الجواب:
ليس هذا مسلّم به؛ فالمحدثون أهل السنن هم فقهاء، ومحدثون، وضعوا السنن على الأحكام الشرعية، وصارت تراجمهم للأبواب عنوان فقهم: كالبخاري ومسلم وأبو داوود والنسائي والترمذي وابن ماجه وغيرهم من مصنفات الإسلام كمصنف ابن خزيمة وصحيح ابن خزيمة ومصنف عبد الرزاق وأبو بكر بن أبي شيبة وسعيد بن منصور، هي كتب حديثا مبنية على فقه؛ فالمحدثون الأوائل أهل حديث وفقه، وكل من تعمق بالسنة، وقرأها حقا؛ فإنه لا يخلو من فقه فيها،
وإن كان الناس يتفاوتون في هذا كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
"مثل ما بعثني الله به من العلم والهدى كمثل غيث أصاب أرضا؛ فكان منها طائفة قبلة الماء؛ فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجادب أمسكت الماء؛ فسقت الناس وزرعوا، وأصاب طائفة إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ "،
قال العلماء: الصنف الأول الذين وهبهم الله فقها في الكتاب والسنة؛ فكانوا كمثل الأرض، التي أمسكت الماء؛ فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وهؤلاء علماء الحديث الفقهاء، كبار الصحابة -رضي الله عنهم-،
وطائفة أمسكت الماء بغيرها وهم من حمل الحديث أحيانا، وليس عندهم فقه فيه،
وآخر –والعياذ بالله- أعرض عن العلم والعمل،
المقصود أن القضية ليست مسلمة؛ فالمحدث حقاً الغالب على الفقه، وحتى الفقيه المتعمق في الفقه لا يخلو ذلك من علم في السنة؛ فبين الفقه والحديث ارتباط،
والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: " نظر الله امرئ سمع مقالتنا فوعاها فبلغها كما سمعها؛ فرب مبلغ أو عام سامع، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ".
المصدر :
موقع مؤسسة الدعوة الخيرية
|