وقفة مع آية ( 21 )
قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم
{ الم ( 1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2 ) } .
( الم 0 أَحَسِبَ النَّاسُ ) [ أَظَنَّ الناسُ ] { أَنْ يُتْرَكُوا } بغير اختبار ولا ابتلاء،
{ أَنْ يَقُولُوا } [أي: بأن يقولوا ]
( آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) [ لا يبتلون في أموالهم وأنفسهم؟ كلا لنختبرنهم ليبَّين المخلص من المنافق والصادق من الكاذب ].
{ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ }
{ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } يعني الأنبياء والمؤمنين، فمنهم من نُشِرَ بالمنشار ومنهم من قتل، وابتلي بنو إسرائيل بفرعون فكان يسومهم سوء العذاب .
{ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا }في قولهم آمنَّا،
{ وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } والله أعلم بهم قبل الاختبار.
ومعنى الآية: فليظهرنّ الله الصادقين من الكاذبين حتى يُوجِدَ معلومَه، وقال مقاتل: فليريّن الله.
وقيل: ليمّيزن الله كقوله: " ليميز الله الخبيث من الطيب " (الأنفال-38).
{ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ } يعني الشرك، { أَنْ يَسْبِقُونَا } يُعْجزونا ويفوتونا، فلا نقدر على الانتقام منهم، { سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ } بئس ما حكموا حين ظنوا ذلك .
الشيخ / وليد بن سالم الشعبان
( رئيس مركز هيئة قفار )
|