لِلْوَرَى نِعْمَةُ الْعُلَمَاءِ والشُّورَى } الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ
فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ { ، أَحْمَدُهُ حَمْدًا يَلِيقُ بِكَرِيمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيمِ
سُلْطَانِهِ : } يَخْلُقُ مَا
يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ { . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ
لَهُ ، } لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ
الْمَصِيرُ { . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، الْبَشِيرُ
النَّذِيرُ ، وَالسِّرَاجُ الْمُنِيرُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، } يَوْمَ
الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ { . أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ
: تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ ، يَقُولُ عَزَّ
وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ : } وَلَقَدْ
وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ
اتَّقُوا اللَّهَ { ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا ــ رَحِمَنِي
اللهُ وَإِيَّاكُمْ ــ بِأَنَّ التَّحَدُّثَ بِنِعَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرٌ
مَطْلُوبٌ شَرْعًا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : }وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ{ ، وَهُوَ مِنْ شُكْرِ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نِعَمِهِ ، يَقُولُ ابْنُ بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ : النِّعْمَةُ
شُكْرُهَا يَكُونُ بِأُمُورٍ ثَلَاثَةٍ : الِاعْتِرَافُ بِهَا بَاطِنًا ، وَأَنَّهَا
مِنَ اللهِ ، وَمِنْ فَضْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وَالتَّحَدُّثُ بِهَا ظَاهِرًا
بِلِسَانِهِ ، وَالْأَمْرُ الثَّالِثُ : صَرْفُهَا فِي مَرْضَاةِ الْمُنْعِمِ بِهَا
سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، وَالِاسْتِعَانَةُ بِهَا عَلَى طَاعَةِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا.
اِنْتَهَىْ
كَلَاْمُهُ رَحِمَهُ اَلله . وَمِنَ
النِّعَمِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - الَّتِي نُرِيدُ التَّحَدُّثَ عَنْهَا : نِعْمَةُ
وُجُودِ الْعُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ ، الَّذِينَ يَدْعُونَ إِلَى تَوْحِيدِهِ
، وَتَعْلِيمِ النَّاسِ مَا يَنَالُونَ بِهِ مَحَبَّتَهُ ، وَمَا يُحَقِّقُونَ مِنْ
خِلَالِهِ طَاعَتَهُ ، وَمَا يَنْفَعُهُمْ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ وَآخِرَتِهِمْ
، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : }وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ
الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ
وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ
مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ
إِلَّا قَلِيلًا { ، يَقُولُ ابْنُ
عُثَيْمِينَ رَحِمَهُ اللهُ : الْمُرَادُ بِــــــ } الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ { الْعُلَمَاءُ . فَوُجُودُ
الْعُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عِبَادِهِ
، كَيْفَ لَا وَهُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَأَنْصَارُ الدِّينِ ، وَمَنْ رَفَعَ
اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدْرَهُمْ ، وَأَعْلَى شَأْنَهُمْ ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : }يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ { وَفِي
الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا ؛ سَلَكَ
اللهُ بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنّةَ ، وَالْمَلَائِكَةُ تَضَعُ أَجْنِحَتَهَا
رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ ، وَإِنَّ الْعَالِمَ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ
وَمَنْ فِي الْأَرْضِ ، وَالْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى
الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ ، إِنَّ
الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا
وَلَا دِرْهَمًا ، وَأَوْرَثُوا الْعِلْمِ ، فَمَنْ أَخَذَهُ ؛ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ
)) . فَشَأْنُ الْعُلَمَاءِ شَأْنٌ عَظِيمٌ ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : ((
مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ )) وَالْفِقْهُ
فِي الدِّينِ لَا يَأْتِي إِلَّا عَنْ طَرِيقِ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ ، وَلَنْ يَنَالَهُ
مِنْ زَهَدَ فِيهِمْ ، وَلَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِهِ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ مَجَالِسِهِمْ
، وَمَنْ لَمْ يُرِدْ بِهِ اللهُ خَيْرًا فَإِنَّهُ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ . فَالْعُلَمَاءُ
الَّذِينَ هَذِهِ بَعْضُ صِفَاتِهِمْ ، وُجُودُهُمْ نِعْمَةٌ مِنْ أَعْظَمِ النِّعَمِ
، وَلَكِنْ لَا يُدْرِكُ ذَلِكَ إِلَّا الْعُقَلَاءُ ، وَلِذَلِكَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ
ــ رَحِمَهُ اللهُ ــ يَحْمَدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَيَقُولُ : الْحَمْدُ للهِ الَّذِي
جَعَلَ فِي كُلِّ زَمَانِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ
، يَدْعُونَ مَنْ ضَلَّ إِلَى الْهُدَى ، وَيَصْبِرُونَ مِنْهُمْ عَلَى الْأَذَى ،
يُحْيُونَ بِكِتَابِ اللهِ الْمَوْتَى ، وَيُبَصِّرُونَ بِنُورِ اللهِ أَهْلَ الْعَمَى
، فَكَمْ مِنْ قَتِيلٍ لِإِبْلِيسَ قَدْ أَحْيَوْهُ ! وَكَمْ مِنْ ضَالٍّ تَائِهٍ
هَدَوْهُ ! فَمَا أَحْسَنَ أَثَرَهُمْ عَلَى النَّاسِ وَأَقْبَحَ أَثَرَ النَّاسِ
عَلَيْهِمْ ! يَنْفُونَ عَنْ كِتَابِ اللهِ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ الْمُبْطِلِينَ
وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ . اِنْتَهَىْ كَلَاْمُهُ رَحِمَهُ اَلله
. أَيُّهَا الْإِخْوَةُ : إِنَّ
لِلْعُلَمَاءِ الْمُلْتَزِمِينَ بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ
ــ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ــ مَكَانَةً كَبِيرَةً فِي الْإِسْلَامِ ، وَالْأَدِلَّةُ
عَلَى ذَلِكَ كَثِيرَةٌ ، وَلَكِنْ مِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى : } شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ
وَأُولُوا الْعِلْمِ قَآئِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ { ، فَاَللهُ عَزَّ
وَجَلَّ قَرَنَ شَهَادَةَ مَلَائِكَتِهِ وَأُولِي الْعِلْمِ بِشَهَادَتِهِ ،
وَهَذَاْ يَدُلُّ عَلَىْ اَلْمَكَاْنَةِ اَلْكَبِيْرَةِ لِلْعُلَمَاْءِ . وَمِنْهَا أَيْضًا ؛ أَنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ أَهْلُ
خَشْيَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الْحَقِيقِيِّينَ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : }إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ
عِبَادِهِ الْعُلَمَاء { ، بَلْ يَكْفِي لِلْعُقَلَاءِ فِي فَضْلِ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُمْ صِمَامُ
أَمَانٍ لِلْأُمَّةِ ؛ فَإِذَا غَابَ الْعُلَمَاءُ عَنِ الْأُمَّةِ ضَلَّتْ فِي دِينِهَا
؛ فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ
مِنَ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ، حَتَّى
إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا ، فَسُئِلُوا ، فَأَفْتَوْا
بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ))
، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ الَّتِي لَا تُعَدُّ
وَلَا تُحْصَى ، وَمِنْهَا نِعْمَةُ وُجُودِ الْعُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ ، الَّذِينَ
أَمَرَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالرُّجُوعِ إِلَيْهِمْ ، وَأَمَرَنَا وَلِيُّ أَمْرِنَا
بِالْعَمَلِ بِفَتْوَاهُمْ وَتَوْجِيهَاتِهِمْ . أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ
يُوَفِّقَنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاهُ ، وَيَجْعَلَ عَمَلَنَا فِي رِضَاهُ ، إِنَّهُ
سَمِيعٌ مُجِيبٌ . أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ
كُلِّ ذَنْبٍ ؛ فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . الْخُطْبَةُ
الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ
للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا
لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى
رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ
تَسْلِيمًا كَثِيرًا . أَمَّا بَعْدُ ، أَيُّهَا
الْمُسْلِمُونَ : وَمِنْ
نِعَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَيْضًا : وُجُودُ مَجْلِسٍ لِلشُّورَى ؛ لِأَنَّ الشُّورَى
مِنَ الدِّينِ ، وَأَمْرٌ حَثَّ عَلَيْهِ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، وَلَا يُمْكِنُ الِاسْتِغْنَاءُ
عَنْهُ فِي مُجْتَمَعَاتِ الْمُسْلِمِينَ ، يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ : } وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ
وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ { ، وَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ آمِرًا نَبِيَّهُ ــ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ــ بِالشُّورَى : }فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ
لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا
عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ { ، يَقُولُ ابْنُ سِعْدِيٍّ فِي تَفْسِيرِهِ : فَإِذَا كَانَ اللهُ
يَقُولُ لِرَسُولِهِ ــ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ــ وَهُوَ أَكْمَلُ النَّاسِ
عَقْلًا وَأَغْزَرُهُمْ عِلْمًا، وَأَفْضَلُهُمْ رَأْيًا : }وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ { فَكَيْفَ بِغَيْرِهِ ؟! . فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاشْكُرُوهُ
عَلَى نِعَمِهِ ، وَمِنْهَا وُجُودُ هَيْئَةٍ لِكِبَارِ الْعُلَمَاءِ ، وَمَجْلِسٍ
لِلشُّورَى ، بِاخْتِيَارٍ مِمَّنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَكُمْ ، وَجَعَلَ بَيْعَتَهُ
فِي أَعْنَاقِكُمْ ، وَكَمَا قَالَ تَعَالَى : }يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ
تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ
تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا { . أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ : تَعْلَمُوْنَ
ــ رَحِمَنِيْ اَللهُ وَإِيَّاْكُمْ ــ بِأَنَّ حِفْظَ اَلْنَّفْسِ وَصَيَاْنَتَهَاْ مِنْ أَهَمِّ مَقَاْصِدِ اَلْدِّيْنِ ، وَاَلْأَدِلَّةُ
عَلَىْ ذَلِكَ كَثِيْرَةٌ وَلِكَنْ مِنْهَاْ قَوْلُهُ تَعَاْلَىْ : }وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ
اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا{ ، وَمِنْ حِفْظِ اَلْنَّفْسِ وَصِيَاْنِتِهَاْ ؛
اِتِّخَاْذُ اَلْأَسْبَاْبِ اَلْمُشْرُوْعَةِ لِحِمَاْيَتِهَاْ مِنْ اَلْأَمْرَاْضِ
وَاَلْأَوْبِئَةِ وَاَلْأَسْقَاْمِ ، وَمِنْهَاْ اَلْتَّطْعِيْمُ ضِدَّ اَلْاِنْفِلُوَنْزَاْ
اَلْمَوْسِمِيَّةِ ، فَاَحْرِصُوْا عَلَىْ ذَلِكَ يَاْ عِبَاْدَ اَللهِ ، أَسْأَلُ
اللهَ لِي وَلَكُمْ عِلْمًا نَافِعًا ، وَعَمَلًا لِوَجْهِهِ خَالِصًا ، وَسَلَامَةً
دَائِمَةً ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ .اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى
وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى ، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا سُعَدَاءَ ، وَأَمِتْنَا شُهَدَاءَ
، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ الْأَتْقِيَاءِ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ
. اللَّهُمَّ وَفِّقْ عُلَمَاءَنَا وَمَنْ وَلَّيْتَهُ أَمْرَنَا إِلَى مَا تُحِبُّ
وَتَرْضَى ، اللَّهُمَّ أَعِنْهُمْ عَلَى مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ ، وَتَأْدِيَةِ وَاجِبَاتِهِمْ
، اللَّهُمَّ اجْعَلْهُمْ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ ، اللَّهُمَّ
وَفِّقْهُمْ لِمَا فِيهِ خَيْرٌ لِلْبِلَادِ وَالْعِبَادِ ، اللَّهُمَّ انْصُرْ بِهِمْ
دِينَكَ وَكِتَابَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ ــ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ــ وَعِبَاْدَكَ اَلْصَّاْلِحِيْن . } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً
وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { . عِبَادَ اللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي
الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ
يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ
أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|