وقفة مع آية ( 4 )
قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (19) سورة النور.
قال العلامة السعدي رحمه الله :إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ } أي: الأمور الشنيعة المستقبحة المستعظمة، فيحبون أن تشتهر الفاحشة { فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي: موجع للقلب والبدن، وذلك لغشه لإخوانه المسلمين، ومحبة الشر لهم، وجراءته على أعراضهم، فإذا كان هذا الوعيد، لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة، واستحلاء ذلك بالقلب، فكيف بما هو أعظم من ذلك، من إظهاره، ونقله؟" وسواء كانت الفاحشة، صادرة أو غير صادرة.
وكل هذا من رحمة الله بعباده المؤمنين، وصيانة أعراضهم، كما صان دماءهم وأموالهم، وأمرهم بما يقتضي المصافاة، وأن يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه. { وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ } فلذلك علمكم، وبين لكم ما تجهلونه.اهـ
هذا فيمن يحب تأمل كلمة ( يحب )- والمحبة قلبية -أن تشيع الفاحشة في أهل الإيمان ,فكيف بمن يسعى إليه ؟! فكيف بمن يقترفها ؟!! وهذا يصدق - والله أعلم- فيمن يشيع وينشر المقاطع الخالعة في البلوتوث واليوتوب وغيرهما والرسائل الغرامية الفاضحة أو إشاعات الأخبار من غير تثبت ومن غير إرادة الاعتبار والاتعاظ وإنما قصده أن سبل الشر سهلة وميسرة فهذا متوعد . وأخيراُ قال عليه السلام ( وإن من الناس مفاتيح للشر مغاليق للخير ...فويل لمن جعل الله مفاتيح الشر على يديه) حسنه الألباني رحمه الله .وبالله التوفيق
------------------------------------------------------
بقلم الشيخ : وليد بن سالم الشعبان
( رئيس مركز هيئة قفار ) |