وقفة مع آية ( 7 )
الحمد لله والصلاة على رسول الله أما بعد :
نواصل الكلام عن قوله تعالى في سورة الحجرات { ولا يغتب بعضكم بعضاً } الغيبة فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «ذكرك أخاك بما يكره» وهذا تفسير من الرسول - عليه الصلاة والسلام - وهو أعلم الناس بمراد الله - تبارك وتعالى - في كلامه: «ذكرك أخاك بما يكره»، سواء كان ذلك في خلقته، أو خلقه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حدها بحد واضح بيّن «ذكرك أخاك بما يكره»، قالوا: يا رسول الله، أرأيت إن كان فيه ما أقول؟ قال: «إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته» (رواه مسلم) أي جمعت بين البهتان والغيبة .
عن عائشة قالت : « قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا قال بعض الرواة تعني قصيرة فقال لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته قالت وحكيت له إنساناً فقال ما أحب أني حكيت إنساناً وإن لي كذا وكذا »{ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } والتواب، الذي يأذن بتوبة عبده، فيوفقه لها، ثم يتوب عليه، بقبول توبته، رحيم بعباده، حيث دعاهم إلى ما ينفعهم، وقبل منهم التوبة، وفي هذه الآية، دليل على التحذير الشديد من الغيبة، وأن الغيبة من الكبائر، لأن الله شبهها بأكل لحم الميت، وذلك من الكبائر.اهـ
واعلم أن الغيبة يعظم ذنبها إذا على قدر من اغتبته كغيبة العلماء والأمراء ونحوهم فليست بالإثم كغيبة عامة الناس لما يترتب على تنقصهم من الضرر الخطير الأمة. وأعظم الأسباب لتجنب هذا الداء العضال : دوام مراقبة الله والإهتمام بذلك وكثرة الكلام بذكر الله عز وجل وغيرها والإنكار على الشخص . والله أعلم .
....................................................
كتبه : وليد بن سالم الشعبان رئيس مركز هيئة قفار 6-7-1430هـ
|