يقول الله - سبحانه وتعالى - : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ) ، أخبر الله - سبحانه وتعالى - خبرًا مؤكدًا ومحصورًا : أن هؤلاء أهل خشية الله - سبحانه وتعالى - ، فالذين يخشون الله على الحقيقة ويخافون هم أهل العلم ، وذلك لمعرفتهم بالله تعالى ، ومن كان بالله أعرف كان منه أخوف .
والمراد بالعلماء - هنا –
علماء الشريعة الذين هم ورثة الأنبياء ، فإن هؤلاء هم العلماء الذين يعرفون شرع الله - سبحانه وتعالى - ، ويعرفون عظمة الله - سبحانه وتعالى - بما أعطاهم الله من العلم الذي جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مبلغًا عن الله.
وليس المراد بالعلماء ما يفهمه بعض الناس : أنهم أهل الاختراع ، وأهل الصناعات والاطلاع على أسرار الكون ، هؤلاء وإن كانوا علماء في مهنتهم ، لكن عملهم إضافي يخصص بتخصصاتهم ، فيقال : عالم طبيعة ، عالم كيميائي ، عالم هندسة.
أما إذا أطلق لفظ العلماء
فإنه ينصرف إلى علماء الشريعة الذين هم ورثة الأنبياء ، وعلماء الاختراع والصناعات الغالب أنهم جهال بعلم الشرع الذي يبين عظمة الله - سبحانه وتعالى - وجلاله ، ومعرفة أسمائه وصفاته وأحكامه الشرعية.
وإن كان في الاطلاع على آيات الله دلالة على عظمة الله لكنها لا توصل إلى أحكام الله وتشريعاته - سبحانه وتعالى - التي يعرف بها العبد كيف يعبد ربه ويتقي ربه - عز وجل - ويعرف الحلال والحرام ، هذا من اختصاص علماء الشريعة ، وهذا العلم هو الذي يولد الخشية من الله ؛ لأنه جمع بين علم اللسان وعلم القلب ؛ لأن العلم على نوعين : علم اللسان ، وهذا حجة على الإنسان فقط ، وعلم القلب وهذا الذي يورث خشية الله تعالى ، وهو العلم الشرعي الذي عمل به صاحبه وأخلص عمله لله - عز وجل - ، والعلم الشرعي يزيد صاحبه تواضعًا وذلاً لله - عز وجل - .
وأما علم الاختراع والصناعة فالغالب أنه يزيد صاحبه تكبرًا وعتوًا وإعجابًا كما عليه الدول الصناعية اليوم كالشيوعية وغيرها .
منقول من شبكة سحاب السلفية
|