وقفة مع آية(12)
قال الله تعالى { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) }سورة الحجرات
قال الإمام البغوي في تفسيره :وقال مقاتل: لما كان يوم فتح مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا حتى علا ظهر الكعبة وأذن، فقال عتاب بن أسيد بن أبي العيص: الحمد لله الذي قبض أبي حتى لم ير هذا اليوم، وقال الحارث بن هشام: أما وجد محمد غير هذا الغراب الأسود مؤذنًا، وقال سهيل بن عمرو: إن يرد الله شيئًا يعيره. وقال أبو سفيان: إني لا أقول شيئًا أخاف أن يخبرَ به رب السماء، فأتى جبريل فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قالوا، فدعاهم وسألهم عما قالوا فأقروا فأنزل الله تعالى هذه الآية . { يَا أَيُّهَا النَّاس، إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى } يعني آدم وحواء أي إنكم متساوون في النسب. { وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا } جمع شعب بفتح الشين، وهي رؤوس القبائل { وَقَبَائِلَ } وهي دون الشعوب، واحدتها قبيلة وهي كبكر من ربيعة وتميم من مضر، ودون القبائل العمائر، واحدتها عمارة، بفتح العين، ودون العمائر البطون، واحدتها بطن، ودون البطون الأفخاذ واحدتها فخذ،{ لِتَعَارَفُوا } ليعرف بعضكم بعضًا في قرب النسب وبعده، لا ليتفاخروا. ثم أخبر أن أرفعهم منزلة عند الله أتقاهم فقال:
{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } قال قتادة في هذه الآية: إن أكرم الكرم التقوى، وألأم اللؤم الفجور. وثبت عن نبينا صلى الله عليه وسلم أمه قال: " الحمد لله الذي أذهب عنكم عبية الجاهلية وتكبرها [بآبائها] ، الناس رجلان بَرٌّ تقي كريم على الله، وفاجر شقيٌّ هين على الله ثم تلا "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى"،رواه الترمذي وغيره.
فالنسب لم ينفع أبا جهل ولا أبا لهب - أعمام الرسول عليه السلام وهم من قريش- ولم يضر بلال بن رباح رضي الله عنه وهو أول مؤذن في الاسلام ومع ذلك سمع الرسول صوت نعليه في الجنة .
اللهم أذهب عنا الفخر بالأحساب والطعن في ألأنساب والله أعلـــــم .
بقلم الشيخ : وليد بن سالم الشعبان
( رئيس مركز هيئة قفار )
|