اَلْأُمُوْرُ اَلْخَفِيَة لِجَرِيْمَةِ اَلْطُّرْفِيَة
الْحَمْدُ
للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ، وَلَا عُدْوَانَ
إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ، إِلَهُ الأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ. وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، خَاتَمُ الأَنْبِيَاءِ وَإِمَامُ
الْمُرْسَلِينَ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ
الدِّينِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى اللهِ U
وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ، وَخَيْرُ زَادٍ يَتَزَوَّدُ بِهِ الْمَرْءُ
فِي حَيَاتِهِ لِمَعَادِهِ ، يَقُولُ U
فِي كِتَابِهِ: } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ
{ ، وَيَقُولُ أَيْضًا : } وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى{ ، فَلْنَتَّقِ اللهَ -أَحِبَّتِي فِي اللهِ- جَعَلَنِي اللهُ
وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ :
فِي إِحْصَائِيَّةٍ
عَرَضَهَا أَمْنُ الدَّوْلَةِ، خِلَالَ الْعَامِ الْمَاضِي؛ بَلَغَ عَدَدُ الْعَمَلِيَّاتِ
الْإِرْهَابِيَّةِ، الَّتِي اسْتَهْدَفَتْ بِلَادَ الْحَرَمَيْنِ -الْمَمْلَكَةَ
الْعَرَبِيَّةَ السُّعُودِيَّةَ- أَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِمِائَةِ عَمَلِيَّةٍ
إِرْهَابِيَّةٍ. بِفَضْلِ اللهِ U، ثُمَّ بِفَضْلِ رِجَالِ أَمْنِنَا، تَمَّ
إِحْبَاطُ أَكْثَرَ مِنْ مِائَتَيْ عَمَلِيَّةٍ مِنْهَا. وَفِي الْإِحْصَائِيَّةِ
نَفْسِهَا، بَلَغَ عَدَدُ ضَحَايَا هَذِهِ الْعَمَلِيَّاتِ: أَكْثَرَ مِنْ
ثَلَاثَةِ آلَافٍ. وَاسْتُشْهِدَ بِسَبَبِهَا: أَكْثَرُ مِنْ ثَلَاثِمِائَةِ
رَجُلٍ مِنْ رِجَالِ الْأَمْنِ، وَهَلَكَ نَتِيجَتَهَا: حَوَالَيْ سَبْعَمِائَةِ
خَارِجِيٍّ ضَالٍّ منُحْرَفٍ إِرْهَابِيٍّ.
هَذَا كُلُّهُ -أَيُّهَا
الْإِخْوَةُ- نَتِيجَةُ وُجُودِ فِكْرِ الْخَوَارِجِ، الْفِكْرِ الضَّالِّ
الدَّخِيلِ عَلَى بِلَادِ الْعَقِيدَةِ وَالتَّوْحِيدِ، وَالْجَدِيدِ عَلَى
أَهْلِ الْوَحْدَةِ، وَالْبِنَاءِ الْمُتَمَاسِكِ الشَّدِيدِ . وَوَاللهِ ثُمَّ
وَاللهِ ، لَمْ يَجِدْ هَذَا الْفِكْرُ الْخَبِيثُ رَوَاجًا فِي بِلَادِنَا ،
وَوُجُودًا بَيْنَنَا، إِلَّا بِسَبَبِ بُعْدِ مَنْ تَوَرَّطَ بِهِ - صَمْتًا
أَوْ إِعْجَابًا أَوْ فِعْلًا - عَنْ قَوْلِ اللهِ U
، وَعَنْ قَوْلِ رَسُولِهِ e،
فَاللهُ U
يَقُولُ: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ {، وَالرَّسُولُ e
فِي حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ
وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ
يَقُولُ: ((أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى
اللهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ )) ،
بَلْ فِي حَدِيثٍ فِي الْجَامِعِ الصَّحِيحِ، يَقُولُe : )) فَالْزَمْ
جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ، وَاسْمَعْ وَأَطِعْ لِلْأَمِيرِ، وَإِنْ
جَلَدَ ظَهْرَكَ ، وَأَخَذَ مَالَكَ ))، فَالْبُعْدُ عَنْ
تَعَالِيمِ الدِّينِ؛ سَبَبُ وُجُودِ الضَّالِّينَ الْمُجْرِمِينَ ، وَوَاللهِ
لَمْ تُجْلَدْ ظُهُورُهُمْ، وَلَمْ يُؤْخَذْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ، بَلْ
حَالُهُمْ فِي بِلَادِنَا ، كَحَالِ جَرْوِ الذِّئْبِ ، الَّذِي تَغَذَّى عَلَى
حَلِيبِ شَاةِ الْعَجُوزِ ، فَلَمَّا كَبُرَ أَكَلَهَا فَقَالَتْ :
أَكَلْتَ شُوَيهْتَيِ
وَفَجَعْتَ قَلْبِي
وَأَنْتَ لِشَاتِنَا وَلَــدٌ
رَبِيبُ
غُذِيتَ بِدَرِّهَا
وَرَضَعْتَ مِنْهَا
فَــمَنْ أَنْبَاكَ أَنَّ
أَبَاكَ ذِيبُ
إِذَا كَانَ الطِّبَاعُ
طِبَاعَ سَوْءٍ
فَــــلَا أَدَبٌ يُفِيدُ
وَلَا أَدِيبُ
قَدْ يَأْتِي
الشَّيْطَانُ إِلَى أَحَدِنَا -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- فَيَقُولُ لَهُ: كَيْفَ
أَسْمَعُ وَأُطِيعُ لِمَنْ يَجْلِدُ ظَهْرِي وَيَأْخُذُ مَالِي؟ نَقُولُ: وَاللهِ
لِأَنْ يُجْلَدَ ظَهْرُكَ وَيُمَزَّقَ قِطَعًا، وَيُؤْخَذَ مَالُكَ جَمِيعًا،
أَهْوَنُ بِكَثِيْرٍ، مِنْ أَنْ يُنْتَهَكَ عِرْضُ امْرَأَةٍ مِنْ مَحَارِمِكَ،
وَأَهْونُ بِكَثِيْرٍ مِنْ أَنْ تَتَشَتَّتَ أُسْرَتُكَ، وَأَهْوَنُ بِكَثِيْرٍ مِنْ
أَنْ تَرَى طِفْلًا مِنْ أَطْفَالِكَ يَئِنُّ تَحْتَ الْأَنْقَاضِ وَأَهْوَنُ بِكَثِيْرٍ
مِنْ أَنْ تَبْحَثَ عَمَّنْ يُؤْوِيكَ وَيُلْبِسُكَ وَيُطْعِمُكَ وَيَسْقِيكَ،
وَهَذَا وَأَشْنَعُ مِنْهُ ثَمَرَةُ الْخُرُوجِ عَلَى الْحَاكِمِ، وَالسَّعِيدُ
مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
إِنَّ لِوُجُودِ هَذَا
الْفِكْرِ الدَّخِيلِ الْخَطِيرِ أَسْبَابًا كَثِيرَةً ، وَلَكِنْ مِنْ
أَبْرَزِهَا وَأَخْطَرِهَا وَأَهَمِّهَا: وُجُودُ بَعْضِ الْمُتَأَثِّرِينَ بِهِ ،
وَالْمُعْجَبِينَ بِمَنْ تَوَلَّى كِبْرَهُ، وَبَعْضُ السُّفَهَاءِ، الَّذِينَ لَا
يُدْرِكُونَ عَوَاقِبَ الْأُمُورِ، وَلَا يُفَكِّرُونَ بِمَا تَؤُولُ إِلَيْهِ
الشُّرُورُ، هَذِهِ حَقِيقَةٌ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ، وَمَنْ كَانَ فِي شَكٍّ
مِنْ ذَلِكَ ، فَعَلَيْهِ أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: مِنْ أَيْنَ أَتَى هَؤُلَاءِ ؟
أَنَزَلُوا عَلَيْنَا مِنَ السَّمَاءِ، أَمْ خَرَجُوا لَنَا مِنَ الْأَرْضِ؟ إِنَّهُمْ
مِنَّا وَمِنْ بَيْنِنَا وَمِنْ بَنِي جِلْدَتِنَا، دَرَسُوا فِي مَدَارِسِنَا
وَصَلَّوْا فِي مَسَاجِدِنَا، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ e
لِحُذَيْفَةَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: (( هُمْ مِنْ بَنِي جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ))،
فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَسْتَهْدِفُونَ بِلَادَنَا أَكْثَرُهُمْ مِنَّا، وَهَذَا
مِمَّا يَزِيدُ فِي مَسْؤُولِيَّتِنَا، وَيُؤَكِّدُ وَاجِبَنَا، فَالْأَمْنُ
أَمْنُنَا، وَالْبِلَادُ بِلَادُنَا. إِذَا كَانَتْ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ-
الشُّعُوبُ تُدَافِعُ عَنْ أَوْطَانِهَا، وَقَدْ تَكُونُ أَوْطَانَ كُفْرٍ
وَشِرْكٍ وَفِسْقٍ، فَكَيْفَ بِبِلَادِ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ، قِبْلَةِ
الْمُسْلِمِينَ، يُسْمَعُ فِيهَا الْأَذَانُ، وَتُقَامُ فِيهَا الصَّلَوَاتُ،
وَيُعْتَنَى فِيهَا بِكِتَابِ اللهِ U، بِلَادِ الْعَقِيدَةِ السَّلِيمَةِ، وَالتَّوْحِيدِ الْخَالِصِ؟. فَالْمُحَافَظَةُ عَلَى أَمْنِ هَذِهِ الْبِلَادِ عِبَادَةٌ، يَقُولُ ابْنُ
بَازٍ - رَحِمَهُ اللهُ-: «الْعَدَاءُ لِهَذِهِ الدَّوْلَةِ عَدَاءٌ لِلْحَقِّ ،
عَدَاءٌ لِلتَّوْحِيدِ». وَيَقُولُ: «أَيْنَ الدَّوْلَةُ الَّتِي تَقُومُ
بِهَذِهِ الشَّرِيعَةِ غَيْرَ هَذِهِ الدَّوْلَةِ ؟!» .
وَيَقُولُ فَضِيلَةُ
الشَّيْخِ صَالِحٌ الْفَوْزَانُ - حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ -: « أَمْنُ
الْبِلَادِ لِي وَلَكَ ، وَلِفُلَانٍ وَعِلَّانٍ، أَنْتَ نَائِمٌ فِي فِرَاشِكَ
وَوُلَاةُ الْأُمُورِ وَرِجَالُ الْأَمْنِ يُدَافِعُونَ وَيَسْهَرُونَ اللَّيْلَ
وَأَنْتَ نَائِمٌ عَلَى فِرَاشِكَ إِذًا الْأَمْنُ هَذَا لِوُلَاةِ الْأُمُورِ
وَرِجَالِ الْأَمْنِ، وَإِلَّا الْأَمْنُ أَوَّلًا لَكَ أَنْتَ ، فَفَكِّرْ فِي
هَذَا، فَإِنَّ الِاعْتِدَاءَ عَلَى وُلَاةِ الْأَمْرِ وَرِجَالِ الْأَمْنِ
اعْتِدَاءٌ عَلَيْكَ، وَعَلَى مَحَارِمِكَ وَعَلَى بَيْتِكَ » انْتَهَى كَلامُهُ ،
نَقْلَتْهُ نَصًّا .
فَالْمُحَافَظَةُ عَلَى
أَمْنِ هَذِهِ الْبِلَادِ -أَيُّهَا
الْإِخْوَةُ- مَسْئُولِيَّةُ الْجَمِيعِ، وَقَطْعُ الطَّرِيقِ أَمَامَ هَؤُلَاءِ
الْخَوَنَةِ لِدِينِهِمْ وَلِبِلَادِهِمْ وَلِإِخْوَانِهِمُ الْآمِنِينَ، وَاجِبُ
كُلِّ مَنْ يَخْشَى عَلَى عَقِيدَتِهِ
وَعِبَادَتِهِ وَعِرْضِهِ وَدَمِهِ، بَلْ وَاجِبُ كُلِّ مُسْلِمٍ يَخْشَى عَلَى
قِبْلَتِهِ وَمُقَدَّسَاتِهِ .
فَلْنَتَّقِ اللهَ -
أَحِبَّتِي فِي اللهِ- وَلْنَكُنْ يَدًا وَاحِدَةً، وَصَفًّا وَاحِدًا ،
مُتَمَسِّكِينَ بِكِتَابِ رَبِّنَا ، عَامِلينَ بِسُنَّةِ نَبِيِّنَا، مُطِيعِينَ
لِوُلَاةِ أَمْرِنَا، حَذِرِينَ مِمَّنْ يُرِيدُ تَفْرِيقَ كَلِمَتِنَا أَوْ
تَمْزِيقِ وَحْدَتِنَا، يَقُوْلُ U: } وَأَطِيعُوا اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا
عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ {
.
بَارَكَ اللهُ لِي
وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ
الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ
لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ
عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَانِهِ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمًا
لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى
رِضْوَانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ
تَسْلِيمًا كَثِيْرًا .
أَمَّاْ بَعْدُ ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُوْنَ :
إِنَّ الْجَرِيمَةَ
النَّكْرَاءَ، الَّتِي وَقَعَتْ بِمِنْطَقَةِ الْقَصِيمِ ، وَاسْتُشْهِدَ
بِسَبَبِهَا رَجُلُ أَمْنٍ، وَقُتِلَ نَتِيجَتَهَا مُقِيمٌ، مَا هِيَ إِلَّا
عَمَلِيَّةُ اسْتِهْدَافٍ لِأَمْنِ هَذِهِ الْبِلَادِ ! مِثْلُهَا كَسَابِقَاتِهَا،
وَهُوَ مَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ e
عَنْ تِلْكَ الْفِئَةِ الضَّالَّةِ الْبَاغِيَةِ الْمُجْرِمَةِ، (( يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ ،
وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ )). فَالْمُسْلِمُونَ لَا يَسْلَمُونَ
مِنْ شَرِّهِمْ، سَوَاءً كَانُوا رِجَالَ أَمْنٍ أَوْ عَادِيِّينَ يُصَلُّونَ فِي
مَسَاجِدِهِمْ، أَوْ يُصَلُّونَ فِي بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ أَوْ فِي مَسْجِدِ
الرَّسُولِ عَلَيْهِ اَلْصَّلَاْةُ وَاَلْسَّلَاَمُ، وَلِذَلِكَ جِهَادُ هَؤُلَاءِ
الْبَاغِينَ الْمُجْرِمِينَ، وَقَتْلُهُمْ، وَالْإِبْلَاغُ عَنْهُمْ،
وَالتَّحْذِيرُ مِنْهُمْ ، مِنْ أَعْظَمِ الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، وَمِنْ
أَعْظَمِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ U،
وَيَكْفِي فِي ذَلِكَ قَوْلُ النَّبِيِّ e:
(( لَوْ يَعْلَمُ الْجَيْشُ
الَّذِينَ يُصِيبُونَهُمْ مَا قُضِيَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ e لَاتَّكَلُوا عَلَى الْعَمَلِ ))، وَقَوْلُهُ e: (( خَيْرُ
قَتِيلٍ مَنْ قَتَلُوهُ ))، وَقَوْلُهُ e
: (( طُوبَى
لِمَنْ قَتَلَهُمْ أَوْ قَتَلُوهُ )) .
أَسْأَلُ اللهَ U
أَنْ يَحْفَظَ لَنَا دِينَنَا، وَأَمْنَنَا ، وَوُلَاةَ أَمْرِنَا ،
وَعُلَمَاءَنَا ، وَدُعَاتَنَا ، وَأَنْ يَرُدَّ كَيْدَ الْكَائِدِينَ إِلَى
نُحُورِهِمْ ، وَأَنْ يَجْعَلَ تَدْبِيرَهُمْ سَبَبًا لِتَدْمِيرِهِمْ ، وَأَنْ
لَا يَرْفَعَ لَهُمْ رَايَةً ، وَأَنْ يَجْعَلَهُمْ لِغَيْرِهِمْ عِبْرَةً وَآيَةً
إِنَّهُ قَوِيٌّ عَزِيزٌ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْحَمَ ضَعْفَنَا ،
وَتَجْبُرَ كَسْرَنَا ، وَتُعِيذَنَا مِنَ الْفِتَنِ ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا
بَطَنَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ
الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى ، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا سُعَدَاء ،
وَتَوَفَّنَا شُهَدَاءَ ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ الْأَتْقِيَاءِ يَا رَبَّ
الْعَالَمِينَ . } رَبَّنَا آتِنَا فِي
الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{
عِبَادَ اللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي
الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{ ، فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى
وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا
تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا: http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
وللمزيد من الخطب السابقة في الخوارج والعمليات الإرهابية تجدها هنا: http://www.islamekk.net/play.php?catsmktba=1678
|