الجواب:
هذه القاعدة: هي من أعظم القواعد وأوسع القواعد في الشريعة، وفي كتاب اسمه قواعد الوسائل، وإذا تُوسع في مدلولها؛ فإن الحيل في الشريعة داخله في هذا الموضوع، يعني هي من الوسائل، لكن الحيل منها ما هو مشروع؛ فيكون وسيلة مشروعة، ومنها ما هو ممنوع؛ فيكون وسيلة ممنوعة، وكذلك كتب ذرائع، يعني قاعدة في الذرائع؛ لأن الذرائع منها ما يسد، ومنها ما يفتح؛ فالمقصود أن هذه القاعدة هي قاعدة عظيمة، ويحتاج طالب العلم إلى أن يكون على علم منها، وإذا نظرنا إلى الأحكام التكليفية وجدنا أن الوسائل، يعني جميع ما يوصل إلى المحرم محرم، وما يوصل إلى الواجب واجب، وما يوصل إلى المندوب مندوب، وإلى المكروه مكروه، وإلى المباح مباح، لكن قد يكون هناك أمر مشروع، ولا يتوصل إليه إلا بأمر محرم، أمر مشروع، لكن ما يتوصل إليه إلا بأمر محرم، وهذا هو الذي وضع له العلماء قاعدة وهي: ( أنه يغتفر في الوسائل ما لا يغتفر في المقاصد)، ولهذا الرسول -صلى الله عليه وسلم- ترك الأعرابي يكمل بوله في المسجد، وأقر نصارى نجران يصلون صلاتهم في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، مع أن صلاتهم محرمة، واستمرار الأعرابي في البول في المسجد محرم، لكنه وسيلة هذه الوسيلة مغتفرة في جانب الغاية؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالنسبة لنصارى نجران، كان يريد أن يتحاور معهم في شأن عيسى، ولهذا تحاور معهم، ونزلت سورة آل عمران من أولها إلى الآية الثالثة والثمانين تقريبا، كل هذه الآيات في المحاورة بينه وبين نصارى نجران، وذلك من أجل هدايتهم؛ فهو تركهم من أجل أن تكون هذه الغاية، وإن كانت محرمة في حد ذاتها، لكن أراد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن تؤدي إلى غاية حسنة، وهي قبولهم لهذا الدين، وكذلك بالنسبة للأعرابي؛ لأنه لو قام انتشر البول في المسجد؛ فتركه يبول في مكان واحد؛ فالمقصود: أن هذه القاعدة قاعدة عظيمة، وكما ذكرت لكم في كتاب، يعني يمكن يصل إلى ثمانمائة أو تسعمائة صفحة كله في قواعد، اسمه قواعد الوسائل، ومطبوع، وبالإمكان إن طالب العلم يشتريه.
موقع مؤسسة الدعوة الخيرية |