أُمُّ زَرْعٍ وَأَبُوْ زَرْعٍ
اَلْحَمْدُ لِلهِ اَلَّذِيْ } أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى { ، } لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ، وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى { أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ سُبْحَاْنَهُ، } لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى {، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، وَصَفِيُهُ وَخَلِيْلُهُ ، وَخِيْرُتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ } وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ، قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا { صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَاْدَ اَللهِ :
تَقْوَىْ اَللهِ U وَصِيَّتُهُ سُبْحَاْنَهُ لَكُمْ وَلِمَنْ كَاْنَ قَبْلَكُمْ : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { فَاَتَّقُوْا اَللهَ عِبَاْدَ اَللهِ ، جَعَلَنِيْ اَللهُ وَإِيَّاْكُمْ مِنْ عِبَاْدِهِ اَلْمُتَّقِيْنَ .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ :
ذَكَرَ اَلْنَّسَاْئِيُ ـ رَحِمَهُ اَللهُ ـ أَنَّ أُمَّ اَلْمُؤْمِنِيْنَ ، عَاْئِشَةَ ـ رَضِيَ اَللَّهُ عَنْهَاْ ـ قَاْلَتْ : فَخَرْتُ بِمَاْلِ أَبِيْ فِيْ اَلْجَاْهِلِيَّةِ , وَكَاْنَ قَدْرَ أَلْفِ أَلْفِ أُوقِيَّةٍ ـ أَيْ مِلْيُوْن ـ قَاْلَتْ : فَقَاْلَ لِيْ اَلْنَّبِيُّ e : (( اُسْكُتِيْ يَاْ عَاْئِشَةُ ، فَإِنِّيْ كُنْتُ لَكِ كَأَبِيْ زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ )) ، أَيْ إِنْ كُنْتِ مُفْتَخِرَةً ، فَلَاْ تَفْتَخِرِيْ بِكَثْرَةِ مَاْلِ أَبِيْكِ فِيْ اَلْجَاْهِلِيَّةِ ، إِنَّمَاْ اِفْتَخِرِيْ بِأَنَّنِيْ زَوْجُكِ ، فَإِنِّيْ لَكِ كَأَبِيْ زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ .
وَخَبَرُ أَبِيْ زَرْعٍ وَأُمِّ زَرْعٍ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ جَاْءَ فِيْ حَدِيْثٍ صَحِيْحٍ، رَوَاْهُ اَلْبُخَاْرِيُ رَحِمَهُ اَللهُ ، عَنْ أُمِّ اَلْمُؤْمِنِيْنَ عَاْئِشَةَ ـ رَضِيَ اَللهُ عَنْهَاْ ـ ، قَاْلَتْ : (( جَلَسَ إِحْدَىْ عَشْرَةَ اِمْرَأَةً ، فَتَعَاْهَدْنَ وَتَعَاْقَدْنَ أَنْ لاَ يَكْتُمْنَ مِنْ أَخْبَاْرِ أَزْوَاْجِهِنَّ شَيْئًا ))، أَيْ تَعَهَّدَتْ كُلُّ وَاْحِدَةٍ مِنْهُنَّ، أَنْ تُخْبِرَ مَنْ مَعَهَاْ عَنْ حَاْلِ زَوْجِهَاْ ، قَاْلَ بَعْضُ شُرَّاْحِ اَلْحَدِيْثِ: وَهَذَاْ لَيْسَ مِنَ اَلْغِيْبَةِ ، لِأَنَّ كُلَّ وَاْحِدَةٍ مِنْهُنَّ لَاْ تَعْرِفُ زَوْجَ صَاْحِبَتِهَاْ ، فَلَاْ غِيْبَةَ لِمَجْهُوْلٍ، أَمَّاْ إِذَاْ كَاْنَ اَلْزُّوْجُ مَعْرُوْفَاً ، كَمَاْ تَفْعَلُهُ بَعْضُ اَلْنِّسَاْءِ اَلْيَوْم ، فَهَذَاْ مِنَ اَلْغِيْبَةِ اَلَّتِيْ حَرَّمَ اَللهُ U .
فَاْلْاِحْدَىْ عَشْرَةَ اِمْرَأَةً ، جَلَسْنَ فَ(( قَالَتِ الأُولَى : زَوْجِي لَحْمُ جَمَلٍ غَثٍّ ، عَلَى رَأْسِ جَبَلٍ : لاَ سَهْلٍ فَيُرْتَقَى وَلاَ سَمِينٍ فَيُنْتَقَلُ ))، تَصِفُ زَوْجَهَاْ بِأَنَّهُ مُتَكَبِّرٌ سَيِّءُ اَلْخُلُقِ ، وَتُشَبِّهُهُ بِلَحْمِ جَمَلٍ هَزِيْلٍ ، عَلَىْ رَأْسِ جَبَلٍ وَعْرٍ ، هَزِيْلٌ وَلَاْ يُوْصَلُ إِلَيْهِ إِلَّاْ بِمَشَقَّةٍ وَعُسْرٍ، جَمَعَ حَشَفَاً وَسُوْءَ كَيْلٍ كَمَاْ يَقُوْلُوْنَ .
فَ(( قَاْلَتِ الثَّانِيَةُ : زَوْجِي لاَ أَبُثُّ خَبَرَهُ ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ لاَ أَذَرَهُ ، إِنْ أَذْكُرْهُ أَذْكُرْ عُجَرَهُ وَبُجَرَهُ )) ، أَيْ لَاْ أَسْتَطِيْعُ ذِكْرَهُ بِسُوْءٍ – وَكُلُهُ مَسَاْوِئٍ – فَقَدْ يَصِلُ إِلَيْهِ مَاْ قُلْتُ فَيُطَلِّقُنِيْ ، فَأَضِيِّعُ أَطْفَاْلِيْ ، وَأَخْسَرُ بَيْتِي .
فَ(( قَاْلَتِ اَلْثَّالِثَةُ : زَوْجِيَ اَلْعَشَنَّقُ ، إِنْ أَنْطِقْ أُطَلَّقْ وَإِنْ أَسْكُتْ أُعَلَّقْ )) أَيْ سَفِيْهٌ أَحْمَقٌ ، عَقْلُهُ فِيْ لِسَاْنِهِ ، نَفْسِيَّتُهُ دَاْئِمَاً سَيِّئَة ، وَخَاْصَةً فِيْ بَيْتِهِ ، لَاْ يَرَىْ زَوْجَتَهُ شَيْئَاً ، إِنْ تَكَلَّمَتْ طَلَّقَهَاْ ، وَإِنْ سَكَتَتْ عَلَّقَهَاْ . كَبَعْضِ اَلْنَّاْسِ ، تَجِدَهُ بِاَسْتِرَاْحَتِهِ وَمَعَ زُمَلَاْئِهِ ، تَسْمَعُ ضَحَكَاْتَهُ عَلَىْ مَسَاْفَةٍ بَعِيْدَةٍ ، وَيَفْتَقِدُوْنَهُ لِحُسْنِ مِزَاْحِهِ وَتَنْكِيْتِهِ ، وَلَكِنَّهُ إِذَاْ جَاْءَ إِلَىْ بَيْتِهِ ، فِيْ سَاْعَةٍ مُتَأَخِّرَةٍ مِنَ اَلْلِّيْلِ ، فَإِذَاْ بَنَفْسِهِ ـ كَمَاْ يَقُوْلُوْنَ عَلَىْ رَأْسِ خَشْمِهِ ـ وَاَلْوَيْلُ لِزَوْجَتِهِ إِنْ تَكَلَّمَتْ بِنُصْفِ كَلِمَةٍ ، وَإِذَاْ سَأَلَتْهُ أَوْ طَلَبَتْ مِنْهُ مُحَاْدَثَتَهَاْ وَمُجَاْلَسَتَهَاْ ، خَيَّرَهَاْ أَنْ تَرْضَىْ بِوَضْعِهِ وَإِلَّاْ اَلْبَاْبُ يَاْسَعُ اَلْجَمَل ـ كَمَاْ يَقُوْلُ بَعْضُهُمْ . فَهِيَ تَعِيْشُ فِيْ رُعْبٍ دَاْئِمٍ ، لَأَنَّهُ عَشَنَّقٌ إِنْ تَكَلَّمَتْ طَلَّقَهَاْ ، وِإِنْ سَكَتَتْ عَلَّقَهَاْ .
فَ(( قَاْلَتِ الرَّابِعَةُ : زَوْجِي كَلَيْلِ تِهَامَةَ ، لاَ حَرٌّ وَلاَ قُرٌّ ، وَلاَ مَخَافَةَ وَلاَ سَآمَةَ )) تَصِفُهُ بِأَنَّهُ مُعْتَدِلٌ فِيْ أَخْلَاْقِهِ ، مُتَوَسِّطٌ فِيْ رِضَاْهُ وَسَخَطِهِ ، كَلَيْلِ تِهَاْمَةَ بِاِعْتِدَاْلِ جَوِّهِ ، لَاْ تَجِدُ فَيْهِ حَرَّاً وَلَاْ بَرْدَاً ، وَلَاْ تَخَاْفُهُ وَلَاْ تَسْأَمُهُ . وَهَذِهِ اَلْصِّفَةُ ، يَنْبَغِيْ أَنْ تُوْجَدَ فِيْ اَلْرَّجُلِ مَعَ زَوْجَتِهِ ، اَلْاِعْتِدَاْلُ مَطْلُوْبٌ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ فَلَاْ تَكُوْنُ بَلِيْدَاً بَاْرِدَاً مُهْمِلَاً ، وَلَاْ تَكُوْنُ كَاَلْعَشَنَّقِ ، حَاْرَاً قَاْبِلَاً لِلْإِنْفِجَاْرِ. وَكَذَلِكَ اَلْمَرْأَةِ ، يَنْبَغِيْ أَنْ تَكُوْنَ عَاْقِلَةٌ فِيْ نَقْلِ أَخْبَاْرِ زَوْجِهَاْ ، فَلَاْ تَفْعَلْ كَمَاْ يَفْعَلُهُ بَعْضُ اَلْنِّسَاْءِ ، لَاْ تَكُوْنَ صَفْحَةٌ مَكْشُوْفَةٌ فِيْ مَجَاْلِسِهَاْ ، زَوْجِيْ سَاْفَرَ بِيْ ، زَوْجِيْ اَشْتَرَىْ لِيْ ، زَوْجِيْ قَاْلَ لِيْ ، زَوْجِيْ فَعَلَ بِيْ ، تَقُوْلُ ذَلِكَ بَيْنَ اَلْنِّسَاْءِ ، وَقَدْ يَكُوْنُ مِنْ بَيْنِهِنَّ كَزَوْجَةِ اَلْعَشَنَّقِ ، فَتَحْسِدَهَاْ أَوْ تَحْقِدَ عَلَيْهَاْ أَوْ تَسْحَرَهَاْ أَوْ تُصِيْبَهَاْ بِعَيْنٍ ، فَمُثْلُ هَذَاْ اَلْكَلَاْمِ لَاْ يَصْلُحُ فِيْ اَلْمَجَاْلِسِ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ . اَلْمَرْأَةُ عَلَيْهَاْ أَنْ تُنْصِفَ زَوْجَهَاْ، وَأَنْ تَذْكُرَ مَحَاْسِنَهُ إِنْ وُجِدَتْ ، لَكِنَّ بِدُوْنِ مُبَاْلَغَةٍ وَلَاْ غُلُوٍ ، وَعَلَيْهَاْ أَنْ تَحْسِبَ حِسَاْبَ اَلْحَاْسِدِيْنَ وَاَلْحَاْقِدِيْنَ .
فَ (( قَاْلَتِ الخَامِسَةُ : زَوْجِي إِنْ دَخَلَ فَهِدَ ، وَإِنْ خَرَجَ أَسِدَ ، وَلاَ يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ )) ، تَصِفُهُ بِاَلْشَّجَاْعَةِ وَاَلْكَرَمِ ، وَلاَ يَسْأَلُ عَمَّا عَهِدَ ، أَيْ لَاْ يَسْأَلُ عَنَ اَلْطَّعَاْمِ وَاَلْشَّرَاْبِ ، لَاْ يَفْعَلُ كَمَاْ يَفْعَلُ بَعْضُ اَلْرِّجَاْلِ اَلْيَوْم ، يُحَاْسِبُ زَوْجَتَهُ عَنْ كُلِّ شَيْئٍ يَأْتِيْ بِهِ إِلَىْ بَيْتِهِ ، يَعُدُّ اَلْدَّجَاْجَ ، وَيَحْسِبُ اَلْطَّمَاْطَ ، وَيَزِنُ كِيْسَ اَلْأَرُزِ ، وَيُؤَنِّبُ زَوْجَتَهُ ، مَاْ أَسْرَعُ مَاْ أَكَلْتُوْا هَذَاْ ، وَمَاْ أَسْرَعُ مَاْ اِنْتَهَىْ هَذَاْ ، وَأَيْنَ ذَهَبْتُمْ بِهَذَاْ ، يَسْأَلُ وَيُحَاْسِبُ ، وَيَجْرِدُ جَمِيْعَ مَاْ جَاْءَ بِهِ إِلَىْ بَيْتِهِ ، وَقَدْ لَاْ يَسْلَمُ أَهْلُهُ مِنْ لَذْعِ لِسَاْنِهِ وَهَمْزِهِ وَلَمْزِهِ. فَاَلْخَاْمِسَةُ تَصِفُ زَوْجَهَاْ ، بِهَذِهِ اَلْصِّفَاْتِ اَلْحَسَنَةِ ، اَلْشَّجَاْعَةُ وَاَلْكَرَمُ وَعَدَمُ كَثْرَةِ اَلْأَسْئِلَةِ ، وَاَلْمُحَاْسَبَةِ عَنْ مَاْ جَاْءَ بِهِ إِلَىْ بَيْتِهِ .
فَ(( قَاْلَتِ السَّادِسَةُ : زَوْجِي إِنْ أَكَلَ لَفَّ ، وَإِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ ، وَإِنِ اضْطَجَعَ التَفَّ ، وَلاَ يُولِجُ الكَفَّ لِيَعْلَمَ البَثَّ )) ، تَصِفُهُ بِأَنَّهُ كَثِيْرُ اَلْأَكْلِ ، لَاْ يُرْضِيْه نَوْعٌ وَاْحِدٌ مِنَ اَلْطَّعَاْمِ ، لَاْ هَمَّ لَهُ إِلَّاْ بَطْنُهُ، بَلَغَتْ بِهِ اَلْأَنَاْنِيَّةُ مَبْلَغَاً عَظِيْمَاً، وَإِنِ اِضْطَجَعَ اِلْتَفَّ، وَلاَ يُولِجُ اَلْكَفَّ لِيَعْلَمَ اَلْبَثَّ، يَنَاْمُ لِوَحْدِهِ ، يَنَاْمُ فِيْ فِرَاْشٍ مُسْتَقِلٍ عَنْ زَوْجَتِهِ، لَاْ يُضَاْجِعُهَاْ وَلَاْ يَتَحَدَّثُ مَعَهَاْ وَلَاْ يُدَاْعِبُهَاْ، لَاْ يُعْطِيْهَاْ حُقُوْقَهَاْ اَلْزَّوْجِيَّةَ، وَلَاْ يَقُوْمَ بِوَاْجِبَاْتِهَاْ اَلْعَاْطِفِيَّة ، وَلَاْ يَسْأَلُ حَتَّىْ عَنْ حَاْلِهَاْ، فَقَدْ تَكُوْنُ مَرِيْضَةً، وَقَدْ تَكُوْنُ تَمُرُّ بِأَزْمَةٍ مَاْ، وَلَكِنَّهُ لَاْ يَسْأَلُ إِلَّاْ عَنْ طَعَاْمَهِ وَشَرَاْبِهِ وَشَهْوَتِهِ. بِاِخْتِصَاْرٍ، وَصَفَتْ زَوْجَهَاْ ، بِأَنَّهُ لَئِيْمٌ بَخِيْلٌ سَيْئُ اَلْعُشْرَةِ .
فَ(( قَالَتِ السَّابِعَةُ : زَوْجِي غَيَايَاءُ - أَوْ عَيَايَاءُ – طَبَاقَاءُ ، كُلُّ دَاءٍ لَهُ دَاءٌ ، شَجَّكِ أَوْ فَلَّكِ أَوْ جَمَعَ كُلًّا لَكِ )) أَيْ كَمَاْ يَقُوْلُ اَلْعَاْمَةُ : مَاْ مِنْ أُمُوْر ، عَيِيٌّ لَاْ يُحْسِنُ اَلْتَّدْبِيْرَ ، أَحْمَقٌ لَاْ يَهْتَدِيَ لِلْتَّصَرُّفِ اَلْصَّحِيْحِ ، يَتَخَبَّطُ فِيْ أَعْمَاْلِهِ ، لَاْ يَقُوْمُ بِمَسْؤُلِّيَتِهِ ، زَوْجَتُهُ هِيَ اَلَّتِيْ تَتَحَمَّلُ مَسْؤُلِيَةَ بَيْتِهِ ، هَيَ اَلَّتِيْ تَشْتَرِيَ اَلْأَغْرَاْضَ ، وَهِيَ اَلَّتِيْ تَذْهَبُ بِأَبْنَاْئِهَاْ لِلْمُسْتَشْفَيَاْتِ ، وَهِيَ اَلَّتِيْ تَتَّصِلُ عَلَىْ اَلْمُدَرِّسِيْنَ ، وَمَعَ ذَلِكَ حَضْرَتُهُ ، لَاْ يَتَوَرَّعُ عَنْ ضَرْبِهَاْ وَعَنْ سَبِّهَاْ ، وَعَنْ لَعْنِ اَلْخَيِّرِ مِنْ وَاْلِدِيْهَاْ ، فَهِيَ تَعِيْشُ مَعَهُ عَلَىْ أَسْوَأِ حَاْلٍ وَاَلْعَيَاْذُ بِاَللهِ .
(( قَالَتِ الثَّامِنَةُ : زَوْجِي المَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ ، وَالرِّيحُ رِيحُ زَرْنَبٍ )) وَجَاْءَ فِيْ بَعْضِ رِوَاْيَاْتِ هَذَاْ اَلْحَدِيْثِ : (( وَأَنَاْ أَغْلِبُهُ وَاَلْنَّاْسَ يَغْلِبُ )) هَذِهِ اَلْمَرْأَةِ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ تُرِيْدُ أَنْ تَصِفَ زَوْجَهَاْ بِأَشْيَاْءَ ، مِنْهَاْ نُعُوْمَتُهُ وَرِقَّتُهُ ، فَاَلمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ ، أَيْ لَاْ يُؤْذِيَ أَحَدَاً ، وَاَلْرِّيحُ رِيْحُ زَرْنَبٍ ، اَلْزَّرْنَبُ : نَبَاْتٌ طَيِّبُ اَلْرَّاْئِحَةِ ، ثُمَّ قَاْلَتْ : وَأَنَاْ أَغْلِبُهُ وَاَلْنَّاْسَ يَغْلِبُ ، تَقْصُدُ أَنَّهُ أَمَاْمَ اَلْنَّاْسِ رَجُلٌ بِمَعْنَىْ اَلْكَلِمَةِ ، وَلَكِنَّهُ مَعَهَاْ مُتَسَاْهِلَاً ، لِعِلْمِهِ بِأَنَّهَاْ ضَعِيْفَةٌ ، وَهَذَاْ مِنْ حُسْنِ خُلُقِ اَلْرِّجَاْلِ ـ أَيُّهَاْ اِلْإِخْوَةُ ـ وَلَكِنَّ هَذَاْ لَاْ يَعْنِي أَنْ يُعْطِيَ اَلْرُّجُلُ اَلْقِوَاْمَةَ لِزَوْجَتِهِ فَ } الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ { كَمَاْ قَاْلَ U ، لَاْ يَجْعَلُهَاْ هِيَ اَلَّتِيْ تَتَحَكَّمُ فِيْ أُمُوْرِهِ اَلْخَاْصَةِ وَاَلْعَاْمَةِ، كَمَاْ يَفْعَلُ بَعْضُهُمْ ، إِذَاْ أَرَاْدَ أَنْ يَعْمَلَ وَلِيْمَةً لِصَدِيْقٍ أَوْ عَزِيْزٍ أَوْ قَرِيْبٍ، تَجِدُهُ يُلَمِّحُ لِزَوْجَتِهِ وَيَسْتَأْذِنُهَاْ قَبْلَهَاْ بَشَهْرَيْنِ ، فَإِنْ وَاْفَقَتْ وَإِلَّاْ فَلَاْ . وَاَللهِ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَحْلِقُ لِحْيَتَهُ ، بِنَاْءً عَلَىْ رَغْبَةِ زَوْجَتِهِ . فَاَحْتِرَاْمُ اَلْزَّوْجَةِ ، وَإِعْطَاْئُهَاْ حُقُوْقَهَاْ ، وَإِرْضَاْءُ اَللهِ U بِمُعَاْمَلَتِهَاْ ، لَاْ يَتَنَاْفَىْ أَبَدَاً ، مَعَ أَنَّ اَلْرُّجَلَ فِيْ اَلْبَيْتِ هُوَ صَاْحِبُ اَلْكَلِمَةِ ، وَمَنْ بِيَدِهِ اَلْقُوَاْمُةُ اَلَّتِيْ أَمَرَ اَللهُ U بِهَاْ .
(( قَالَتِ التَّاسِعَةُ : زَوْجِي رَفِيعُ العِمَادِ ، طَوِيلُ النِّجَادِ ، عَظِيمُ الرَّمَادِ ، قَرِيبُ البَيْتِ مِنَ النَّادِ )) ، وَهَذِهِ اَلْمَرْأَةُ اَلْتَّاْسِعَةُ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ تَصِفُ زَوْجَهَاْ بِاَلْشَّجَاْعَةِ وَاَلْكَرَمِ ، وَنَفْعِ اَلْنَّاْسِ ، وَأَنَّهُ عَظِيْمٌ فِيْ قَوْمِهِ ، لَهُ مَكَاْنَةٌ وَمَنْزِلَةٌ بَيْنَهُمْ ، وَاَلْكَرَمُ ـ أَيُّهَاْ اِلَإِخْوَةُ ـ صِفَةٌ مَطْلُوْبَةٌ شَرْعَاً ، يَنْبَغِيْ أَنْ يَتَحَلَّىْ بِهَاْ اَلْمُسْلِمُ ، وَلَاْ يَكُوْنُ كَاَلَّذِيْنَ قَاْلَ فِيْهُمُ اَلْقَاْئِلُ :
قَوْمٌ إِذَاْ اَسْتَنْبَحَ اَلْأَضْيَاْفُ كَلْبُهُمُ
قَاْلُوْا لِأُمّهِمِ : بُوْلِيْ عَلَىْ اَلْنّاْرِ
فَتُمْسِكُ اَلْبَوْلَ بُخْلاً أنْ تَجُوْدَ بهِ
وَمَاْ تَبُوْلُ لَهُمْ إِلَّاْ بِمَقْدَاْرِ
فَاَلْكَرَمُ مَطْلُوْبٌ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ .
(( قَاْلَتِ اَلْعَاْشِرَةُ : زَوْجِي مَالِكٌ وَمَا مَالِكٌ ، مَالِكٌ خَيْرٌ مِنْ ذَلِكِ ، لَهُ إِبِلٌ كَثِيرَاتُ المَبَارِكِ ، قَلِيلاَتُ المَسَارِحِ ، وَإِذَا سَمِعْنَ صَوْتَ المِزْهَرِ، أَيْقَنَّ أَنَّهُنَّ هَوَالِكُ ))، هَذِهِ زَوْجُهَاْ اُسْمُهُ مَاْلِكٌ، تَصِفُهُ بِأَنَّهُ خَيْرٌ مِنَ اَلْأَزْوَاْجِ كُلِّهِمْ، حَيْثُ جَمَعَ بَيْنَ كَثْرَةِ اَلْثَّرْوَةِ وَاَلْكَرَمِ، إِلَىْ دَرَجَةِ أَنْ إِبْلَهُ لَاْ يُرْسِلُهَاْ إِلَىْ اَلْمَسَاْرِحِ، إِنَّمَاْ يَجْعَلُهَاْ فِيْ مَبَاْرِكِهَاْ، اِسْتِعْدَاْدَاً لِنَحْرِهَاْ لِلْضِّيُوْفِ، لَيْسَ كَحَاْلِ بَعْضِ اَلْنَّاْسِ، يَبْحَثُ عَنْ أَيِّ عُذْرٍ لَيَسْلَمَ مِنْ إِقْرَاْءِ ضَيْفِهِ .
أَسْأَلُ اَللهَ لِيْ وَلَكُمْ عَلْمَاً نَاْفِعَاً ، وَعَمَلَاً خَاْلِصَاً ، وَسَلَاْمَةً دَاْئِمَةً ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مَجِيْبٌ . أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَاْ وَاَسْتَغْفِرُ اَللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرُ اَلْرَّحِيْمُ .
الخطبة الثانية
اَلْحَمْدُ لِلهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ، وَاَلْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَاَمْتِنَاْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ اَلْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ، صَلَّىْ اَللهُ عَلِيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَاْدَ اَللهِ :
فَنَأْتِيْ اَلْآنَ عَلَىْ مَاْ قَاْلَتْهُ اَلْمَرْأَةُ اَلْأَخِيْرَةُ، وَهِيَ أَمُّ زَرْعٍ ، تَقُوْلُ عَاْئِشَةُ ـ رَضِيَ اَللهُ عَنْهَاْ ـ : (( قَالَتِ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ : زَوْجِي أَبُو زَرْعٍ ، وَمَا أَبُو زَرْعٍ ، أَنَاسَ مِنْ حُلِيٍّ أُذُنَيَّ ، وَمَلَأَ مِنْ شَحْمٍ عَضُدَيَّ ، وَبَجَّحَنِي فَبَجِحَتْ إِلَيَّ نَفْسِي ، وَجَدَنِي فِي أَهْلِ غُنَيْمَةٍ بِشِقٍّ ، فَجَعَلَنِي فِي أَهْلِ صَهِيلٍ وَأَطِيطٍ، وَدَائِسٍ وَمُنَقٍّ ، فَعِنْدَهُ أَقُولُ فَلاَ أُقَبَّحُ ، وَأَرْقُدُ فَأَتَصَبَّحُ، وَأَشْرَبُ فَأَتَقَنَّحُ ، أُمُّ أَبِي زَرْعٍ ، فَمَا أُمُّ أَبِي زَرْعٍ ، عُكُومُهَا رَدَاحٌ ، وَبَيْتُهَا فَسَاحٌ ، ابْنُ أَبِي زَرْعٍ، فَمَا ابْنُ أَبِي زَرْعٍ ، مَضْجَعُهُ كَمَسَلِّ شَطْبَةٍ ، وَيُشْبِعُهُ ذِرَاعُ الجَفْرَةِ ، بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ ، فَمَا بِنْتُ أَبِي زَرْعٍ ، طَوْعُ أَبِيهَا ، وَطَوْعُ أُمِّهَا ، وَمِلْءُ كِسَائِهَا ، وَغَيْظُ جَارَتِهَا ، جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ ، فَمَا جَارِيَةُ أَبِي زَرْعٍ ، لاَ تَبُثُّ حَدِيثَنَا تَبْثِيثًا ، وَلاَ تُنَقِّثُ مِيرَتَنَا تَنْقِيثًا ، وَلاَ تَمْلَأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشًا )) تَمْدَحُ زَوْجَهَاْ ، بِأَنَّهُ لَمْ يَبْخَلْ عَلَيْهَاْ بِنَفَقَةٍ وَلَاْ حُلِيٍ ، وَأَنَّهُ أَكْرَمَهَاْ وَأَعَزَّهَاْ وَقَاْمَ بِوَاْجِبَاْتِهَاْ ، وَأَدَّىْ حُقُوْقَهَاْ ، بَلْ اِمْتَدَّ مَدْحُهَاْ لَهُ إِلَىْ أَنْ مَدَحَتْ ، أُمَّهُ وَبِنْتَهُ وَاَبْنَهُ مِنْ غَيْرِهَاْ ، بَلْ مَدَحَتْ حَتَّىْ خَاْدِمَتَهُ، وَلَكِنْ مَاْذَاْ حَدَثَ لَهَاْ بَعْدَ ذَلِكَ ، تَقُوْلُ: (( خَرَجَ أَبُو زَرْعٍ وَالأَوْطَابُ تُمْخَضُ ، فَلَقِيَ امْرَأَةً مَعَهَا وَلَدَانِ لَهَا كَالفَهْدَيْنِ، يَلْعَبَانِ مِنْ تَحْتِ خَصْرِهَا بِرُمَّانَتَيْنِ ، فَطَلَّقَنِي وَنَكَحَهَا )) أَيْ طَلَّقَ أُمَّ زَرْعٍ بَعْدَ هَذِهِ اَلْعِشْرَةِ اَلْجَمِيْلَةِ ، وَنَكَحَ هَذِهِ اَلْمَرْأَةِ اَلْجَمِيْلَةِ اَلْحَسْنَاْءِ ، يَقُوْلُ بَعْضُهُمْ : لَعَلَّ أُمَّ زَرْعٍ مَاْ كَاْنَتْ تُنْجِبُ ، فَلَمَّاْ رَأَىْ زَوْجُهَاْ هَذِهِ اَلْمَرْأَةِ وَمَعَهَاْ اَلْطِّفْلَاْنِ تَزَوَّجَهَاْ، أَمَّاْ أُمُّ زَرْعٍ فَقَدْ تَزَوَّجَتْ بَعْدَ طَلَاْقِهَاْ مِنْ زَوْجٍ آخَرٍ ، تَقُوْلُ : (( فَنَكَحْتُ بَعْدَهُ رَجُلًا سَرِيًّا ، رَكِبَ شَرِيًّا ، وَأَخَذَ خَطِّيًّا ، وَأَرَاحَ عَلَيَّ نَعَمًا ثَرِيًّا ، وَأَعْطَانِي مِنْ كُلِّ رَائِحَةٍ زَوْجًا ، وَقَالَ : كُلِي أُمَّ زَرْعٍ وَمِيرِي أَهْلَكِ )) فَزَوْجُهَاْ اَلْثَّاْنِيْ مِنْ خِيَاْرِ اَلْنَّاْسِ، وَمِنْ أَشْرَاْفِهِمْ، إِلَىْ دَرَجَةِ أَنَّهُ مِنْ كَرَمِهِ ، أَمَرَهَاْ بِاَلْتَّوْسِيْعِ حَتَّىْ عَلَىْ أَهْلِهَاْ ، وَلَكِنَّهَاْ مَعَ اَلْأَسَفِ قَاْلَتْ : (( فَلَوْ جَمَعْتُ كُلَّ شَيْءٍ أَعْطَانِيهِ )) أَيْ اَلْزَّوْجُ اَلْثَّاْنِي (( مَا بَلَغَ أَصْغَرَ آنِيَةِ أَبِي زَرْعٍ )) .
قَالَتْ عَائِشَةُ ـ رَضِيَ اَللهُ عَنْهَاْ ـ : قَاْلَ رَسُولُ اللَّهِ e : (( كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ )) . وَفِيْ رِوَاْيَةٍ : (( كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ غَيْرَ أَنِّي لَمْ أُطَلِّقْ )) ، وَفِيْ رِوَاْيَةٍ لَهَذَاْ اَلْحَدِيْثِ ، لِمَّاْ قَاْلَ لَهَاْ e : (( كُنْتُ لَكِ كَأَبِي زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ )) قَاْلَتْ : بَلْ أَنْتَ لِيْ خَيْرٌ مِنْ أَبِيْ زَرْعٍ لِأُمِّ زَرْعٍ .
أَسْأَلُ اَللهَ U أَنْ يَجْعَلَنِيْ وَإِيَّاْكُمْ مِنَ اَلَّذِيْنَ يَسْتَمِعُوْنَ اَلْقَوْلَ فَيَتْبَعُوْنَ أَحْسَنَهُ ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ .
أَلَاْ وَصَلُّوْا عَلَىْ اَلْبَشِيْرِ اَلْنَّذِيْرِ ، وَاَلْسِّرَاْجِ اَلْمُنِيْرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اَلْلَّطِيْفُ اَلْخَبِيْرُ ، فَقَاْلَ جَلَّ مِنْ قَاْئِلٍ عَلِيْمَاً : } إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا { وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، يَقُوْلُ e : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )) فَاَلْلَّهُمَّ صَلِيْ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَاْرَكْ عَلَىْ نَبِيِّنَاْ مُحَمَّدٍ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، وَاَرْضِ اَلْلَّهُمَّ عَنِ اَلْتَّاْبِعِيْنَ وَتَاْبِعِيْ اَلْتَّاْبِعِيْنَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَاْنٍ إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ ، وَعَنَّاْ مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَجُوْدِكَ وَرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْن . اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ نَصْرَ اَلْإِسْلَاْمِ وَعِزَّ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، اَلْلَّهُمَّ أَعِزَّ اَلْإِسْلَاْمَ وَاَنْصُرَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، وَاَحْمِيْ حَوْزَةَ اَلْدِّيْنَ ، وَاَجْعَلْ بَلَدَنَاْ آمِنَاً مُطْمَئِنَاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ .
اَلْلَّهُمَّ عَجِّلْ بِنَصْرِ جُنُوْدِنَاْ اَلْمُجَاْهِدِيْنَ، وَاَحْفِظْهُمْ بِحِفْظِكَ اَلْمَكِيْن، وَرُدَّهُمْ إِلَىْ ذَوِيْهِمْ سَاْلِمِيْنَ غَاْنِمِيْنَ مُنْتَصِرِيْنَ، وَاَهْزِمْ اَلْحُوْثِيِّيْنَ وَمَنْ مَعَهُمْ مِنَ اَلْخَاْئِنِيْنَ، وَاَجْعَلْ دَاْئِرَةَ اَلْسَّوْءِ عَلَىْ اَلْصَّفَوُيِّيْنَ اَلْحَاْقِدِيْنَ، يَاْقَوُيَ يَاْ عَزِيْزَ . اللّهُمّ أَنْتَ اللّهُ لَا إلَهَ إلّا أَنْتَ ، تَفْعَلُ مَاْ تَشَاْءُ وَمَاْ تُرِيدُ ، وَأَنْتَ اَلْغَنِيُّ اَلْحَمِيْدُ ، وَنَحْنُ اَلْفُقَرَاءُ وَاَلْعَبِيْدُ ، اَلْلّهُمّ أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَلَاْ تَجْعَلْنَاْ مِنْ اَلْقَاْنِطِيْنَ ،اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيعًا طَبَقًا غَدَقًا غَيْرَ رَائِثٍ ، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ ، اللّهُمّ أَغِثْنَاْ ، اللّهُمّ أَغِثْنَاْ ، اللّهُمّ أَغِثْنَاْ .
} رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَاْدَ اَللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |