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { . فَاذْكُرُوا
اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ
وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون . وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |