اَلْإِحْسَاْسُ بِمُعَاْنَاْةِ اَلْنَّاْسِ
الْحَمْدُ للهِ الْكَرِيمِ الْجَوَادِ،خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ وَجَعَلَ لَهُ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ ، نَحْمَدُهُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ، حَمْدَ الطَّائِعِينَ الْعُبَّادِ ، وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ تَوَكُّلَ الْمُخْبِتِينَ الزُّهَّادِ ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، تَعَالَى عَنِ الشُّرَكَاءِ وَالْأَشْبَاهِ وَالْأَنْدَادِ ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، الْمَبْعُوثُ رَحْمَةً لِلْعِبَادِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ التَّنَادِ . أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : تَقْوَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَصِيَّتُهُ لِعِبَادِهِ ، يَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ : ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ – جَعَلَنِيْ اَللهُ وَإِيَّاْكُمْ مِنْ عِبَاْدِهِ اَلْمُتَّقِيْنَ . أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ : فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ - رَحِمَهُ اللهُ - عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَعَنْ أَبِيهِ - قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ، جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،ـ عَبْدُاللهِ بْنُ أُبَيٍّ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ هُوَ عَبْدُاللهِ بْنُ أُبَيِّ بْنِ سَلُولٍ ، رَأْسُ الْمُنَافِقِينَ فِي الْمَدِينَةِ ، جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - وَاسْمُهُ مِثْلُ اسْمِ أَبِيهِ، وَكَانَ مِنَ الْمُخْلِصِينَ وَفُضَلَاءِ الصَّحَابَةِ ـ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَسَأَلَهُ أَنْ يُعْطِيَهُ قَمِيصَهُ يُكَفِّنُ فِيهِ أَبَاهُ، فَأَعْطَاهُ، ثُمَّ سَأَلَهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَقَامَ عُمَرُ فَأَخَذَ بِثَوْبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تُصَلِّي عَلَيْهِ وَقَدْ نَهَاكَ رَبُّكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِ؟! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللَّهُ فَقَالَ: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لَا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً﴾ ، وَسَأَزِيدُهُ علَى السَّبْعِينَ، قَالَ: إِنَّهُ مُنَافِقٌ! قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ﴾ . وَالشَّاهِدُ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - مِنْ هَذِهِ الْحَادِثَةِ الْعَظِيمَةِ الْمُثْبَتَةِ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ كَيْفَ كَانَ نَبِيُّنَا وَقُدْوَتُنَا وَأُسْوَتُنَا يُرَاعِي شُعُورَ الْآخَرِينَ ، وَيَجْبُرُ بِخَوَاطِرِهِمْ ، وَيُوَاسِيهِمْ بِمَصَائِبِهِمْ ، وَيُطَيِّبُ قُلُوبَهُمْ ، وَيُدْخِلُ السُّرُورَ عَلَى نُفُوسِهِمْ ، وَلَا يُسْتَغْرَبُ ذَلِكَ مِنْهُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ ، وَقَدْ بَلَغَ ذَلِكَ مِنْهُ حَتَّى الطُّيُورُ فِي أَوْكَارِهَا ، وَالْحَشَرَاتُ فِي جُحُورِهَا ، فَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ ، عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ ، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ ، فَرَأَيْنَا حُمَّرةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ فَجَعَلَتْ تُفَرِّشُ ـ أَيْ: تَطِيرُ وَتُرَفْرِفُ فَزَعًا؛ لِفَقْدِ فَرْخَيْهَا وَصَغِيرَيْهَا ـ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : « مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا ؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا » . وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَقْنَاهَا، فَقَالَ : «مَنْ حَرَقَ هَذِهِ ؟ » قُلْنَا : نَحْنُ، قَالَ : «إِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلَّا رَبُّ النَّارِ » . إِنَّهَا الرَّحْمَةُ الَّتِي وَصَفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا نَبِيَّهُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ ، ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ ، أَيْ : شَدِيدُ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ بِهِمْ، أَرْحَمُ بِهِمْ مِنْ وَالِدِيهِمْ ، فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ ، يَقُولُ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ : مَا صَلَّيْتُ وَرَاءَ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلَاةً، وَلَا أَتَمَّ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ كَانَ لَيَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَيُخَفِّفُ مَخَافَةَ أَنْ تُفْتَنَ أُمُّهُ. فَالْإِحْسَاسُ بِمَا يَشْعُرُ بِهِ الْآخَرُونَ ، مَنْهَجٌ نَبَوِيٌّ كَرِيمٌ ، وَخُلُقٌ إِيمَانِيٌّ عَظِيمٌ ، وَلَا يَتَمَسَّكُ بِهِ وَلَا يَحْرِصُ عَلَيْهِ إِلَّا ذُو قَلْبٍ رَحِيمٍ ، وَمَا أَحْوَجَنَا إِلَيْهِ لِيَصْدُقَ عَلَيْنَا قَوْلُ نَبِيِّنَا ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالحُمَّى » ، و«كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا » . نَحْنُ بِحَاجَةٍ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ لِنَشْعُرَ وَنَحُسَّ بِمَا يُعَانِي مِنْهُ مَنْ حَوْلَنَا ، لِتَخْتَفِيَ كَثِيرٌ مِنَ الْمَظَاهِرِ السَّيِّئَةِ ، كَالْأَنَانِيَةِ وَحُبِّ الذَّاتِ ، الَّتِي خَرَّبَتِ الْعَلَاقَاتِ ، وَأَفْسَدَتِ الْمُجْتَمَعَاتِ ، وَمَزَّقَتِ اَلْأُسَرَ وَهَدَمَتِ الصِّلَاتِ ، وَحَالَتْ دُونَ عَمَلِ كَثِيرٍ مِنَ الصَّالِحَاتِ . لَوْ وُجِدَ الشُّعُورُ وَالْإِحْسَاسُ بِمَا يُعَانِيهِ الْآخَرُونَ ، لَمَا رَكِبَتْ بَعْضَ الْآبَاءِ الدُّيُونُ الطَّائِلَةُ ، نَتِيجَةَ طَلَبَاتٍ جَائِرَةٍ ، وَمُجَامَلَاتٍ قَاهِرَةٍ ، تَقْضِي عَلَى دَخْلِهِ قَبْلَ قَبْضِهِ ، بِسَبَبِ زَوْجَةٍ خَرَّاجَةٍ وَلَّاجَةٍ ، شَدَّاقَةٍ بَرَّاقَةٍ ، حَنَّانَةٍ مَنَّانَةٍ ، لَابِسَةٍ ثِيَابَ زُورٍ ، تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ كَأُخْتِهَا زَوْجَةِ الْمُسْرِفِ الْمُبَذِّرِ ، وَكَزَمِيلَتِهَا زَوْجَةِ صَاحِبِ الْأَسْفَارِ وَالْأَسْهَارِ ، وَكَصَاحِبَتِهَا مُتَيَّمَةِ الِاسْتِرَاحَاتِ وَالْمَقَاهِي وَالْمُولَاتِ ، زَوْجَةِ فَاقِدِ الْقِوَامَةِ مُضَيِّعِ الْأَمَانَةِ ، ضَعِيفِ الشَّخْصِيَّةِ عَدِيمِ الْمَسْؤُولِيَّةِ . لَوْ وُجِدَ الشُّعُورُ وَالْإِحْسَاسُ بِمَا يُعَانِيهِ الْآخَرُونَ ، لَمَا أُصِيبَ بَعْضُ كِبَارِ السِّنِّ ، بِالْأَمْرَاضِ الْمُزْمِنَةِ كَالضَّغْطِ وَالسُّكَّرِ ، بِسَبَبِ أَبْنَاءٍ لَا هَمَّ لَهُمْ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ ، بَلَغَتْ بِهِمُ الْأَنَانِيَةُ مَبْلَغَهَا ، لَا يُرَاعُونَ لَهُ ظَرْفًا وَلَا يَرْحَمُونَ لَهُ ضَعْفًا ، لَا غَايَةَ لَهُمْ إِلَّا مَصْلَحَتُهُمْ ، وَلَا تَكْمُلُ سَعَادَتُهُمْ إِلَّا فِي رَاحَتِهِمْ ، حَتَّى وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ عَلَى حِسَابِ وَالِدِهِمُ الْمِسْكِينِ ، مُتَبَلِّدُو إِحْسَاسٍ وَمَوْتَى شُعُورٍ ، يَأْخُذُونَ وَلَا يُعْطُونَ ، إِذَا أَرَادَ أَحَدُهُمْ شَيْئًا أَقَامَ الدُّنْيَا وَلَمْ يُقْعِدْهَا ، فَشَائِبُهُمْ كَمَا يُسَمُّونَهُ وَيَصِفُونَهُ ، كَالصِّرَافَةِ لِتَسْدِيدِ الْفَوَاتِيرِ وَسَحْبِ الْأَمْوَالِ وَتَسْدِيدِ الْمُخَالَفَاتِ ، وَيَا لَيْتَهُ يَسْلَمُ مِنْ سُوءِ فِعَالِهِمْ ، وَانْحِرَافِ سُلُوكِهِمْ ، وَلَعْنَةِ وَدُعَاءِ النَّاسِ عَلَيْهِ بِسَبَبِهِمْ ! فَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ يَقُولُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ » ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ؛ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ أَبَوَيْهِ ؟ قَالَ: « يَسُبُّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَيَسُبُّ أَبَاهُ وَيَسُبُّ الرَّجُلُ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ » . فَاَلْإِحْسَاْسُ بِمَنْ حَوْلَكَ أَخِيْ اَلْمُسْلِمِ ، نِعْمَةٌ مِنْ نِعَمِ اَللهِ تَعَاْلَىْ ، وَلَاْ يُحْرَمُ مِنْهَاْ إِلَّاْ مَحْرُوْم . أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : إِذَا وُجِدَ الشُّعُورُ وَالْإِحْسَاسُ بِمُعَانَاةِ الْآخَرِينَ ، وُجِدَتِ الْمَحَبَّةُ وَالْإِيثَارُ وَالْمُوَاسَاةُ ، وَوُجِدَ التَّوَادُّ وَالتَّرَاحُمُ وَالتَّقْدِيرُ وَالِاحْتِرَامُ ، بَلْ وُجِدَتِ الْأُخُوَّةُ الَّتِي قَالَ اللهُ عَنْهَا : ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ ، أَمَّا - وَالْعِيَاذُ بِاللهِ - إِذَا فُقِدَ ذَلِكَ وَطَغَتِ الْأَنَانِيَةُ ، وَصَارَ لَا هَمَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا إِلَّا نَفْسُهُ ، وُجِدَ التَّهَاجُرُ وَالتَّقَاطُعُ وَالتَّدَابُرُ وَالتَّحَزُّبُ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الْأَمْرَاضِ الَّتِي لَا يَنْبَغِي أَنْ تُوجَدَ فِي الْمُجْتَمَعِ الْمُسْلِمِ . فَاتَّقُوا اللهَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ حِسُّوا بِمَنْ حَوْلَكُمْ ، كُونُوا عَوْنًا لِإِخْوَانِكُمْ ، تَخَلَّقُوا بِأَخْلَاقِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ . أَسْأَلُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يَهْدِيَنَا لِأَحْسَنِ الْأَخْلَاقِ ، لَا يَهْدِي إِلَى أَحْسَنِهَا إِلَّا هُوَ ، وَأَنْ يَقِيَنَا سَيِّئَ الْأَعْمَالِ وَالْأَخْلَاقِ لَا يَقِي سَيِّئَهَا إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَنَسْأَلُكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ فِي الْغَضَبِ وَالرِّضَا، وَنَسْأَلُكَ الْقَصْدَ فِي الْفَقْرِ وَالْغِنَى، وَنَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَنَسْأَلُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَنَسْأَلُكَ بَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَنَسْأَلُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَنَسْأَلُكَ الشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلَا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾. عِبَادَ اللهِ : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا: http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|